أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نزهة أبو غوش - قصّة اليافعين زغرودة ودماء لجميل السلحوت














المزيد.....

قصّة اليافعين زغرودة ودماء لجميل السلحوت


نزهة أبو غوش
روائيّ وكاتبة، وناقدة


الحوار المتمدن-العدد: 6760 - 2020 / 12 / 14 - 15:44
المحور: الادب والفن
    


زغرودة ودمّاء، قصّة قصيرة لليافعين عن دار إلياحور للنّشر والتّوزيع في أبو ديس-القدس، صدرت حديثا 2020م.
تناول الكاتب السلحوت في قصّته " زغرودة ودماء" ظاهرة خطيرة منتشرة في أوساطنا العربيّة، وهي استخدام المفرقعات النّاريّة للتّعبير عن الفرح، وذلك دون أخذ الحيطة والحذر، ودون التّعاون مع رجال الأمن في البيئة المنوي فيها استخدام هذه المفرقعات؛ بل يستخدمها الصغار والكبار بشكل عشوائي؛ مماّ يتسبّب بالكثير من الكوارث، والأذى.
في قصّة الأديب السلحوت قيم تربويّة تستحق التقدير، نحو المساعدة الّتي يقدم عليها أفراد المجتمع، يقدمون عليها دون نخوة من أحد، فهي عادات متسلسلة أبا عن جدّ في بيئاتنا الاجتماعيّة، وجميل أن تترسّخ في عقول أبنائنا . مثال على ذلك، مساعدة أحد رجال البلدة الّذي كان مارًا بالصدفة، حيث أخذ معه الطّفل رائد المصاب إِلى المستشفى وقال ص5:" الحقوني إِلى مستشفى المقاصد"، كذلك مساعدة الجارة لأمّ الطّفل حيث نقلتها بسيّارتها إِلى المقاصد حيث ابنها المصاب.
في قصّة " زغرودة ودمّاء" عمد الكاتب ابراز مظاهر الفرح في مجتمعنا، حيث تعدّدت الوسائل: أولا قفز الأم بالهواء مثل لاعب كرة السّلة، كذلك اطلاق الزغرودة في الفضاء عاليا، ونعف حبّات الشوكولاتة في الحارة؛ كي يلتقطها اطفال الحيّ. وعندما تكبر الفرحة وتتعاظم مثل نجاح طالب التوجيهي، فيجب أن تعمّ الفرحة البلدة بأسرها من خلال اطلاق المفرقعات في الفضاء. هل حاول الكبار مرّة أن يفتّشوا عن وسيلة للفرح غير اطلاق النار، الّذي يكتسبه عنهم أطفالهم بتعويضه بمفرقعات تملأ قلوبهم بهجة. أرى بأنّ قصّة الأديب جميل السلحوت، ربما ستكون رادعا للأطفال ولذويهم للابتعاد عن هذه الطريقة البشعة الّتي يمارسها أبناؤنا.
أرى بأنّ توجّه الأمّ لإِطلاق المفرقعات، هو من باب التّرويج والمباهاة؛ كي تسدّ أفواه النّاس، ولا يقولون بأنّ ابنها قد سقط في التوجيهي؛ فهذه ثقافة فرضها المجتمع فتطورت على مرّ السنين، حتّى يخالها الغريب بأنّها من السنّة النّبويّة! فهناك عادات سلبيّة في المجتمع فرضت عليه ويصعب تغييرها، وعلينا ككّتاب أن نعمل على تثقيف الناس للابتعاد عنها شيئا فشيئا حتّى تنتهي بشكل كامل. فقصّة "زغرودة ودماء" هي مبادرة جيّدة؛ لأنه من شدّة التّرويج لهذا النجاح سمعنا عن عدد من الطلاب قد أقدموا على انهاء حياتهم.
على لسان إحدى شخصيّات القصة كان السؤال: ما هو معدّل زيد؟ فكانت الإجابة خمس وخمسون؛ هنا أرى بأنّ الكاتب أراد أن يدخل عنصر السخرية بهدف النّقد، وأراد أن يقول: من المفارقة أن تطلق المفرقعات، لطالب حاصل على هذه العلامة المتدنّية. وأنا أقول بأن مربط الفرس ليس بقيمة المعدّل، حتى لو حصل الطّالب زيد على تسع وتسعين فهذا أيضا لا يبرّر ما حدث؛ لأن الفكرة يجب أن تؤكّد على عدم استخدام المفرقعات للأطفال أو اليافعين تحت أيّ ظرف كان.
هناك بعض العبارات الّتي استخدمها الكاتب، وقد لعبت على الجانب العاطفي للقارئ، حين سأل رائد والدته: هل ستنبت لي أصابع غيرها؟ كذلك حين سالت الدماء وملأت وجهه، وحين قطّب الأطبّاء الأوردة والشرايين؛ أرى بأنها صورة قاسية على الصغار، وربّما يحتملها اليافعون أكثر.
حين أفاقت الأمّ من غيبوبتها سألت: "هل مات رائد؟" ص6
أرى بأن هذه العبارة لا تناسب الأمّهات؛ لأن الأمّ لا تصدّق بأنّها قد فقدت ابنها حتّى ولو رأته فاقدا الحياة فعلا، ويبقى لديها الأمل في حياته.
لفت نظري عنوان القصّة " زغرودة ودماء" الّذي حمل معنى التّناقض الّذي ألفناه في عناوين سابقة للكاتب، حيث عوّدنا على كتابة عناوين رواياته المختلفة على مدى سنوات مضت، نحو (برد الصيف، جحيم النعيم...وغيرها ) حينها رأيت عمق ومغزى هذه العناوين؛ بينما الآن في قصّة الأطفال أو اليافعين لا أرى ضرورة ذكر الدّم رغم انّه جزء لا يتجزّأ من القصّة، بل هو محورها الرئيسيّ؛ لأن عنوان الدّم يمكن أن ينفر منه الطّفل، أو اليافع، فيخاف أو يتشاءم، فلا يقدم على قراءته، فكان من الأنسب اختيار عنوانا آخر يجذب القارئ.
الزّمان: في فترة اعلان نتائج الامتحانات لطلاب الثانوية العامة.
المكان : مدينة القدس، حين ذكر الكاتب مستشفى المقاصد الخيرية.
لغة القصّة مباشرة، سلسة واضحة للأطفال واليافعين، لا يوجد بها تعقيد. استخدم بعض العاميّة نحو: (الحقوني) بدل الحقوا بي
هناك بعض الأخطاء المطبعيّة : تكّرر اسم رائد مرّتين، الأولى بعمر التسع سنوات والأخرى بعمر السبع سنوات.
الاسم رائد في الفقرة الأخيرة كتب بالضمة بدل تنوين الضم.



#نزهة_أبو_غوش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القبّعات الملوّنة والحالة النّفسيّة في القصّة
- السّنجابة والعقاب
- الخلطة السّحريّة لمرض الكورونا
- الكورونا الخرافة-قصة قصيرة
- هارب من الكورونا
- مسرحية-محاكمة السيدة كورونا
- خلاف غير نمطي-قصة قصيرة
- نهاية غير متوقّعة-قصة قصيرة
- نورس يبحث عن الأحباب-قصة قصيرة
- كنان يتعرف على مدينته والشخصيات المتشابكة
- على ضفاف الأيام وعاطفة الحب
- رواية الخاصرة الرخوة لجميل السلحوت
- قصة-الأرجوحة-والارتباط بالأرض
- تحليل كتاب -من بين الصخور-
- رواية الحائط وتحقيق الذات
- خلق الشّخصيّات الإيجابيّة في رواية -ليت-
- الصراع في رواية شبابيك زينب
- ميلاء سعاد المحتسب وعاطفة التّحدّي
- رواية السّيق والقلق
- وميض في الرّماد ومعاناة المغتربين


المزيد.....




- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نزهة أبو غوش - قصّة اليافعين زغرودة ودماء لجميل السلحوت