كمال التاغوتي
الحوار المتمدن-العدد: 6719 - 2020 / 10 / 30 - 14:00
المحور:
الادب والفن
قَافِلَةُ السّحُبِ اليابِسةِ تَجْتَاحُ قُلُوبَنَا:
الرَّتْـــــلُ آتٍ مِنْ أحْزَانِ الشّمَـــالِ
الرَّتْـــلُ مِثْلُ انْهِيَــارِنَــا عَــاتٍ،
جَنَــاحٌ عَــاتِمٌ يَنْقَضُّ على شَمْسٍ
تَضْفِرُ شَعْــرَهَــا مُنْذُ الشَّهِيقِ الأوَّلِ،
جَــنَــاحٌ مِنْ غَيْمٍ ومِنْ غَــازٍ ومِنْ غَمٍّ
يَغْزُو أغْصَــانَ الغُرُوبِ
وأغْوَارَ الأُغْنِيَــاتِ. غَيْمٌ يَثْــقُـــلُ
وَخَرِيفٌ يَطْوِي خَرِيفًــا
يُحَـــرّقُ قَوَافِلَ الصَّلَواتِ.
- ماذا تريْنَ يا حبيبَةُ؟
- أرَاكَ مَحْمُولاً عَلَى النّرْجسِ البَرِّيِّ مِــثْلَ الأنْبِيَــاءِ.
- أيْنَ أنْتِ مِنِّي؟
- شُرْيَــانُكَ السّرِّيُّ.
الرَّتْلُ قَادِمٌ مِنْ شَمَــالِ الأَحْزَانِ
مَمْلُوءًا حِقْدًا وخِصْبًا وآلِهَةً
تُزَمْجِرُ
وتَنْشُــرُ خُطَــانَا رَذَاذًا مَعْدَنِيًّا
فَنَسْقُطُ فِي دِمَــانَــا نَهْوِي فِي أحْرَاشٍ راسِبَةٍ فِي رُؤَانَا
نُسَرِّحُ مُسُوخَنا نَفْتَحُ قُمْقُمَ النِّقْمَــةِ على أبْرَاجِ الفَرَحِ
علَى رَضِيعٍ يَلْهُو بالألْـــوانِ علَى جَــدَّةٍ تُــطَهِّرُ ذِكرَيَاتِهَــا
وتُصَحِّحُ سَبْعِينَ مَرَّةً سِفْرَ حِكاَيَاتِهَا علَى طائِرٍ لاَ يَرَانَا
- ماذا تَرَى يا حَبِيبُ؟
- أراكِ تُشْعِلِينَ حُقُولَ القَمْحِ مِثْلَ الشُّهَــدَاءِ.
- أيْنَ أنْتَ مِنِّي؟
- .........................
الرَّتْلُ عَــائِمٌ فِي ثَرْثَرَةِ الحَالِمِينَ بِالمَوْجِ،
سَدُّوا الثُّغُورَ قَطَّعُوا أمعاءَ السَّفِينِ
ضَيّقُوا المَوانِئَ وحُنْجُرَةَ القِطَـــارِ مَزَّقُوا
جِلْدَ الطَّائِرَاتِ ... ودَرْبَ أقْلاَمَ الزِّينَةِ نَحْوَ كُرَّاسِ
الرّسْمِ.
هَــا نحْنُ يا صَدِيقَتِي أسْرَى مِنْ جَــدِيدِ
هَــا نَحْنُ يا صَدِيقَــتِي نُسَــاقُ إلى غُرَفِ الرُّعْبِ
والإبَرِ المُعَقَّمَةِ كالقُرُودِ،
مِنْ سَوْطِ البَاشَـــــــــا
إلى صوْتِ الشَّــاشة
أسْرَى نَحْنُ دُونَ دِرْعٍ أوْ رَصَاصٍ
أسْرَى العَمَــائِمِ
والهَزَائـــــمِ؛
فَيَــا رَتْلاً حَمَّلُوكَ أكْفَــانَنَــا
رُوَيْدَكَ
فَنحنُ نَــرْتِقُ جُرْحَ ورْدَةٍ يَفْتِنُهَـــا الأُفُقُ الشرْقِيُّ
بالرِّمَــالِ الراحِلَةِ في الجَلِيدِ ...
#كمال_التاغوتي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟