أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة- نعيب عامنا والعيب فينا














المزيد.....

بدون مؤاخذة- نعيب عامنا والعيب فينا


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 6775 - 2020 / 12 / 30 - 13:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نودّع هذه الأيّام العام 2020، أي أنّنا نطوي عاما مع أعمارنا، ومن الأمور لم تعد عجيبة أنّ كثيرين منّا فرحون بانتهاء هذا العام، لما مرّ به من كوارث على مستوى العالم جميعه بسبب جائحة كورونا، وتناسى الجميع أنّ الفيروسات القاتلة تجتاح العالم بمعدل مرّة في كل 100 عام، ففي العام 1918 اجتاح أحد الفيروسات القاتلة العالم بدءا من اسبانيا، وحصد أرواح حوالي 50 مليون شخص، علما أنّ عدد سكّان العالم وقتذاك كان يساوي 10% من عددهم هذه الأيّام. وفي العام 1927 اجتاحت الكوليرا الشّرق الأوسط في أعقاب زلزال مدمّر، وحصدت أرواح الملايين خصوصا في مصر وإيران وبلاد الشّام. وفي خمسينات وستّينات القرن الفارط كانت فيروسات السّلّ وشلل الأطفال تثير الرّعب بين النّاس. وإذا كانت الحياة تقوم على الصّراع بين البشر، فإنّ هناك صراعا يقوم بين البشر والطّبيعة، وهو في ازدياد بسبب تعدّيات البشر. فهل العيب في الإنسان أم في الطّبيعة؟
الفيروسات العربيّة
أمّا في العالم الذي يسمّى عربيّا، فقد ابتليت شعوبنا بفيروسات أخطر من فيروسات الطّبيعة، وتتمثّل بأنظمة كنوز أمريكا وإسرائيل الإستراتيجيّة التي تتحكّم برقاب الشّعوب ومقدّرات الأوطان، وهذه الفيروسات دمّرت أوطانا وقتلت وجرحت وشرّدت ورمّلت ويتّمت الملايين، وأنفقت في سبيل ذلك ترليونات الدّولارات خدمة لأهداف المصالح الأمريكيّة والإسرائيليّة في المنطقة، فحصيلة حصاد فيروس كوفيد 19 من العرب والمسلمين لم يتجاوز مئة ألف إنسان من مجموع ما يقارب المليونين على مستوى العالم، في حين حصدت فيروسات كنوز أمريكا وإسرائيل ملايين الأرواح العربيّة، وشرّدت عشرات الملايين، ودمّرت دولا مثل العراق، سوريا، ليبيا، السّودان، الصّومال، اليمن وغيرها، ولم تتوقّف عند هذا بل تعدّته بكثير، وكشفت عن أنيابها بشكل قبيح بسبب ضغوطات الإدارة الأمريكيّة برئاسة ترامب الذي أنهى شعبه صلاحيّاته، فخرجت من جحورها إلى العلن، لتعترف بصفقة ترامب التي أملاها عليه بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة الإسرائيليّة، لتصفية القضيّة الفلسطينيّة لصالح المشروع الصّهيونيّ التّوسّعيّ، الذي تتخطى أطماعه حدود فلسطين التّاريخيّة. ولتمكين اسرائيل من السّيطرة على المنطقة العربيّة برمّتها، ولتحويل الشّعوب العربيّة الغارقة في سباتها إلى "حطّابين وسقّائين" -حسب التّعبير التّوراتي،
وإذا كان العلماء قد وجدوا مصلا مضادّا لفيروس كورونا، وهذا سيحمي البشريّة من خطره الفتّاك، فهل ستنهض الشّعوب العربيّة، لتحمي أرواحها وأوطانها من خطر الفيروسات التي أخرجتها من التّاريخ.
وإذا كانت الفيروسات الحاكمة تتذرّع بممارسة خطايها ضدّ شعوبها وأوطانها وأمّتها "بالسّيادة المزعومة"، وتتلفّع بعباءة الدّين أحيانا، فإنّه من غير المعقول تجنيد بعض الجماعات المتأسلمة لخدمة مشاريع التّصفية متعدّدة الرّؤوس، وانبثق منها جماعات إرهابيّة كالقاعدة وداعش وجبهة النّصرة وغيرها، والتي شاركت في تدمير أقطار عربيّة وقتل وتشريد شعوبها، مثل العراق، سوريا، ليبيا، اليمن وغيرها، في حربها بالوكالة لتطبيق المشروع الأمريكي "الشّرق الأوسط الجديد، لإعادة تقسيم المنطقة لدويلات طائفيّة متناحرة، فّبِمَ يفسّر من يعتبرون أنفسهم دعاة للإسلام وحماة للمسلمين موافقة ودعم حزب العدالة الإسلامي الحاكم في المغرب ارتماء نظام أمير المؤمنين، رئيس لجنة القدس في أحضان اسرائيل؟ وتهافت الرّئيس التّركي أردوغان زعيم حزب العدالة الإسلامي الحاكم؛ ليحظى برضا اسرائيل وأمريكا عليه؟ ويبقى السّؤال: هل العيب في العام 2020 أم فيمن يعيشون فيه؟ وماذا بالنّسبة للعام القادم، فهل سيتغيّر الحال فيه إذا بقيت شعوبنا في سباتها؟
3—12-2020



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بدون مؤاخذة- مقام النّبيّ موسى تاريخ وحضارة
- بدون مؤاخذة-زيارة المرضى لها أصول
- بدون مؤاخذة-عيد الميلاد مرّة أخرى
- الأديب جمال بنورة كما عرفته
- الاحتفال بعيد الميلاد
- قصص الخالة مريم والعودة إلى براءة الطفولة
- قصّة الأطفال -الأمير المدلّل- والتّربية الصحيحة
- بدون مؤاخذة-بين وعد بلفور ووعود وترامب
- بدون مؤاخذة-المغرب لم يفاجئ أحدا بالتّطبيع
- قصة الأطفال -حبّ الوطن- والإنتماء
- قصة الأطفال -بوبي وبوسي- والصداقة
- قصّة الأطفال-السّنجابة والعقاب- وخلط المعلومات
- قصة الأطفال -الطاؤوس الحزين- وسيادة القانون
- بدون مؤاخذة-ماراثون السّباق نحو الهاوية
- بدون مؤاخذة-عندما تصبح الخيانة عقيدة
- بدون مؤاخذة-أمريكا تحتل فلسطين
- بدون مؤاخذة-تيتي تيتي مطرح ما رحتِ جيتِ
- بدون مؤاخذة-صائب عريقات رجل استثنائي في مرحلة استثنائية
- بدون مؤاخذة- سقوط الطاؤوس وخيبة الأتباع
- بدون مؤاخذة- خسارة ترامب فوز لشعبه


المزيد.....




- تحويلات المصريين بالخارج تقترب من 30 مليار دولار خلال 10 أشه ...
- ربما تم إنشاؤه بالذكاء الاصطناعي.. ما حقيقة فيديو قصف إسرائي ...
- تراث أصفهان الفارسي والمواجهة بين إيران وإسرائيل
- غضب في مدينة البندقية على حفل زفاف جيف بيزوس ولورين سانشيز
- يسمع ضجيج القنابل قبل صوت أمه.. عن طفل رضيع في مستشفيات غزة ...
- -فائقو الثراء- في ألمانيا يمتلكون أكثر من ربع إجمالي الأصول ...
- صحيفة روسية: هل هناك من يستطيع تزويد طهران بالقنبلة النووية؟ ...
- ترامب: يمكن للصين مواصلة شراء النفط الإيراني
- فيتنام تحاكم 41 متهما في قضية فساد بقيمة 45 مليون دولار
- صحف إسرائيلية: هدنة ترامب تريح طهران وتنعش مفاوضات غزة


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة- نعيب عامنا والعيب فينا