|
مشكلة الاشباع بدلالة الوقت والواقع المباشر
حسين عجيب
الحوار المتمدن-العدد: 6911 - 2021 / 5 / 28 - 17:04
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
مشكلة الاشباع ، بدلالة الوقت والواقع الموضوعي
1 أتذكر الصدمة عندما صارحني صديقي بمشكلته مع عدم الشبع . لا أشعر بالشبع ! مرر العبارة بنوع من المزاح الذي لا ينسى أبدا . .... لا أعرف إن كنت قد انتبهت للمشكلة من قبل ، أو لا أتذكر . الصدمة كانت أوضح ، خلال قراءتي لنقد أريك فروم موقف فرويد من السعادة والصحة النفسية ، حيث يعتبر فرويد _ كما يشرح أريك فروم ، لم أقرأ رأي فرويد في كتاب أو مقالة _ أن السعادة والاشباع هما نفس الشيء ، والمشكلة النفسية والعقلية مصدرها الحرمان والكبت فقط . ويشرح أريك فروم موقفه بوضوح ، ليس الاشباع المادي والجنسي وخلافه ، نهاية المشكلة الإنسانية بل بدايتها الفعلية . حيث توجد حاجات إنسانية أساسية عقلية وذهنية ، بالإضافة إلى الحاجات الجسدية المعروفة بالغرائز ، والنتيجة لعدم تلبية الحاجات الجسدية ( الضرورات ) كالهواء والماء والغذاء الموت . بينما نتيجة عدم تلبية الحاجات الإنسانية كالحب والمعنى والانتماء وغيرها الجنون ، أو الموت العقلي بتعبير أريك فروم نفسه . فيكتور فرانكل يعتبر أن الحاجة الإنسانية المحورية والمشتركة للمعنى ، وعنوان كتابه " الانسان يبحث عن المعنى " . ويلهام رايش يختصرها بثلاثية : العمل والحب والجنس . وقبل الجميع مقولة المسيح : ليس بالخبز وحده يحيا الانسان . 2 يتحدد الاشباع ، أو المقدرة على الكفاية والرضا ، بالامتناع أولا . قد تبدو كنوع من المفارقة ، وهي كذلك بالفعل ، بالرغم من أنها تشير إلى الاتجاه العكسي غالبا . " جنة المسلمين جنس وخمر ، ...كل ممنوع مرغوب " . أتذكر ، عندما منعت رواية وليمة لأعشاب البحر لحيدر حيدر ، وذاع الخبر على التلفزيون ، كنا في سهرة باللاذقية بمنزل المرحوم بشير دواي ، لم يصدمنا الخبر ، بقدر ما صدمنا موقف زميله الغيور : ( نقشت معك يا حيدر ) ، وشرح لنا ، لقد جاءته الشهرة على طبق من ذهب بسبب منع روايته ، وهذا حلم كل كاتب . بالطبع الامتناع نقيض المنع أو التحريم . الامتناع فعل إرادي ، ذاتي وحر ، ونتيجته درجة عالية من الرضا والتقدير الذاتي المناسب . بينما المنع والتحريم ، فعل قسري يفرض من قبل سلطة خارجية على الانسان ( المسكين ، سواء أكان فردا أم مجتمعا أم جماعة صغيرة أو كبيرة ) ، ونتيجته فقدان الثقة المتبادلة بين الذات والآخر . بعبارة ثانية ، المقدرة على الامتناع علامة الصحة العقلية وماهيتها ، بينما المنع القسري وغير العقلاني خاصة يعطل العقل ، ويشل القدرات الإنسانية للطرفين . أمراض الطغاة ليست اقل من أمراض العبيد ، بل هي من نفس النوع بغالبيتها تختصرها ظاهرة السادو _ ما زوشية . 3 تحدد الفلسفة الشرقية القديمة الحكمة ( أو الصحة النفسية والعقلية بمصطلحات اليوم ) ، بالمقدرة على الجلوس والصمت . ولنتذكر عبارة حمزاتوف الشهيرة : يتعلم الانسان الكلام خلال سنتين ، ويحتاج ستين سنة ليتعلم الصمت . اكتفي بهذه المناقشة المختصرة لمشكلة الاشباع ، لأنني ناقشتها بشكل مطول خلال نصوص سابقة ومنشورة . والسبب الثاني وهو الأهم ، سوف أناقش المشكلة بدلالة الزمن . أو بدلالة الحاجة القهرية للربح اليوم وغدا وفي الماضي أيضا . .... المفاضلة بين الحاضر والقادم مشكلة العقل المزمنة . واما بالنسبة لاختيار الماضي ، أو حتى مجرد وضعه في المعادلة جنون ومرض عقلي صريح . .... المشكلة الوجودية تتمثل بمتلازمة الوقت ( او الزمن ) والحياة والمكان . لا يوجد أحدها مفردا ، ولا يوجد اثنان بدون الثالث أيضا . نحن جميعا نخلط بين ساعة الوقت ، أو الزمن ، وبين ساعة الحياة . اللحظة أو الفترة أو النقطة أو الصفر أو الكمية ، أحد ثلاثة أنواع : 1 _ لحظة الوقت . 2 _ لحظة الحياة . 3 _ لحظة المكان . استخدام الساعة افضل ، بسبب السهولة والوضوح . ساعة الوقت عكس ساعة الحياة : مثلا ، خلال قراءتك الآن ، الوقت ينزلق إلى الماضي ، بينما أنت تبقى _ين في الحاضر . أنت تمثل _ين حركة الحياة ، وفعل القراءة يمثل حركة الوقت أو الحدث . بعد يوم ، تكون _ي أنت في الحاضر ، بينما حدث القراءة يبتعد في الماضي بنفس السرعة التي تقيسها الساعة . .... الواقع المباشر دينامي ومركب بطبيعته : والمشكلة تتركز في مصدر الحركة التي نعرفها جميعا ، حركة مرور الزمن ، اتجاهها وسرعتها بالإضافة إلى مكوناتها الحقيقية . .... ملحق 1 عودة جديدة لموضوع الصدق _ الكذب ... الصدق الموضوعي يتضمن الصدق الذاتي ، علاقتهما تتام ، بينما العكس غير صحيح . الصدق الذاتي يتحدد بالفعل ، عبر تحقيق الانسجام بين القول والفعل . الصدق الموضوعي يتعلق بالإضافة إلى ذلك ، بالموقف العقلي من الوجود والواقع الموضوعي . ( مثلا من يعتقدون اليوم أن الأرض مسطحة ، على خلاف مع العلم والواقع والحقيقة الموضوعية . أيضا الموقف من الزمن شبيه ، خلال المستقبل القريب ، سوف يفهم الجميع كيف أن المستقبل مصدر الزمن وليس الماضي ) . وأما مشكلة اللغة العربية في الفصل بين الوقت والزمن ، واعتبارهما اثنان لا واحد ، بالتزامن مع اعتبار الزمن والحياة واحد ! فهي نكتة وتشبه تحريم البندورة والباذنجان في حلب ودمشق خلال القرن التاسع عشر ، الفكرة التي ناقشها بالتفصيل المفكر السوري جورج طرابيشي . وسوف يحلها المستقبل ، بنفس الطريقة التي يتجاوز بها التطور الإنساني جميع القوانين ، والممنوعات اللاعقلانية في الطعام . ملحق 2 لماذا لا أحد يعرف الواقع إلى اليوم ؟ لأن السؤال نفسه غير مطروح في العلم أو الفلسفة أو الدين أو في الثقافة العالمية أو المحلية . لماذا ، هل يعتبر السؤال سخيفا ؟ نعم ، بالمحصلة هو الجواب الحقيقي على السؤال المفترض . نيتشه : لا يوجد واقع بل تأويلات . فرويد : سيبقى الواقعي مفقودا إلى الأبد . هايدغر ، وقد تقدم خطوة بالفعل : يجب تحليل الحاضر ، كيف يحضر الانسان في العالم هو السؤال الأهم . وأنا حسين عجيب ، ورثت هذه الأفكار مع غيرها ، وأحاول فهمها وتطويرها منذ عدة عقود . أعتقد أنني تقدمت بعد موقف هايدغر خاصة ، خطوة حقيقية على الأقل ، وربما أكون قد قطعت نصف الطريق لمعرفة الواقع ( طبيعته وماهيته وحدوده ومكوناته ) . ما يحزنني هذا التجاهل غير المفهوم ، وغير المبرر أكثر . هل يوجد مفكرون _ ات في الثقافة العربية بالفعل ؟! أترك السؤال مفتوحا ...برسم الأجيال القادمة . ملحق 3 مشكلة الواقع الزمن ( أو الوقت ) . مشكلة الزمن الحاضر . مشكلة الحاضر الماضي والمستقبل . مشكلة الماضي والمستقبل الأمس والغد . من لا يعرف الأمس والغد ؟ الأمس والغد فرضية ناقصة ، او غير صحيحة . يجب أن يكون مجموعهما 24 ساعة فقط ، أو 72 ساعة وليس 48 ساعة بالطبع . لأن اليوم الحالي أو الحاضر بين الأمس والغد ، بشكل منطقي وتجريبي أيضا ، وهو 24 ساعة . هذا الخطأ المنطقي ، لا يقتصر على العربية ، لكن مشكلة الثقافة واللغة العربيتين تتمثل ، فوضى المصطلحات ، أو تعدد تسميات الزمن والوقت بدون ان يكترث أحد . ربما بدون ان ينتبه أحد . أتخيل موقف المعري وهو ينشد : لقد أسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي . ملحق 4 الحياة والزمن يلتقيان في الحاضر فقط ، وهذه الظاهرة تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء . الماضي حياة بلا زمن . والمستقبل زمن بلا حياة . وهذا استنتاج منطقي على الأقل . أعتقد أن هذا الاطار يصلح كتعريف أولي للواقع المباشر ، والموضوعي أيضا بعد إضافة الماضي والمستقبل . لماذا يتعذر فهمها إلى هذا الحد ؟! ....
#حسين_عجيب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
التدخين الارادي مهارة فردية ومكتسبة بطبيعتها
-
الكذب قيمة معرفية أولا ...
-
الزمن والحياة والوقت ( النص الكامل )
-
الزمن والحياة _ أمثلة تطبيقية
-
الزمن والحياة والوقت ، بين المغالطة والمفارقة _ تكملة واضافة
-
الزمن والحياة والوقت ، بين المغالطة والمفارقة _ تكملة
-
الزمن والحياة والوقت ، بين المغالطة والمفارقة
-
رسالة إلى الله _ تكملة
-
رسالة إلى الله
-
اللاعنف موقف الأقوياء لا الضعفاء
-
من أين يأتي الغد 2
-
من أين يأتي الغد 1
-
من أين يأتي الغد ؟
-
رسالة إلى السوريين _ات الذين لم يولدوا بعد ...النص الكامل
-
رسالة إلى السوريين _ات الذين لم يولدوا بعد ...الخاتمة
-
رسالة إلى السوريين _ات الذين لم يولدوا بعد ...تكملة
-
رسالة إلى السوريين _ات الذين لم يولدوا بعد ...
-
لماذا ، وكيف ، يفضل غالبية البشر الفكرة الخطأ على المعلومة ؟
-
لماذا ، وكيف ، يتفوق فرويد على سكنر ؟
-
لماذا
المزيد.....
-
بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير
...
-
الجيش الأمريكي يعلن تدمير سفينة مسيرة وطائرة دون طيار للحوثي
...
-
السعودية.. فتاة تدعي تعرضها للتهديد والضرب من شقيقها والأمن
...
-
التضخم في تركيا: -نحن عالقون بين سداد بطاقة الائتمان والاستد
...
-
-السلام بين غزة وإسرائيل لن يتحقق إلا بتقديم مصلحة الشعوب عل
...
-
البرتغاليون يحتفلون بالذكرى الـ50 لثورة القرنفل
-
بالفيديو.. مروحية إسرائيلية تزيل حطام صاروخ إيراني في النقب
...
-
هل توجه رئيس المخابرات المصرية إلى إسرائيل؟
-
تقرير يكشف عن إجراء أنقذ مصر من أزمة كبرى
-
إسبانيا.. ضبط أكبر شحنة مخدرات منذ 2015 قادمة من المغرب (فيد
...
المزيد.....
-
النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف
...
/ زهير الخويلدي
-
قضايا جيوستراتيجية
/ مرزوق الحلالي
-
ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال
...
/ حسين عجيب
-
الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر )
/ حسين عجيب
-
التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي
...
/ محمود الصباغ
-
هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل
/ حسين عجيب
-
الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر
/ أيمن زهري
-
المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع
/ عادل عبدالله
-
الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية
/ زهير الخويلدي
-
ما المقصود بفلسفة الذهن؟
/ زهير الخويلدي
المزيد.....
|