أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - نبيل عودة - عبرة من التاريخ للناصرة وكل ابناء شعبنا:















المزيد.....

عبرة من التاريخ للناصرة وكل ابناء شعبنا:


نبيل عودة
كاتب وباحث

(Nabeel Oudeh)


الحوار المتمدن-العدد: 6853 - 2021 / 3 / 29 - 12:47
المحور: المجتمع المدني
    


رئيس الحكومة السورية فارس الخوري(عام 1947) يتحدى فرنسا في الأمم المتحدة

*قرأت مادة رائعة عن فارس الخوري الذي كان رئيسا للحكومة السورية وحقق استقلال سوريا الكامل وانسحاب الانتداب الفرنسي عن الأرض السورية. مما ذكرني ايضا باحتفالات الناصرة بعيد البشارة (آخر احتفال كان في 25-03 – 2021 )

وبالمناسبة كان رئيس بلدية الناصرة علي سلام قد قرر قبل سنوات قليلة اعتبار عيد البشارة عيدا نصراويا بلفتة إنسانية هامة جدا، يعيد فيها للناصرة أحد أهم أعيادها التي كانت وما زالت توحد الناصرة، وتحمل ذكريات لا تنسى ولا يمكن ان تمحى من تاريخ مدينتنا وتقاليدها وتآخي مواطنيها من كل طوائفهم.
كانت تعقد دبكة في ساحة كنيسة البشارة يشارك بها المئات من كل الطوائف وكيف لا والناصرة بلد التفاهم والمحبة. كان الاحتفال يتميز بشعبيته، تقوم حلقات الدبكة، والمميز الأكبر كان مشاركة سيافان من عائلة مزاوي النصراوية يرقصان بشكل فني بالسيوف لتصبح السحجة حولهما حلقة واسعة يشارك فيها اهل الناصرة مسلمين ومسيحيين كتفا الى كتف.. و(السحجة) التي بدأت كاحتفال ديني تتحول بدون مقدمات الى تظاهرة سياسية يطرح فيها المحتفلين هموم حياتهم ويعبرون عن غضبهم من الظلم والتمييز العنصري.
بدون مقدمات تنطلق الأهازيج الوطنية والزغاريد وتتحول الدبكة الى تظاهرة عفوية... كانت صفوف السحجة تمتد من ساحة كنيسة البشارة قرب العين حتى مدخل دير المطران.. ويرقص المحتفلون بعيد البشارة ويطلقون إغاثة للعذراء مريم سيدة البشارة:
يا عدرا يا أم المسيح ارفعي عنا التصاريح
ستي يا عدرا نجينا من الحكم العسكري خلصينا
يا عدرا احمينا احمينا احنا الك التجينا (أي التجأنا)
يا عدرا يا أم القدرة زتي العسكر لبرا

والشيء بالشيء يذكر: قرأت مادة عن رئيس الحكومة السورية عام 1946 م السيد فارس الخوري اعادتني لذكريات مدينتنا الحبيبة : مدينة الناصرة!!

كانت مناسبة لبحث الأمم المتحدة انهاء الانتداب الفرنسي على سوريا. حسب طلب الحكومة السورية. دخل رئيس الحكومة السورية آنذاك فارس الخوري إلى مقر الأمم المتحدة ، بطربوشه الأحمر وبزته البيضاء الانيقة ..للمشاركة بالاجتماع الذي طلبته سوريا من أجل رفع الانتداب الفرنسي.
اتجه مباشرة إلى مقعد المندوب الفرنسي لدى الأمم المتحدة وجلس على الكرسي المخصص لفرنسا!
وبدأ السفراء بالتوافد إلى مقر الأمم المتحدة بدون إخفاء دهشتهم من جلوس فارس بيك المعروف برجاحة عقله وسعة علمه وثقافته، في المقعد المخصص للمندوب الفرنسي، تاركاً المقعد المخصص لسوريا فارغاً.؟!
دخل المندوب الفرنسي، ووجد فارس بيك يحتل مقعد فرنسا في الجلسة. فتوجه إليه وبدأ يخبره أن هذا المقعد مخصص لفرنسا ولهذا وضع أمامه علم فرنسا، وأشار له إلى مكان وجود مقعد سوريا مستدلاً عليه بعلم سوريا.
لكن فارس بيك لم يحرك ساكناً بل بقي ينظر إلى ساعته.. واستمر المندوب الفرنسي في محاولة إفهام فارس الخوري بأن الكرسي المخصص له في الجهة الأخرى، ولكن فارس الخوري استمر بالتحديق إلى ساعته...
وبدأ صبر المندوب الفرنسي بالنفاذ، واستخدم عبارات لاذعة واهتاج ولولا تدخل سفراء الأمم الأخرين بينه وبين عنق فارس لكان خنقه.

وعند الدقيقة الخامسة والعشرين، تنحنح فارس بيك ووضع ساعته في جيبه،ووقف بابتسامة عريضة تعلو شفاهه.وقال للمندوب الفرنسي:
سعادة السفير، جلستُ على مقعدك لمدة خمس وعشرين دقيقة،
فكدت تقتلني غضباً وحنقاً، وسوريا استحملت سفالة جنودكم خمس وعشرين سنة، وآن لها أن تستقل..

في تلك الجلسة عام 1947 م نالت سوريا استقلالها، وتم جلى آخر جندي فرنسي عن سوريا..
وكان فارس الخوري عدا كونه رئيس وزراء سورية منذ عام 1944م، وزيراً للأوقاف الإسلامية ايضا
وهو سوري مسيحي. فاعترض البعض من الكتلة الإسلامية في المجلس آنذاك، على تكليفه بملف الأوقاف الاسلامية.
فخرج النائب عبد الحميد طباع ليتصدى للمعترضين قائلا: إننا نؤّمن فارس بك الخوري (المسيحي) على أوقافنا أكثر مما نؤمن أنفسنا...
وكان الجنرال الفرنسي ﻏﻮﺭﻭ قد ابلغ فارس الخوري ﺃﻥ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﺟﺎﺀﺕ ﺇﻟﻰ ﺳﻮﺭﻳﺔ ﻟﺤﻤﺎﻳﺔ ﻣﺴﻴﺤﻴﻲ ﺍﻟﺸﺮﻕ، ﻓﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﻓﺎﺭﺱ ﺍﻟﺨﻮﺭﻱ ﺇﻻ ﺃﻥ ﻗﺼﺪ ﺍﻟﺠﺎﻣﻊ ﺍﻷﻣﻮﻱ ﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﺟﻤﻌﺔ ﻭﺻﻌﺪ ﺇﻟﻰ ﻣﻨﺒﺮﻩ ﻭﻗﺎﻝ :
ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﺗدّعي ﺃﻧﻬﺎ ﺍﺣﺘﻠﺖ ﺳﻮﺭﻳﺔ ﻟﺤﻤﺎﻳﺘﻨﺎ ﻧﺤﻦ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ،ﻓﺄﻧﺎ ﻛﻤﺴﻴﺤﻲ اعلن ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻨﺒﺮ "ﺃﺷﻬﺪ ﺃﻥ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ" ﻓﺄﻗﺒﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﺼﻠﻮ ﺍﻟﺠﺎﻣﻊ ﺍﻷﻣﻮﻱ ﻭﺣﻤﻠﻮﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻛﺘﺎﻑ ﻭﺧﺮﺟﻮﺍ ﺑﻪ ﺇﻟﻰ ﺃﺣﻴﺎﺀ ﺩﻣﺸﻖ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ، ﻓﻲ ﻣﺸﻬﺪ ﻭﻃﻨﻲ ﺗﺬﻛﺮﺗﻪ ﺩﻣﺸﻖ ﻃﻮﻳﻼً ﻭﺧﺮﺝ ﺃﻫﺎﻟﻲ ﺩﻣﺸﻖ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﻴﻦ ﻳﻮﻣﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﻈﺎﻫﺮﺍﺕ ﺣﺎﺷﺪﺓ ﻣﻸﺕ ﺩﻣﺸﻖ ﻭﻫﻢ ﻳﻬﺘﻔﻮﻥ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ.

كانوا أبناء وطن واحد بتنوع معتقادتهم مسلميين ومسيحيين ، كم يليق بنا هذا النموذج ان يكون نموذجا تحتذي به الناصرة بمسلميها ومسيحييها. ان الوطن هو اغلى ما يملك الانسان .. وعندما يكون الرجال رجالاً هكذا يتصرفون!!



#نبيل_عودة (هاشتاغ)       Nabeel_Oudeh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رؤية مستقبلية لنشاطنا السياسي: تنظيم مجتمع مدني بدل شرذمة ال ...
- فوق سرير كل رجل عظيم امرأة
- فلسفة مبسطة: علم المنطق والاستدلال
- فلسفة مبسطة: جولة في مفاهيم التشاؤم، التفاؤل والعقلانية
- يوميات نصراوي: هكذا صرت صحفيا
- يوميات نصراوي: من يوميات الحداد نبيل عودة
- القصة القصيرة جدا وفوضى المفاهيم اللغوية
- يوميات نصراوي: بداياتي مع الفلسفة
- فلسفة مبسطة: لغز الإدراك
- الشاعرة عايدة خطيب تتألق بشعرها للأطفال
- الفكر غير العقلاني طريق للكوارث
- كتاب -عيلبون – التاريخ المنسي والمفقود-
- حقائق مذهلة من المهم ان يعرفها المواطن العربي
- نظريات الدكتور منير قصة فلسفية
- هل تطورت -قومية عربية-؟!
- مأساة أطفال فلسطين تحت حراب الاحتلال
- يوميات نصراوي: كيف شارك الحكم العسكري بشنق نفسه؟
- الناقد نبيل عودة مارون عبود آخر... وشِعر الكلسات
- فلسفة مبسطة: وحدة الأخلاق والفن
- يوميات نصراوي: عن الشعر والكلسات البيضاء


المزيد.....




- منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية تؤكد مسئولية المجتمع ال ...
- ارتفاع حصيلة عدد المعتقلين الفلسطينيين في الضفة الغربية منذ ...
- العفو الدولية: المقابر الجماعية بغزة تستدعي ضمان الحفاظ على ...
- إسرائيل تشن حربا على وكالة الأونروا
- العفو الدولية: الكشف عن مقابر جماعية في غزة يؤكد الحاجة لمحق ...
- -سين وجيم الجنسانية-.. كتاب يثير ضجة في تونس بسبب أسئلة عن ا ...
- المقررة الأممية لحقوق الإنسان تدعو إلى فرض عقوبات على إسرائي ...
- العفو الدولية: استمرار العنصرية الممنهجة والتمييز الديني بفر ...
- عائلات الأسرى المحتجزين لدى حماس تحتشد أمام مقر القيادة العس ...
- استئجار طائرات وتدريب مرافقين.. بريطانيا تستعد لطرد المهاجري ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - نبيل عودة - عبرة من التاريخ للناصرة وكل ابناء شعبنا: