أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - أماني الراشد - عروس ميتة














المزيد.....

عروس ميتة


أماني الراشد

الحوار المتمدن-العدد: 6893 - 2021 / 5 / 9 - 18:31
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


في ليلةٍ ميتة رَحَلَ القمر أخْتفى النور، طلَبَ يدي عمّي من أبي لِولِده الأكبر، كان هذا الخبر كّرِصاصَةٍ أستَقَرتْ في داخلي ونَثَرتْ دمي وأحلامي ، دَعَوْتْ اللهَ كثيراً صَرَختُ بصَمت ،بَكَيْت من دون دُمُوعِ ذبتُ دَفْعةً واحدةً ،لكنّ لم يَتَغيّر شيءٌ وأبي من دون أن يسألُني أو حتّى يَهتَمّ لأمري وافَقْ.
عبير سَيَتِمَّ الزواج بعدَ شهرٍ ،هكذا قالَ لي.
هذا الشهرُ هو كلّ حُريّتي وكُلّ أملي في الحياة،في تلك الليلة؛ خَسِرتُ دِراسَتي وأحلامي تَطايرتُ بين السماء والأرض فتناثرت معها.
قُلت لوالديّ: لا تِوافقَ بيننا، أريدُ أن أكملَ دِراسَتي رَويت لهم كلّ أحلامي وأهدافي عن التَخصُّص الذي أحبَّ أن أدرسه في جامعة لكنّ كُلّ ما قالوا لي أنّني أصبحت زوجته، كُلّ شيءٍ يَنْسَحبُ بإرادته خارج نطاق شعوري وإحساسي، أدخلونی في مدى لا أعرفُ مُنتهاهْ.
زُوجت من شخصُ لا يبالي بشيءٍ.
كلمة "زَوّجته" أصبحت مِسماراً يَغرِسُ في عقلي وقلبي، بمُجرّد سِماعها أشعَرُ بضَجيجٍ كأصواتِ البَنادِق في رأسي. هذه الكمةُ هي قاتَلتي، دَخل حلمٌ جديدٌ في مُخَيّلتي
بدأ يُراودُني في أيّامي الأخيرة أحْلمُ به عندما أكون مُستَيِقظةَ ومُنطَفِئة.
حلمي بالتَحرّر من هذا السجن الذي فُرض علي.
بَقتْ هذه الأحلام تَغرِسُ في أعماق قلبي سكاكينٌ وتَقطَعني.
حاولتُ أن أمْنعَ الأمر بكلّ قُوّتي.
الدقائق إلتي كانت لا تَتَزحْزح الآن تُسابَقني.
مرَّ شهرٌ وكأنّه ليلةٌ.
مضت الأيام كَلَمح البَصر وجدتُ نفسي بفستانٍ أبيضٍ طويلٍ مُزينٍ بالورود واللؤلؤ.
الكل حولي فَرحون يَتراقصون، بينما تَتَسارع دَقّات قلبي حتى كاد أن يَخرُجَ لو لا صَلابَة أضلُعي.
أرتفعت أصواتُهم يُنادوني ياعروس...
هذه الكلمة خَنجرُ يغرس في قلبي.
بعدَ كلّ القوة والثبات أرتَجَفَ جسمي وقلبي .
أجبرتُ أقدامي على المشي بخُطَواتٍ ثَقيلة.
دخَلتُ عليهم أرتَفعتْ أصواتُهم بالزغاريد.
تبسمرتُ في مكاني حين رأيته يتقدّم نحوي.
أرتفع ضجيج أفكاري ودقّات قلبي ؛ اُهربي إلى الجحيم إلى الموت إلى لاشيء فقط لا تبقي اُهربي،لم أستطيع أن أتحَرك خُطوةً واحدةً.
أقترب مني وأمسك يدي بقوةٍ، شعرتُ وكأنّ ملك الموت أمسك يدي تَحَولّت إلى طائرٍ مكسور الجناح بيد صيادٍ مجرمٍ.
جلسنا فتحولت إلى صنم، تخليت عن إنفعالي،وأكتسبت مهارة البرود،
فانهدّت جُدرانْ روحي ،تمنّيت ألّا أعي كل هذا، وأن يكون كابوساً أصحو منه وأذهب إلى مدرستي في اليوم التالي.
بدؤوا يلتقطون لنا صوراً كثيرة يقولون إنها للذكرى.ضحكتُ بمرارة ذكرى لموتي...
كنت قبضةِ طين ، مُجتَمعة و مُفَتّتَة، حية وميتة، وهو جسم متحرك ميت الإحساس ترك المكان ببروده، وبقيت أنا مع النساء .
كل أحداثِ حياتي وأحلامي مرّت من أمامِ عيني.
أتى مرةَ أخرى وقف بجانبي بَدلَته السوداء كانت بلون حياتي الجديدة وضحكته المُرْتَفِعة رصاصٌ يَدخُلُ عقلي.
تملكني شعورٌ فظٌّ، مُهيبٌ ومُرعبٌ شعرَت وكأنّني كبرت مئة عامٍ، وأن جميع ما يشعر به البشر خلال سنواتٍ طويلةٍ شعرت به خلال لحظة واحدة.
الكل أراد أن يُودّعَني،لكنّ رحلت من دون أن أقول شيئاً أو أن أودّعّ أحداً فلا أحد يَهمُني.
الأيام إلتي مررتُ بها، علقت بحنجرتي؛ تؤذيني عندما أتكلم وتؤذيني عندما أكتم.
بدأ الخوف يَعتصرُ قَلبي.
سرتُ معه نحو السيارة ركبنا معاً.فاحَتْ منه رائحةٌ غريبةٌ،ضحك كثيراً دون وعيٍ، قال كلماتٍ كثيرةً لا معنى لها، عيناه تحوّلتا إلى جَمرَتين، تارةٍ يَصْرخُ وتارةً يهدأ ويبدأ بالنظر إلي.
نظراته الوحشية تُخيفني، كأنّها تَنهش جسدي وتُمَزّقُ روحي، لكني لم أهتمَّ وضعتُ رأسي على نافذةِ السيارة بدأت دموعي تَتَراقصَ على وجَنتيْ، بكيتُ بُكاءاً لا صوتَ فيه حتّى أنقطعت أوتاري وجَفت دموعي، هي الوحيدة إلتي أسعفتني كلّ صراخي وألم روحي تُرجمت دموعاً صارخة . بعد دقائق وصلنا نزلنا معاً،فتح الباب.
دخلنا ،دخل هو إلى الحمام وأسرعت أنا نحو الغرفة ،دخلت وأقفلت الباب.
الورد المتناثِر والشمُوع المضيئة يملآن الغرفة.
قفلتُ البابَ ورميْت الفستان اللعين واستبدَلتَه بالأسود.
جلستُ على الأرض حَضَنتُ روحي المُتلاشية. و بكيت كما لو أنني لم أفعل مِن قبل، بكيت وكأنني أذوب.
تارة ألوم نفسي لأنني لم أفعل شيئاً وتارة أواسيها. لملمت ماتبقى مني.
أردت أن أخرجَ من الغرفة فأجواؤها تقتُلني. لكنّ لا أحد أركض إليه وأُخبِره بما يُحزِنني ،أُخبِره عن الضجيج الذي يدور بقلبي، عن الأفكار السَيّئة الَّتي تدور في رأسي، فأنا تائهةٌ ،مشتتةٌ، حزينةٌ، وحيدةٌ، أتألم، وأغرق وحدي.
أيقظني صوته المُرتفع، أفتحي الباب، لم أنطق بكلمة.
الخوف تَمَكّن مني، حاولتُ أن أكونَ قوية أخذتُ الهاتف أتصلت بأمي حاولت جاهدة لكنها لم ترد.
وقعت السماعة مني حين كسر الباب ودخل علي يَتَرنّح يميناً وشمالاً. أمسك بي بقوة دفعته بكل قوتي، تحررّت منه هربتُ نحو الباب، لم يهتمَّ بي ولا بأحاسيسي المنكسِرة،لم يسألني ماذا حدث؟
هو عديم الإحساس، عديم الرحمة ،كل ما سعى له أن يمتلكني، تقدم نحوي خطواته ترعبني ،
هربت نحو الباب وأنا لا أملك ملجأ.
أمسك بي قبل خروجي.
دفعني بقوة وقعت على الأرض، تناثر دمي. لم أكنْ أمتلك قوة لأقف أو لأهرب لم أتمكَّنْ حتّى من فتحِ عيناييّ.
بدأ يضربني ويصرخ لا تريدنني؟
لقد خدر جسمي من الضرب.
فقدت وعيي،كنت أظن أن اللهَ أسعفني وأن الموت أتى لِيأخذني،لكنّ بعد ساعاتٍ فتحت عيناييّ فوجدت نفسي في المستشفى، كنت مقيدةً من كلَّ الجهات لم أستطيع أن أتحرك كل جسمي مقيد ويتألم كأنني سقطت من أعلى الجبل، رأيت أمي أقربت مني :أنتِ كارثةٌ وحلت بنا كيف تقولين أنكِ لا تُريدينه ؟
_ كان سكران فهجَم عليّ. _وقحة تجرئين أن تدافعي عن نفسك ،سيأتي زوجك بعد قليل عليك أن تَعتَذري منه وتَطلبي السماح عسى أن يُسامِحَك.



#أماني_الراشد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة حب
- نزیف الروح
- صرخة الصبر
- معركة حياة
- قتلت الزهرة
- شتاء الروح
- مشانق الموت
- دموع الروح
- روح میتة
- من متاهات الحیاة
- حرب الذكريات
- نزيف بغداد
- صرخة روح
- الخذلان
- الروتين والجريمة


المزيد.....




- بريطانيا: تعيين أول امرأة على رأس جهاز الاستخبارات الخارجية- ...
- شروط التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت بالجزائر وكيفية ا ...
- طهران: العدوان الصهيوني أسفر عن استشهاد 45 امرأة وطفلا حتى ا ...
- الخارجية الروسية تحتفي بمرور 62 عاما على إنجاز فالنتينا تيري ...
- صفقة بيع “البدون” برعاية كويتية.. من الترحيل إلى الاتجار بال ...
- للمرة الأولى..امرأة تقود جهاز الاستخبارات الخارجية البريطاني ...
- مخطوفات ما بعد ميرا.. مسلسل “الهروب مع الحبيب”
- لأول مرة في التاريخ.. امرأة تتولى منصب رئيس جهاز MI6 في بريط ...
- الاعتذار وحده لا يكفي .. ورقة رصد حول وتحليل لخطابات الاعتذا ...
- نتنياهو يتوعد إيران بسبب -قتل النساء والأطفال-


المزيد.....

- المرأة والفلسفة.. هل منعت المجتمعات الذكورية عبر تاريخها الن ... / رسلان جادالله عامر
- كتاب تطور المرأة السودانية وخصوصيتها / تاج السر عثمان
- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - أماني الراشد - عروس ميتة