أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة-زيارة بلينكن والرّهان الخاسر














المزيد.....

بدون مؤاخذة-زيارة بلينكن والرّهان الخاسر


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 6909 - 2021 / 5 / 26 - 12:21
المحور: القضية الفلسطينية
    


يلاحظ من زيارة بلينكن وزير الخارجيّة الأمريكيّة للمنطقة أنّه لم يأت بجديد، فقد كرّر الأسطوانة الأمريكيّة المشروخة بخصوص القضيّة الفلسطينيّة، فلم يذكر الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربيّة والذي هو أساس الصّراع، وما يمثّله من خطر على الشّعب الفلسطيني وشعوب المنطقة جميعها، والسّلم العالميّ، بل إنّه بشكل وآخر أكّد على تكريس هذا الاحتلال، فالرّجل يؤكّد كما هي السّياسة الأمريكيّة على حقّ اسرائيل في الدّفاع عن نفسها، والتزام أمريكا بالحفاظ على أمن اسرائيل وعلى تفوّقها، وتقديم المساعدة لإعادة إعمار قطاع غزّة الذي جعلت منه اسرائيل حقل تجارب لأسلحتها الأمريكيّة، وتقديم مساعدات إنسانيّة للفلسطينيّين! وهو يريد تثبيت وقف اطلاق النّار لمدّة طويلة، ولم يكتف بعدم ذكر الاحتلال الذي أهلك البشر والشّجر والحجر، بل إنّه لم يتطرّق مطلقا للمحرقة التي استهدفت الأطفال والنّساء والبنى التّحتيّة في قطاع غزّة، ولم يرفّ له جفن أمام مأساة عائلات فلسطينيّة قصفت بيوتها بطائرات وقنابل وصواريخ أمريكيّة الصّنع وتمّت إبادتها كاملة.
فهل تأتي زيارة رأس الدّبلوماسيّة الأمريكيّة للمنطقة من باب العلاقات العامّة، وفنّ إدارة الصّراع؛ لكسب الوقت وإفساح المجال أمام اسرائيل لاستكمال تنفيذ خططها الإستيطانيّة في تهويد الأراضي العربيّة وجوهرتها القدس الشّريف؟
إنّ الهروب الأمريكي من أسباب الصّراع الأساسيّة يؤكّد من جديد أنّه لا يمكن الوثوق بأمريكا التي يطيب للبعض بوصفها "راعية للمفاوضات". فأمريكا لم تكن يوما محايدة، بل العكس هو الصّحيح، فهي تصطفّ إلى جانب اسرائيل في عدائها للشّعب الفلسطينيّ وللأمّة العربيّة، ولم تسع يوما لتحقيق السّلام في المنطقة إلا من خلال المنظور الإسرائيليّ القائم على التّوسّع والعدوان. وإذا كانت المعركة الأخيرة على قطاع غزّة، قد قبرت نهائيّا إملاءات نتنياهو على الرّئيس الأمريكيّ السّابق ترامب المعروفة بصفقة القرن، إلا أنّها نجحت في خلق معادلات جديدة فرضت نفسها على ساحة الصّراع، وارتقت بإخراج ملفّات القضيّة الفلسطينيّة من الجوارير المهملة، ووضعتها على قمّة طاولة الدّبلوماسيّة العالميّة، واهتمامات الرّأي العامّ العالميّ الذي انتبه للظّلم اللاحق بالشّعب الفلسطينيّ وللجرائم التي ترتكبها اسرائيل بحقّة، وذلك بسبب ما بثّته الفضائيّات العالميّة عن المحارق والدّمار الذي لحق بقطاع غزّة، وليس بفضل الدّبلوماسيّة العربيّة.
ولوحظ من تصريحات نتنياهو وضيفه بلينكن أنّهما معنيّان بمواصلة تطبيع الأنظمة العربيّة والإسلاميّة لعلاقاتها مع اسرائيل في ظلّ استمرار الاحتلال الفلسطينيّ الذي تمّ تجاهله، ممّا يجعل الحديث عن حلّ الدّولتين أمرا عابرا للضّحك على ذقون الحالمين والمغفّلين.
وإذا كانت أمريكا وربيبتها اسرائيل وكنوزها الإستراتيجيّة في العالم العربيّ تسعى جاهدة للإلتفاف على الواقع الجديد الذي أفرزته معركة الأحد عشر يوما الأخيرة، فإنّ هذا يتطلّب من القيادات الفلسطينيّة أن تستغلّ ذلك لصالح شعبها ووطنها، فتعود لتوحيد الصّفوف، كي تستطيع مواجهة المخاطر القادمة، على أمل أن لا تصير نتائج الحرب الأخيرة فرصة ضائعة كما ضاعت نتائج الإنتفاضة الأولى، عندما تمخّضت عن خطيئة أوسلو!
26-5-2021



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بدون مؤاخذة-الأقصى وسماحة المفتي
- بدون مؤاخذة-نتنياهو يعترف
- بدون مؤاخذة-الأفعى الأمريكية والاحتلال
- بدون مؤاخذة-أمريكا هي المشكلة
- ليلة القدر
- بدون مؤاخذة-تقسيم الأقصى وتطهير عرقي
- بدون مؤاخذة-الشيخ جراح والتطهير العرقي
- بدون مؤاخذة-القدس والمزايدات المسيئة
- بدون مؤاخذة-القدس والإنتخابات الفلسطينيّة
- قصّة قراءة من وراء الزّجاج وأسرى الحرّيّة
- يوميّات ضياع أمّة-صليل السيوف
- بدون مؤاخذة-السّباق المراثوني على المناصب
- بدون مؤاخذة-حركة فتح تنتحر أم تُقتل؟
- بدون مؤاخذة- لن يتركوا الأردن وشأنه
- بدون مؤاخذة-الصّراع على القيادة والوطن ضحية
- بدون مؤاخذة-الإنتخابات التشّريعيّة والإنتحار السّياسي
- قصة فوق الغيوم والخيال
- بدون مؤاخذة-لو كنت مسؤولا
- ماجدة صبحي تحيي تراث قريتها بيت صفافا
- بدون مؤاخذة-الانتخابات التشريعية الفلسطينية والجدل حولها


المزيد.....




- وزير خارجية إسرائيل: مصر هي من عليها إعادة فتح معبر رفح
- إحباط هجوم أوكراني جديد على بيلغورود
- ترامب ينتقد الرسوم الجمركية على واردات صينية ويصفها -بغير ال ...
- السعودية.. كمين أمني للقبض على مقيمين مصريين والكشف عن السبب ...
- فتاة أوبر: واقعة اعتداء جديدة في مصر ومطالبات لشركة أوبر بضم ...
- الجزائر: غرق 5 أطفال في متنزه الصابلات أثناء رحلة مدرسية وال ...
- تشات جي بي تي- 4 أو: برنامج الدردشة الآلي الجديد -ثرثار- ويح ...
- جدل حول أسباب وفاة -جوجو- العابرة جنسيا في سجن للرجال في الع ...
- قناة مغربية تدعي استخدام التلفزيون الجزائري الذكاء الاصطناعي ...
- الفاشر تحت الحصار -يمكنك أن تأكل الليلة، ولكن ليس غداً-


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة-زيارة بلينكن والرّهان الخاسر