أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ميرغنى ابشر - لماذا انا علماني وصوفي ،أرفض الدولة الدينية؟؟














المزيد.....

لماذا انا علماني وصوفي ،أرفض الدولة الدينية؟؟


ميرغنى ابشر

الحوار المتمدن-العدد: 6878 - 2021 / 4 / 24 - 13:40
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في المجتمعات الجاهلة والتي كان يتسيدها العقل الداخلي للجماعة ،كانت الأحكام المُنظِمة للمجتمع تتولّد عن شّرعة هذا العقل الداخلي، ومخرجاته الساذجة الصلبة صحريّة المنشأ. يدخل على المرأة الرهط من الرجال فتختار لمولودها ما يعجبها منهم أباً، تقتل البنت عاراً بلا جريرة ، ويطوف الناس عراة بالبيت الحرام،وتستمد القوة بالنُصرة من عند مكانة القبيلة، والقوي بالصرعة. لذا كانت هكذا جماعة في حوجة (حرجة) لظهور العقل الخارجي لينظم حياة المجتمع وفقاً لقيم تعزز مساواة النوع، وعدالة الأحكام وتحقق إنسانية الإنسان، وتحرره من بشريات قرون الظلام .
وهذا ما حدث بنبؤة الأنبياء عليهم السلام، وتبني المجتمعات لليهودية والمسيحية والإسلام لشرعة العقل الخارجي ،والذي أسس لمنظومة القوانيين الدولية الحاضرة، بعد أن أنتقل هذا العقل الخارجي، وحل محل العقل الداخلي القديم للجماعات الجاهلة ، ونزع عن نفسه رداء القداسة الذي كان ضرورياً وقتئذٍ وحتماً مقضيا من أجل أن يفوز بطاعة العقل البادي القديم . ومن هنا فقط يجب الا نقيس النسبي ونحكِّمهُ على قواعد العقل الخارجي القديم (المطلق)، والتي لا تتناسب وحداثة المجتمعات العصرية. إذ أن الإحتكام بما أنزل الله قد اُنجز ، واضحى العقل الداخلي للإنسانية.
وما أبدعه العقل الفقهي من قياس ،وإجماع وفقه مقاصد ومصلحة جماعة غبّ ذلك، لضروري سكت عنه العقل الخارجي وقت نزوله، يكشف بسطوع تام جديد المجتمع وتطوره .كما ويكشف هذا الإجتهاد الفقهي عن النظرة السطحية لله،إذ تجعل منه مباشرة جاهلاً بما هو قادم في مستقبل البشرية من موضوعات تتطلب أحكامأً لم يجدوها في كتابه، ومن هنا تأتي صوفيتي، (التي ترفض أن تضع لله حداً ، وتعتقله فقط داخل نص وظيفي).أن إكتمال التنزيل يؤكد على نضج الإنسانية وتجدد عقلها الداخلي، وإكتمال اركانه ليكون عقلها النسبي هو وحده مناط الحاكمية.لهذا (ليس في صوفيتي فرق بين الكائن الإنساني) وبين العقل الخارجي ، ولكنه أيضاً فرق لطيف يحفظ لله تعاليه في إطلاقه ،وتجليه الناسوتي في قوانينه وسننه ، التي يمسك بها الإنسان بعاقلته وقلبه، من أجل عمارة الأرض . فعلى سبيل المثال إذا كانت مساحة الدولة محدودة، وكذلك مواردها التي تتناسب وعدد معين من السكان، يمكنني(كحاكم) أن أفرض قوانين تشجع على تحديد النسل ،وفقاً لاحكام النسبي ، هذه القوانين يمكن أن تواجه برفض (ثوري) في إطار الدولة التي تُحكّم المطلق (الله/العقل الخارجي القديم) في قضاياها النسبية ، وبالتالي تخرج حتى على فهم العقل الخارجي القديم للدين، الذي تؤكد مقاصد شريعته على المصلحة العامة فوق كل إعتبار.
إذن فالعلمانية هي عرض القضايا النسبية على الأحكام العقلية النسبية ، وليست فصل للدين عن الدولة ، لن ذلك غير ممكن فلسفياً، ولا موضوعياً، اذ يمكن أن يكون الحاكم وغيره من اصحاب النفوذ في الدولة العلمانية ، أكثر واعمق تديناً من زعماء الطوائف الدينية حتى،كما أن محاكم الاحول الشخصية ،وغيرها من الاحكام تحترم وتتقيد بمذاهب القوم الدينية بالأساس، والتي لا تتعارض مع المبادي العامة لحقوق الإنسان. في مقابل ذلك نجد الأُوصولية التي تنادي بعرض النسبي على المطلق، وبذلك تغمض عينيها عن التعدد العرقي والثقافي ،وتجعل فقط من الأكثرية الإيدولوجية سيدة تنفي الآخر . وهي بذلك تريد أن تعتقلنا في القرن الثالث عشر ،في عهد ابن تيمية، إذ ان عصر النبؤة المحمدية، كان عصر تنوير، وتثبيت لقواعد العقل الخارجي في محل العقل الداخلي الجاهل . واستطاع أن يحقق في فترة وجيزة تبني الجماعة البدوية للمفاهيم الإنسانية الكلية، والتي أصبحت لاحقاً العقل الداخلي للمجتماعات المعاصرة، بعد أن تحررت من رداء القداسة المطلق، وتبناها ميثاق حقوق الإنسان الدولي، الذي ينطوي مضمونه (في معظمه )على تطوير التشريع الديني . وهو ما عجز عن إستعابه الإسلام السياسي المعاصر، وجماعة الهوس الديني. أموية الصيغة من الإسلام السلطاني، الذي لا يتناسب وإنسانية القرن الحادي والعشرين.



#ميرغنى_ابشر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إفهومة -الإسلاموعروبية- ومستقبل الهويات في السودان
- ينبئاني
- صُورَة
- وَهَم قَصْر سُلَيْمَانَ.. الآثار بين الدارِسين والهُواة.. بح ...
- شَجْوٌ السَمَنْدَل
- الوظيفة العيادية لبطل -الطيب صالح-، سايكولوجيا الإبداع في -م ...
- في مقاماتِ لَيْلَى
- (خليك مع الزمن)، محمد يوسف الدينكاوي يحكي عن رمضان زايد!!.
- المحمول الثقافي لمسمىّ الأمكنة في عمائر السودان القديمة مؤان ...
- رسالة لطيف هنْريّ وِلكَم !!
- بوابات امدرمان في القرن التاسع عشر - ذواكر للإجتماع الإنساني ...
- القرآن بين إليهن.. مقال في الإدّكار العرفاني وقضايا التشريع ...
- ما لم يُكتب في الشريف حسين الهندي -اقيونة النضال العربي والإ ...
- آخر ما قال - فارس-!
- عن ماذا أكتب؟
- الاخطاء التاريخية في القرآن
- دونجوانية محمد الرسول
- حوارية الياسمين والابنوس
- الأخطاء النحوية والبلاغية في القرآن
- ربى ورسولي في خمر المعاني


المزيد.....




- الشرطة الأسترالية تعتبر هجوم الكنيسة -عملا إرهابيا-  
- إيهود باراك: وزراء يدفعون نتنياهو لتصعيد الصراع بغية تعجيل ظ ...
- الشرطة الأسترالية: هجوم الكنيسة في سيدني إرهابي
- مصر.. عالم أزهري يعلق على حديث أمين الفتوى عن -وزن الروح-
- شاهد: هكذا بدت كاتدرائية نوتردام في باريس بعد خمس سنوات على ...
- موندويس: الجالية اليهودية الليبرالية بأميركا بدأت في التشقق ...
- إيهود أولمرت: إيران -هُزمت- ولا حاجة للرد عليها
- يهود أفريقيا وإعادة تشكيل المواقف نحو إسرائيل
- إيهود باراك يعلق على الهجوم الإيراني على إسرائيل وتوقيت الرد ...
- الراهب المسيحي كعدي يكشف عن سر محبة المسيحيين لآل البيت(ع) ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ميرغنى ابشر - لماذا انا علماني وصوفي ،أرفض الدولة الدينية؟؟