أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة-كي لا نضيع بين بايدن وترامب














المزيد.....

بدون مؤاخذة-كي لا نضيع بين بايدن وترامب


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 6802 - 2021 / 1 / 29 - 17:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المتابع للسّياسة الأمريكيّة بإداراتها المحتلفة والمتعاقبة حول القضّيّة الفلسطينيّة منذ نكبة الشّعب الفلسطينيّ الأولى عام 1948 وحتّى يومنا هذا، لا يحتاج إلى كثير من الذّكاء ليعلم مدى الإنحياز الأمريكي لإسرائيل في الأحوال كلّها، ومعاداتها العلنيّة لفلسطين وشعبها بشكل خاصّ وللأمّة العربيّة بشكل عامّ، فأمريكا ومن ورائها أتباعها الأوروبّيون يرون في اسرائيل قاعدتهم العسكريّة المتقدّمة لقهر شعوب ودول المنطقة، لذا فإنّهم لم يكتفوا بدعم اسرائيل لضمان تفوّقها العسكريّ على دول المنطقة مجتمعة، بل إنّهم غضّوا النّظر عنها ووفرّوا لها الحماية في خرقها للقانون الدّولي ولقرارات الشّرعيّة الدّوليّة، وفي عدم احترامها للوائح حقوق الإنسان، وفي عدم احترامها لكثير من الاتّفاقات الدّوليّة مثل اتّفاقات جنيف الرّابعة بخصوص الأراضي التي تقع تحت الاحتلال العسكريّ، بل إنّ أمريكا ترفض مجرّد التّحقيق مع قادة اسرائيليّين ارتكبوا جرائم حرب في الأراضي الفلسطينيّة المحتلّة.
ووصل الإنحياز الأمريكي والأوروبّي مداه بغضّ النّظر عن امتلاك إسرائيل لأسلحة الدّمار الشّامل كالأسلحة النّوويّة والكيماويّة والفسفوريّة والصّواريخ البالستيّة، في حين قاموا باحتلال العراق وتدمير وهدم دولته وقتل وتشريد شعبه من خلال كذبة امتلاك العراق للأسلحة الكيماويّة. ويحاصرون إيران بحجّة أنّها تسعى لامتلاك السّلاح النّووي، وإسرائيل المدلّلة أمريكيّا وأوروبّيّا تواصل احتلال أراضي دولة فلسطين العتيدة، وهضبة الجولان السّوريّة المحتلة، ومزارع شبعا اللبنانيّة، في حين أنّ إيران لا تحتلّ أراضي الغير، وإن كانت تتنازع مع الإمارات على ملكيّة جزيرتين، وإذا كانت إيران تدعم قوى ثوريّة في المنطقة مثل حزب الله اللبناني وجماعة "أنصار الله" في اليمن، فإنّ اسرائيل المدلّلة دعمت الجماعات الإرهابيّة في العراق وسوريّا ومنها "جبهة النّصرة" الدّاعشيّة، ودعمت سابقا النّظام العنصري في جنوب افريقيا، وتدعم اثيوبيا في صراعها مع مصر والسّودان على مياه النّيل، ودعمت انشقاق جنوب السّودان، وتدعم الكثير من حركات التّمرد في دول أخرى.
القضيّة الفلسطينيّة بين ترامب وبايدن
مع أنّ أيّ رئيس أمريكي ينفّذ سياسة الدّولة الأمريكيّة العميقة، إلا أنّ هناك من يجيد إدارة الصّراعات كبايدن، وهناك من يعتمد على القّوة كترامب الذي يجهل السّياسة وفنونها، وبفكره المتصهين ارتضى أن يكون تابعا لرئيس الحكومة الإسرائيليّة بنيامين نتنياهو، فألغى الاتّفاق النّوويّ مع إيران لأنّ نتنياهو يعارضه، وطرح ما يسمّى "صفقة القرن" التي أملاها عليه نتنياهو، وأعلنها حربا مفتوحة على فلسطين وشعبها، وكذا على سوريّا وإيران واليمن وليبيا وغيرها، وفضح كنوزه الإستراتيجيّة في المنطقة عندما أمرهم بتطبيع العلاقات مع اسرائيل؛ لتصفيّة القضيّة الفلسطينيّة لصالح المشروع الصّهيونيّ التّوسّعيّ، ولجعل اسرائيل سيّدة المنطقة وحارسة للمصالح الإمبرياليّة نيابة عن أمريكا. ولتجنيد العربان لمحاربة إيران جنبا إلى جنب مع اسرائيل، ومن المضحك المبكي أنّ أنظمة عربيّة تتخوّف من احتمال امتلاك إيران للسّلاح النّووي مستقبلا، بينما تصمت على السّلاح النّووي الإسرائيلي، الذي كان ولا يزال مصوّبا على عواصم ومدن عربيّة!
وجاء بايدن الأكثر حنكة وسياسة وإدارة من ترامب، وحاول من خلال خبرته السّياسيّة طويلة المدى كعضو في الكونغرس لعشرات السّنين وكنائب للرّئيس الأسبق أوباما، لتحسين وجه أمريكا أمام الرّأي العام الأمريكيّ بعد أن زاده ترامب قبحا وبشاعة. لكنّه لم يخرج أي بايدن من عمق السّياسة الأمريكيّة المتمثّلة بالدّعم المطلق لإسرائيل.
المفاوضات مع اسرائيل وسيلة وليست هدفا.
أعلن بايدن دعمه لحلّ الدّولتين، وإعادة المساعدة الأمريكيّة للسّلطة الفلسطينيّة ولوكالة غوث اللاجئين، وإعادة فتح مكتب منظّمة التّحرير في واشنطن، وإعادة فتح القنصليّة الأمريكيّة في القدس الشّرقيّة، ورحّبت السّلطة الفلسطينيّة بذلك واعتبرته بادرة خير للعودة إلى المفاوضات! وهنا يجب التّأكيد بأنّ هذا التغيير الشّكلي في السّياسة الأمريكيّة في عهد بايدن هو لمصلحة سرائيل قبل غيرها، فسياسة ترامب وحليفه نتنياهو لو نفّذت لأدخلت المنطقة في صراعات دامية طويلة المدى، ولن تجلب للمنطقة ودولها وشعوبها وإسرئيل ليست استثناء إلا الويلات.
فهل ستعود المفاوضات بطريقتها السّابقة والتي امتدت حوالي ثلاثة عقود منذ مؤتمر مدريد عام 1991 واتّفاقات أوسلو عام 1993، والتي لم تسفر إلا عن زيادة الإستيطان في الضّفّة الغربيّة وجوهرتها القدس، لفرض حقائق على الأرض تمنع إقامة الدّولة الفلسطينيّة. وهل أمريكا راعٍ محايد وموثوق لهذه المفاوضات؟
إنّ قيادة الشّعب الفلسطينيّ اتي اتّخذت المفاوضات نهجا استراتيجيّا مع اختلال موازين القوى، مطالبة بالإصرار على مؤتمر دوليّ، يعلن سلفا إصراره على تطبيق قرارات الشّرعيّة الدّوليّة، ويلزم اسرائيل بالإعتراف المسبق بحدود الدّولة الفلسطينيّة على الأراضي المحتلّة عام 1967 وفي مقدّمتها القدس، ووقف الإستيطان ، ووضع جدول زمنيّ للإنسحاب الإسرائيليّ غير المشروط من هذه الأراضي، وإلا سنبقى ندور في حلقات مفرغة ستكرّس الاحتلال الذي يعمل على كسب الوقت لتنفيذ خططه التّوسّعيّة.
30-1-2021



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بدون مؤاخذة -شعب الجبارين شعب القيادات
- قصّة صهيل الأصايل والتاريخ
- بدون مؤاخذة- ذهب ترامب وبقيت جرائمه
- بدون مؤاخذة- ترامب إلى غير رجعة
- بدون مؤاخذة-ترامب وجنون المصالح
- بدون مؤاخذة-يلعن هيك مراجل
- بدون مؤاخذة- تهويد واد الجوز في القدس
- بدون مؤاخذة- نعيب عامنا والعيب فينا
- بدون مؤاخذة- مقام النّبيّ موسى تاريخ وحضارة
- بدون مؤاخذة-زيارة المرضى لها أصول
- بدون مؤاخذة-عيد الميلاد مرّة أخرى
- الأديب جمال بنورة كما عرفته
- الاحتفال بعيد الميلاد
- قصص الخالة مريم والعودة إلى براءة الطفولة
- قصّة الأطفال -الأمير المدلّل- والتّربية الصحيحة
- بدون مؤاخذة-بين وعد بلفور ووعود وترامب
- بدون مؤاخذة-المغرب لم يفاجئ أحدا بالتّطبيع
- قصة الأطفال -حبّ الوطن- والإنتماء
- قصة الأطفال -بوبي وبوسي- والصداقة
- قصّة الأطفال-السّنجابة والعقاب- وخلط المعلومات


المزيد.....




- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...
- الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأمريكية مسؤولية أي اقتحام ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: وعود كييف بعدم استخدام صواريخ ATAC ...
- بعد جولة على الكورنيش.. ملك مصر السابق فؤاد الثاني يزور مقهى ...
- كوريا الشمالية: العقوبات الأمريكية تحولت إلى حبل المشنقة حول ...
- واشنطن تطالب إسرائيل بـ-إجابات- بشأن -المقابر الجماعية- في غ ...
- البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة-كي لا نضيع بين بايدن وترامب