أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر النابلسي - من هو الكاتب الليبرالي؟














المزيد.....

من هو الكاتب الليبرالي؟


شاكر النابلسي

الحوار المتمدن-العدد: 1635 - 2006 / 8 / 7 - 10:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


-1-

مرة أخرى وأخرى وأخرى، سنبقى نسوق لكم -ككتاب ليبراليين - الحقائق المُرَّة التي تقضُّ المضاجع، وتنبشُ المواجع، بحثاً عن الحقيقة، غير مترددين، ولا تائبين، ولا متراجعين، ولا خائفين.

فالكاتب الليبرالي ، هو كاتب الحقيقة ، أياً كانت هذه الحقيقة، سواء كانت عند العرب أو العجم، عند الشرق أو عند الغرب، عند الكورد أو عند الآشوريين، عند اليهود أو عند البوذيين، عند المسلمين أو عند المسيحيين، عند أبيه أو عند أمه.

-2-

الكاتب الليبرالي، ليس هو مطرب الحفل الساهر، ولا يسعى إلى تصفيق الجمهور، وباقات زهورهم، بقدر ما يسعى إلى كشف الحقيقة المُرَّة لهم، حتى ولو رجموه بالحجارة، وبصقوا عليه، وشتموه، ورموه بأقذع الصفات السوقية كما نقرأ في ردود بعض القراء في بعض الأحيان.

الكاتب الليبرالي، هو الذي يفاجيء القوم النائمين الساهين المخدرين بحشيش الشعارات، بما يجب أن يسمعوه لا بما يريدوا أن يسمعوه، لذا فهو كاتب، مكروه، وقبيح، ومنبوذ، وغير شعبوي.

-3-

إن الكاتب الليبرالي ، هو الذي يثير الشكوك دائماً ، ويحفر حول الحقائق، ويُغضب أكثر مما يُفرح، ويُثير أكثر مما يبعث على السكينة، ويُقلق أكثر مما يُريح.

الكاتب الليبرالي، لا يطمع بتصفيق الجمهور، ولا بباقات ورودهم، ولا بقبلاتهم، ولكن غاية مُناه أن تصل رسالته إليهم، وتفعل فعلها فيهم. تحرق خشبهم القديم المسوّس، وتذري في الهواء قشهم العتيق، وتنفض من رؤوسهم بيوت العنكبوت، وتخرجهم من الكهوف المظلمة الباردة.

-4-

الكاتب الليبرالي، ليس سياسياً في كلامه وفي أقواله، يداري ويجاري ويواري. يزوغ من الحقيقة كما يزوغ السياسيون، ويراوغ كما يراوغ السياسيون، ويعممون الكلام، ويطلونه بطبقة من العسل السام.

السياسيون يقولون عن الأعور، إنه يبصر بعين واحدة، أما الكاتب الليبرالي فيقول للأعور: أعور.

-5-

الكاتب الليبرالي، ليس مسؤولاً حكومياً لكي يحذر ويحتاط و(يحاسب) ويأخذ في كلامه خاطر فلان أو علان من المسؤولين الآخرين في الدول الأخرى، خوفاً على العلاقات الديبلوماسية من أن تنقطع.

علاقات الكاتب الليبرالي مع الحقيقة فقط، ومن أجل الحقيقة فقط. وليضرب الآخرون رؤوسهم في الحيط. فلا نزلَ القَطرُ.

-6-

الكاتب الليبرالي ، ليس نجماً تلفزيونياً لامعاً عند العرب، وليس كاتباً مرموقاً في الصحف الذهبية، وليس محدثاً شعبوياً فوق المنابر الجماهيرية وفي المنتديات، ولا تطلب الحسناوات توقيعه على الألبومات، وليس راعياً لقطعان الأغنام والأنعام.

الكاتب الليبرالي في العالم العربي، ضد التيار العام، ضد الأغلبية، طويل اللسان في الحق على أي كان، ومحامي الشيطان، ومُنغّص الأبدان، ولا يكتب بأجر أو إحسان، وهو في نهاية المطاف ملعون، ومنبوذ، ومرفوض، ومغضوب عليه من الناس والسلطان، ومن الضالين آمين.

-7-

والكاتب الليبرالي يدرك كل هذا، ويعرف نتيجة ما يكتب مسبقاً، ورغم هذا فهو يكتب ويكتب ويكتب، ولا يهمه قارئ اليوم، بقدر ما يهمه قارئ الغد، الذي هو وحده سيكتشف الحقيقة، بعد أن تُطفأ الحرائق، وتسكت المدافع، وتهدأ المعارك، ويزول ضجيجها وغبارها، وتُطوى أعلامها، وتُحلل حساباتها، ويُكتب تاريخها.

السلام عليكم....



#شاكر_النابلسي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نصر الله رئيساً لوزراء لبنان!
- -الشرق الأوسط الجديد-: مَنْ قرأَ ومَنْ فَهِمَ؟
- سياسيون مخلصون، ولكنهم حمقى !
- ما هي آثار -حرب المصائد- على مستقبل العراق؟
- العرب والفلسطينيون والقبضة الإسرائيلية
- القائمة الفاتحة، ولن تكون الخاتمة!
- نحن الداء وليسوا هُمْ فقط!
- رئيس آخر حتى الموت رغم أنفه!
- سكين -الوثيقة- هل هي لقطع تورتة الدولة الفلسطينية أم لذبح ال ...
- مهالك الفلسطينيين: تنكيل وفساد وغباء وصمت
- سيّد القمني في رحاب الحرية
- البقاءُ للعراق، ولا عزاءَ للإرهابيين
- هل سيبني الفلسطينيون دولتهم من وراء القضبان؟
- كلمات على حائط المبكى الفلسطيني
- حماس الفنادق وحماس البنادق
- وأخيراً نَفَثَ الطوطم الأعظم سُمَّه!
- هل سترث الإمبراطورية الفارسية الجديدة العالم العربي؟
- القنبلة النووية الشيعية: هل هي المهدي المنتظر؟
- العرب بين إسلام القرآن وإسلام الفقهاء
- WANTED


المزيد.....




- رد فعل فنزويلا المحتمل على هجوم عسكري أمريكي.. خبير يوضح لـC ...
- لماذا يعتقد الألمان أن خبزهم هو الأفضل في العالم؟
- مصر.. أقر بتدخين الحشيش وكشف مع من.. مدير CIA الأسبق يشعل ضج ...
- سفن تابعة لخفر السواحل الصيني تعبر جزرا تديرها اليابان وسط ت ...
- تعبئة في فنزويلا ومادورو يتوعد بمواجهة -النهج الاستعماري-
- ائتلاف الإعمار والتنمية.. تحالف عراقي يقوده السوداني
- هذه هي المنتجات التي ترفض إسرائيل السماح بدخولها إلى غزة
- عالم أزهري: نهب تبرعات غزة -انتهازية إخوانية-
- هكابي يتحدث عن -سر- صمود خطة ترامب في غزة
- ضربة لم تكتمل.. تقرير يكشف بقاء -قلب- نووي إيران نابضا


المزيد.....

- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر النابلسي - من هو الكاتب الليبرالي؟