أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نعيمة عبد الجواد - أُطْبُخ أعداءك بدون قِدْر















المزيد.....

أُطْبُخ أعداءك بدون قِدْر


نعيمة عبد الجواد
أستاذة جامعية، وكاتبة، وقاصة، وشاعرة، وروائية، وباحثة، ومكم دولي

(Naeema Abdelgawad)


الحوار المتمدن-العدد: 6896 - 2021 / 5 / 12 - 16:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


د. نعيمة عبد الجواد
صارت للحالة الاقتصادية اليد الغالبة في جميع القرارات، حتى في الحرب. فبعد الويلات والخسائر الاقتصادية التي تكبدتها الدول المشاركة في الحرب العالمية الثانية، صار الهم الأكبر للدول المولعة بالحروب وفرض السيطرة على الدول الأخرى هو تطوير أسلحة فعالة لها القدرة على إلحاق الأضرار بالأعداء وإبعادهم عن ساحة المعركة بهدف تحقيق الانتصار، لكن نفس الوقت يجب أن تكون في لديها القدرة على إحداث أقل خسائر في أرواح الجيش المُعتدي، مع كونها قليلة التكلفة، وخاصةً عند اسْتخدامها لمجابهة أسلحة منخفضة التكلفة. ومن ثمَّ، عكفت الدول المتقدمة على تطوير أسلحة "الطاقة الموجهة".
ويُذكَر أنه في أزمة فريدة من نوعها بين الولايات المتحدة وكوبا في نوفمبر 2020 ، والتي أُطلق عليها حادثة "متلازمة هافانا"، أفاد ديبلوماسيون بالسفارة الأمريكية في كوبا أن بدون سابق إنذار شَعَر كل المتواجدين بالسفارة بإعياء شديد مصحوبًا بأعراض غامضة وحادة مثل فقدان السمع والتوازن. وبعد التحليل، تكهن الخبراء أن السبب هو شنّ كوبا هجمة بسلاح صوتي. أما الغريب في الأمر، أن نفس أعراض "متلازمة هافانا" قد ظهرت على أمريكيين آخرين في مناطق أخرى من العالم، مثل حادثة سفارة الولايات المتحدة في الصين في مدينة جوانج تسوGuangzhou عام 2017، وكذلك أبلغ ضباط المخابرات الأمريكية عن ظهورأعراض "متلازمة هافانا" على أهداف في أوروبا وآسيا في العام الماضي.
و أشارت جميع أصابع الاتهام إلى روسيا، كما ورد في تقرير المخابرات المركزية الأمريكية عام 2018؛ وبالطبع استنكرت روسيا الأمر، وأشارت أن هذا الاتهام ليس في محله. لكن توكيد تقارير المخابرات على اتهام روسيا ناجم من أن لروسيا باع طويل في أبحاث استخدام أشعة الميكرويف كسلاح، وخاصة ضد الولايات المتحدة؛ كما حدث عندما قصفت قوات الإتحاد السوفياتي السابق السفارة الأمريكية في سبعينات وثمانينات القرن الماضي.
ولقد ارتاب الفريق الطبي الذي فحص الحالات المصابة بالسفارة الأمريكية في كوبا في نفس الأمر، بل وأطلقوا مازحين على تلك الأعراض اسم "الارتجاج المخي الطاهر"؛ بسبب أنه اشتباه بارتجاج مخي لكن الأعراض وقتية، وأجمعت نتائج جميع الأبحاث التي أُجريت على الحالات أن لسلاح وحيد القدرة على إحداث جميع هذه الأعراض؛ ألا وهو سلاح الميكرويف "Microwave". ومن الجدير بالذكر، أن جهاز "الميكرويف"، وهو ذاك الفرن الصغير المستخدم في الطهي ومتواجد في كل منزل عصري تقريبًا، يعمل من خلال إطلاق أشعة دقيقة مهمتها تسخين وطهي الطعام في ثواني معدودة، وتخيل تأثيرها عند تسليطها على البشر. والخوف المَرَضِي من تلك الأشعة ظهر بشدة مع استخدام شبكات الجيل الخامس من الإنترنت 5G، والتي وصفوها بأنها تحيل الأرض لفرن ميكرويف كبير له عظيم التأثير على عقول البشر. ولم تقف المخاوف من تلك الأشعة عند ذلك فحسب، بل أنه قد تم وصفها بالمتسبب بإحداث خلل بشري وفيروسي كان من شأنه ظهور فيروس الكورونا بشكل وبائي مميت بين البشر.
واستخدام الميكرويف كسلاح ينقل البشر لمستوى غير مسبوق من الحرب والمعارك، تشابه ما يحدث بأفلام حرب النجوم؛ مع فارق أن أسلحة المستخدمة ليس لها شعاع ضوئي، بل شعاع غير مرئي من نوع الأسلحة "الألكترومغناطيسية" Electromagnetic Weapons والتي تسمى بالقنابل الألكترونية. وفكرة الأسلحة الألكترومغناطيسية تكمن في إطلاق وميض عالي الطاقة من موجات الراديو أو الموجات الدقيقة "الميكرويف". وباستخدام طاقة النبض الكهرومغناطيسي كسلاح، فإن تأثيره يتراوح بين تعطيل الدوائر الإلكترونية إلى إحداث تأثيرات فسيولوجية غير مفهومة لكل من يتعرض للنبض الكهرومغناطيسي. وقد تستمرالنبضة الواحدة المنبعثة من أي سلاح كهرومغناطيسي لوهلة قصيرة للغاية ، تصل لحوالي 100 بيكو ثانية (واحد على عشرة بلايين من الثانية). إلا أن النبضة الواحدة توَّلد طاقة شديدة تمتصها الأجسام التي تم تسليطها عليها بفاعلية، لدرجة أن الأجسام تصير قادرة على توصيل الكهرباء حتى ولو كانت تلك الكهرباء موجهة للأعصاب والخلايا العصبية. ولقد شهدت أربعينات القرن الماضي مُستهل الأبحاث الخاصة بتأثير الأسلحة الكهرومغناطيسية على البشر والحيوانات ومحاولات تطويرها. وأنفق اليابانيون بين عامي 1940 و 1945 مبالغ طائلة من المال على تطوير ما أطلقوا عليه اسم "شعاع الموت". ثم قام الجيش الأمريكي بمراجعة وتطوير هذه الأبحاث، وخلصوا بإمكانية تطوير سلاح يُنْتِج شعاعًا كهرومغناطيسيًا قادرًا على قتل البشر بعد تسليط الشعاع من مسافة 5-10 أميال من المصدر.
وبعد الحرب العالمية الثانية، قامت الولايات المتحدة بإجراء المزيد من الأبحاث على هذا السلاح، فيما أسمته ب "عملية الضربة القاضية"، والتي ينجم عن تسليط الأشعة استهداف أجزاء في المخ تتسبب في حدوث اضطرابات تعمل على تحفيز مناطق الشعور من شأنها حدوث تأثيرات متضاربة من الخوف والهلع والهياج والرغبة والتعب. أما في الستينات، فلقد تولت مؤسسة داربا DARPA تطوير تلك الأبحاث بدراسة التأثير النفسي والفيزيائي لاستخدام موجات الميكرويف كسلاح يسبب إلحاق الضرر بالقلب وتدمير الأوردة بأن يجعل الدم حرفيًا يغلي في العروق، أضف إلى ذلك إحداث هلاوس سمعية. واستمر تطوير ذلك السلاح إلى أن تم التوصل لاستخدامة كوحدة محمولة خفيفة يمكن حملها على طائرة أو حتى سيارة.
ولقد قامت الصين باستخدام سلاح الميكرويف بكل صلف وأريحية ضد القوات الهندية في المناوشات الحدودية الأخيرة فيما بينهما في يونيو 2020. فعندما وجدت الصين نفسها غير قادرة على صد التفوق العسكرى الهندي المدرب على القتال والتصدي للهجمات في المناطق الجبلية، والتي احتلت أعالي جبال الهيمالايا، وهي مناطق استراتيجية تضمن التفوق الهندي وسيطرتها التامة على الحدود. ولما كان شرط القتال بين الفريقين هو عدم استخدام الأسلحة، قامت القوات الصينية بحمل أجهزة سلاح الميكرويف على سيارات وتسليط الأشعة على قمم الجبال، وكانت النتيجة شعور القوات الهندية بدوار شديد وتعب مفاجئ وقيء وهلاوس سمعية جعلتهم يتقهقرون فورًا، واحتلت الصين تلك المناطق بسهولة. وأعلن البروفيسور جين كانرونج Jin Canrong أستاذ العلاقات الدولية في جامعة رينمين Renmin في بكين، قائلًا: "لقد حولنا قمم الجبل إلى ميكرويف ضخم، وقمنا بطهي الهنود". والغريب أن كلا الطرفين تكتموا الأمر، بالرغم من التأكد من استخدام سلاح الميكرويف.
وأخطر ما في الأمر أن تناقل الأبحاث من دولة لأخرى بسهولة، ورخص سعر هذا السلاح نسبيًا يرجح وقوعه في أقرب وقت في أيدي رجال العصابات والإرهابيين، والذين سوف يستخدمونه ضد أعدائهم أو لإرهاب المدنيين الآمنين. هذا الاحتمال قائم ووشيك، وأكبر متضرر من ذلك هو البشرية جمعاء.



#نعيمة_عبد_الجواد (هاشتاغ)       Naeema_Abdelgawad#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عالم دون دول في الطريق إليك
- هل سنصبح من سكان المريخ قريبًا؟
- الكعكة الجديدة هي أفريقيا
- أفريقيا: الفناء الخلفي للصين
- الوجوه الجديدة للقوى الاستعمارية
- كوميديا السينما والكوميديا السياسية
- مزيج الفكاهة والحرب
- الدمى البشرية وصناعة الخوف
- أباطرة الرقمنة يخلِّقون مافيا
- معارك وحوش الألفية الثالثة
- عادل إمام أسطورة بدرجة إنسان
- عادل إمام ونظرية المارشميللو
- الدين الإبراهيمي الجديد وتحدي الهيمنة
- هل العلم يدمر للبشرية؟
- الحرب العالمية الثالثة، من سيحصد خسائرها؟
- ركائز التضليل الإعلامي في المشرق العربي


المزيد.....




- -الضابط باوزر-.. تعرف على السلحفاة التي تحمل شارة بقسم للشرط ...
- بين الذاكرة والديمقراطية: إسبانيا في جدل مستمر حول إرث الدكت ...
- فرنسا: عرض عسكري يفتتح احتفالات العيد الوطني لإبراز -الجاهزي ...
- سلطنة عُمان: القبض على مصريين اثنين و19 من بنغلاديش والشرطة ...
- لماذا لن يصمد أي وقف لإطلاق النار في غزة؟ - مقال رأي في الإن ...
- اكتشاف علمي واعد: بكتيريا الأمعاء تساهم في طرد -المواد الكيم ...
- نتنياهو بين مطرقة الأحزاب الحريدية وسندان بن غفير وسموتريتش. ...
- الادعاء العام يتهم مستشارا مقربا من نتانياهو بتسريب معلومات ...
- تم اختبارها في أوكرانيا.. ما هي المُسيّرات الانتحارية التي ت ...
- سد النهضة.. إثيوبيا تحدد موعد الافتتاح ومصر تطالب بوثيقة تحت ...


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نعيمة عبد الجواد - أُطْبُخ أعداءك بدون قِدْر