أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة-القدس والمزايدات المسيئة














المزيد.....

بدون مؤاخذة-القدس والمزايدات المسيئة


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 6889 - 2021 / 5 / 5 - 14:04
المحور: القضية الفلسطينية
    


تابعت باهتمام عبر وسائل الإعلام ردود الفعل حول قرار تأجيل الإنتخابات التّشريعيّة الفلسطينيّة بسبب رفض الاحتلال اجراءها في القدس عاصمة دولة فلسطين العتيدة. ومن تابع هذه الرّدود مثلي وهم كثيرون سيجد أنّ هناك من يؤيّدون تأجيلها في سرّهم لأنّهم يدركون أنّ الإنتخابات دون القدس يعني تنازلا رسميّا عن القدس يتماشى وصفقة "قرن" ترامب التي أملاها عليه نتنياهو وماتت في مهدها، لأكثر من سبب وفي مقدّمتها الإجماع الفلسطينيّ على رفضها، ويمثّل هذا الجانب بشكل خاصّ حركة حماس، التي من غير المعقول أن توافق على انتخابات دون مشاركة القدس، ولو كانت في قمّة السّلطة لكانت هي من أعلنت تأجيلها، لكنّها رفضت التأجيل علانية من باب المناكفات السّياسيّة.
وهناك من رفضوا تأجيل الإنتخابات لجهلهم بخصوصيّة القدس وما يجري فيها، فأخذوا يطرحون اقتراحات يستحيل تطبيقها على أرض الواقع مثل وضع صناديق الإقتراع في بعض المساجد والكنائس والقنصليّات، ووجدوها فرصتهم السّانحة في المزايدات؛ ليكسبوا ثقة وأصوات العامّة من النّاخبين! فليت رموز جهل واقع القدس من هؤلاء يستطيعون الوصول إلى القدس؛ ليصلّوا في مسجدها الأقصى وكنيسة القيامة. وليتهم يطرحون أسماء القنصليّات التي يتحدّثون عن امكانيّة وضع صناديق الاقتراع فيها، فهل يقصدون القنصليّة الأمريكيّة أم الفرنسيّة أم البريطانيّة أم...إلخ؟ وهل يدركون موقف حكومات هذه القنصليّات من القدس؟ وهل يدركون ماذا تعني ميوعة موقف دول الاتّحاد الأوروبّيّ من القدس والذي لا يختلف في جوهره عن الموقف الأمريكيّ؟
وهناك من رفضوا تأجيل الإنتخابات؛ ممّن شكّلوا قوائم لخوض الإنتخابات لتنفيذ أجندات خارجيّة، وقبضوا ملايين الدّولارات لتنفيذ "المشروع الإسرائيلي- الأمريكيّ – العربيّ المتصهين"بالتّنازل عن القدس وحقّ الشّعب الفلسطينيّ في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلّة بعاصمتها القدس الشّريف، بعد كنس الاحتلال ومخلّفاته كافّة.
وهؤلاء يدركون تماما أنّ التّنازل عن حقّ الإنتخاب في القدس ولو بشكل رمزيّ يعني التّساوق مع المشروع الصّهيونيّ الذي يرفض إقامة الدّولة الفلسطينيّة، وأقصى ما يمكن أن يتنازل عنه للفلسطينيّين هو إدارة مدنيّة على السّكّان وليس على الأرض. وكما قال نتنياهو في كتابه الصّادر عام 1992 بالإنجليزيّة وترجم إلى العربيّة تحت عنوان "مكان تحت الشّمس"واستشهد فيه بمقولة جابوتنسكي" لا يضير الدّيموقراطيّات وجود أقلّيّات قوميّة فيها"! وليت أمثال هؤلاء يطرحون فكرهم السّياسيّ بصدق أمام الشّعب؛ ليدركوا مدى عزلتهم هم ومن يقف خلفهم من مموّلين تخلّوا عن انتمائهم القوميّ والدّينيّ والإنسانيّ.
ومن الأمور التي لم تعد غريبة هي المزايدات التي تسبح في بحور الأحلام الورديّة من خلال أغلبيّة القوائم السّتّة والثّلاثين التي ترشّحت، والتي يزيد عدد أعضائها على عشرة أضعاف عدد أعضاء المجلس التّشريعيّ، وكل قائمة تزعم أنّها ستحصل على عشرة مقاعد على أقلّ تقدير! مع أنّ الواقع يقول أنّها لن تعبر نسبة الحسم.
صحيح أنّ الإنتخابات التّشريعيّة والرّئاسيّة حقّ دستوريّ، ومطلب شعبيّ، لكنّ الصّراع على سلطة تحت الاحتلال أمر محزن، والتّنازل عن القدس لا يملكه أيّ شخص أو مجموعة مهما كانوا، فالقدس بمسجدها الأقصى وكنيسة القيامة جزء من العقيدة، وشاء حظّ الفلسطينيّين أن يكونوا سدنة لها نيابة عن العرب والمسلمين. ولا يمكن تخيّل دولة فلسطينيّة دون القدس، كما لا يمكن أن يكون المسجد الأقصى وكنيسة القيامة تحت سيادة غير فلسطينيّة عربيّة كما هو شأنها عبر التّاريخ، وما المحتلّون إلا "عابرون في كلام عابر" كما قال العظيم الرّاحل محمود درويش.
إنّ تأجيل الإنتخابات التّشريعيّة حتى تحين الفرصة لمشاركة القدس فيها دافع للعمل على استعادة الوحدة الوطنيّة، وإحياء منظّمة التّحرير بمشاركة جميع القوى، وإعادة تشكيل المجلس الوطنيّ لمجابهة الخطر الواقع، والعمل على الخلاص من الاحتلال وموبقاته، لتمكين شعبنا من حقّه في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلّة بعاصمتها الأبديّة القدس الشّريف.
5-5-2021



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بدون مؤاخذة-القدس والإنتخابات الفلسطينيّة
- قصّة قراءة من وراء الزّجاج وأسرى الحرّيّة
- يوميّات ضياع أمّة-صليل السيوف
- بدون مؤاخذة-السّباق المراثوني على المناصب
- بدون مؤاخذة-حركة فتح تنتحر أم تُقتل؟
- بدون مؤاخذة- لن يتركوا الأردن وشأنه
- بدون مؤاخذة-الصّراع على القيادة والوطن ضحية
- بدون مؤاخذة-الإنتخابات التشّريعيّة والإنتحار السّياسي
- قصة فوق الغيوم والخيال
- بدون مؤاخذة-لو كنت مسؤولا
- ماجدة صبحي تحيي تراث قريتها بيت صفافا
- بدون مؤاخذة-الانتخابات التشريعية الفلسطينية والجدل حولها
- بدون مؤاخذة-حقوق الإنسان والكيل بمكيالين
- سميرة مفرح في رحاب الله
- استشهاد الأسير داود الخطيب في سجون الاحتلال جريمة تستحق العق ...
- بدون مؤاخذة-انشقاق القائمة المشتركة لصالح نتنياهو واليمين ال ...
- بدون مؤاخذة-عندما تتخلى اسرائيل عن مسؤولياتها كدولة احتلال
- شقيقي داود وأيّام الشّقاء
- بدون مؤاخذة-كي لا نضيع بين بايدن وترامب
- بدون مؤاخذة -شعب الجبارين شعب القيادات


المزيد.....




- بسبب متلازمة -نادرة-.. تبرئة رجل من تهمة -القيادة تحت تأثير ...
- تعويض لاعبات جمباز أمريكيات ضحايا اعتداء جنسي بقيمة 139 مليو ...
- 11 مرة خلال سنة واحدة.. فرنسا تعتذر عن كثرة استخدامها لـ-الف ...
- لازاريني يتوجه إلى روسيا للاجتماع مع ممثلي مجموعة -بريكس-
- -كجنون البقر-.. مخاوف من انتشار -زومبي الغزلان- إلى البشر
- هل تسبب اللقاحات أمراض المناعة الذاتية؟
- عقار رخيص وشائع الاستخدام قد يحمل سر مكافحة الشيخوخة
- أردوغان: نتنياهو هو هتلر العصر الحديث
- أنطونوف: واشنطن لم تعد تخفي هدفها الحقيقي من وراء فرض القيود ...
- عبد اللهيان: العقوبات ضدنا خطوة متسرعة


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة-القدس والمزايدات المسيئة