|
رسالة إلى السوريين _ات الذين لم يولدوا بعد ...الخاتمة
حسين عجيب
الحوار المتمدن-العدد: 6889 - 2021 / 5 / 5 - 18:17
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
رسالة إلى السوريين _ ات الذين لم يولدوا بعد ( الخاتمة )
التسامح والسعادة علاقة تتام ، حيث تتضمن السعادة التسامح بالضرورة . بينما التسامح والجشع علاقة تناقض ، أحدهما يلغي الثاني بالتأكيد . الجشع أو انشغال البال المزمن وعدم الكفاية مرض موروث ، ومشترك ، عقلي ونفسي واجتماعي بالتزامن . أحد أهم الأسئلة المعلقة منذ عشرات القرون ، وهو مشترك بين التنوير الروحي وعلم النفس الاجتماعي الحالي : لماذا لا يعيش الانسان بسعادة ( أنت وأنا والجميع ) ؟! سأؤجل مناقشة هذا السؤال إلى نص جديد ، يتمحور حول السعادة أو نقيضها ، الشقاء ( المزمن ) الذي يغرق فيه السوريون _ ات عامة . أرجو وآمل أن يكون السوريات _يون وغيرهم في زمنكم ، قد تعلموا فنون العيش بسلام وسعادة وحب وإبداع ....لكن بصراحة لست متفائلا . 1 ما هو الجشع ؟ أنصح القارئ _ة بجولة عبر غوغل ، لتكوين صورة عن الجشع . باختصار شديد ، الجشع هو الجوع العقلي أو عدم الكفاية المزمن . لا يوجد انسان لا يعاني من مشكلة الجشع وعدم الكفاية . الاستثناء الوحيد ، هم المرض في الحد الأقصى ( النرجسية والفصام ) . .... الجشع ( عدم الكفاية وانشغال البال المزمن ) مرض الإنسانية الموروث ، والمشترك ، وما يزال بدون حل . لا تهدف هذه المساهمة إلى حل المشكلة فكريا ، أو سلوكيا ، فهذا يتجاوز المقدرة الفردية كما أعتقد . والفضل يعود أولا إلى أدبيات التنوير الروحي ، واريك فروم خاصة ، بفهمي الحالي للمشكلة التي أحاول عرضها بشكل مبسط ومختصر وواضح . 2 الجانب الفكري من المشكلة ، يتصل بالموقف من الواقع والزمن خاصة . الواقع المباشر : هنا _ الآن ، كيف يكمن تحديده ، كمقدمة لفهمه ؟ الوجود أو الواقع الموضوعي دينامي ، ومتغير بطبيعته . هذه الفكرة مشتركة ، ومتفق عليها بين العلم والفلسفة والتنوير الروحي . لكن الاختلاف في التفاصيل ، والتفسير . الحياة والزمن ، أو الوقت والجهد ، جدلية عكسية وما ينقص من الحياة يتعوض مباشرة بدلالة الوقت ( أو الزمن ) ، والعكس صحيح أيضا . بعبارة ثانية وأكثر وضوحا ، محصلة الحياة والزمن تساوي الصفر دوما . والاختلاف في الزمن ( الجديد ) بالتزامن مع الحياة ( الجديدة ) . .... الواقع الموضوعي ، يتضمن الواقع المباشر بالإضافة إلى الماضي والمستقبل . بعبارة ثانية ، الواقع المباشر : هنا _ الآن . الواقع الموضوعي أو الوجود : ( هنا _ الآن ) + هناك المزدوجة ( الماضي والمستقبل ) . 3 الملل والتعب مشكلة الانسان المزمنة ، ليست بلا حلول ، ولكن . الملل والأمان متلازمة ، يتعذر الفصل بينهما . الاثارة والقلق ( أو التعب ) متلازمة ، ويتعذر الفصل بينهما . .... ماذا تفعل _ي عادة ، عند الشعور بالملل ؟ هذا السؤال الصحيح ، يحتاج إلى الجواب الحقيقي ( الشخصي ) . ماذا يفعل حسين عجيب عندما يشعر بالملل ؟ حتى الخمسين ، كنت أدخن أو اشرب كأسا او اهرب إلى هناك ... ( الأصدقاء والثرثرة وغيرها ) . وكان الملل اليوم ، والطبيعي ، يتحول إلى سأم بشكل دوري ، ومستمر . السأم هو الملل المزمن . تستيقظ ضجرا . هذه إشارة حمراء ، بلا تردد ، يلزمك المساعدة التخصصية . 4 لنتخيل مراهق _ ة بحالة ملل : توجد خيارات عديدة ومتنوعة ( تناول الطعام ، التلفزيون ، النت ، الاتصال مع الاخر _ ين ، الكحول ، التدخين ) . لكن ما سبق خيارات سلبية ، حل مشكلة الحاضر على حساب المستقبل . الخيار الإيجابي ( او الهوايات ) ، يتمثل بحل مشكلة الحاضر لمصلحة المستقبل وبالتوافق معه . يميل الانسان إلى تكرار السلوك السابق ، بنسبة تفوق التسعين بالمئة . هذه معلومة ، يتفق عليها العلم والفلسفة والتنوير الروحي ( اتجاهل الأديان الرسمية ) ، لأنها تحولت إلى سلطات لا عقلانية ، يديرها موظفون أو رجال دين هم أشبه بالآلات ، واقرب لها من الحياة التي تتجه إلى المستقبل المجهول بطبيعته . اتجاه الحياة إلى المستقبل ( المجهول ) ، ثابت ووحيد ، والعكس اتجاه الزمن إلى الماضي ( المعلوم ) ثابت ووحيد بالمقابل . .... السلوك الفردي والجديد لحل مشكلة الملل ، لا يحدث صدفة سوى بحالات نادرة واستثنائية . بل هو سلوك مكرر أو تقليد لآخرين _ ات . وهو أحد نوعين فقط : سلوك إيجابي ( عادة شعورية وإرادية ) أو سلبي ( عادة انفعالية ، لاشعورية وغير واعية ولا إرادية بالتزامن ) . السلوك الإيجابي ، يقلل من حالة السأم . السلوك السلبي ، يضاعف حالة السأم . .... ملحق 1 تحية إلى الأستاذ محمد الرياحي ... سوف أكمل بعض الأفكار الواردة في النص ، خلال مناقشة الموضوع القادم ( السعادة ) ، الكلمة المفقودة من حياة السوريين خلال النصف الثاني للقرن الماضي _ بالتزامن مع النصف الأول من الحالي _ على الأقل ، حيث عشت حياة أقل ما يمكن وصفها به ( شاقة وخطرة ) . وكنت فاعلا ، في الثقافة السورية _ بشكل إيجابي _ أضعاف ما يعتقد السطحيون بمختلف مواقعهم . .... من هو الشهيد ، أو كيف يمكن تعريفه وتحديده ، بشكل موضوعي ودقيق بالتزامن ؟ ذلك السؤال ناقشه الأستاذ محمد الرياحي سنة 1973 _ 1974 ، بعد حرب تشرين . وبعدما أوضحت طريقة تفكيري : الله هو نفسه إله إسرائيل وسوريا ، هذه حقيقة مشتركة . الشهيد بالنسبة لسوريا ، هو المجرم بالنسبة لإسرائيل . والعكس صحيح تماما بالمقابل . فكيف يمكن حل هذه المسألة ؟ أتذكر ابتسامة الأستاذ محمد تلك اللحظة ، وسوف ترافقني طويلا .. السؤال الصح نصف الجواب الصح ، وتابع السؤال الصح شكلا ومضمونا ، حين تكون الفكرة المناسبة في الوقت المناسب وفي الظرف المناسب . كان الصف يتفجر بالفوضى واللغط ، يمكنك تخيل ذلك . لكن الأستاذ محمد ، كان يستخدم سلطته الأخلاقية لا الوظيفية . بينما كان آبائنا على النقيض ، يستخدمون سلطتهم الوظيفية ( الاجتماعية ) دوما وبلا استثناء يذكر . أحيل إليك السؤال الشبيه ، السوريان وجوارهما ( القارئ _ة ) اللذان لم يولدا بعد : ما معيارك للتمييز بين الشهيد أو القتيل ( أو الميت ) . ملحق 2 تحية إلى بريخت القاعدة : يخسر من يغضب أولا . الاستثناء : يربح من يحب . والعكس صحيح ، حتى في زمنك أيضا ، على مسؤوليتي . ملحق 3 ( عند الشهيد تلاقى الله والبشر ) من قصيدة للشاعر سليمان العيسى ، كتبها خلال حرب تشرين أو رمضان أو أكتوبر 73 . فهمتها أول قراءة ، أن الشهيد حلقة وسطى بين الله والانسان . بعبارة ثانية ، الشهيد نصفه إله ونصفه بشر . لم اكن قد سمعت بهرقل وغيره من أنصاف الآلة ، أو ربما أكون قد سمعت بها ولم أنتبه . وهو الاحتمال المرجح ، لأنني أتذكر جيدا ، درجة الغضب من بعض الزملاء عندما شرحت فكرتي ، ودرجة العناد والحدة التي دافعت بها عن الفكرة وتفسيري الشخصي للقصيدة . بينما كان الأستاذ محمد الرياحي يبتسم ، بالطريقة الأبوية _ المتفهمة والمتسامحة _ التي كنا نفتقدها جميعا ( وما نزال ) . أتمنى أن يكون زمنكم وقادتكم ودولتكم أفضل ، ويكون حظكم أفضل منا . ....
#حسين_عجيب (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
رسالة إلى السوريين _ات الذين لم يولدوا بعد ...تكملة
-
رسالة إلى السوريين _ات الذين لم يولدوا بعد ...
-
لماذا ، وكيف ، يفضل غالبية البشر الفكرة الخطأ على المعلومة ؟
-
لماذا ، وكيف ، يتفوق فرويد على سكنر ؟
-
لماذا
-
ملخص النظرية الجديدة للزمن _ الرابعة ، جديد ومتكامل
-
الحب كله
-
ملحق النظرية الجددسة للزمن _ الخلاصة
-
ملحق النظرية الجددسة للزمن _ تكملة
-
هل تحدث الأزمنة الثلاثة ( الماضي والحاضر والمستقبل ) بالتزام
...
-
اسم الحب
-
الفكر العلمي جديد بطبيعته 6 _ القسم الثاني
-
الفكر العلمي جديد بطبيعته _ القسم الأول
-
الفكر العلمي جديد بطبيعته 4
-
الفكر العلمي جديد بطبيعته مع مقدمة جديدة
-
الفكر العلمي جديد بطبيعته 3
-
الفكر العلمي جديد بطبيعته 2
-
الكتاب الثالث _ النظرية الجديدة للزمن ، الملف الأول
-
الفكر العلمي جديد بطبيعته _ مقدمة
-
القسم الثالث _ الزمن استمرارية ، فصل جديد ( الحب والوقت ) ..
...
المزيد.....
-
تحويلات المصريين بالخارج تقترب من 30 مليار دولار خلال 10 أشه
...
-
ربما تم إنشاؤه بالذكاء الاصطناعي.. ما حقيقة فيديو قصف إسرائي
...
-
تراث أصفهان الفارسي والمواجهة بين إيران وإسرائيل
-
غضب في مدينة البندقية على حفل زفاف جيف بيزوس ولورين سانشيز
-
يسمع ضجيج القنابل قبل صوت أمه.. عن طفل رضيع في مستشفيات غزة
...
-
-فائقو الثراء- في ألمانيا يمتلكون أكثر من ربع إجمالي الأصول
...
-
صحيفة روسية: هل هناك من يستطيع تزويد طهران بالقنبلة النووية؟
...
-
ترامب: يمكن للصين مواصلة شراء النفط الإيراني
-
فيتنام تحاكم 41 متهما في قضية فساد بقيمة 45 مليون دولار
-
صحف إسرائيلية: هدنة ترامب تريح طهران وتنعش مفاوضات غزة
المزيد.....
-
نبذ العدمية: هل نكون مخطئين حقًا: العدمية المستنيرة أم الطبي
...
/ زهير الخويلدي
-
Express To Impress عبر لتؤثر
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التدريب الاستراتيجي مفاهيم وآفاق
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
Incoterms 2000 القواعد التجارية الدولية
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف
...
/ زهير الخويلدي
-
قضايا جيوستراتيجية
/ مرزوق الحلالي
-
ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال
...
/ حسين عجيب
-
الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر )
/ حسين عجيب
-
التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي
...
/ محمود الصباغ
-
هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل
/ حسين عجيب
المزيد.....
|