الفَذُّ

كمال التاغوتي

الحوار المتمدن-العدد: 6901 - 2021 / 5 / 17 - 00:25
المحور: الادب والفن
    

أَنْتَ العَاشِقُ الذِي يَرَى اللّيْلَ يُشِعُّ فِي عَيْنَيْهَــا فَيَعْشَقُ

المَرَحَ فِي الهَاوِيَةِ أنْتَ العَاشِقُ الوَحِيدُ الذِي لاَ يَصُدُّهُ نَغَمٌ

ولا غَرَقٌ ولاَ دَمْعٌ - الهاوية - أنْتَ العَاشِقُ الوَحِيدُ الذِي يَخْطُو عَلَى

صَدْرِهِ التُّـــرَابُ وتَتَخَبَّطُ فِي رِئَتَيْهِ أنْفَـــأسُ الأشْجَارِ وصَرِيرُ الذِّكْرَيَـــاتِ

المُــرُّ وأوْجَـــاعُ الحمائم- الهَاوِيَةِ- أنْتَ العَاشِقُ الوَحِيدُ الذِي

يَجْعَلُ بَيْضَ النَّعَامِ هُدًى للرَّاحِلِينَ فِي دِمَـــائِهِمْ ويَجْعَــلُ للْجُسُورِ أَجْنِحَــةً للْقَــادِمِينَ

مِنْ سَمَــائِهِمْ ويَجْعَلُ لِلْحُلْمِ عُيُونًــا تَرَى الميزَانَ صَامِتًا

الخَرِيفُ بِالخَرِيفِ والخَرِيفُ فِي شَوَارِعِنَــا أعْمِدَة

والنَّزِيفُ بِالنَّزِيفِ والنَّزِيفُ فِي حَنَاجِرِنَا أرْصِدَة

والحَرِيقُ بِالحَرِيقِ وبَارُودُهُمْ لِقُلُوبِنَــا أسْمِدَة

أَنْتَ العَاشِقُ الذِي تقْبَلُهُ جَــارًا أعْنَــاقُ السَّنَــابِلِ

أَنْتَ العَاشِقُ الوَحِيدُ الذِي يُصَــدِّقُ جُرْحَ البَلابِلِ حِينُ يُحدِّثُ عَنْ عَرَائِسِ

البَحْرِ كَيْفَ تَلْهُو بِرَنِينِ الكَوَاكِبِ عَنْ قَوْمٍ تُبَاغِتُهمْ الشَّمْسُ يُعَلِّمُونَ الكَفَنَ

كَيْفَ يَطْرُقُ الأبْوابَ قَبْلَ الدُّخُولِ عَــنْ رَهْطٍ يُرَبِّي الحِجَـــارَةَ

عَلَى الذُّهُــولِ عِشْقَــا عِنْــدَ صَهِيلِ القَمَــرِ

بَيْنَ الأَوْدِيَةِ ي أَنْتَ العَاشِقُ الوَحِيدُ الذِي يَرَى عَلَى صَدْرِهَــا بُسْتَــانًا

لاَ يُغَالِي فِي عَـــدَدِ الثِّمَــارِ هُمَـــا فَرْخَـــا بَطٍّ مَضْغُوطَيْنِ كالبَهْجَةِ

أَنْتَ العَاشِقُ الذِي تَهْمِسُ فِي شَرَايِينِهِ الأرْضُ تَبُوحُ بِسِرِّ عِشْقِهَــا لِلْقَمْحِ

والبُرْتُقَـــالِ والزَّيْتُــونِ تَرْوِي مَلْحَمَتَهَـــا أَمَامَ خِيَـــانَةِ المِلْحِ "لَحْمُ الغُزَاةِ دَوَاءٌ لِلْعُقْمِ" أَنْتَ

العَاشِقُ- الهاوية- الوَحِيدُ لذِي إِنْ يَعْشَقْ يَـــنْزِلْ عَلَى الأَنَـــامِ قيثارة سُومَرِيًّةً وَتَرًا يُعَـــانِقُ الوَتَر.

#كمال_التاغوتي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات