أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - حسين عجيب - نقد النظرية الجديدة للزمن ( س_ س )















المزيد.....



نقد النظرية الجديدة للزمن ( س_ س )


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 6922 - 2021 / 6 / 8 - 13:51
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


نقد النظرية الجديدة للزمن ( س _ س )
1
من هو الأحمق ؟
ليس الجواب سهلا ، سؤال الحماقة يشبه سؤال السعادة أو الحكمة أو التسامح ، ولا يقبل ثنائية الصح والخطأ .
مع ذلك يمكن مقاربة الجواب الصحيح ، الموضوعي والمتكامل وبدرجة عالية من الدقة ، حول سلوك الحماقة وما تعنيه كصفة إنسانية مشتركة .
يشعر ويعتقد أن الحق معه ، والمشكلة هناك .
....
لماذا تجادل أحمقا ؟
الجدل يتمحور حول المنطق ، والحماقة بالتعريف تتمثل بفقدان المنطق .
....
ما هو المنطق ؟
بعد أكثر من مئة ساعة قراءة حول المنطق ، بشكل خاص ومحدد ، لا أعرف كيف يمكن التعبير عن الفكرة أو الخبرة بوضوح وتكثيف .
يعرفه بعض الفلاسفة أنه علم العلم .
يمكن القول أن المنطق يمثل الحس المشترك ، أو القانون الإنساني ( الذي يتجاوز المستوى الذاتي والاجتماعي ) .
2
علاقة التتام شبه المجهولة في الثقافة العربية ؟!
بعد الخمسين ، لأول مرة أقرأ كلمة التتام .
علاقة التتام محور الحياة الإنسانية ، الثقافية وغيرها .
علاقة الجدل الوهمية بطبيعتها ، حلت محل علاقة التتام البسيطة والواضحة والمشتركة بين الحياة والزمن والوجود بصفة عامة .
....
الممثل السوري المعروف ياسر العظمة ، قدم حلقة كاملة من مسلسله الكوميدي ( مرايا ) توضح علاقة التتام لكن بشكل سلبي .
طبيب سوري مغترب ، يعود بقصد المساعدة على تحسين الوضع الصحي في البلد ، بعدما تجاوز مرحلة الشباب .
يطلب منه تقديم الأوراق الثبوتية لممارسة المهنة كالعادة ، وخاصة شهادة البكالوريا .
مراحل التعليم متتامة ، كل مرحلة تتضمن ما سبقها والعكس غير صحيح طبعا . الجامعة تتضمن البكالوريا والعكس غير صحيح .
....
الخجل يتضمن الوقاحة ، والعكس غير صحيح .
مع أنهما يشبهان مرحلة البكالوريا ، لكن في حياة الطفل _ة .
الخجل ، موقف وسلوك نعرفه جميعا ، لكن بشكل منقوص دوما .
تفسير ذلك ، أننا نمارسه بشكل لاشعوري غالبا .
الوقاحة ، موقف وسلوك نكرره جميعا ، لكننا نجهله عادة .
يتمثل الخجل بمحاولة تضييق المجال الحيوي في حضور غرباء ، أو في المواقف الجديدة والطارئة .
تتمثل الوقاحة بالعكس ، المبالغة والتطرف بحضور الغرباء ، أو في المواقف الجديدة .
....
علاقة التتام تتصل مباشرة بنظرية التطور ، واعتقد أن اهمالها في الثقافة العربية لا يقتصر على الكسل والسهو . بل هو ضمن خطة التجهيل ، المقصودة ، التي تمارسها السلطات المتشابهة في العالمين العربي والإسلامي مثل قطع الصابون ، السياسية والدينية والاقتصادية وهي موحدة بشخص الزعيم ، حيث اليوم أسوأ من الأمس وأفضل من الغد ....
آمل وأرجو أن أكون مخطئا في تقديري وفهمي لما نحن عليه ، في هذا الجزء التعيس من العالم .
....
....
نقد النظرية الجديدة للزمن ( 3 _ س )

جوهرتنا المشتركة ، والموروثة ...فن التركيز والتأمل
ظاهرة الفكر والشعور الثنائية محور اليوغا ، ممارسة التركيز والتأمل .

....
لو سألت في سهرة ، أو في أي مكان عام : ما هو الفكر ؟
يسارع الأغبياء ، المرضى العقليين فقط ، بتقديم الأجوبة .
نفس السؤال ، ونفس الجواب لو وضعنا الزمن ( أو الوقت ) لكن درجة الغباء تتزايد وتتضاعف .
هذا أكثر من رأي وموقف شخصي ، يمثل خبرة حياتي الاجتماعية والثقافية المتكاملة .
....
أشعر بالرهبة والخوف ، وثقل المسؤولية الحقيقية .
أشعر بالقداسة أيضا ، مع أنني ما أزال أعارض كل أشكال القداسة ، خارج بيوت العبادة ، والعلاقة الخاصة مع المطلق والله .
1
الوقت الفكر وجهان لعملة واحدة .
بالمقابل ، الحياة والشعور وجهان لنفس العملة .
هذه خلاصة فهمي لليوغا بعد أربعة عقود من الاهتمام ، ومحاولة الفهم .
التركيز والتأمل ، التفكير والشعور ، العقل والجسد ، الوقت والحياة .
هي ثنائيات لا تقبل الاختزال إلى واحد مطلقا ، مثل وجهي العملة .
وما نزال ( مجتمع العلماء والفلاسفة والشعراء خاصة ) نفشل في محاولة الحل ، أو التوصل إلى حل صحيح ومناسب ( تجريبي أو منطقي ) .
....
الشعور ظاهرة أحادية ، بيولوجية أو فيزيولوجية ، مشتركة بين الأحياء .
الفكر ظاهرة ثلاثية ، بيولوجية واجتماعية ولغوية وثقافية ، شديدة الغموض والتعقيد بطبيعتها .
2
مشكلة المعنى
توجد أربع مستويات أو أنواع للمعنى :
1 _ المستوى الأول ، التقليدي ، يتمحور حول المتكلم أو الكاتب .
( المعنى في قلب الشاعر ، أو الحدث والمناسبة ) .
2 _ المستوى الحديث ، نظريات التلقي والقراءة ، يتمحور حول فاعلية القراءة ، والكتابة تاليا .
3 _ المستوى ما بعد الحداثي ، يتمحور حول اللغة .
( اللغة بيت الكينونة ومسكن الوجود ، بترجمات هايدغر المتنوعة ) .
4 _ المستوى الحالي ، بدلالة الفهم الجديد للواقع والزمن خاصة .
هذه الفكرة ناقشتها سابقا ، وتوجد إضافة مهمة كما أعتقد ، سوف اناقشها عبر الفقرات القادمة .
....
المعنى بدلالة اللغة ، يتضمن المعنى الحداثي والتقليدي معا ، لكن العكس غير صحيح .
كل كلمة في اللغة ، أو رمز وإشارة في علاقة متصلة بالمعنى مباشرة ، أو بشكل غير مباشر كالمجهول مثلا .
3
المعنى بدلالة النظرية الجديدة للوقت
الواقع أحد مستويين أو نوعين :
1 _ الواقع المباشر : هنا .
2 _ الواقع الموضوعي ، ويتضمن هناك بالإضافة إلى هنا .
....
هناك نوعان : في الماضي أو في المستقبل .
1 _ الماضي حدث سابقا ، وهو يبتعد بطبيعته عن هنا .
2 _ المستقبل لم يحدث ( لم يصل ) بعد ، وهو يقترب بطبيعته .
مع بساطة العبارتين ، لا أحد يعرف معناهما الحقيقي بعد .
لن أعتذر عن الادعاء الكبير والصارخ :
لا أحد يعرف أي شيء عن المستقبل ، وليت الأمر يتوقف عند هذا الحد .
بدل الاعتراف بالجهل ، لا نقص المعرفة العلمية فقط ، يسارع العلماء والفلاسفة إلى قذف الأجوبة الفانتازية في وجوهنا كل يوم .
4
بسهولة يمكن التمييز بين الفعل والفاعل .
خلال قراءتك الآن : أنت تمثل _ين الفاعل .
بينما حدث القراءة نفسه يمثل الفعل .
1 _ الفاعل ( أنت ) يبقى في الحاضر .
هذه الحقيقة الأولى ، وهي ظاهرة مباشرة وتقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء .
2 _ الفعل ( عملية القراءة ) تبتعد في الماضي ، بنفس السرعة التي تقيسها الساعة .
وهذه الحقيقة الثانية ، او المزدوجة ، وهي ظاهرة أيضا وتقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء .
لماذا وكيف ؟
لحسن الحظ ، نعرف وبشكل تجريبي ، أن الحياة والأحياء تبقى في الحاضر دوما ( أو في الواقع المباشر : هنا ) . بالتزامن ، مع الحركة الموضوعية لمختلف الأحداث أو الأفعال بلا استثناء ، التي تبتعد عن الحاضر .
وتوجد حركة ثالثة ، يتقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء أيضا : تتمثل بحركة اقتراب المستقبل ، بنفس السرعة التي تقيسها الساعة .
نعرف جميعا اليوم ( سبت 5 / 6 / 2021 ) أن يوم الغد ( الأحد 6 / 6 / 2021 ) قادم بنفس السرعة ، أيضا يوم أمس ( جمعة 4 / 5 / 2021 ) يبتعد بنفس السرعة التي تقيسها الساعة ، لكن بشكل معاكس دوما .
5
لا يمكنني التبسيط والتوضيح أكثر .
أعرف أن مشكلة الواقع المباشر هنا _ الآن ، والموضوعي أكثر الذي يتضمن هناك المزدوجة في الماضي والمستقبل بالتزامن ، غامضة وشديدة التعقيد .
أعرف أكثر ، أنني لن أحلها بمفردي .
وأعرف أكثر وأكثر ، أنها لن تحل خلال حياتي ، وربما طوال هذا القرن .
....
يقولون لكل مجتهد نصيب .
وأنا أصدقهم .
....
ملحق
أدونيس وأنسي الحاج والماغوط ، من أبرز الظواهر الثقافية العربية الحديثة ، ولا خلاف حول أهميتهم في الثقافة والفكر العربيين . وربما يستمر تأثيرهم ، ويمتد طوال هذا القرن ، وأكثر ...من يعلم !
استخدمهم خلال هذا النص ، بشكل محدد ، كمثال على تحقيق الانسجام بين الكاتب وحياته .
بينما في الجهة المقابلة محمود درويش ومظفر النواب وعبد الرحمن منيف ، على درجة من الاختلاف تقارب التناقض ، ولا يقل تأثير الظاهرة الثانية عن سابقتها ، بل ربما يزيد ....وحده المستقبل يجسد الحقيقة والمصداقية .
....
الظاهرة احدى ثلاثة أنواع :
1 _ ظاهرة أحادية .
فيزيولوجية أو اجتماعية أو ثقافية .
2 _ ظاهرة ثنائية .
علاقة ثنائية أو تبادلية .
3 _ ظاهرة ثلاثية .
مثل التفكير النقدي ( علاقة ثلاثية بين الفيزيولوجيا والمجتمع والثقافة ) .
بينما الشعور ظاهرة أحادية بطبيعته ، موروث ومشترك بين الأحياء .
....
ربما يكفي التقسيم الثنائي والثلاثي ، حيث أن الأحادية ( ومختلف أشكال الفردية ) هي نتيجة مباشرة للتعددية أو الثنائية وأحد اشتقاقاتها لا أكثر .
بعبارة ثانية ،
الأحادية أو الفردية فكرة عقلية وثقافية ، لا يوجد مقابل موضوعي لها في العالم الخارجي والكون . وهي تشبه اللغة والرياضيات ( وربما الزمن أيضا ) . سوف يبقى موضوع الزمن جدليا ، بين العداد والفكرة العقلية ، وبين النوع الخاص من الطاقة ، لفترة قد تطول لقرون .
....
المعنى يكتسب أهميته النهائية ، من المستقبل خاصة .
....
....
نقد النظرية الجديدة للزمن ( 2 _ س )

جلس الشاب ( س ) لينسخ مقطوعة لبيتهوفن .
بعد فترة ، صديقته التي كانت بزيارته في الشقة بدأت تتململ ثم قامت ، لتتمشى في الغرفة وصوت حذائها مسموع .
صرخ الشاب بغضب ، ألا يمكنك الانتظار لدقائق ، أقل من عشر دقائق .
....
بعد عشرين سنة .
الشاب وحده في الشقة ، ويستمع إلى صوت حذاء صديقته فقط .
....
هذه القصة ل دينو بوتزاتي ، سمعتها من صديق قبل أكثر من عشرين سنة ولم أقرأها في أي مجموعة بعد ، للأسف .
أعتقد أنها من أجمل ما قرأت ( سمعت ) حتى اليوم .
ربما أول أسباب إعجابي الشديد بالقصة ، أن عنصر البطولة فيها للزمن والوقت مناصفة ، مع الحياة والحدث .
1
القسمة الثنائية ( الكلاسيكية ) بين ذات وموضوع ، وحديثا بين الفعل والفاعل ، أساس مشترك بين مختلف الثقافات واللغات . وموقف الانكار من قبل التنوير الروحي خاصة ، للتقسيم بين ذات وموضوع وللزمن وللتمييز بين الصح والخطأ وغيرها ، يمثل الحلقة الأضعف في أدبيات التنوير الروحي ، وخطأ موقفه الفكري الصريح .
الثقافة العالمية ومعها مختلف التيارات العلمية الحديثة ، نتيجة للتقسيم بين المجالات المتنوعة المتشابهة أو المتخالفة ، والتخصص العلمي مثل اللغة والرياضيات والكمبيوتر صار جزءا أساسيا من حياة الانسان ، ويتعذر الاستغناء عنه .
....
التمييز بين الفعل والفاعل ، عملية سهلة بمساعدة التكنولوجيا الحديثة .
( الفعل أو الحدث يمثل حركة الزمن أو الوقت ، وعلى العكس الفاعل يمثل حركة الحياة والأحياء ) .
مثلا لقطة تصوير فيديو لخمس دقائق ، صوت وصورة ...
في اللحظة التي ينتهي بها التصوير ، تتكشف الحركة الثنائية بين الفعل والفاعل ( او الجدلية العكسية بين الحياة والوقت ) .
لنفترض أنك من ت _ يقوم بعملية التصوير والتسجيل :
أنت ما تزال في الحاضر ، وفعلك صار في الماضي .
أكثر من ذلك ، أنت تبقى في الحاضر طوال حياتك ( وتجسده بالكامل ) ، بينما جميع افعالك تبتعد عنك في الماضي الأبعد ، ثم الأبعد ( وليس في اتجاه المستقبل بالطبع ) بنفس السرعة التي تقيسها الساعة .
2
الفكرة أعلاه _ التي قرأتها بسهولة أو بصعوبة _ جديدة بالكامل على الثقافة العالمية ، العلمية والفلسفية أيضا .
وتتطلب من القارئ المرونة العقلية ، بالإضافة إلى المقدرة على التركيز بالفعل ، ومهارة التفكير في ما هو خارج مجال العادة والمألوف .
....
الاختلاف مثلا بين هذه الفكرة ونظرية الانفجار الكبير ( أو النسبية أو التمدد الكوني وغيرها ) ، يتركز حول التجربة ( قابلية الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء ) ، وهو الشرط العلمي المتكامل .
كل نشاط تقوم _ين به ، وبلا استثناء ، ينقسم في نفس اللحظة إلى : 1 _ اتجاه أول ( اتجاه الأفعال والأحداث : من الحاضر حيث أنت إلى الماضي الأبعد ، فالأبعد ) 2 _ اتجاه آخر مخالف تماما ( يبدو معاكسا ، لنتذكر حركة الباص أو القطار المجاور ) ، أنت وأنا ومعنا جميع الأحياء نجسد الواقع المباشر ، أو متلازمة الحاضر والحضور والمحضر .
تلك الحركة مزدوجة في الحد الأدنى ، حيث توجد حركة ثالثة تتمثل بالحركة الكونية ( هي ثابتة منطقيا ، أو منتظمة ) ، وهي مصدر تعقيد الواقع المباشر _ والواقع الموضوعي اكثر بالطبع ، فهو يتضمن الماضي والمستقبل بالإضافة إلى الواقع المباشر _ ومصدر غموض هذه الكتابة .
3
هل يوجد مكان خاص للماضي ؟
ونفس السؤال بالنسبة للمستقبل ؟
يوجد أحد الاحتمالين :
1 _ إذا كان للماضي ، وللمستقبل أيضا ، مكانه أو حيزه الخاص .
يصعب علي تخيل ذلك .
2 _ اذا كان الماضي والمستقبل والآن ( الواقع المباشر ) ، تحدث كلها بالتزامن ، تتعقد الصورة أكثر .
....
للتذكير فقط بوضع اليوم الحالي ، والسؤال هل هو في الماضي ام في المستقبل أم في الحاضر ؟
والجواب الصحيح ( المنطقي والتجريبي بالتزامن ) ، هو ثلاثي أيضا :
1 _ بالنسبة للأحياء ، اليوم الحالي يمثل الحاضر .
2 _ بالنسبة للموتى ، اليوم الحالي يمثل المستقبل .
3 _ بالنسبة لمن لم يولدوا بعد ، اليوم الحالي يمثل الماضي .
....
لا أعرف كيف يمكن تبسيط الفكرة أكثر .
الواقع ينطوي على تعقيد هائل ، بطبيعته .
4
الكتابة فكرة وأسلوب .
الفكرة الملكية يمثلها كتاب ( اللاطمأنينة ) ل فرناندو بيسوا .
الفكرة التافهة يمثلها كتاب ( كفاحي ) ل أدولف هتلر .
بالتزامن :
الأسلوب الملكي ، يتقاسمه الكتابان كما أعتقد .
....
هل يمكن ، أو كيف يمكن صياغة " النظرية الجديدة للزمن " بأسوب جيد ولا أقول ملكي !
هذه مهمتنا المشتركة قارئي _ت العزيز _ ة ....
....
كيف يحضر الانسان في العالم ؟!
سؤال هايدغر وهاجسه المزمن ، مشكلتنا أيضا .
5
العلاقة بين الشعور والفكر تمثل المشكلة وحلها بالتزامن ...
الشعور فيزيولوجيي ، ظاهرة أحادية ( مباشر بطبيعته ) .
الفكر ظاهرة ثلاثية ، فيزيولوجية واجتماعية وثقافية بالتزامن ، يتضمن المباشر أيضا ، لكن بطرق غامضة ...وما تزال شبه مجهولة للأسف .
....
....
نقد النظرية الجديدة للزمن _ المقدمة
( مشكلة الماضي والمستقبل ، وكيفية حلها بشكل منطقي أولا )


الوقت والزمن واحد لا اثنين . هذه المشكلة الأولى لغوية ، وخاصة باللغة والثقافة العربيتين . بينما الوقت ( الزمن ) والحياة اثنان ، ولا يمكن اختزالهما إلى الواحد مطلقا .
وهذه المشكلة عالمية في الثقافة أولا ، وفي العلم والفلسفة أيضا .
1
يمكن تشبيه مشكلة الوقت والزمن بطفل ، وليكن اسمه محمد أو أحمد أو محمود على سبيل المثال لا الحصر .
الأم أجنبية ، وغير موافقة على اسم ابنها .
فتقوم بتغيير اسمه إلى لقب دلع ( حمودة أو حمادة أو حمادو ...وغيرها ) .
بالنسبة إلى الطفل ومحيطه لا مشكلة ، وخاصة بين الاسم وأحد مشتقاته .
لكن في حالة أخرى ، الأب نفسه يغير رأيه بعد الانتقادات العديدة التي يسمعها ، أو تكون الأم صاحبة صوت وقرار أيضا ، فيصير للطفل اسمين أحدهما رسمي في المدرسة ، والثاني في البيت وبين الأسرة .
يحدث الارتباك والتشويش في المعنى عندما يكون للفتى اسمين ، مثل عماد وياسر . أو للفتاة اسمين ، سلمى ونغم مثلا .
بالنسبة لمشكلة الوقت والزمن ، هي نفسها بالمثالين أعلاه وإلى درجة تقارب المطابقة : تسميتان لشيء واحد ( كلمتان مترادفتان ) .
وهذه النتيجة توصلت إليها ، عبر طريقتين ، الأولى منطقية بالمقارنة بين لغات متعددة وبمساعدة الأصدقاء خاصة . وكان الرأي أن المشكلة لغوية وهي غير موجودة في بقية اللغات الحديثة خاصة . والطريقة الثانية تجريبية ، عبر دراسة مكونات الوقت أو الزمن . مثلا ساعة الوقت هل تختلف عن ساعة الزمن ؟ أو السنة أو القرن أو الدقيقة وغيرها . بالتجربة يمكن التأكد من عدم وجود أي اختلاف بين ساعة الزمن وساعة الوقت ، وغيرها من تقسيماتهما أو مضاعفاتهما .
بكل الأحوال ، هذا الموضوع ناقشته سابقا بشكل تفصيلي أكثر ، ومع الأدلة والبراهين المتنوعة ، عبر نصوص منشورة على الحوار المتمدن ، ويمكن الاطلاع عليه بسهولة لمن يرغب .
....
الزمن والحياة اثنان ، ولا يمكن ردهما إلى الواحد .
ساعة الحياة مثلا ، تختلف بشكل نوعي عن ساعة الزمن .
على سبيل المثال ، يمكنك مقارنة الساعة الحالية خلال قراءتك لهذه الكلمات مع ساعة ، مقابلة لها ، قبل عشرين سنة ( أو بعد عشرين سنة ) .
ساعة الحياة تتدرج من الولادة إلى الموت ، بين الطفولة والكهولة . وهي تتجسد بمرحلة عمرية عند الفرد الإنساني وغيره .
ساعة الزمن تتمثل بالتاريخ الموضوعي ، مثلا بعد عشرين سنة ربما يوجد قارئ _ة لهذا النص ، بينما نحن الآن ( الكاتب والقارئ _ة حاليا ) ربما نكون من بين المحظوظين بالبقاء على قيد الحياة ، أو نكون معا ، أو أحدنا قد انتقل إلى هناك ( في الماضي طبعا ) .
2
مشكلة الماضي والمستقبل مقارنة بالأمس والغد
بحدود العاشرة يميز غالبية الأطفال بين الأمس والغد بدلالة اليوم الحالي بوضوح ، ودقة ، مع الفهم الصحيح لعلاقتهما واتجاههما بالتزامن .
من خلال الملاحظة المباشرة ، يمكن التأكد أن الطفل _ة بعد العاشرة ، يفهم الأزمنة الثلاثة بشكل صحيح . والمفارقة ، أن غالبية المراهقين _ ات يفقدون هذه المهارة بعد العشرين غالبا .
أكتب هنا من واقع تجربتي الشخصية ، وهي توصلني إلى اليأس أحيانا .
أتحدث مع الشابات والشبان قبل العشرين عن علاقة الزمن والحياة ، وعلاقات الماضي والمستقبل ، واتجاهات حركة الحياة والزمن المتعاكسة يفهمونها بسهولة ووضوح . ولكن مع غالبية أبناء جيلي ومن تجاوزا الثلاثين ، توجد مقاومة لاشعورية ، عدوانية غالبا .
....
أعتقد أن فهم المشكلة سهل ، بين العاشرة والعشرين ، لا يكترث الشبان عادة سوى بالجانب المحدد والملموس من الزمن ( الغد والأمس بدلالة اليوم الحالي ) . بينما تتعقد المشكلة بعد الاهتمام بالماضي والمستقبل .
3
ما هو الماضي ، وأين يوجد ، وبماذا يختلف عن الحاضر والمستقبل ؟
هذا السؤال لم يطرح إلى اليوم بشكل جاد وموضوعي ، على حد علمي ، ليس في الثقافة العربية فقط ، بل والعالمية أيضا .
الماضي أحد ثلاثة أنواع :
1 _ الماضي الزمني .
2 _ الماضي الحياتي .
3 _ الماضي المكاني .
الماضي المكاني ، لا ينفصل عن الماضي الزمني أو الحياتي .
بعبارة ثانية ، المكان تزامني بطبيعته ، أو محايد بالنسبة للأزمنة الثلاثة الماضي والمستقبل والحاضر الحالي ( أو الواقع المباشر ) .
ماضي الزمن وماضي الحياة ظاهرة تقبل الملاحظة ، ويمكن دراستها بشكل منطقي وتجريبي بالتزامن .
المشكلة أنهما يشكلان جدلية عكسية ، لا نعرف بعد كيف ولماذا .
لنتأمل ولادة طفل _ة بعد سنة :
أين هو الآن بدلالة الماضي والمستقبل ؟
من جانب الحياة ، هو _ هي ، ذلك المولود القادم يوجد داخل جسدي الأم _ الأب ( عبر سلاسل الأسلاف ، وصولا إلى الجد _ة الأول _ ى ) في الماضي طبعا . وليس في الحاضر ولا في المستقبل .
ومن جانب الزمن بالعكس ، عمره أو وقته وزمنه ما يزال في المستقبل .
.....
اخترت ولغاية أسلوبية فقط ، وضع التسلسل الحالي حيث الجديد ( والتكملة ) يتضمن السابق ويبرره أو يلقي عليه نوعا من الضوء ، بالإضافة إلى تصحيح الأخطاء اللغوية أو التعبيرية بشكل أولي .
....
....
نقد النظرية الجديدة للزمن
( الوقت أو الزمن تسميتان لكلمة وفكرة واحدة )

مقدمة عامة
لماذا يتعذر على الكثيرين إلى اليوم ، 1 / 6 / 2021 ، التمييز بين الماضي والمستقبل وخاصة الفلاسفة والفيزيائيين ؟!
بنفس الوقت ، ينجح طفل _ة متوسط _ة في العاشرة بالتمييز بين الغد والأمس بشكل صحيح دوما ، وفي مختلف الثقافات واللغات والمجتمعات ؟
هذا السؤال ومعه الجواب أيضا مركب بطبيعته ، رغم بساطته الحقيقية ، وسأعمل خلال الفقرات القادمة على تفكيكه وحله بالطرق العلمية التجريبية والمنطقية بالحد الأدنى .
غايتي أن يقترب الجواب من العلم ، الدقة والموضوعية ، قدر الإمكان .
الفكرة الصحيحة ، أو التي تقارب الواقع بدلالة التجربة _ مع قابلية الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء _ هي الفكرة العلمية .
تتميز الفكرة العلمية عن الفكرة الايدولوجية وغيرها ، بقابليتها للملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء . عدا ذلك ، تبقى الفكرة في مستوى الفرضية النظرية ، بانتظار حكم المستقبل وحده ، على صحتها أو خطئها .
لنتذكر تعريف غاستون باشلار للعلم :
" العلم تاريخ الأخطاء المصححة " .
....
مستويات المعرفة الثلاثة من الأدنى :
1 _ المعرفة الحدسية ، وهي مشتركة بين الأحياء .
2 _ المعرفة القياسية ( الفلسفية أو المنطقية ) ، وهي خاصة بالبشر وتتضمن المعرفة الحدسية ، لكن العكس غير صحيح .
3 _ المعرفة العلمية ، تتمحور حول الدليل والتجربة والبرهان ، وتتضمن مختلف مستويات المعرفة وانواعها والعكس غير صحيح . بالمثل كما تتضمن الكهولة الطفولة والشباب ، بينما العكس غير صحيح إلا كنوع من الوجود بالقوة وعلى سبيل الاحتمال فقط .
....
الواقعية الجديدة _ كلمة ناقصة
( التمييز بين الماضي والمستقبل مشكلتنا المشتركة ) .
الصورة خاصة ، أو الكلمة وأي شيء آخر أو حدث ، يبدأ من الحاضر ويتحول إلى الماضي مباشرة ، عبر الأمس وبواسطته ( وليس إلى الغد أو المستقبل مطلقا ) .
بينما أنت ( مع الأحياء جميعا ) خلال قراءتك لهذا الكلمات مثلا ، أو أي نشاط آخر طوال حياتك ، تبقى _ ين في الآن .
وهذا الآن ، أو الحال أو الوضع ( الواقع المباشر ) ، يستمر من ولادتك وحتى لحظة موتك .
هذا هو الواقع الموضوعي ، المباشر أولا ، الذي يفشل الانسان إلى اليوم في فهمه ، ومعرفته بشكل علمي ( تجريبي ومنطقي ) .
أعتقد ان المشكلة لغوية بالمستوى الأول ، ومنطقية وفكرية تاليا .
مثال التصوير ،
أي صورة لك هي في الماضي ، مع أنها التقطت في الحاضر .
وهذا المثال يقبل التعميم بلا استثناء .
الغموض والتشويش مصدره الحركة الثنائية ، حركة الحياة وليست حركة الزمن ( أو حركة الأحداث ) .
الحياة توجد في الحاضر دوما ، ومصدرها الماضي والأمس .
بالتزامن ،
الزمن يوجد في الحاضر دوما ، لكن مصدره المستقبل والغد .
( الخلط بين حركة الحياة ، وبين حركة الزمن ، مصدر الخطأ العلمي والفلسفي السائد والمشترك ) .
....
ساعة الشطرنج _ يخسر من يستهلك أكثر من الوقت المشترك .
الوقت أحد نوعين فقط ، شخصي أو مشترك ، وهو أحد المراحل الثلاثة حيث يبدأ بالغد أولا ثم اليوم الحالي ويوم الأمس في المرحلة الثالثة ( ومعه الماضي الشخصي ، والماضي الموضوعي قبل ذلك ) .
الوقت الشخصي معروف ، فهو يتجسد في العمر الشخصي من الولادة إلى الموت ، ومحاولة شرحه بلا معنى .
الوقت المشترك معروف أيضا ، لكنه غير واضح كالوقت الشخصي .
الحالة الثالثة _ بينهما وفوقهما بالتزامن _ أو الثالث المرفوع ، عملية الكتابة / القراءة . وهي تشبه لعبة الشطرنج ، على درجة تقارب المطابقة .
يربح خلال لعبة ، القراءة _ الكتابة أو الكتابة _ القراءة ، من يقدر على منح الوقت الشخصي ن ويخسر من يفشل في ذلك . المستقبل حكم ثابت .
( طبعا في الحالة الخاصة ، التعادل في القوى والمهارات ) .
....
الفرق أو التشابه بين ساعة الحياة وساعة الزمن ( الوقت ) ....
ساعة الحياة تتجه بطبيعتها ، لكن لا نعرف بعد كيف ولماذا ، من الأمس والماضي إلى اليوم الحالي والحاضر .
ساعة الوقت تتجه بطبيعتها ، أيضا لا نعرف بعد كيف ولماذا ، من الغد والمستقبل إلى اليوم الحالي والحاضر .
هذا هو القانون العالمي ، وربما الكوني ، وبعد أي ملاحظة تخالفه مع قابلية الاختبار والتعميم ، تصير النظرية الجديدة للزمن ثرثرة واعتقاد خاطئ .
....
....
نقد النظرية الجديدة للزمن ( 1 _ س )

1
الخطأ الأول في الأسلوب ، بدل الحوار أو الجدل المنطقي ، تبدأ النظرية من العنوان " النظرية الجديدة للزمن _ الرابعة " بالتفاخر الصادم ، وغير المبرر . بالإضافة إلى ترويع المتلقي ( القارئ _ة أو المستمع ) بما يشبه إعلان حرب مفتوحة ، مع العلم والفلسفة والدين والثقافة العامة الموروثة والمشتركة ، واعتبار المستقبل مصدر الزمن وليس الماضي .
كيف يكون المستقبل مصدرا لأي شيء ، لا الزمن وحده !
ما هو المستقبل ؟
ما هو الماضي ؟
ما هي الحياة ؟
بصراحة لا أعرف .
أنا مثلك ، وأشبهك تماما ...
أحاول التفكير من خارج الصندوق .
....
الخطأ الثاني والمتداخل مع الأول ، ويضاعف من شدة الصدمة ، البدء بالادعاء _ بالتزامن مع رفض _ ما هو متفق عليه في العلم والفلسفة وعلى مستوى الثقافة العالمية والمحلية بلا استثناء : اتجاه الزمن من الماضي إلى المستقبل ، وليس العكس .
والنتيجة المباشرة ، يسارع المتلقي ( القارئ _ة أو المستمع ) إلى الموافقة أو الرفض للأفكار المطروحة ( الجديدة ) ، بشكل لاشعوري وقبل فهمها .
2
لو بدأت النظرية مثلا ، بمحاولة تحديد ما يجهله الانسان المعاصر ، والكاتب أولا ، حول الزمن أو الواقع أو الحياة والعلاقة المعقدة بينها .
ربما كان الموقف الحالي منها ليختلف بالكامل !
وعلى الأغلب لن يتغير في الأمر شيئا ، لا أعرف .
....
بعد وضع العلاقات الملتبسة أو شبه الغامضة بالتسلسل ، تتكشف صورة جديدة في بدايتها صحيح ، لكنها قد تكون كاشفة مع تقدم الحوار والفهم :
1 _ العلاقة بين الأمس والماضي .
أيضا العلاقة بين الأمس والغد ، وبين الأمس واليوم الحالي .
2 _ العلاقة بين الغد والمستقبل .
أيضا العلاقة بين الغد والأمس واليوم الحالي .
3 _ العلاقة بين الماضي والمستقبل .
4 _ العلاقة بين الحياة والزمن .
5 _ العلاقة بين الواقع المباشر ، وبين الواقع الموضوعي .
العلاقات أعلاه كلها ملتبسة ، تشبه علاقة الايمان الشخصي .
( يخبرك جارك أو قريبك أو احد معارفك الجدد أنه لا يؤمن بالله ، او بالعكس أنه يؤمن ، تتشكل لديك صورة ملتبسة بالفعل ) ....
الفكرة تقرب الموقف العالمي الحالي من مشكلة الواقع المباشر ، والموضوعي أكثر ، بدلالة الزمن والحياة .
....
يفهم طفل _ة في العاشرة الأزمنة الثلاثة ، وعلاقاتها التجريبية والمباشرة .
1 _ الأمس ، حدث سابقا خلال 24 ساعة السابقة .
2 _ اليوم الحالي ، وهو بؤرة الغموض والاختلاف .
3 _ يوم الغد ، الذي سيحدث معنا أو بدوننا ، خلال 24 ساعة القادمة .
لماذا إذن يتراجع الفهم الصحيح لها بعد العشرين ، ومع التقدم في العمر ، بينما المفترض ان يحدث العكس ؟
مع أن العلاقة الثلاثية بين اليوم الحالي ، وبين الأمس والغد غامضة بما فيه الكفاية ، تتعقد كثيرا بعد إضافة الماضي والمستقبل أيضا .
3
العلاقة بين الماضي والأمس ، محاولة تحديد منطقية :
الأمس هو الوقت أو الزمن المحدد ب 24 ساعة فقط .
بينما الماضي هو الأمس بالإضافة إلى الزمن ( أو الوقت ) السابق كله ، ما حدث قبل الفرد وقبل الانسان أيضا .
الأمس جزء من الماضي ، بينما الماضي يتضمن الأمس بالإضافة إلى كل ما حدث قبل ذلك .
لكن الفكرة نفسها تنطوي على مفارقة ، وأنا لا افهمها :
هل الماضي كله وهم باستثناء الأمس المحدد خلال 24 ساعة ؟!
وإذا كان الجواب بالنفي ، هل يمكن أن يوجد بلا مكان !
لا أعرف ، وهذه الفكرة سأعود إليها فقط عندما تتشكل لدي تصورات جديدة ، أو بعد قراءتي ( أو سماعي ) لأفكار جديدة منطقية أولا .
....
أعتقد أن للأمس أو الماضي ثلاثة أنواع :
1 _ النوع الزمني .
2 _ النوع الحياتي .
3 _ النوع المكاني .
بالنسبة للمكان ، علاقته مع الزمن أو الحياة ثابتة ويمكن تجاوزها .
مثلا ، يوم الكرة الأرضية ، أو المجموعة الشمسية أو المجرة ، هو نفسه بدلالة المكان .
بعبارة ثانية ،
أمس المكان أو الماضي المكاني موضوعي بطبيعته ، مثل حاضره أو غده ومستقبله ، يمكن اعتباره كثابت ، وربما يتغير بشكل نظامي وفق قوانين موضوعية ويمكن معرفتها نظريا ، أو منطقيا بالحد الأدنى .
بينما يوم الحياة ( بدلالة الأمس أو الماضي ، نقيض يوم الزمن ، من حيث طبيعة الحركة والاتجاه ) .
....
هل يمكن تحديد مكان الماضي ، أم هو نفسه مكان المستقبل ؟
بكلمات أخرى ،
هل يوجد مكان خاص للماضي والأمس بتحديد أكثر ، والذي يختلف عن مكان الغد وعن مكان اليوم الحالي ؟
أول مرة أفكر بهذا النوع من الأسئلة ؟
وأعتقد أنها أسئلة جديدة بطبيعتها ، وسأكتفي هنا بالمستوى المنطقي والتصورات الأولية ، على أمل تصحيحها لاحقا مع تقدم البحث والحوار .
4
يوم الأمس المحدد ب 24 ساعة السابقة ، يتضمن الماضي كله .
أو بعبارة ثانية ، كل الماضي الذي أفلت من الأمس المحدد ، تلاشى أو اختفى من الوجود .
ولا يمكننا القول ، أو التفكير بنفس الطريقة ، بالعلاقة بين الغد والمستقبل ؟
الغد خطوة واحدة من المستقبل ، المجهول بطبيعته .
....
....
نقد النظرية الجديدة للزمن ( 4 _ س )

السلوك الإنساني خاصة ، أحد نوعين :
1 _ جديد ويحدث لأول مرة .
أمثلته عديدة ومتنوعة ، ومحيرة بالفعل ، ولا أعتقد أن بالإمكان فهمها أو تفسيرها بشكل علمي ( منطقي وتجريبي ) ...المثال الذي يركز عليه برتراند رسل في كتاب تحليل الفكر ( المنشور منذ قرن بالتمام 1921 ) هو عصفور يبني عشه لأول مرة ، كيف ينجح بذلك ؟!
ومن الملائم ، كما أعتقد ، تذكر بعض السلوكيات الإنسانية الجديدة بطبيعتها في مقدمتها القبلة الأولى ، وتعلم السباحة ، وقيادة الدراجة وغيرها .
2 _ تكرار لمرة سابقة ، مع بعض التغيير ، بالإضافة أو الحذف .
لا يوجد توسط بين هذين النوعين من السلوك ، كما أعتقد .
أتذكر جيدا أول مرة أرى فيها البحر عن قرب ، ظننته جبلا . مع شعور بالصدمة كأنه حدث اليوم ، ...منذ ساعة .
مصدر السلوك الجديد ثلاثي ، يتضمن التوقع أو المستقبل والمجهول . بينما مصدر النوع الثاني من السلوك يقتصر على خبرة الماضي والحاضر .
1
يشعر الانسان ويعتقد أن الزمن يتقدم : من الماضي إلى المستقبل مرورا بالحاضر .
نفس الشعور ( والاعتقاد أكثر ) كان لأسلافنا جميعا ، قبل غليلي وكوبرنيكوس حول ثبات الأرض ودوران الشمس حولها ، مع القمر والنجوم .
....
من خلال التركيز والتبصر يمكن التأكد من العكس ، نحن في المكان نفسه بينما الزمن هو الذي يتحرك ولكن بعكس الاعتقاد السائد : من المستقبل إلى الماضي ومرورا بالحاضر .
هذه الفكرة ( الخبرة ) المركزية ، وهي ظاهرة تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء ( الأمر الذي يرفعها إلى مستوى القانون العلمي ) .
الفكرة أعلاه ما تزال ناقصة ، حيث أن مصدر الثبات الأساسي هو للحاضر أو الفترة الزمنية الحالية _ التي نسميها اصطلاحا بالحاضر ، وقد تتمثل بلحظة أو دقيقة أو سنة أو قرن أو أكثر _ بدوره الحاضر أو الآن يتحدد بالحضور والمحضر .
بعبارة ثانية يتحدد الزمن ( أو الوقت ) بالحياة والمكان ، وهي متلازمة لا توجد أي من عناصرها بشكل مفرد ( الحياة والزمن والمكان ) .
2
كلنا نعرف أن اليوم سيمضي وأن الغد سوف يأتي .
هذا هو الواقع المباشر ، الذي نخبره جميعا ( الكاتب والقارئ _ة ) وبصرف النظر عن زمن القراءة ، بعد يوم أو سنة أو مليون سنة...حركة مرور الوقت ( أو الزمن ) هي نفسها في الاتجاه والسرعة التي تقيسها الساعة ثابتة ، وموضوعية .
المفارقة في الاتفاق على حركة مرور الوقت ( أو الزمن ) ، مع موقف سائد إلى اليوم يعتبر أن الوقت مجرد عداد لا أكثر .
الحركة أيضا تنطوي على مغالطة ، بالإضافة إلى المفارقة .
المغالطة مصدرها الشعور ، وتشبه حركة القطار المجاور أو الباص . بينما المفارقة تتمثل بمتلازمة الحركات الثلاثة : 1 _ حركة المكان 2 _ حركة الزمن 3 _ حركة الحياة .
ما تدرسه الفيزياء خاصة ، يقتصر على حركة المكان الموضوعية .
بينما حركة الزمن ، وحركة الحياة ، ما تزال في مجال غير المفكر فيه .
3
أعتذر عن الاختزال الشديد ، لأن الأفكار نفسها ناقشاها مرارا ، وبشكل تفصيلي عبر نصوص سابقة ومنشورة على الحوار المتمدن .
....
يمكن لكل شخص ( عاقل _ة ) وبسهولة ، التأكد من ظاهرة مرور الوقت وهي حركة ثابتة في اتجاه واحد ، تبدأ من المستقبل لا من الماضي . بينما الحركة الثانية ، المعاكسة بطبيعتها ، حركة نمو الحياة وتطورها من الولادة والطفولة ، إلى مراحل النضج المتتابعة ، ثم الكهولة والشيخوخة والموت .
مثال تطبيقي ومباشر :
اليوم الذي تقرأ _ين فيه هذه الكلمات يجسد الحاضر ، كل ما سبقه في الماضي ، وكل ما سيأتي في المستقبل .
هذا الوضع ( التزامن الثابت والموضوعي ) قدمت التفسير المنطقي والتجريبي له ، حيث أن اليوم الحالي ( هذا اليوم المحدد بالقراءة ) ، هو موجود في الماضي والحاضر والمستقبل بالتزامن :
1 _ بالنسبة لجميع الأحياء ، اليوم الحالي يجسد الحاضر .
2 _ بالنسبة للموتى ، اليوم الحالي يجسد المستقبل .
3 _ بالنسبة لمن لم يولدوا بعد ، اليوم الحالي يجسد الماضي .
....
صرت أتفهم الصعوبة التي يواجهها بعض القراء ، وأعتذر بجد .
لا أعرف ماذا أفعل ، لتبسيط الأفكار الواردة أكثر .
4
مشكلة الواقع المباشر ، والموضوعي أكثر ن مركبة :
1 _ في المستوى الأول ، العلاقة بين الحياة والزمن ( الوقت ) .
2 _ في المستوى الثاني ، العلاقة بين الماضي والمستقبل .
3 _ في المستوى الثالث ، العلاقة بين الواقع المباشر والموضوعي .
....
المحزن في الأمر ،
تتكرر مأساة الفكر العلمي كما حدث مع اكتشاف دوران الأرض حول الشمس وليس العكس .
تتكرر الآن ، لكن بشكل لا مبالاة يصعب فهمها .
....
الخطأ بجانب منه في المخطوط وأسلوب كاتبه بلا شك ، وهو الأهم .
....



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نقد النظرية الجديدة للزمن ( 4_ س )
- نقد النظرية الجديدة للزمن ( 3_ س )
- نقد النظرية الجديدة للزمن (2 _ س )
- نقد النظرية الجديدة للزمن ( 1 _ س )
- نقد النظرية الجديدة للزمن _ مقدمة مع التتمة
- نقد النظرية الجديدة للزمن _ مقدمة عامة
- الذاكرة الارادية نقيض الفكرة الثابتة
- ثلاثية الصدق والكذب ، والارادة الحرة ، ومشكلة الاشباع
- مشكلة الاشباع بدلالة الوقت والواقع المباشر
- التدخين الارادي مهارة فردية ومكتسبة بطبيعتها
- الكذب قيمة معرفية أولا ...
- الزمن والحياة والوقت ( النص الكامل )
- الزمن والحياة _ أمثلة تطبيقية
- الزمن والحياة والوقت ، بين المغالطة والمفارقة _ تكملة واضافة
- الزمن والحياة والوقت ، بين المغالطة والمفارقة _ تكملة
- الزمن والحياة والوقت ، بين المغالطة والمفارقة
- رسالة إلى الله _ تكملة
- رسالة إلى الله
- اللاعنف موقف الأقوياء لا الضعفاء
- من أين يأتي الغد 2


المزيد.....




- رأي.. فريد زكريا يكتب: كيف ظهرت الفوضى بالجامعات الأمريكية ف ...
- السعودية.. أمطار غزيرة سيول تقطع الشوارع وتجرف المركبات (فيد ...
- الوزير في مجلس الحرب الإسرائيلي بيني غانتس يخضع لعملية جراحي ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل ضابطين وإصابة اثنين آخرين في كمين ...
- شماتة بحلفاء كييف؟ روسيا تقيم معرضًا لمعدات عسكرية غربية است ...
- مع اشتداد حملة مقاطعة إسرائيل.. كنتاكي تغلق 108 فروع في مالي ...
- الأعاصير في أوكلاهوما تخلف دمارًا واسعًا وقتيلين وتحذيرات من ...
- محتجون ضد حرب غزة يعطلون عمل جامعة في باريس والشرطة تتدخل
- طلاب تونس يساندون دعم طلاب العالم لغزة
- طلاب غزة يتضامنون مع نظرائهم الأمريكيين


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - حسين عجيب - نقد النظرية الجديدة للزمن ( س_ س )