أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ميرغنى ابشر - الأخطاء النحوية والبلاغية في القرآن















المزيد.....

الأخطاء النحوية والبلاغية في القرآن


ميرغنى ابشر

الحوار المتمدن-العدد: 5653 - 2017 / 9 / 28 - 21:14
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تختال بعض الكتابات المتأخرة بقبضها على اخطأ نحوية واضحة في اى القرآن مقاربة بما عرف من قواعد النحو المدرسي دارجة هذا المقبوض في قامة الشاهد على أكذوبة النص المحفوظ, مسيجه منه دليلا على أرضية وبشرية مقدس الإسلام الخالد, ولن نعتاص في الفتك ببليد قبضها الذى زرعت, فقد كفتنا متون العربية مورثوها وحديثها جهد الرد .
ومبتدأ حديثنا أن النص القرآني متن بلسان معرب يحتكم بنيانه اللفظي والبلاغي على قواعد العربية النحوية والبلاغية المقبوض منها عند مدراس اللغة والغائب من اللسان القديم الذى نجد شوارد منه حفظها لنا موفور التراث, ومن هذه الشوارد التي غدت عندنا من المعرفات المتداولة( لكن) بوصفها حرف نصب, ويحكينا قصتها أبو الأسود الدولي, فحين نهض بوضع النحو بتكليف من على بن أبى طالب ]قال: فجمعت أشياء وعرضتها عليه وكان من ذلك حروف النصب فكان منها ان وأن وليت ولعل وكأن ولم اذكر لكن فقال لي لم تركتها ؟ فقلت لم احسبها منها فقال عليه السلام :بل هي منها فزدها[(1) ,عودا لسياق مبحثنا الذى ما فارقنا نجد ان هذا النص القرآني يحتكم بغرض غايته لقواعد في البيان والصرف تتجاوز في بعض الأحيان معروف النحو والبلاغة المدرسي بوصفه ضربا في اللغة والكلام مغاير للنثر والشعر, يقول العلامة بن خلدون في مقدمته:]وأما القرآن وان كان من المنثور الا انه خارج عن الوصفين وليس يسمى مرسلا مطلقا ولا مسجعا, بل هو مفصل آيات تنتهي إلى مقاطع يشهد الذوق بانتهاء الكلام عندها [(2). ويسطر طه حسين في كتاب من حديث الشعر والنثر : ]..أن القرآن ليس نثرا كما انه ليس شعرا إنما هو قرآن ولايمكن ان يسمى بغير هذا الاسم..لأنه مقيد بقيود خاصة به[(3). تأسيسا على هذا المركوز من منطوق التراث والمعاصر كان للنص المقدس وفقا لمهدوفه وضربه المغاير للتقسيمات التقليدية للكلام ان ينتج عروضه الذى يفرض في أحيان كسر معروف النحو والبلاغة حتى يستقيم تبيانه على قيوده الخاصة به ]فأن لكل فن من الكلام أساليب تختص به وتوجد فيه على أنحا مختلفة[(4), فيأتي كسر القرآن لواضح النحو المعتاد من باب أساليبه الخاصة به نحوه نحو الشعر الذى يكسر فرض اللغة وقاعدتها حتى يستقيم على أوزانه ومعانيه الخاصة به, وان ]كانت بحور الشعر المختلفة تعتمد على الحركات الاعربية في المقام الأول , يقول لبيد العامري :
إليك جاوزنا بلادا مسبعة
يخبرك عن هذا خبير فاسمعه
في هذه الأرجوزة سكن الشاعر فعل المضارع يخبرك وحقه الضم على الرفع, ومن التسكين في موضع التحريك هذه الأبيات لأبى دجانة سماك بن خرشه في معركة احد:
أنا الذى عاهدني خليلي
ونحن بالسفح لدى النخيل
ان لا أقوم الدهر في الكبول
اضرب بسيف الله والرسول
وحكم اضرب هو الرفع.
ومن عند المتنبئ ديوان شعرنا وفارسه نقبض على كسر لمعتاد القواعد والنحو :
باد هواك صبرت أم لم تصبرا
وبكاك ان لم يجر دمعك أم جرى
فحرك تصبر وهى مجزومة بلم .
وفى باب أخر من أبواب قواعد العرب درجت العربية السالفة على إلحاق الصفة بالموصوف نحو الدجال الأعور ولكننا نجد جرير يخالف ذلك ويحول الصفة والموصوف إلى مضاف ومضاف إليه في بيته:
ياضب ان هوى القيون أضلكم
كضلال شيعة اعور الدجال
وقد حدثت هذه المخالفة عند قدماء العرب فذكر الزمخشرى صفات ومضيفات من قبيل :مسجد الجامع ودار الآخرة وهى في القرآن .[(5) وقد أطلق العلامة الميز التوحيدي في سفره القيم المقاباسات ان ]النحو يتبع ما في طباع العرب، وقد يعتريه الاختلاف[(6) وسليقة العرب وطبعها جعلتا الإعراب القرآني عمدة لها في نظمها وبيانها مخالفة بهذا ما استكانة عليه سليقة العرب الجاهلة, ودليلنا على فرضنا هذا حوارية فضها لنا ابن خلدون: ]سألت يوما شيخنا الشريف أبا القاسم قاضى غرناطة لعهدنا وكان شيخ هذه الصناعة أخذ بسبته عن جماعة من مشايخها من تلاميذه الشلوبين استبحر في علم اللسان وجاء من وراء الغاية فيه فسألته يوما: مابال العرب الإسلاميين أعلى طبقة في البلاغة من الجاهليين؟ ولم يكن يستنكر ذلك بذوقه فسكت طويلا ثم قال لي: والله مادرى فقلت له :اعرض عليك شيئا ظهر لي في ذلك ولعله السبب فيه ..ذكرت له السبب في ذلك ان هولاء الذى أدركوا الإسلام سمعوا الطبقة العالية من الكلام في القرآن والحديث اللذين عجز البشر عن الإتيان بمثلها لكونها ولجت في قلوبهم ونشأت على أساليبها نفوسهم فنهضت طباعهم وارتقت ملكاتهم في البلاغة عن ملكات من قبلهم من أهل الجاهلية ممن لم يسمع هذه الطبقة ولا نشأ عليها فكان كلامهم في نظمهم ونثرهم أحسن ديباجة واصفي رونقا من ألئك وارصف مبنى واعدل تثقيفا بما استفادوه من الكلام العلى الطبقة وتأمل ذلك يشهد لك به ذوقك ان كنت من أهل الذوق والتبصر والبلاغة فسكت معجبا ثم قال لي يافقيه هذا كلام من حقه ان يكتب بماء الذهب..[ (7)وشاهد ذلك ابتداع النص القرآني لحذف الهمزة أو أبدلها وهو ضربا خالف فيه القرآن سائد لهجة قريش وما لبس الأمر كثيرا حتى شاعت صيغ الحذف والإبدال القرآني في لغة الكتاب في العصور الإسلامية وما بعدها ومن الحذف في القراءات مستهزون متكين بدل مستهزئون متكئون وحذف القرآن الهمزة الأخيرة في بعض الأسماء الثلاثية وأبدلها حرفا من جنس حركة أولها فقال :أتتخذنا هزوا بدل هذءا :ولم يكن له كفوا احد بدل كفؤا ومن المعاصرين الذين استرشدوا في كتاباتهم مخالفات القرآن وعدوها من الأغراض البلاغية اللغوي حسن الترابي شاهدنا عنوان كتابه [اثنى عشر السنين[ بدلا من سنة محاكيا قول القرآن]اثنا عشر أسباط[ بدلا من سبطا وفق معتاد اللغة وسائدها المدرسي.ويؤكد هادى العلوي على ان القرآن هو ]مصدرا من مصادر اللغة اى انه حكم لامحكوم عليه[ ويدلل على أطلق بمثلا من سورة --- فيحكينا :] وداود وسليمان إذ يحكمان في الحرث إذ نفشت فيه غنم القوم وكنا لحكمهم شاهدين[ وداود وسليمان من المثنى اللفظي والمعنوي وليس فيهما اى دلالة على الجمع ونتأمل بهذه المناسبة مدى حرية التعبير في القرآن فقد استعمل الفعل يحكمان في صيغة المثنى لأنه سلس ومتناغم مع نسق العبارة فلما جاء إلى ختام الآية جمع ولم يثن فقال لحكمهم توخيا لنفس الغرض الذى من اجله ثنى يحكمان لأنه لو قال لحكمهما لفقدت الآية طعمها البلاغي [(8) وعبارة الاختلاف في النحو التي وردة في مقابسة التوحيدي والتي مررنا عليها في سردنا هذا الذى نسطر وحدها كفيلة بفض الحيرة عن مخالفات القرآن ونجد, معضد لها في نتفة من مقدمة بن خلدون يقول فيها:]فالتأليف في هذا الفن أكثر من أن تحصى أو يحاط بها , وطرق التعليم فيها مختلفة , فطريقة المتقدمين مغايرة لطريقة المتأخرين. والكوفيون والبصريون والبغداديون والأندلسيون مختلفة طرقهم كذلك.[(9) وجاء في المقابسة التاسعة والثلاثون من كتاب ابوحيان التوحيدي ]والنحو كيل بصاع اللفظ؛ ولهذا قيل في النحو الشذوذ والنادر[و]إذا استقام لك عمود المعنى في النفس بصورته الخاصية فلا تكترث ببعض التقصير في اللفظ؟..فلأن تخسر صحة اللفظ الذي يرجع إلى الإصلاح أولى من أن تعدم حقيقة الغرض الذي يرتقي إلى الإيضاح[(10)]وقد انتبه الخليل في وقت مبكر إلى هذه اللعبة فحذر من التزمت في مسالة اللحن (الخطأ النحوي) وأوضح ان لغة العرب أكثر من ان يلحف فيها احد.[
(1)عبد الرحمن الشرقاوى،على امام المتقين،ج2 ،376
(2)ابن خلدون ، المقدمة،فصل فى انقسام الكلام الى فنى النظم والنثر،ص724
(3)طه حسين،من حديث الشعرو النثر،دار المعارف، ط12,ص25
(4)ابن خلدون ، المقدمة، فصل فى صناعة الشعر ووجه تعلمه ص728
(5)هادى العلوى،المعجم العربى الجديد المقدمة، المدى،ط2
(6)التوحيدى، المقابسات
(7)ابن خلدون، المقدمة، ص739
(8)هادى العلوى،المعجم العربى الجديد المقدمة،سابق،ص188
(9)ابن خلدون ، المقدمة ، فصل فى علم النحو،ص702
(10) التوحيدى ،المقابسات



#ميرغنى_ابشر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ربى ورسولي في خمر المعاني
- النَّصُّ الإدانة.. رفع الْقُرْآن وَجَنَّة - ميركل -
- بكاء أرميا
- الجنون في تاريخه المقدس -اطروحة في منشأ التمدن والعمران-
- عودة المسيح
- التأريخ المنسى للحريم أو انتقام -الاله الام-
- أنتيجونى حِيرة الإنسانيات ! توليفات فرويد وهيغل نموذج
- دعاء اخر الاولياء
- بريخت محتالاًَََََََِِ!!.. الجزر الدينى لديالكتيك -التغريب-*
- أبان يولد من جديد
- حواشي نقدية على مهرجان البقع الأرجوانية
- أبان يولد من جديد
- حواشي نقدية على مهرجان البقع الأرجوانية
- مؤانسة على النقد المسرحي .. السيماتوراغيا*
- سفرجلة الأشياء
- ألانتظار
- الأسطورة و النبؤة فى سنِّار .. قراءة تبعيْضيِّة لعَصْرِ البُ ...
- رِدَّة الربيع: قصة أشواق (حنظله) للفراديس
- مسرحة (رؤيا فوكاى) أوتشظى الذات قراءة نقدية فى مسرحية ((وطن ...
- التحالف السري الجديد النظام العالمى فى مواجهة النظام العالمى ...


المزيد.....




- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ميرغنى ابشر - الأخطاء النحوية والبلاغية في القرآن