أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة-الصّراع على القيادة والوطن ضحية














المزيد.....

بدون مؤاخذة-الصّراع على القيادة والوطن ضحية


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 6856 - 2021 / 4 / 1 - 17:38
المحور: القضية الفلسطينية
    


سأبدأ مقالتي هذه بحكاية شعبيّة توارثناها أبا عن جدّ منذ عصر الجاهليّة وحتّى يومنا هذا، لتبيان مدى خطورة الإنقسام الحاصل على السّاحة الفلسطينيّة، تقول الحكاية:" يحكى أن تصادقت شابّتان كلّ منهما أبوها شيخ قبيلة، وبينما كانتا تتمزحان قالت إحداهما للأخرى:
قبرتِ أهلك.
فردّت الأخرى عليها: أسأل الله أن يكثّر شيوخ قبيلتك.
ففرحت الأولى بمقولة الثّانية، وعادت لأبيها تقول: هل تعلم أنّ ابنة الشّيخ الفلاني حمقاء؟
فسألها: وكيف عرفت ذلك؟
فسردت على مسمعه ما جرى معها ومع صديقتها، فامتقع وجه أبيها وقال لها:
بل أنت من تعشعش الحماقة في رأسك، ولم تفهمي ما قالته، فدعوتها بأن يكثّر الله شيوخ قبيلتك، دعوة ماحقة ستقضي على القبيلة إن تحقّقت.
فسألت البنت أباها: وكيف يكون ذلك؟ فأجاب: كثرة شيوخ القبيلة تعني انشقاقها، فكلّ شيخ سينشق بمجموعة، وبعدها ستحارب كلّ مجموعة الأخرى لتقضي عليها، وسيصبح من تبقّى منهم نهبا للقبائل الأخرى."
وبالتّأكيد فإنّ شيوخ "قبائل" تنظيماتنا وأحزابنا الفلسطينيّة لم يسمعوا بهذه الحكاية، لأنّهم بعيدون عن هموم شعبهم، وإن سمعها بعضهم فإنّه لم يتّعظ من حكمتها، وهذا ما جرى -مع الأسف- وخاصّة في حركة فتح، كبرى التّنظيمات الفلسطينيّة، والعمود الفقري للحركة الوطنيّة، وهذا لا ينفي طبعا الصّراع في قيادات التّنظيمات والأحزاب الأخرى، لكنّه لم يأخذ صداه الإعلاميّ نظرا لصغر حجم هذه التّنظيمات.
ومن المعروف أنّ القيادات الطّليعيّة تبني سياساتها بناء على تلمّسها لقضايا وهموم شعوبها، فهل الإنشقاق في حركة فتح والذي برز بشكل جليّ من خلال القوائم الإنتخابيّة التي خرجت عن طوع قيادة الحركة؛ لتخوض إنتخابات المجلس التّشريعي بقوائم منفصلة عن القائمة المركزّية يجري لصالح الحركة ولصالح الوطن والشّعب أم من أجل المناصب؟ وهل ادّعاؤهم بأنّهم هم من يمثّلون فتح الحقيقيّة صحيح؟ فإذا كانت هناك أخطاء في الحركة فعلا فهم بحكم مواقعهم فيها شركاء في هذه الأخطاء، فلماذا لم يصحّحوها من خلال مواقعهم القياديّة في الحركة؟ وهل كانوا سينشقّون عن الحركة لو لم يحدّد موعد للإنتخابات التّشريعيّة؟ وهل لو تمّ اختيارهم في مقدّمة قائمة الحركة الإنتخابة كانوا سيلجأون إلى الإنشقاق؟ وهذه الأسئلة وغيرها كثير لا يعني الإنحياز لمجموعة ضدّ الأخريات بمقدار ما يعني الحرص على وحدة الحركة، وما تمثّله في مرحلة هي من أخطر المراحل التي تمرّ بها قضيّتنا وشعبنا. كنت أتمنّى على "الحردانين"، لو أنّهم طرحوا وجهة نظرهم وبرامجهم السّياسيّة التي دعتهم إلى الخروج عن طاعة تنظيماتهم، وبالتّأكيد فإنّ كلّ مجموعة ستطرح برنامجها الإنتخابيّ لاحقا والذي سيعجّ بالمزايدات والشّعارات الرّنّانة، دون الأخذ بعين الاعتبار مدى إمكانيّة تحقيق هذه الشّعارات. وبما أنّ "الحردانين" يزعمون حرصهم على الوطن وعلى الشّعب، وأنّهم "ديموقراطيّون"، فهل استفتوا الشّعب عن الكفاءات التي تمثّله حقيقة؟ أم أنّهم هم القادة الذين لم ينجب الشّعب مثيلا لهم؟ وهل قرأوا قوله تعالى:" وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ ريحُكُمْ". وكان الله في عون شعبنا والحديث يطول.
1-ابريل-2021



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بدون مؤاخذة-الإنتخابات التشّريعيّة والإنتحار السّياسي
- قصة فوق الغيوم والخيال
- بدون مؤاخذة-لو كنت مسؤولا
- ماجدة صبحي تحيي تراث قريتها بيت صفافا
- بدون مؤاخذة-الانتخابات التشريعية الفلسطينية والجدل حولها
- بدون مؤاخذة-حقوق الإنسان والكيل بمكيالين
- سميرة مفرح في رحاب الله
- استشهاد الأسير داود الخطيب في سجون الاحتلال جريمة تستحق العق ...
- بدون مؤاخذة-انشقاق القائمة المشتركة لصالح نتنياهو واليمين ال ...
- بدون مؤاخذة-عندما تتخلى اسرائيل عن مسؤولياتها كدولة احتلال
- شقيقي داود وأيّام الشّقاء
- بدون مؤاخذة-كي لا نضيع بين بايدن وترامب
- بدون مؤاخذة -شعب الجبارين شعب القيادات
- قصّة صهيل الأصايل والتاريخ
- بدون مؤاخذة- ذهب ترامب وبقيت جرائمه
- بدون مؤاخذة- ترامب إلى غير رجعة
- بدون مؤاخذة-ترامب وجنون المصالح
- بدون مؤاخذة-يلعن هيك مراجل
- بدون مؤاخذة- تهويد واد الجوز في القدس
- بدون مؤاخذة- نعيب عامنا والعيب فينا


المزيد.....




- اغتيال بلوغر عراقية شهيرة وسط بغداد والداخلية تصدر بيانا توض ...
- غالبية الإسرائيليين تطالب بمزيد من الاستقالات العسكرية
- السعودية.. فيديو لشخص تنكر بزي نسائي يثير جدلا والأمن يتحرك ...
- صحيفة: بلينكن سيزور إسرائيل الأسبوع المقبل لمناقشة صفقة الره ...
- الديوان الملكي يعلن وفاة أمير سعودي
- الحوثيون حول مغادرة حاملة الطائرات -أيزنهاور-: لن نخفض وتيرة ...
- وزارة الخارجية البولندية تنتقد الرئيس دودا بسبب تصريحه بشأن ...
- أردوغان يقول إن تركيا ستفرض مزيدا من القيود التجارية ضد إسرا ...
- وزير الدفاع الأمريكي يشكك في قدرة الغرب على تزويد كييف بمنظو ...
- مشاهد للوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير قبل لحظات من ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة-الصّراع على القيادة والوطن ضحية