أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - ميرغنى ابشر - السودان جمالياً.. -ماء الشهوة- المروي يُنثر في معبد -إيزيس- الروماني!!














المزيد.....

السودان جمالياً.. -ماء الشهوة- المروي يُنثر في معبد -إيزيس- الروماني!!


ميرغنى ابشر

الحوار المتمدن-العدد: 6910 - 2021 / 5 / 27 - 08:22
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


من أجهر فروع علم الأثار المعاصر سيرة "الاثنواركيولوجي"، أو كما يسميه بعضهم "علم الآثار الحي". وببساطة يعني في (أحد جوانبه) الإستعانة بسلوك المواطنيين في قرننا الذي نعيش، لتفسير غوامض لقيات حفريات العصور الماضية ، او عصور ما قبل التاريخ . ومن أشهر ما قدمه هذا الفرع من تفسير، ما عثر عليه علماء الآثار من عظام حيوانات موجودة في شكل كومة من العظام الكبيرة في الوسط ودائرة من العظام الصغيرة حولها ، مما جعلهم في حيرة لتفسير هذه الظاهرة المتكررة في براري كندا ، وبملاحظة سلوك شعب "الاسكيمو" وعاداتهم اليومية، تمكن علماء الأثار من حل اللغز ، فلم يكن المشهد يمثل اي نوع من انواع الطقوس والتقاليد الارواحية، بل مجرد عادة من عاديات تناول الطعام . إذ كان القوم يتحلقون في دائرة صغيرة أثناء تناول صيدهم، فيتركون العظام الكبيرة بين ايديهم، بينما يرموا بالعظام الصغيرة خلف ظهورهم . وليس من غرابة في ان تحافظ هكذا عادة على إستمراريتها طيلة قرون عِدة. فقد تبين أن التعديل في السلوك، والخبرات الجمعية، قد لايعتريهما تبدل ذي شأن عبر الأزمنة . ومن مدهشات علم الأثار التي تؤكد حتى على ان إستمرارية اسلوب إدارة الإنسان لمداخيله الكبيرة ايضاً ، قد تظل باقية لعدة قرون دونما تعديل يذكر، ما اكتشفه الكيميائيون من آثار لمادة الأفيون المخدرة، في مزهرية عمرها 3500 سنة عثر عليها في قبرص ، مما يوحي لبعض العلماء أن تجارة المخدرات كانت موجودة في شرق البحر المتوسط منذ العام 1480ق.م . ولا غرابة إذن في خبرات المافيا القبرصية العريقة وتقاليدها في الإجرام ذات الصبغة شبه العقدية.

بعد هذه التقدمة اعود بك لموضوع مؤانستنا اليوم ،وهو شيء بعث عندي خدر جمالي لذيذ، يذهب بالمخيِّلة محبّة في إصباغ لٌبٌوس العلمية على فرضية أن العربية تحور كوشي طفيف، لم تأتينا مهاجرة عبر اي تخوم. بل هي بنت افريقيا النيلية العائدة لإصول محضنها المروي القديم في هجرات متفرقة عبر التاريخ وقبله. بعد أن ساحت شرقاً وتسمت باللغة "الجعزية" في بلاد الأحباش، ثم ب"الحميرية " في أرض مأرب، وتوطنت طويلاً وخَلَفَت الشعوب البائدة على أرضهم ،لتسمي هناك شبه جزيرتهم نجد والحجاز بإسمها الخاتم "العربية". وهو طريق يعيد للأذهان إطروحة الآثاريين الصارمة التي توقن بخروج الإنسان الأول من إفريقيا ،ولا مشاحة في ذلك، فقد بينت مقدمتنا السالفة على كيف تدور الأشياء وتعاود دورتها عبر الأجيال، أنه الإنسان في دوراته اللولبية صعوداً وهبوط ولا جديد!. قلت لك أن أٌصّبغ عليها علمية ما ، ولكن هذه المرة من منحى جمالياً ، فأنا من انصار ترتيب العالم جمالياً . من الراسخات عند إنسان السودان معايير الإمتلاء والإستدارات النافرة والجيد المحزز تاجاً لجمال الأُنثى،سطر شاعرنا صالح عبد السيد أبو صلاح في ذلك:
الصدير اعطافك فترا
والنهيد باع فينا واشترا
عالي صدرك لي خصرك برا
فيهو جوز رمان جل البرا
الخطيبة وردفك منبرا

وغنى الخليل،خليل فرح:
القوام اللادن والحشا المبروم
والصدير الطامح ري خليج الروم

وغيرهم كثر ،بل تكاد قصيدة أغنية الحقيبة السودانية ما فيها غير ذلك، وأجمل ما قيل في العامية الشمالية (السودانية)من وصفٍ يكنى به عن إمتلاء القوام وثقل صاحبته جمالاً عن صويحباتها، ورد على لسان غناي قرى "الباوقة" وحلالها "بابكر ود السافل" :

أن قدلت تكيف وان مشت رتلا
وان كربن كُراعن منهن تتلا
الرقبة ام حزوز والشولقه الخدرا
تتسود علي الجاب القواله وجا

وسبق القوم في هذا الذي نحكي ،عمرو بن كلثوم(526-584م) من بادية نجد في معلقته جهيرة السيرة:
ومتنى لدنة سمقت وطالت روادفها تنوء بما ولينا
ومأكمة يضيق الباب عنها وكشحا قد جننت به جنونا
وساريتي بلنطٍ او رخام ٍ يرنُّ خشخاش حليهما رنينا

خلاصة القول: أن سوداني اليوم هو بذاته مواطن مروي القديمة، حتى بتفاصيل منظوره الجمالي للمرأة ،وأن ذاك العربي الذي يتوطن بطاح اليمن ونجد اليوم ،هو حفيد تلاقح وهجرة لهذا الكوشي التائه . ولم يكن في بعض لحظات التاريخ ذاك الجد المتسول على حواشي الدولة المروية ، في هجرات بحثه عن موارد غنية لنوقه وماشيته ، أنما هي عودات متفرقه عبر التاريخ لأرض المنبت. ولكن هذه المرة كتبتها لك بمنظورٍ جمالي ، وأن وجدت فيه بعض إستفهام وشيء من شطط فلا عليك فهي مجرد "ونسة".



#ميرغنى_ابشر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوجه الإفريقي لبروميثيوس اليوناني ، قراءة إحفورية
- لماذا انا علماني وصوفي ،أرفض الدولة الدينية؟؟
- إفهومة -الإسلاموعروبية- ومستقبل الهويات في السودان
- ينبئاني
- صُورَة
- وَهَم قَصْر سُلَيْمَانَ.. الآثار بين الدارِسين والهُواة.. بح ...
- شَجْوٌ السَمَنْدَل
- الوظيفة العيادية لبطل -الطيب صالح-، سايكولوجيا الإبداع في -م ...
- في مقاماتِ لَيْلَى
- (خليك مع الزمن)، محمد يوسف الدينكاوي يحكي عن رمضان زايد!!.
- المحمول الثقافي لمسمىّ الأمكنة في عمائر السودان القديمة مؤان ...
- رسالة لطيف هنْريّ وِلكَم !!
- بوابات امدرمان في القرن التاسع عشر - ذواكر للإجتماع الإنساني ...
- القرآن بين إليهن.. مقال في الإدّكار العرفاني وقضايا التشريع ...
- ما لم يُكتب في الشريف حسين الهندي -اقيونة النضال العربي والإ ...
- آخر ما قال - فارس-!
- عن ماذا أكتب؟
- الاخطاء التاريخية في القرآن
- دونجوانية محمد الرسول
- حوارية الياسمين والابنوس


المزيد.....




- شاهد..قرية تبتلعها الرمال بعد أن -تخلى- عنها سكانها في سلطنة ...
- الأمن الروسي يعتقل 143 متورطا في تصنيع الأسلحة والاتجار بها ...
- وزارة الخارجية الروسية تصر على تحميل أوكرانيا مسؤولية هجوم م ...
- الحرب على غزة| وضع صحي كارثي في غزة وأيرلندا تنظم إلى دعوى ا ...
- ضغوط برلمانية على الحكومة البريطانية لحظر بيع الأسلحة لإسرائ ...
- استمرار الغارات على غزة وتبادل للقصف على الحدود بين لبنان وإ ...
- تسونامي سياسي يجتاح السنغال!!
- سيمونيان لمراسل غربي: ببساطة.. نحن لسنا أنتم ولا نكن لكم قدر ...
- قائد الجيش اللبناني يعزّي السفير الروسي بضحايا هجوم -كروكوس- ...
- مصر تعلن موعد تشغيل المفاعلات النووية


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - ميرغنى ابشر - السودان جمالياً.. -ماء الشهوة- المروي يُنثر في معبد -إيزيس- الروماني!!