أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - شاكر النابلسي - وأخيراً نَفَثَ الطوطم الأعظم سُمَّه!















المزيد.....

وأخيراً نَفَثَ الطوطم الأعظم سُمَّه!


شاكر النابلسي

الحوار المتمدن-العدد: 1538 - 2006 / 5 / 2 - 12:01
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


-1-
إن لم يكن هناك من دليل ملموس على تقدم الليبراليين في العالم العربي خلال الفترة السابقة، واكتسابهم لمزيد من المواقع والمنابر والأصوات، وضحدهم لفلول الأصوليين الارهابيين في كل مكان من الشرق الأوسط، غير ما يتعرّض له الليبراليون هذه الأيام، من هجوم إعلامي كاسح من قبل الجماعات الأصولية الارهابية، ومن قبل الإعلام الأصولي الارهابي الذي يروّج لهذا الخطاب.

فقبل شهر تلقى أكثر من ثلاثين مفكراً وباحثاً ورجل دين وناشطاً سياسياً ليبرالياً من جماعة ارهابية انذاراً مدته ثلاثة أيام، يُقتلوا بعدها، إذ لم يكفوا عن الكتابة ومخاطبة الرأي العام العربي ومؤازرة الأقليات العربية والوقوف الى جانبها. وقد تحديناهم ورفضنا انذارهم، وقلنا لهم على الملأ: خسئتم، فنحن نتحداكم، ولن نسكت، ولن نستسلم.

وما زلنا نتلقى كل يوم عشرات الرسائل الظلامية من خفافيش الكهوف من هذا القبيل. ولكن الليبراليين أقوى من أن تهزمهم قوى الظلام، وبقايا عظام القبور.

وهذا دليل إفلاس الأصولية الدينية الارهابية في أن تواجه الحُجة بالُحجة، والخطاب بالخطاب، والحوار بالحوار، والكلمة بالكلمة، ولكنها تواجه – من شدة إفلاسها - الكلمة بالسيف، والوعد بالوعيد، والخطاب بالعقاب، والحياة بالموت.



-2-


والدليل الثاني الملموس لانتصار الليبرالية، هو عندما خرج لنا الزرقاوي بالأمس من مخبئه، على هيئة (رامبو الأمريكي) وخطب علينا خطبة عنترية مصوّرة، وهو يستعرض عضلاته ولا يُعمل عقله، ذكرتنا من بعيد بخطب السفاح الحجّاج بن يوسف الثقفي، الذي لم يكن يرى غير رؤوس قد أينعت، وحان قطافها. وذكرتنا من قريب بخطب الكاذب الأكبر محمد الصحّاف وزير إعلام العهد العراقي البائد، الذي كان يقف إلى آخر لحظة من "سقوط هُبل الأعظم"، ويقول إن قوات التحالف تنتحر على أسوار بغداد، وأن علوج الروم ينهزمون أمام أشاوس صدام، وكان هُبل في هذه اللحظة قد سقط وانهار، وضُرب في ساحة الفردوس بالنعال العراقية، فجر التاسع من نيسان المجيد 2003.

فوقف الزرقاوي بالأمس، وقال قول الصحّاف في العلوج، وهدد الشيعة (الرافضة) والكورد (العَلْمانيين) والسُنَّة (المرتدين) بالموت والحبور وقطع السيّور. وهو دليل على الإفلاس، وقرب الهزيمة المنكرة لفلول الأصولية الدينية الارهابية المسلحة.

وما كان الزرقاوي ليظهر على الفضائيات بهذه العضلات المفتولة كقاطع طريق، لو كان النصر حليفه، وفلول الغُربان تتقدم.

فأين كان طيلة كل هذه السنوات الثلاث الماضية؟

ومؤشر هذه الهزيمة، هو مؤشر لنصر الليبرالية التي لها المستقبل، وللأصولية الدينية الارهابية ماضي العظام، وحاضر السخام.

-3-



والدليل الثالث الملموس على انتصار الليبرالية وتقدمها، ما قاله بالأمس أيمن الظواهري في شريط جديد، وترديداً لما قاله الزرقاوي، من أن عراق الظلام قد انتصر، وأن قوى النور العراقية تنهزم. وهي أنّات وزفرات الاحتضار الأخيرة، يطلقها الظواهري، وهو يرى الهزيمة تلوح بالأفق كشمس أغسطس الحارقة. ونلاحظ هنا، كيف خرجت الغُربان من أوكارها تتابعاً ( الزرقاوي، ثم الظواهري، ثم القحطاني، ثم الطوطم الأعظم ابن لادن) تزعق، وتهدد، وتتوعد، حين رأت برهان الحقيقة - وهي قلما ترى – بأن هزيمتها باتت مؤكدة، وخسارتها واقعة لا ريب فيها، وأنها خسرت رهان كل قوى الظلم والظلام في العالم العربي، من اليمين واليسار.

-4-



والدليل الرابع على انتصار الليبرالية وتقدمها، تلك الدعوة المفلسة التي أطلقها محمد القحطاني المعروف باسم "أبو ناصر القحطاني"، الذي فرّ في يوليو 2005 من سجن "بغرام" الأميركي بأفغانستان، لقُدامى الارهابيين (الإرهابيون الاحتياطيون) إلى الالتحاق بالإرهابيين النظاميين، لإخراج الأمريكيين من أفغانستان. فإذا كان للأمريكيين أن يخرجوا من أفغانستان فإن الشعب الأفغاني والحكومة الأفغانية هي التي تقرر خروج الأمريكيين من أفغانستان، وليست مجموعة من الغُربان الارهابيين.

فمتى تدعو الدول المحاربة جيشها الاحتياطي إلى الالتحاق بصفوف الجيش النظامي، إلا حين تشعر باحتمال الهزيمة وقربها؟

-5-


أما الدليل الخامس والأخير على انتصار الليبرالية الأكيد، فهو ما قاله ابن لادن (الطوطم الأعظم) في شريطه الأخير كذلك، من تهديد واضح بالقتل لليبراليين والعلمانيين في العالم العربي، وذكر بالاسم اثنين منهم، هما: غازي القصيبي وتركي الحمد، وحذَّر الغراب الأكبر والطوطم الأعظم، الذي علمهم السحر، من الاستماع أو متابعة أفكار المفكرين العرب الليبراليين الذين وصفهم بـ"المستهزئين بالدين". وما "القاعدة" وأنصارها ومريدوها غير تلك الجهة التي سخرت بالدين، وسرقت الدين، وزوّرت الدين، وشوّهت الدين، وحطّت من قدر الدين الإسلامي في عيون العالم، بما قامت به من جرائم بشعة ضد الإنسانية، وضد المسلمين الأبرياء الذين يقتلون كل يوم في العراق وفي أفغانستان والسعودية ومصر والأردن، ضحية الارهاب الأصولي الديني.



-6-

نعم، قوى الظلم والظلام تتقهقركل يوم، وقوى النور والتنوير تتقدم كل يوم، ولكن ببطء.

فانتشار الظلام أسرع دائماً من انتشار النور.

وكلما تقهقرت قوى الظلم والظلام ازدادت جرائمها، وأمعنت في عدوانها، حتى لا تغيب عن الساحة، ويلفها ظلامها وظُلمها.

ذلك أن قوى الظلام بتبنيها وارتكابها اليومي للأعمال الوحشية الإرهابية، والإعلان عن هذه الأعمال بوسائل الإعلام المختلفة، تنتشر أسرع من قوى النور، التي لا سلاح لها غير سلاح الكلمة، ولا سيف لها غير سيف الحوار، الذي يفتح العقول، ولا يشجّ الرؤوس.

فالليبراليون لا يحملون سلاحاً قاتلاً كما يحمل الارهابيون، ولا يهددون من يخالفهم الرأي بالذبح والسلخ والخطف، ولا يرتكبون جرائم بشعة كل يوم ، كما يرتكب الارهابيون، وليست لهم فضائيات جماهيرية غوغائية واسعة الانتشار، تردد أقوالهم، وتجنّد الصحافيين المختارين والمنتقين بعناية مسبقة من القرون الوسطى، للتعليق على هذه الخطابات، وإلصاق الألقاب الدينية التبجيلية والتقدسية بزعماء هذه العصابات، ووضعهم موضع الفقهاء والشيوخ والعلماء.. الخ.

والليبراليون يتعرضون يومياً لهجوم مُنظَّم من قراء غوغاء وأغبياء، لا يفقهون الألف من الياء، مدسوسون من قبل أجهزة المخابرات العربية والأحزاب الدينية والقومجية العربية، وليست لديهم من حجة وحوار رداً على مقالات الليبراليين وتنويرهم وأنوارهم الكاشفة العاشية لقوى الظلام، غير اتهامهم بالعمالة والعداء للدين. والليبراليون من هذا بُراء. فمنهم شيوخٌ أزهريون، ومنهم علماءُ دين ومتنوّريون، ومنهم مفكرون وفلاسفة تقدميون، ومنهم أكاديميون ضالعون.



-7-



إن النصر المزعوم لقوى الظلم والظلام والارهاب الذي يتحدث عنه الزرقاوي والظواهري وابن لادن، وإعلام "الحملات الهلالية" التي يقودها الارهابيون الآن، والتي أوقعت في صفوف المسلمين من القتلى الأبرياء، أكثر مما أوقعته "الحملات الصليبية"، في نهاية القرن الحادي عشر وبداية القرن الثاني عشر، لا يتجلّى ولا يظهر إلا من خلال هذه الأعمال الوحشية الدموية اليومية، التي يقوم بها هؤلاء الارهابيون، ومن خلال هذه الأشرطة الصوتية والصورية التي تُسجِّل لعصر الظلام العربي والإسلامي، وتؤرِّخ له، ونأمل أن يكون آخر عصور الديجور.

فهذه بضاعتهم، وتلك بضاعتنا.

[email protected]



#شاكر_النابلسي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل سترث الإمبراطورية الفارسية الجديدة العالم العربي؟
- القنبلة النووية الشيعية: هل هي المهدي المنتظر؟
- العرب بين إسلام القرآن وإسلام الفقهاء
- WANTED
- خسئتم فنحن نتحداكم ولن نستسلم
- سقط هُبْل وبقي هُبْلان
- عَوْدٌ أحمد يا سيّدنا القمني!
- لماذا يعادي رجال الدين العَلمانية؟
- هل العلمانية الإسلامية هي الحل؟
- لم تسقط بغداد بل سقطت معابد الاستبداد
- الأمة الهابطة والفن الهابط
- الذاكرة العربية المثقوبة
- هل سيتزوج الزرقاوي نانسي عجرم؟
- الصِحَاحْ في نقدِ المِلاَحْ
- جذور الكراهية وأصول العداء بين الإسلام والغرب
- الوصل والفصل بين الإسلام والغرب
- لهفي على هذا العراق!
- دور الدولة العربية في صدام الإسلام والغرب
- دور سّيد قُطب في صراع الجهالات
- ديمقراطية النفايات!


المزيد.....




- شيخ الأزهر يدين العدوان على إيران ويحذر من مؤامرة نشر الفوضى ...
- مسيرة مليونية في السبعين باليمن للتضامن مع غزة والجمهورية ال ...
- إسرائيل تعرقل صلاة الجمعة بالأقصى وتمنعها في المسجد الإبراهي ...
- أوقاف الخليل: إسرائيل تمنع الصلاة بالمسجد الإبراهيمي لليوم ا ...
- من -مشروع أجاكس- إلى -الثورة الإسلامية-.. نظرة على جهود أمري ...
- قائد الثورة الاسلامية: العدو الصهيوني يُعاقب.. انه يُعاقب ال ...
- الشرطة الأمريكية تحقق في تهديدات ضد مرشح مسلم لرئاسة بلدية ن ...
- بابا الفاتيكان يحث قادة العالم على السعي لتحقيق السلام بـ-أي ...
- مرجعية العراق الدينية تدعو لوقف الحرب
- ترفض -السماح ببقائه-...هل تريد إسرائيل رأس المرشد الأعلى الإ ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - شاكر النابلسي - وأخيراً نَفَثَ الطوطم الأعظم سُمَّه!