أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - خالد محمد جوشن - حكاية شمس الدين















المزيد.....

حكاية شمس الدين


خالد محمد جوشن
محامى= سياسى = كاتب

(Khalid Goshan)


الحوار المتمدن-العدد: 6900 - 2021 / 5 / 16 - 16:47
المحور: سيرة ذاتية
    


كان شمس الدين محاميا طموحا ، لم يكن سنه يتجاوز حين تعرفت عليه الثامنة والثلاثين من العمر ،كان احمر البشرة ليس طويلا ولا قصيرا ، شعره يميل الى الاصفر ، كان قريب الشبه بقيصر روسيا بوتين.

لاعرف تحديدا كيف تعرفت عليه ، وكنت فى ذلك الوقت تقريبا اصغر منه بعشر سنوات وقد عزمت على العمل فى مجال المحاماه ، وكنت ارغب فى اكتساب الخبرة اللازمة للعمل منفردا .

وهكذا تعرفت عليه ، تقريبا من خلال احد الزملاء ، وكان شمس الدين منبهرا بى لاصوله الريفيه ، فى الوقت الذى كنت ارتدى فيه الجينز وامتلك سيارة صغيرة ، وكان عندنا تليفون منزلى وهذا كان حدث كبير بالنسبة له ، ومؤشر له على عراقة المحتد بالنسبة لى ، وبالنسبة له فى ان واحد.

وهكذا تعرفنا على بعضنا البعض وبدأت العمل معه فى مكتبه ، ونظرا لاننى كنت طموحا للغاية وكنت باحث مجد فى القضايا ، فقد اوكل لى العمل بحرية مطلقة لا زالت اذكرها له .

وقد حققت نتائج باهرة فى اعمالى بشهادته يرحمه الله ، ورغم انه كان هناك العديد من الزملاء معنا فى المكتب ، الا انه كان يرى اننى على استعداد سريع للعمل مستقلا وبقدرة كبيرة.
استمريت فى العمل معه لفترة تقريبا طالت لسنوات ثلاث ، كنت فيها رفيق دربه حتى فى اعماله وشئونه الخاصة ، وكان يصطحبنى معه الى منزله فى احدى قرى ريف مصر ، لنقضى فيها عدة ايام لمتابعة ارض كان يشتريها هناك ، واوكل بها اخيه الكبير ليرعاها ويعيش من ورائها .

وهلى ما يبدوا فان شقيقه فوجىء بحالة اليسر والبحبوحة التى فيها شقيقه المحامى فكان غير مخلص له فى ادارة شئون الارض وكان يحاول الاستفادة باقصى ما يمكن وبدون اى ذكاء ، وربما كان يرى انه احق بها منه.

والحقيقة ان شمس الدين كان بارا بوالديه بشكل لا يصدق، وكان يتفانى فى اسعادهما ، والعمل على راحتهم ، ويتكفل وحده بكل مصاريف علاجهم مهما كانت.

استمر عملى مع شمس الدين ، حتى دخلت علينا، فاتنة من قوم عيسى سمراء اللون ، قدمها احد اصدقاء شمس له، للعمل بالمكتب سكرتيرة، فهى حاصلة على دبلوم تجارة وتجيد الكتابة على الالة الكاتبة .

التحقت سمراء قوم عيسى ، بالعمل بالمكتب وكانت رشيقة القوام ، ذات شعر متهدل اسمر ، وعيون سوداء واسعة، ولها مشية هى الدلال بعينه ، سألتها هل تتعمدها؟
فاقسمت لى انها مشيتها الطبيعية.
رويدا رويدا انجذبت الى سمراء قوم عيسى ، وصرت التقى بها كثيرا خارج المكتب وشعرت وهى اننا غرقنا فى دوامة الحب ، والحب مثل الحرب تعلم متى تدخلها ، ولكنك لا تعلم كيف تخرج منها .

لاحظ شمس الدين ، بطرف خفى حالة العشق بيننا ، ودبت الغيرة فى قلبه ، وكانه يقول لنفسه ، انا اولى بها من هذا الشاب ، وحاول عبثا التقرب منها الا انها كانت حائط صلد ، وكانت تخبرنى بمحاولاته الفاشلة للتقرب منها ، وانصحها ان يكون صدها بلطف حفاظا على عملها ولتظل قريبة منى .

واستمرت الايام بينا انا وسمراء قوم عيسى ، وننهل معا من العسل بمداعبات بريئة لا تتجاوزت القبلات والاحضان الحارة ، مع اللعب ببزازها الصغيرة من خلال فتحة الفستان الذى ترتديه ، والذى كنت دائما اركز معها على ان ترتدى دائما فساتين تكون فتحتها واسعه، لتتمكن يداى من التسلل الى صدرها بسهولة ورفق.

ويوما ما ونحن ننهل سويا من رحيق العشق فوجئت باحد العملاء وهو تقريبا على مدخل الغرفة ولم نشعر به الا وهو امامنا ، كيف تسلل مخترقا الباب الرئيسى والردهة ؟ و حتى اصبح امامنا فى احدى الغرف الداخلية ، لا اعلم .


وعلى ما يبدوا فانه دخل المكتب ولم يطرق الباب الخارجى وربما طرقة ولم ننتبه له .

فوجئنا بالرجل امامنا ، ورغم انه لم يرها فى احضانى ، الا اننى استشفيت انه ربما يكون شاهدنا الا انه تراجع قليلا ، حتى ننتهى ثم دخل .

كانت هذه هى القشة التى قسمت ظهر البعير ، فالاكيد انه قال لشمس الدين ان سمراء قوم عيسى كانت فى احضانى، واكد شكوك شمس الدين بشأن علاقتها بى ، وبدء شمس الدين يتساخف مع الفتاة بشكل لا يصدق وكانه يقول لها ، ها أنتى نت وافقت على عشق من يعمل معى والحقيقة اننى انا اولى منه بكى .

وهلى صعيد علاقته بى احسست تغيرا جذريا ، وبدأت العلاقة تترنح ، وشعرت انها دمرت تدميرا وعزمت بينى وبين نفسى ان اترك العمل، واصبح مستقلا فى اقرب وقت ممكن.

لم يستغرق الامر طويلا حتى غادرت سمراء قوم عيسى المكتب ملتحقة بعمل اخر ، تقريبا فى ذات الوقت الذى توصلت فيه الى قناعة بضرورة ترك العمل مع شمس الدين وافتتاح مكتب خاص بى.
واتخذت القرار فعلا ، فى وقت حالك ، رغم حاجتى الملحة لبعض الوقت لتدبير شئونى الماليه ، وكان لذلك القرار السريع بالاستقلال ، اثارا سيئة ربما ما زلت اعانى من تداعياتها .

الا ان العلاقة استمرت بينى وبين شمس الدين ، فهذه عادتى اننى لا ادمر ابدا الجسور التى تربطنى واى انسان الا فيما ندر ، وهكذا كنت ازوره من ان لاخر.نتذاكر فيها ذكرياتنا .

وفى احد الايام وبعد مرور مايقرب من خمسة عشر عاما او يزيد ، كنت فى طريقى لاحد شئونى وخطر ببالى شمس الدين ، فقلت لنفسى لما لا اعيد العلاقة من جديد معه بشكل اوسع ، وهى فى كل الاحوال لم تنقطع.

وهكذا اتصلت به ، وردعلى التليفون الوه ، ولم يكمل الرد ، اتصلت مرة اخرى، رد على شخص غريب ، وقال لى ان شمس الدين كان جالسا معه على القهوة ويشرب قهوة ، وفجاة رن تليفونه وامسك تليفونه ليرد، قال الوه وسقطت التليفون من يده وترنح جهة اليمين وسقط على الارض ، وانا معه الان فى طريقنا الى مستشفى المقاولون العرب.

درت بالسيارة الى مستشفى المقاولون العرب ، وتقريبا انا كنت على ذات الطريق ، ودخلت المستشفى وسالت فى الاستعلامات ولم اهتدى لشيىء .

دلنى احد رجال الاستقبال الى مدخل اخر يسمى مدخل الطوارى ، ذهبت الى هناك ، سالت الموظف ، فقال لى نعم دخل المستشفى وانا بسجل البيانات اهوه ، هو توفى الى رحمة مولاه ، وراك اهوه بينقلوه .

نظرت ورائى ووجدت سيارة الاسعاف تقف امام باب الطوارىء وشمس الدين راقدا فيهافيها بلا حراك .

يستحيل ان تقول انه فاقد الحياة ، وفوجئت ان احدى المحاميات التى كانت تعمل معه وانا أعرفها قد ارتمت فى احضانى صارخة شمس مات يا استاذ خالد ، وانهمرنا معا فى بكاء صامت .

تبعت سيارة الاسعاف الى منزله كانت المرة الاولى التى ادخل فيها الى منزله ، واسجاه الرجال داخل غرفة نومه تمهيدا لاتخاذ الاجراءات الضرورية لمواراته الثرى .

شعرت انه لا فائدة من الذهاب معهم الىى بلدته الصغيرة لدفنه ، وانتظرت حتى بدأت مراسم النقل ، وانطلقت فى طريقى وطويت صفحة من صفحات اعمارنا، الطويلة القصيرة .



#خالد_محمد_جوشن (هاشتاغ)       Khalid_Goshan#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حلم وواقع
- التحليل السياسى الحديث- روبرت دال -2
- التحليل السياسى الحديث- روبرت دال 1
- وانت ميت ولا عايش
- النسيان
- الرابع العاشر من ابريل
- قيس سعيد ولغته العربية
- نوال السعداوى
- الانجذاب
- مشاعر حيادية
- فتاة الاحلام
- ودارت الايام
- روعة الجنس
- القتل خارج القانون
- تعاليلى يا بطة
- امى
- مستقبل الديمقراطية الامريكية
- باى باى امريكا
- عبد الحميد الديب - امير الصعاليك
- روائع المقال : هوستون بيترسون ترجمة: يونس شاهين- السابع عشر ...


المزيد.....




- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على بيان -حماس- بشأن مفاوضات وقف إط ...
- الجنائية الدولية: ضغوط سياسية وتهديدات ترفضها المحكمة بشأن ق ...
- أمطار طوفانية في العراق تقتل 4 من فريق لتسلق الجبال
- تتويج صحفيي غزة بجائزة اليونسكو العالمية لحرية الصحافة
- غزة.. 86 نائبا ديمقراطيا يقولون لبايدن إن ثمة أدلة على انتها ...
- هل تنجح إدارة بايدن في تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل ...
- -ديلي تلغراف-: ترامب وضع خطة لتسوية سلمية للنزاع في أوكرانيا ...
- صحيفة أمريكية: المسؤولون الإسرائيليون يدرسون تقاسم السلطة في ...
- رسالة هامة من الداخلية المصرية للأجانب الموجودين بالبلاد
- صحيفة: الولايات المتحدة دعت قطر لطرد -حماس- إن رفضت الصفقة م ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - خالد محمد جوشن - حكاية شمس الدين