أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد عبد الكريم يوسف - موزارت عاشقا















المزيد.....

موزارت عاشقا


محمد عبد الكريم يوسف
مدرب ومترجم وباحث

(Mohammad Abdul-karem Yousef)


الحوار المتمدن-العدد: 6900 - 2021 / 5 / 16 - 22:29
المحور: الادب والفن
    


ترجمة محمد عبد الكريم يوسف
***
بدأت حكاية العشق الجميل بين موزارت ونجمة الأوبرا الإنكليزية نانسي ستوراس التي خطفت قلبه وألهمته على كتابة أجمل أدوار السوبرانو الأكثر تألقا في تاريخ الموسيقا العالمية . وقد تذكرت الحكاية عندما كنت في قاعة لامبيث يتدرب على أوبرا هولاند. وكان أقرب مكان لتناول طعام الغداء هو متحف تاريخ الحدائق الموجود في كنيسة القديسة ماري السابقة بجانب قصر لامبيث، ومدفن الكابتن بليث مع ستة رؤساء أساقفة ، وأثناء انتظاري ، أقرأ الأسماء المكتوبة على الحائط دون توقف ، شاهدتها . شاهدت السيدة التي جعلت قلب موزارت يقفز من مكانه ويطير. وكانت تلك السيدة أنا سلينا ستوراس المعروفة بين أصدقائها باسم نانسي السوبرانو والتي كتب لها موزارت دور سوزانا في مؤلفة الموسيقي الرائع " زواج فيغارو".

كانت نانسي ، بكل المقاييس ، فنانة استثنائية وممثلة بارزة ، وصوتها واسع النطاق وقوي.ولدت في لندن عام 1765 ، وهي ابنة عازف باص إيطالي مزدوج، متزوج من امرأة إنجليزية.

تعلمت نانسي على يد فانانزو روزيني ، الذي كتب له موزارت اليوبيل المبجل، وفي سن الثالثة عشرة رافقت نانسي والديها في زيارة لإيطاليا لزيارة أخيها ستيفان، الذي كان يدرس التأليف الموسيقي في نابولي ( والذي صار مؤلف موسيقي بارع ولكنه توفي في عمر مبكر 33 عاما فقط).

وتقاطرت دور الأوبرا الإيطالية لتحجز دوراً لنانسي الفاتنة . لقد سبب ظهورها الإيطالي الأول موجة من التصفيق الصاخب لدرجة أن لويجيمارشيس شعرت بالغيرة من نجاح نانسي،فوقفت بجانبها على المسرح وطالبت بطردها على الفور.

في عام 1784 ، وصل ممثل عن الإمبراطور النمساوي جوزيف إلى إيطاليا بحثًا عن مطربين لشركة الأوبرا الإيطالية التي تم تشكيلها حديثًا في فيينا. وتم تسجيل نانسي على الفور، وسافرت إلى فيينا مع شقيقها ووالدتها.لقد أحدثوا تأثيرًا كبيرًا على الساحة الفنية في فيينا ليس فقط من الناحية الموسيقية بل في مجالات ثقافية أخرى، ثم تم سجن ستيفان بسبب شجاره مع ضابط نمساوي.

أصبحت نانسي ، البالغة من العمر 17 عامًا فقط ، محبوبة في فيينا ، يعشقها الإمبراطور والجمهور على حد سواء.وصار العالمعند قدميها ، لكنها أذهلت الجميع بالزواج ، ضد نصيحة جميعأصدقائها ، من جون فيشر ، عازف الكمان والملحن الإنجليزي الأكبر سناً منها،والذي صادف أنه سادي أيضًافقد كان يضربهابعنف لدرجة أنه عندما وصلت أخبارها إلى الإمبراطور ، قام الإمبراطور بنفي فيشر خارج المدينة.

لم يكن الزواج فقط هو الذي تسبب في ضائقة نانسي. فقد غنت في العرض الأول لإحدى أوبرات ستيفن ، وفقدت صوتها فجأة.ومرت خمسة أشهر قبل أن تتمكن من استعادة صوتها والغناء مرة أخرى.ثم اكتشفت أنها حامل ، وعلى الرغم من أن الطفل ولد ، إلا أنه عاش لمدة شهر فقط وتوفي .وقد اجتهدثلاثة من المؤلفين الموسيقيين البارزين في فيينا وهم ساليري وكورنيتي وموزارت ووحدوا جهودهم لكتابة أغنية بهدف استعادة نانسي إلى الساحة الفنية .

رأى موزارت نانسي لأول مرة عندما ظهرت في عمل ساليريفي فيينا ، حيث وقع في غرامها كفنانة ثم انتشرت الشائعات حولهما ، وتعمقت علاقتهما تعمقا شديدا، وصار من المؤكد أن نانسي وأخيها ستيفان صارا جزءا من دائرة موزارت، وترددا كثيرا على منزله ، وكان يتناول العشاء كثيرا مع والدتها.

ثم صار ستيفان أحد تلاميذ موزارت وصار من القلة الذين يتباهون في المشاركة في أداء مقطوعات موسيقية لهايدن وموزارتوديترسدروفوفانهال ( وهو مؤلف موسيقي منسي له حوالي 70 سيمفونية). ومن المثير للاهتمام أن ستيفان سمى نفسة "ستوراس" بينما كانت نانسي تطلق عليه اسم "ستوراتشي". في ذلك الوقت اعتبر سكان فيينا موزارت عازفا موسيقيا موهوبا للغاية، ولكنه ليس مؤلفا جيدا حتى تلك اللحظة . ومن المؤكد أن موزارت لم يكن معروفا بأوبراته رغم أنه قضى ما يقارب من 15 عاما يؤلف فيها ويؤديها .

كان نجاحه أمرًا حيويًا في حياته المهنية ، لذلك تعاون مع الشاعر الإيطالي وكاتب النصوص لورينزودابونتي لتحويل مسرحية بومارشيه المثيرة للجدل " زواج فيغارو"إلى أوبرا. لقد رأى نانسي على أنها يمكن أن تلعب دور سوزانا المثالية ولا يمكن أن يكون هناك شك في أنه بغض النظر عن الطبيعة الدقيقة لعلاقتهما ، فقد ألهمته لكتابة واحدة من أعظم الأدوار الجميلة .

افتتحت أوبرا " زواج فيغارو" في الأول من أيار عام 1786 م ، بعد أن حيكت ضدها الكثير من المؤامرات في البلاط الملكي. لقد كانت الأوبرا ناجحة جدا، ولكن ليس كما تمنى موزارت في أن تحدث ضجة في الوسط الموسيقي. وفي السنة التالية، قررت نانسي العودة إلى لندن فكتب موزارت أجمل كونشرتو عاشق لها صورها فيه على أنها هدية السماء الراحلة . ثم رافقها على البيانو وهي تغني عند اقتراب موعد رحيلها .

وعلى الرغم من أنهما ( نانسي وموزارت ) لم يلتقيا مرة أخرى ، فقد بقيت نانسي في قلب موزارت وفكره وكتب لها الرسائل بانتظام لكنها للأسف مفقودة حتى الآن ، ويعتقد كثيرون أنها ألهمته تأليف دور الخادمة ديسبينا في " عظة النار" .
ولدى عودتها إلى لندن ، استمرت نانسي في مسيرتها الفنية في الغناء على مسارح الحفلات الموسيقية، ودار الأوبرا حيث قدمت أداء رائعا في أعمال شقيقها ستيفان، وظهرت مرارا مع الايرلندي مايكل كيلي الذي غنى معها في العرض الأول لأوبرا "زواج فيغارو" .

ثم تمكنت من تأمين موافقة لموزارت ليأتي إليها في لندن ، ويكتب الأوبرا ، ولكنه كان مريضا جدا لا يستطيع السفر ، لقد عانى من الفقر والفاقة لأنه كان يتبرع للفقراء بكل ما يكسبه من مال . وفي ليلة رحيل موزارت عن الدنيا ، بكته نانسي كثيرا ، وتعرضت لنزيف في الدماغ من حزنها عليه ، وكادت تلحق به.

نجت نانسي من الموت وذهبت مع عشيقها الأخير ، وهو مغنيصغرها بـ 11 عامًا، في جولة موسيقيةأوروبية ، وغنت أمام نابليون وجوزفين ونيلسون وليدي هاميلتون.

توفيت نانسي عام 1817 عن عمر يناهز 51 عامًا إثر إصابتها بجلطة دماغية ، وكان صديقها مايكل كيلي بجانب سريرها. أقيمت جنازتها في كنيسة سانت ماري في 2 أيلول 1817م حيث وضعت صورتها من ذلك الوقت على جدار الكنيسة وهو مكان رائع للظهور بين أعظم المؤلفين الموسيقيين.

العنوان الأصلي والمصدر:
http://Mozart In Love.



#محمد_عبد_الكريم_يوسف (هاشتاغ)       Mohammad_Abdul-karem_Yousef#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هناك خلف صمتي ...للشاعرة شيري ديركابرشيد
- القانون مثل الحب للشاعر ويستان هوغ اودن
- من دونك للشاعر ادريان هنري
- هذا الليل عند الظهيرة للشاعر أدريان هنري
- الجاسوسية في دائرة الضوء
- قرابين بشرية
- مرحبا! أنا الهندباء البرية
- المدينة البائسة في فكر برادبيري
- في ضيافة توماس هاردي
- كيف نفهم الطفل المضطرب عاطفيا؟
- التحديات الكبرى التي تواجه الإنسانية في القرن الحادي والعشري ...
- نحو رؤية استراتيجية للموارد البشرية
- معنى الحياة مرة أخرى
- اعرف نفسك
- معجزة العقل البشري
- وفاء لعهد قطعناه
- التداوي بالموسيقا
- الشخصية الإلكترونية وأنسنة الروبوتات
- هل يخطىء الذكاء الصناعي في الانتخابات ؟
- عن الشيخوخة للمشرع شيشرون


المزيد.....




- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد عبد الكريم يوسف - موزارت عاشقا