أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نبيل عودة - الشعر والشعراء والنقد في ثقافتنا














المزيد.....

الشعر والشعراء والنقد في ثقافتنا


نبيل عودة
كاتب وباحث

(Nabeel Oudeh)


الحوار المتمدن-العدد: 6904 - 2021 / 5 / 20 - 12:32
المحور: الادب والفن
    


الشعراء هم أفضل رمز للمثقف في كل زمان، وخاصة في ثقافتنا العربية.
دأب سلاطين العرب دائمًا على استئجار قرائح الشعراء، وكيف لا، والشعر هو الوسيلة الاعلامية الأكثر انتشارًا في عالم العرب في وقت قلَّ من يعرف القراءة والكتابة، ولم تتغير الحال في وقتنا، انما تعمق تحكم السلاطين برقاب الناس وانفاسها.
ازداد عدد من يعرفون القراءة والكتابة، ولكن القراءة صارت من الكماليات في حياة العرب، اي لم يتغير الحال وظل الرواة والمحدثين من مروجي الحكايات الشعرية والغيبيات والخرافات والخوارق هم وسائل اعلام المجتمع.
حمل الشعر في وقته، الحكايات والأحداث، حسب مفاهيم ذلك العصر، وكان اما شعرًا هجائيًا أو مديحًا اما إذلالاً او تكريمًا، اما حبًا أو كراهية…أو بطولات اسطورية، وما زلنا في نفس الساحة لم يتغير فينا الا وسائل تنقلنا ونوع مساكننا، وأنواع أكلنا.
قال الشاعر السوداني المبدع محمد الفيتوري:"نحن كشعراء في هذا العصر، فقدنا أنفسنا وفقدنا علاقتنا بالواقع الاجتماعي، وفقدنا قيمنا الانسانية، ولم نعد نمثل شيئاً على الأطلاق، لذلك يزعم بعض المدعين انهم شعراء، أنهم مجرد ضباب ومجرد فراغ، يسيرون في الهواء الطلق بدون ماض وبدون مستقبل.
لو قرأت هذا التقييم بدون اسم الفيتوري، لظننت ان كاتبه اديب محلي يقلقه ما يدور في ثقافتنا العربية داخل اسرائي وخاصة في شعرنا.
بالطبع السلاطين العرب ازدادوا عددا وأشكالا وتعددت مناصبهم طولا وعرضا، وارتفاعا وانخفاضا، وكثر الطلب على الدلالين والمداحين ومنظمي الكلام. وبما ان الشعر والشعراء هي أشهر ما تبقى في الذاكرة من موروثات تاريخ “الأمجاد العربية”، لذا طمع السلاطين بحشد الشعراء في صفوف “السحيجة”، ارادوا اخضاعهم لسلطانهم بصفتهم حافظوا على مكانتهم كأهم وسيلة اعلامية الى جانب الدعاة والشيوخ الأجلاء، في مجتمع سماعي يرفض استعمال كماليات القراءة، فاستأجروا قرائح الشعراء وذممهم، بصفتهم ممثلي الاعلام الشعبي، بعد ضمان الاعلام الإلهي بإعلانهم الرسمي المتكرر اسبوعيا بالورع وطاعة الله وتقديم قرابين الدولارات، وبصفتهم أولي أمره في دولهم وأحزابهم وقبائلهم.
ربما تكون بعض الحكايات التي نقلها التاريخ على ألسن الشعراء، مجرد تشويه للحقيقة التاريخية وتحريفها بما يتلاءم وحجم العطاء (القربان) الذي يهبه السلطان. حجم العطاء يقرر نوع المديح واعلاء شأن السلطان، وتمجيد كل ترهاته الكلامية وبطشه واستبداده وجعل غبائه وضيق أفقه استجابة لأوامر ربانية، وبالطبع تعداد بطولاته الحربية (مثل انتصارات العرب على الصهاينة والأمريكان) وفحولته الأسطورية، وتعداد صاحبات النعمة اللواتي فض سلطان زمانه بكارتهن.
إن الابتذال في الفهم الأدبي، هو من أخطر الاجتهادات الثقافية ويقود الى التستر بالأقوال الطنانة المنمقة على الغالب، أو التستر بالحكمة الكاذبة، ويجيئني قول لكارل ماركس عن الاجتهادات الثقافية المماثلة التي عملياً لم تتوقف منذ بدأ العقل البشري مسيرته الفكرية، إذ وصف ماركس الابتذال في التفكير بـ "تفاهة الأعمال وعظمة الأوهام" وهذا ما يفسر الكثير من مجريات حياتنا الثقافية اليوم ابداعاً ونقداً.
في مراجعة نقدية لناقد حول ديوان شعر، ولا اريد التطرق للأسماء، لأن الموضع ليس شخصي، كتب بتمهيده النقدي عن صاحب الديوان: " هو في جميع ما يكتب تتجلى شاعريته بخصوبة الفكر والكلمة التي باتت تميز ما يكتب. وهو انسان واسع الاطلاع مثقف وقارئ كثير القراءة والمطالعات. ونحن نلمس ذلك من خلال قصائده والتلميحات الكثيرة لمصطلحات ادبية عالمية ولأسماء لامعة في الابداع في أدب الغرب والشرق على حد سواء، وهو الى جانب ذلك متبحر في قواعد اللغة العربية وبحور الشعر على مختلف تفعيلاتها."
لم نقرأ نقدا، لأنه عندما تتحول هذه " الفتوى" الأدبية الى مقال نقدي ينشر كنقد ادبي، يصبح من حق القارئ ان يفهم القاعدة التي ينطلق منها هذا التأليه للشاعر وشعره موضوع " النقد ".
لست في مجال تقييم شعر ذلك الشاعر، وقد يكون حقا يستحق المديح، لكن تلك المقدمة انهت النقد وافقدت مقال الناقد من قيمته النقدية والفكرية.
ولا بد ان أسجل حتى لا افهم خطأ، ان الموضوع ثقافي عام ويخصنا جميعا بغض النظر عن ابداع الشاعر واستحقاقه للمدح!!.
ولا بد من إضافة انهي بها مقالتي: يؤلمني حتى النخاع التضليل الأدبي الذي يقوم به بعض مثقفينا، تحت نصوص تسمى بالنقد، يغيب عنها النقد، وتغيب عنها الذائقة الأدبية البديهية، وأكثر ما يغيب عنها المصداقية والاستقامة الادبية، وهذه الظاهرة تتسع باضطراد في الثقافة العربية داخل إسرائيل، ويبدو اننا ننسخها من حركة النقد العربي عامة.



#نبيل_عودة (هاشتاغ)       Nabeel_Oudeh#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انتفاضة جديدة: نهاية الزمن العاقر
- من اجل تجديد وانطلاقة لمشروعنا الثقافي!!
- وثائق إسرائيلية أزيلت عنها السرية تكشف:
- يوميات نصراوي: كيف نحتفل بالاستقلال وشراع الحق حطام؟
- في انتظار جائزة نوبل
- يوميات نصراوي: موسكو وذكرياتي التي لا تنسى
- يوميات نصراوي: خرجت من العتمة إلى الضوء مباشرة
- ادباء فلسطينيون – سلمان ناطور ابرز كتاب التوثيق التاريخي للن ...
- سترجع الى لبنان يا شاعرنا
- رؤية سياسية: افلاس الأحزاب يفرض البدء بتنظيم مجتمع مدني !!
- إدوارد سعيد في-الثقافة والامبريالية- يكشف دور النظام الإمبري ...
- رؤية فلسفية: عجز الفكر الشيوعي وسقوط نظرياته العتيقة
- بمناسبة الذكرى السادسة لرحيل الأديب ابن الناصرة جورج غريب
- يوميات نصراوي: انتخابات ايام زمان وبرلمانيي ايام زمان
- عبرة من التاريخ للناصرة وكل ابناء شعبنا:
- رؤية مستقبلية لنشاطنا السياسي: تنظيم مجتمع مدني بدل شرذمة ال ...
- فوق سرير كل رجل عظيم امرأة
- فلسفة مبسطة: علم المنطق والاستدلال
- فلسفة مبسطة: جولة في مفاهيم التشاؤم، التفاؤل والعقلانية
- يوميات نصراوي: هكذا صرت صحفيا


المزيد.....




- “أحداث مشوقة في انتظارك” موعد عرض المؤسس عثمان الحلقة 195 ال ...
- نتيجة الدبلومات الفنية 2025 برقم الجلوس فور ظهورها عبر nateg ...
- صدر حديثا : محطات ديوان شعر للشاعر موسى حلف
- قرنان من نهب الآثار التونسية على يد دبلوماسيين برتبة لصوص
- صراع الحب والمال يحسمه الصمت في فيلم -الماديون-
- كيف يبدو واقع السينما ومنصات البث في روسيا تحت سيف العقوبات؟ ...
- الممثل عادل درويش ضيف حكايتي مع السويد
- صاحب موسيقى فيلم -مهمة مستحيلة- لالو شيفرين : جسد يغيب وإبدا ...
- دينيس فيلنوف يُخرج فيلم -جيمس بوند- القادم
- افتتاح معرض -قفطان الأمس، نظرة اليوم- في -ليلة المتاحف- بالر ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نبيل عودة - الشعر والشعراء والنقد في ثقافتنا