أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سعد الشديدي - رسالة عراقية الى الغرباء














المزيد.....

رسالة عراقية الى الغرباء


سعد الشديدي

الحوار المتمدن-العدد: 1493 - 2006 / 3 / 18 - 11:28
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


حضرات السادة
لن احييكم لا بتحية الأسلام ولا بتحية العراقيين فلا اجدكم تستحقون اي تحية أو سلام. فما جلبتموه علينا جعلنا نشعر باليأس ونتمنى الموت السريع.
الموت السريع في انفجارٍ لا نسمع منه سوى ازيزه الأول ثمّ ينتهي بعد ذلك كلُّ شئ. أو تحت جنازير دبابة تسحق بمنتهى اللامبالاة عظامنا دون ان يقدم احد بعد ذلك كلمة اعتذارٍ أو أسف.
حضرات السادة
كنت دوماً اكتب مخاطباً العراقي. القارئ الذي يقد يجد بالصدفة ما اكتب في جريدة يومية او موقع على الشبكة العالمية. استفز فيه قيماً نشترك فيها جميعاً، نحن العراقيون، وأفكاراً ان لم تكن ذات فائدة فهي بالتأكيد لن تزيد الوضع العراقي سوءاً. متوهماً ان العراقيين هم من سيصنع التغيير وان ما نكتب سيصبّ حتماً في نهر البناء والتقدم. فمنذ سنين ثلاث، عجاف بلا ريب، ونحن نعتقد ان عجلة التغيير تسير في بلادنا. وكان املنا ان تتجه الى أمام.
الآن اتضحت الصورة. ولم يعد لديّ ادنى شك بأن ما يجري في بلادي مأساةٌ من طراز خاص. ولن اعرض لما يحدث يومياً من مذابح، ترتكبونها انتم أو تشاركون فيها، يذهب ضحيتها العشرات من اهلي، شيعة وسنّة وأكراداً وتركماناً وكلدوآشوريين ومندائيين. فوسائل الأعلام باتت تعيش على دمائنا التي تقطر من شاشات التلفزيون كل ساعة. ولا اريد الحديث عن تفاصيل الوضع السياسي. وقد اثبتنا لأنفسنا، قبل ان نثبت للعالم، بأننا ممثلين بأحزابنا التي انتخبناها في انتخابات حرة ونزيهة لا نملك في قرارنا عدلاً ولا صرفا. فبعد ثلاثة اشهر من الأنتخابات لم نستطع تشكيل حكومة. ومازال الطريق مفتوحاً امام المزيد من الخلافات رغم زعم القيادات الحزبية بأن الجليد الذي كان يلف الحالة العراقية قد بدأ بالذوبان. كلنا نعرف ذلك. ونحاول ايجاد الأعذار متوهمين ان ما يحدث لنا ما هو إلا قدر من الأقدار.
اما الآن فانا لا اخاطب العراقيين، من ابناء البلد. فقد اتضح انهم بلا حول ولا قوة. ولكن اتوجه اليكم يا من جئتم من خلف الحدود لأسقاط النظام الديكتاتوري الفاشي قبل ثلاث سنوات ومن لحق بكم بعد ذلك لأعاقة مشروع التغيير. اتوجه الى الأمريكيين والى العراقيين المتحالفين معهم. وأيضاً الى التكفيريين الذين عبروا حدودنا كالجراد ليزرعوا الموت والدمار في شوارع وساحات عراقنا.
ماذا تريدون من العراقيين؟ هل جئتم جميعكم بقرارٍ مسبق لحفر انهار الدم وحرق اجساد العراقيين؟ ماذا تريدون منّا؟
خذوا ما شئتم من خيرات هذا البلد واتركونا وشأننا. اقولها ولا أندم عليها. فمنذ عقود اربعة، هي عمري بأكمله، وأنتم تستولون على ثروات العراق. ولم يصلني من ثروات بلادي فلساً واحداً. ما وصلني منها هو التشريد والسجن والملاحقة والمقابر الجماعية والقصف بالنابالم والغازات الكيمياوية. ما وصلني كمواطن في واحد من اغنى بلدان العالم من ثروات بلادي كان ومايزال كلمة واحدة: الموت.
فاذا كان ماتريدون هو النفط والغاز وما تخبأه الأرض فخذوه. واذا كان ماتريدون هو المناصب والكراسي فهي لكم ولا نريدها.
واذا كنتم تريدون الأستحواذ على نظام الحكم بأكمله وتسخيره لطائفة او قومية دون غيرها. فتفضلوا. ولكن اوقفوا دوامة طوفان الدم العراقي فلم يعد ابناء وبنات هذا الوطن بقادرين على السير في شوارع مدننا بأمان.
اخيراً تذكرت هذا اليوم بأنني لم اسمع خبراً سعيداً ولم احضر حدثاً سعيداً منذ اكثر من سنتين. وحتى تلك التي كنت اتمنى ان يكون فيها بعض الأمل كانت تنتهي دوماً الى ما يشبه المأساة بعد ذلك.
أهذا ما جئتم من أجله؟
خذوا ما تشاؤون واذهبوا الى اي جحيم تختارون واتركونا ننعم بقليل من الأمان. فهذا كل نريد هذه اللحظة.



#سعد_الشديدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصائد تشبه الموت
- الحرب الطائفية وحدود جهنم
- قفوا معنا لنكون معكم
- وطنٌ بلونِ ألسماء
- المشهد السياسي العراقي واحداث سامراء
- الشيعة الى السلطة.. والعراق الى الجحيم؟
- العراق ومقدمات الحرب الأهلية
- سامراء.. الرهان.. والتداعيات
- الأنتخابات التشريعية العراقية: فضيحة أم كارثة؟
- هوامش على ملحمة جلجامش
- تعلّم كيف تبني عراقك الجديد.. في 3 ايام.. بدون معلّم
- الرئيس الطالباني: صلاحيات أوسع أم دور سياسي أكبر؟
- اينانا في سجن النساء
- انهم يفّجرون حتى قبور الموتى
- رسائل الموبايل
- هل العراق الجديد.. جديد حقاً؟
- نبوءةُ عُرسٍ اسوَد
- سانتا لوسيا والشعر الأسود الفاحم
- مجنون يحكي .. وعاقل يسمع
- البوري رقم 2


المزيد.....




- وحدة أوكرانية تستخدم المسيرات بدلا من الأسلحة الثقيلة
- القضاء البريطاني يدين مغربيا قتل بريطانيا بزعم -الثأر- لأطفا ...
- وزير إسرائيلي يصف مقترحا مصريا بأنه استسلام كامل من جانب إسر ...
- -نيويورك تايمز-: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخ ...
- السعودية.. سقوط فتيات مشاركات في سباق الهجن بالعلا عن الجمال ...
- ستولتنبرغ يدعو إلى الاعتراف بأن دول -الناتو- لم تقدم المساعد ...
- مسؤول أمريكي: واشنطن لا تتوقع هجوما أوكرانيا واسعا
- الكويت..قرار بحبس الإعلامية الشهيرة حليمة بولند سنتين وغرامة ...
- واشنطن: المساعدات العسكرية ستصل أوكرانيا خلال أيام
- مليون متابع -يُدخلون تيك توكر- عربياً إلى السجن (فيديو)


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سعد الشديدي - رسالة عراقية الى الغرباء