كمال التاغوتي
الحوار المتمدن-العدد: 6878 - 2021 / 4 / 24 - 19:11
المحور:
الادب والفن
وَعِنْــــدَمَـــا يَقْتَــرِنُ نَحِيبُ الثَّكْلَــى بِنَشِيدِ الرَّاحِلِينَ فِي الحِجَــارَةِ
يَسْتَيْقِظُ اللَّهَبُ الحَرِيقُ الوَدِيعُ آتٍ لا رَيْبَ يُطَهِّرُ الطَّرِيقَ
وأعْمِدَةَ النُّورِ والأَبْوَابَ الحَزِينَةَ وصَفَــائِحَ الدَّمِ
أُمٌّ تَجْلِسُ هُنَـــاكَ تَحْتَ أصَابِعِ شَجَرَةٍ عَجُوزٍ تَرْقُبُ
عَوْدَةَ الطُّيُورِ مِنْ نَــوَادِيهَا
الشَّمْسُ عِنْدَ قَدَمَيْهَا ساهِرَةٌ على السَّفَرْجَــلِ والرُّمَّـــانِ والحَصَى
يَخُطُّ الزَّمَنَ المُثَلَّجَ فِي خَزَائِنِ الرَّبِّ ضَيْفًــا يَنْزِلُ حَــارِسُ الضّرِيحِ الدَّرْوِيشُ يَحْتَسِي
مِنَ الشَّايِ المُتَفجِّرِ جُرْعَةً "يَــا أُمُّ الطَّيْرُ لَنْ تَعُودَ" وما أدْرَاهُ؟ الطُّيُورُ لا تَجْحَدُ دِفْأَهَا
"الحَصَى مَعْصُومٌ فَهْوَ مَأْمُورٌ"
لِلْرَّمْلِ سَكَــرَاتٌ
"يَــا أُمُّ الحَرِيقُ الوَدِيــعُ آتٍ. حِينَ يَتَعَرَّمُ اليَمُّ الأَبَدِيُّ وتَــنْــخُرُهُ البَوَارِجُ بِالصَّدَإِ والأَوْهَــامِ
حِينَ يَتَهَشَّمُ المَرْفَأُ السَّـــمَاوِيُّ تَحْتَ أَقْدَامِ الأَقْزَامِ حِينَ يُقْبِلُ يَوْمُ المِلْحِ فِي هَوْدَجٍ هِلاَلِيٍّ حِينَ تَفْغَرُ الهَاوِيَةُ
حِضْنَــهَــا للعُشَّاقِ تَسْقُطُ أعْمِدَةُ مَعْبَــدِ الذّهَبِ
والوَجَعِ تتدَحْرَجُ رُؤُوسُ المَمَـــالِيكِ ويَتَلَوَّنُ الإعْصَـــارُ"
الشّايُ يَبْرُدُ ولَمَّــا تَرْجِعِ الطَّيْرُ
مِنْ نَوَادِيهَــا يقولُ الدّرْوِيشُ: لِلرُّؤْيَــا يَــا أُمُّ قِطَــارُهَــا
فَلاَ تُخْلِفِي الوَعْدَ
#كمال_التاغوتي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟