أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميل السلحوت - قصّة صهيل الأصايل والتاريخ














المزيد.....

قصّة صهيل الأصايل والتاريخ


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 6794 - 2021 / 1 / 21 - 15:17
المحور: الادب والفن
    


عن دار الشّامل في نابلس -فلسطين صدرت قصّة الأطفال "صهيل الأصايل" للكاتبة آمنة محاميد زيد الكيلاني، رسومات منال نعيرات، تنفيذ ومونتاج معاذ عبد الحق.
وصلتني هذا القصّة إلكترونيّا بسبب جائحة كورونا، وما تسبّبته من إغلاق وتقييد لحركة التّنقّل بين المدن الفلسطينيّة. والقصّة مترجمة للغة الإنجليزية، فالصّفحة منها تقابلها ترجمتها للإنجليزيّة.
لا أعرف الكاتبة ولم يسبق لي أن قرأت لها، وهذا قصور غير مقصود منّي، فأنا أرتاد عادة مكتبات "وأكشاك" بيع الكتب، لكن لم أعثر على كتابات لكاتبة القصّة آمنة محاميد زيد الكيلاني، وعندما استعنت "بجوجل"وجدت أنّه صدر لها عام 2012 قصة أطفال بعنوان"سلحوفة تصنع طائرة ورقية"، ولم أعثر على غيرها، وهذا لا يعني أنّه لم يصدر لها قصص أخرى.
وعودة إلى قصّة "صهيل الأصايل، وهي قصّة كتبت بلغة فصيحة مشكولة الكلمات، ترافقها رسومات جميلة لمنال نعيرات التي تؤكّد من جديد قدرتها الفائقة على تقديم رسومات لقصص الأطفال تليق بأطفالنا. والقصّة رسوماتها مفروزة الألوان وكما يبدو على ورق مصقول، وإخراجها لافت بجماليّاته، ويحسب للكاتبة وللنّاشر وجود ترجمة للقصّة إلى اللغة الإنجليزيّة، وهذه حسب معلوماتي المتواضعة قصّة الأطفال المحلّيّة الأولى التي تصدر باللغتين العربيّة والإنجليزيّة وتقع بين يديّ.
وواضح من خلال مضمون القصّة أنّ الكاتبة قد استفادت من التّاريخ، عندما كان العرب والمسلمون أمّة ماجدة، وكأنّي بها توصل للأطفال بطريقة غير مباشرة معلومات مفادها أنّ أمّة ذات تاريخ عريق لن تقبل الذّلّ والمهانة، وستعود إلى أمجادها ولن تترك قدسها مكبّلة محتلّة.
والقصّة تدعو الأطفال إلى التّساؤل والتّفكير حول معلومات وردت في القصّة، وتشكّل برهانا ودليلا على حضارة بناها الآباء والأجداد بعرقهم وبدمائهم. فالطّفل بطل القصّة الذي رافق في منامه فرسانا أشدّاء، حطّت بهم الرّحال في باب كيسان وهو أحد أبواب دمشق القديمة، وواصلوا طريقهم إلى القصر الذي في حديقته نوافير يخرج ماؤها هادرا من أنياب أسود تشير إلى قصر الحمراء " وهو قصرٌ أَثريّ وحصن شَيَّده الملك المسلم العربيّ أبو عبد الله محمد الأول محمد بن يوسف بن محمد بن أحمد بن نصر بن الأحمر بين 1238-1273 في مملكة غرناطة." في الأندلس-اسبانيا حاليّا، ثمّ طافوا في بلاد ما بين الرّافدين والمقصود هنا العراق، وحضارة الفترة العبّاسيّة، وهناك يرون طيف فتاة تصرخ مستنجدة "أغيثوني...أغيثوني"!. ثمّ تحلق الخيول إلى أن تصل سماء القدس فيتعرّف عليها الطّفل كونها مدينته، " أومأ الفارس الملثّم لمرافقيه من الفرسان أن تحطّ خيولهم في ساحة البراق، ولكن الجياد ارتعدت ونكصت إلى الخلف، وبقيت معلّقة في الفضاء. حيث كانت السّاحة والمدينة محاصرتين بجنود مدجّجين بالسّلاح....وبقيت الخيول معلّقة بين سماء مدينتي حيث أشار الفارس الملثّم لي مودّعا وقائلا: لن تبقى مدينتك محاصرة يا بنيّ فنحن قادمون."
والقارئ لهذه القصّة سيجد أنّها تعبّر عن أحلام الفلسطينيّين الذين ينتظرون النّصرة من إخوانهم العرب والمسلمين، وتؤكّد أنّ دوام الحال من المحال، وأنّ النّصر قادم بالتّأكيد، ومن خلال تحليق الفرسان فوق القدس، ورؤيتهم لمسجدها العظيم"الأقصى"، ومحاولتهم الهبوط في ساحة البراق تذكير بأهمّية المدينة الدّينيّة، وتذكير بحادثة الإسراء والمعراج. ويلاحظ أنّ الكاتبة لم تختر أماكن قصّتها عبثا أو صدفة، فسوريا تعيش مأساتها بسبب حرب الإرهاب عليها منذ عام 2011، والعراق يعاني منذ احتلاله عام 2003، والأندلس ضاعت من العرب منذ العام 1492، والقدس محتلة منذ العام 1967.

ملاحظة: ورد في القصّة:"وأنا أنظر من علٍ أبحث عن مدينتي" والصّحيح "من علُ" فعلُ مبنيّة على الضّم، وفي وصف امرئ القيس لحصانه في معلقته :
"مكرّ مفرّ مقبل مدبر كجلمود صخر حطّه السّيل من عل"
جاءت من باب: يجوز للشّاعر ما يجوز لغيره، وجاءت مجرورة لمناسبة قافية القصيدة مجرورة اللام في أبياتها جميعها.
ولو قرأنا بيت الشّعر آنف الذّكر منفردا لضممنا لام "عل".



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بدون مؤاخذة- ذهب ترامب وبقيت جرائمه
- بدون مؤاخذة- ترامب إلى غير رجعة
- بدون مؤاخذة-ترامب وجنون المصالح
- بدون مؤاخذة-يلعن هيك مراجل
- بدون مؤاخذة- تهويد واد الجوز في القدس
- بدون مؤاخذة- نعيب عامنا والعيب فينا
- بدون مؤاخذة- مقام النّبيّ موسى تاريخ وحضارة
- بدون مؤاخذة-زيارة المرضى لها أصول
- بدون مؤاخذة-عيد الميلاد مرّة أخرى
- الأديب جمال بنورة كما عرفته
- الاحتفال بعيد الميلاد
- قصص الخالة مريم والعودة إلى براءة الطفولة
- قصّة الأطفال -الأمير المدلّل- والتّربية الصحيحة
- بدون مؤاخذة-بين وعد بلفور ووعود وترامب
- بدون مؤاخذة-المغرب لم يفاجئ أحدا بالتّطبيع
- قصة الأطفال -حبّ الوطن- والإنتماء
- قصة الأطفال -بوبي وبوسي- والصداقة
- قصّة الأطفال-السّنجابة والعقاب- وخلط المعلومات
- قصة الأطفال -الطاؤوس الحزين- وسيادة القانون
- بدون مؤاخذة-ماراثون السّباق نحو الهاوية


المزيد.....




- الفيلم السعودي -الزرفة-.. الكوميديا التي غادرت جوهرها
- لحظة الانفجار ومقتل شخص خلال حفل محمد رمضان والفنان المصري ي ...
- بعد اتهامات نائب برلماني للفنان التونسي بالتطبيع.. فتحي بن ع ...
- صحف عالمية: إنزال المساعدات جوا مسرحية هزلية وماذا تبقّى من ...
- محللون إسرائيليون: فشلنا بمعركة الرواية وتسونامي قد يجرفنا
- فيديو يوثق اعتداء على فنان سوري.. قصوا شعره وكتبوا على وجهه ...
- فيديو.. تفاصيل -انفجار- حفلة الفنان محمد رمضان
- جواسيس ولغة.. كيف تعيد إسرائيل بناء -الثقافة المخابراتية-؟
- -كأنه فيلم خيال علمي-: ولادة طفل من جنين مجمد منذ 30 عاماً
- قمر عبد الرحمن لـ -منتدى البيادر للشعر والأدب-: حرب الوجود ا ...


المزيد.....

- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميل السلحوت - قصّة صهيل الأصايل والتاريخ