أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - شاكر النابلسي - سيّد القمني في رحاب الحرية














المزيد.....

سيّد القمني في رحاب الحرية


شاكر النابلسي

الحوار المتمدن-العدد: 1580 - 2006 / 6 / 13 - 11:46
المحور: حقوق الانسان
    


-1-
وصل بالأمس إلى واشنطن المفكر الكبير سيّد القمني. ومن المنتظر أن يقيم نهائياً في امريكا، لكي يستطيع العلاج، ومن ثم لكي يتفرغ من جديد لأبحاثه وكتاباته التنويرية بكل حرية واطمئنان وراحة وأمان. ولقد هاتفته هذا الصباح، وهنأته بالوصول سالماً، وكان منشرحاً وسعيداً بوصوله إلى واشنطن.

القرار الذي اتخذه القمني بالمجيء إلى واشنطن هو القرار الحكيم والصائب، حيث تستطيع الكلمة العربية التنويرية الحرة أن تنطلق من سجونها، وأقفاصها، وقيدوها، وسدودها. وحيث يستطيع المفكر أن ينطلق بفكره إلى آفاق غير محدودة، بحثاً عن الحقيقة.


-2-



سيّد القمني، مشروع فكري ليبرالي ضخم، لا يستطيع الارهاب الديني العربي قمعه أو ايقاف تدفقه وعطائه. وإن استطاع الارهاب الديني العربي أن يقمعه ويسكته إلى حين، فهو لن يستطيع أن يسكته ويقمعه إلى الأبد. وها هو سيّد القمني يخرج من وراء قضبان الاضطهاد والارهاب والاستبداد والظلم والقمع الرسمي الحكومي والديني العربي إلى فضاء الحرية، ويطير نسراً طليقاً إلى واشنطن، التي نصفها في الشرق الأوسط بأنها عاصمة الاستعمار الجديد، ومهلكة الشعوب، وقاتلة "المجاهدين"، والإمبراطورية الغاشمة الجديدة.



-3-



وصول سيّد القمني إلى واشنطن نصر جديد لليبرالية العربية وللفكر التنويري. ففي الوقت الذي ينفُق فيه مجرم وقاتل وارهابي كالزرقاوي، ينهض من جديد مفكر ليبرالي كسيد القمني كطائر الفينيق، ويُبعث من جديد، فكراً حياً متوقداً، ينير طريقنا نحو الحرية والحداثة العربية.

-4-



وصول سيّد القمني إلى واشنطن معناه أن صوت الليبراليين التنويريين وخطابهم في المستقبل القريب، سوف يكون أكثر ارتفاعاً، وأقوى فكراً، وأشد صدقاً.

فعندما صمت، لمناه، وهاجمناه، وفزعنا من صمته، لأن صمته على ذلك النحو، كان خسارة كبيرة ، لا تحتمل لكل الليبراليين التنويريين في العالم العربي. وعودته اليوم من غربته، ومن شقائه، ومن سجنه الاختيارى، يمثل فرحة وسعادة كبيرة لكل الليبراليين التنويريين في العالم العربي، ومكسباً كبيراً لحركة الليبراليين التنويريين العرب.

ونحن عندما هاجمنا القمني، هاجمنا قراره ولم نهاجم فكره، وهاجمنا خوفه الشخصي ولم نهاجم شجاعته الفكرية، وهاجمنا خشيته على أهله أكثر من خشيته على حركة الليبراليين التنويريين. وطلبنا منه الفدائية، إن كان لا يقدر على الهجرة، بفكره وقلمه.



-5-



وصول سيّد القمني بالأمس إلى واشنطن معناه، أن سهماً جديداً قاتلاً سوف يوجه إلى الفكر التكفيري والفكر الظلامي وفكر القرون الوسطى المتحجّر في العالم العربي، وسوف يساهم في المستقبل في اضاءة طريق الحرية والديمقراطية والحداثة العربية، ويشدّ من عضد حركة التنوير والاصلاح السياسي التي يقودها الليبراليون بمرارة وبأس شديد هذه الأيام.



-6-



ووصول سيّد القمني إلى واشنطن بالأمس، وتفكيره جدياً بالإقامة فيها، والكتابة منها، واضاءة طريق الحرية والحداثة للفكر العربي، سوف يكون أثره اليوم وفي هذا الظرف الدقيق الذي يتعرض له فكر الحداثة والتنوير في العالم العربي من طريق مسدود، أبعد أثراً بكثير من اقامة جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده في باريس في القرن التاسع عشر عندما هاجروا بفكرهم إلى رحاب الحرية الفرنسية. وكتاباته من واشنطن سيكون لها أهمية أكبر من كتابات الأفغاني وعبده في " العروة الوثقى" التي ما زالت – على قلة أعدادها - مثالاً يحتذى للتنوير.

-7-

لقد دعونا سيّد القمني من قبل، بأن يسلك هذا الطريق. طريق المجيء إلى رحاب الحرية كما فعل أجداده من المفكرين من قبل، لكي يستطيع قول كلمته بكل حرية واطمئنان وأمان، ولكن يبدو أن ظروفه الصحية والاجتماعية والسياسية والمالية قد حالت بينه وبين أن يتخذ القرار الصحيح والصائب في ذلك الوقت. وها هو اليوم يتخذ هذا القرار، ويأتي الي واشنطن. وهو أن يأتي متأخراً، خير من أن لا يأتي أبداً.



#شاكر_النابلسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البقاءُ للعراق، ولا عزاءَ للإرهابيين
- هل سيبني الفلسطينيون دولتهم من وراء القضبان؟
- كلمات على حائط المبكى الفلسطيني
- حماس الفنادق وحماس البنادق
- وأخيراً نَفَثَ الطوطم الأعظم سُمَّه!
- هل سترث الإمبراطورية الفارسية الجديدة العالم العربي؟
- القنبلة النووية الشيعية: هل هي المهدي المنتظر؟
- العرب بين إسلام القرآن وإسلام الفقهاء
- WANTED
- خسئتم فنحن نتحداكم ولن نستسلم
- سقط هُبْل وبقي هُبْلان
- عَوْدٌ أحمد يا سيّدنا القمني!
- لماذا يعادي رجال الدين العَلمانية؟
- هل العلمانية الإسلامية هي الحل؟
- لم تسقط بغداد بل سقطت معابد الاستبداد
- الأمة الهابطة والفن الهابط
- الذاكرة العربية المثقوبة
- هل سيتزوج الزرقاوي نانسي عجرم؟
- الصِحَاحْ في نقدِ المِلاَحْ
- جذور الكراهية وأصول العداء بين الإسلام والغرب


المزيد.....




- مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان: أعداد الشهداء بين الأبرياء ...
- لازاريني: 160 من مقار الأونروا في غزة دمرت بشكل كامل
- السفارة الروسية لدى واشنطن: تقرير واشنطن حول حقوق الإنسان مح ...
- غرق وفقدان العشرات من المهاجرين قبالة سواحل تونس وجيبوتي
- مصر وأيرلندا: غزة تعاني المجاعة وغير قابلة للعيش
- رئيس لجنة الميثاق العربي لحقوق الإنسان يندد بالإبادة الجماعي ...
- البرلمان البريطاني يقر قانونا مثيرا للجدل لترحيل طالبي اللجو ...
- -طعنها بآلة حادة-.. داخلية السعودية تعلن إعدام الرويلي بعد إ ...
- انتشال 19 جثة لمهاجرين غرقى بسواحل صفاقس التونسية
- غارتان إسرائيليتان تستهدفان خيام النازحين في حي زعرب برفح


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - شاكر النابلسي - سيّد القمني في رحاب الحرية