أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سعد الشديدي - ايها العراقي انت نملة.. فكن سعيداً














المزيد.....

ايها العراقي انت نملة.. فكن سعيداً


سعد الشديدي

الحوار المتمدن-العدد: 1632 - 2006 / 8 / 4 - 05:30
المحور: كتابات ساخرة
    


اخيراً ابتسم لنا الحظ وعرفنا, نحن العراقيون, من نكون وما نكون. رغم اننا عشنا منذ فجر الحضارة صراعاً مع اكثر الأسئلة الوجودية تعقيداً مفجرّين اياها في ملحمة كلكامش, محاولين استلال اجوبتها من نصائح اتونابشتم وسيدوري السومريين. لكن يبدو اننا نسينا السؤال الأكثر خطورة ومساساً بحياتنا: هل نحن بشر كبقية خلق الله؟ هذا السؤال أجاب عنه جندي امريكي من قوات "التحرير" وعفانا عناء التفكير والبحث والتخبط في متاهات علم الأحياء والفلسفة ومواثيق حقوق الإنسان.
بجرأة لا متناهية وصدق عجيب افتى الجندي الأمريكي ستيفن غرين, المتهم بإغتصاب وقتل شابة عراقية في مدينة المحمودية, بأن قتل المواطن العراقي كسحق النملة. وهذا يعني بالضرورة انه, وربما عدد كبير من رفاقة الذين جاؤوا لتحريرنا من الطغيان الصدامي, لا يعتبرونا سوى نمل يدوسون عليه لسحقه متى ما ارادوا لينصرفو بعد ذلك الى تناول قدح مثـّلج من البيرة وسلاش بيتزا شهيّ غير آبهين بموت تلك الحشرات.
نشكر السيد غرين الذين وضعنا في هذه المرتبة المتقدمة من سلم التطور الدارويني التي لم نكن لنحلم بها يوماً وعجز حتى علمائنا, الذين يتمّ اغتيالهم واحداً بعد الآخر, عن اكتشافها رغم ما لبعضهم من باعٍ طويل في علم الأحياء. لقد حققّ هذا الجندي الأهوج الذي ابتلينا به وبرفاقه, اكتشافاً يستحق عليه جائزة نوبل, كما تخّلص بجّرة قلم من عذاب الضمير. ذلك ان الفتاة العراقية التي اغتصبها وقتلها سويةً مع افراد عائلتها وبينهم طفلة لا تتجاوز السنوات الخمس من حياتها التي انهانا "محررنا" هذا لم يكونوا إلا نملاً لا يستحق سوى السحق بالبساطيل الأمريكية.
عرفنا الآن لماذا اصبح سعرنا رخيصاً الى هذا الحدّ اينما ذهبنا في هذا العالم رغم اننا من اخلص حلفاء القوة العظمى الوحيدة في كوكبنا.
وعرفنا سرّ ذلك الحماس المنقطع النظير والتصفيق المدويّ الذي استُقبل به السيد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي من اعضاء الكونجرس الأمريكي. لقد كانوا ببساطة يحتفلون بتسويق آخر اكتشاف علمي انجزته العبقرية الأمريكية: نملة عراقية تدّعي انها رئيس وزراء وتتحدث امام كاميرات التلفزيون مرتدية بدلة أرماني وربطة عنق فرنسية ونظارة كالفن كلاين. يا سبحان الله.. نملة مصابة بقصر النظر, يا له من اكتشافٍ مذهل قدّمته الأدارة الأمريكية للعالم.
وعرفنا كذلك لماذا تصّر قيادات الشيعة الأثني عشرية على عدم تسمية عراقي ليكون آية الله العظمى والمرجع الأعلى للطائفة في النجف الأشرف. ببساطة متناهية لأن اصحاب العمائم السوداء يعرفون جيداً بأننا نحن ابناء العراق لسنا سوى حشرات من فصيلة النمل. ولا يمكن بأية حال من الأحوال لنملة, مهما بلغت من الذكاء ورجاحة العقل وتقوى الله, ان تكون وكيلاً وممثلاً لأمام الزمان ارواحنا, نحن النمل, لمقدمه الفداء. لذلك فأنهم يصرّون على ان يكون المرجع الأعلى للطائفة فارسياً من بني البشر وليس عربياً من حشرات العراق.
وبناءاً على هذا يكون من المعقول إحداث تغييرات ضرورية في اسماء الأشياء ومدلولاتها في عراقنا الجديد. ويبدو ان اقتراحات لإحداث تغييرات على شاكلة: تغيير اسم "حزب الشعب الديمقراطي العراقي" الى " حزب النمل الديمقراطي العراقي" وحزب الشعب الأسلامي الى حزب النمل الأسلامي, تبدو اموراً معقولة. كما يمكننا الطلب من الحزب الشيوعي العراقي ان يعيد صياغة شعارة التاريخي " وطن حرٌّ وشعب سعيد" ليكون "وطنُ حرٌّ ونملٌ سعيد".
ولكن, ومهما فعل جنود قوات التحرير المنصورة, وحققوا من اكتشافات مذهلة فلن نسمح لهم ولا لغيرهم بحذف اسم نبي الله سليمان من الأية 18 في سورة النمل واستبداله بأسم الرئيس الأمريكي جورج بوش لتصبح الآية: "قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لا يَحْطِمَنَّكُمْ".. جورج دبليو بوش.. "وَجُنُودُهُ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ".



#سعد_الشديدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الزرقاوي.. نحروه أم انتحر؟
- اسرائيلي واحد بألف عربي؟ يا بلاش
- وزير الدفاع العراقي يعلن الحرب على الشيوعية
- انقلاب عسكري في بغداد.. قريباً
- عفية .. والله عفية
- كشف الغُمّة في تبيان غباء قادة الأمة
- رسالة عراقية الى الغرباء
- قصائد تشبه الموت
- الحرب الطائفية وحدود جهنم
- قفوا معنا لنكون معكم
- وطنٌ بلونِ ألسماء
- المشهد السياسي العراقي واحداث سامراء
- الشيعة الى السلطة.. والعراق الى الجحيم؟
- العراق ومقدمات الحرب الأهلية
- سامراء.. الرهان.. والتداعيات
- الأنتخابات التشريعية العراقية: فضيحة أم كارثة؟
- هوامش على ملحمة جلجامش
- تعلّم كيف تبني عراقك الجديد.. في 3 ايام.. بدون معلّم
- الرئيس الطالباني: صلاحيات أوسع أم دور سياسي أكبر؟
- اينانا في سجن النساء


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سعد الشديدي - ايها العراقي انت نملة.. فكن سعيداً