أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد الشديدي - قفوا معنا لنكون معكم















المزيد.....

قفوا معنا لنكون معكم


سعد الشديدي

الحوار المتمدن-العدد: 1478 - 2006 / 3 / 3 - 10:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قوى الأرهاب ليست قويةً كما نعتقد. فأعضاء منظماتها التي لا تعيش إلا في الظلام ليس بينهم غراندايزر ولا سوبرمان او رامبو. ولم يتم، حتى هذه اللحظة، القاء القبض على رجال آليين قادمين من كوكب زحل قاموا بزرع عبوات ناسفة في الأسواق وأبواب المدارس والمساجد في مدن العراق. كما لم تعلن الجهات الرسمية عن قتلها مجموعة من الأشباح والأرواح والجن والعفاريت في حربها ضد الأرهاب.
هؤلاء القتلة الملثمون لا يملكون امكانيات ما فوق طبيعية. صحيح انهم يستندون في عملهم التخريبي على شبكة كاملة تؤمن لهم الدعم اللوجستي والمخابراتي. وصحيح ان عدداً كبيراً منهم يتقاضى مبالغ ضخمة على اتعابه في قتل وذبح وسلخ الأبرياء. ولهذا السبب فهم يقومون بها بشكل متقن حسب قاعدة اقتل اكثر تقبض اكثر. ومن الأكيد ان لا شئ يجمعهم سوى حقدهم على العراق وشعب العراق والتجربة الديمقراطية التي مازالت تتعثر على ارض العراق. ولكن قوتهم تكمن في الدرجة الأولى في ضعفنا نحن العراقيين.
في ضعف دولتنا التي هدمها السيد بريمر ومستشاريه. في ضعف حكومتنا، او الأصح في عدم وجودها على الأطلاق، في الوقت الذي كان من المفترض ان يتم الأعلان عن تشكيلها منذ اكثر من شهر ونصف.
في ضعف احزابنا التي هللت ورقصت في شوارع المنطقة الخضراء حالما تمّ الأعلان عن تقسيم الحقائب الوزارية محاصصة بين الطوائف في الوقت الذي كان عليهم ان يطالبوا بتطبيق قاعدة الرجل المناسب في المكان المناسب بغض النظر عن القومية او الدين او الطائفة. في ضعف قياداتنا الحزبية وهي تقف في طابور المنتظرين لأستلام منصب مهم في الحكومة او الدولة. في ضعف نفوس بعض كبار الموظفين والمسؤولين وهم يحسبون حساب كم " سيلغف" احدهم من منصبه هذا أو من تعاقداته مع الشركات الأجنبية. في تهافت بل وخيانة بعض من كبار السياسيين العراقيين ونوفيرهم غطاء واسع لمنظمات ارهابية تكفيرية يستمدون من خلالها شرعية وجودهم السياسي في الساحة. وفي نزق الكثيرين من الحزبيين القادمين مع الأحزاب الجديدة واعتبارهم الدولة ومؤسساتها ملك مشاع لهم ولعوائلهم يتصرفون بها كما يشاؤون. في خوف المواطن من الفاسدين والمفسدين وصمته وهو يكرر ذات الخطيئة التي ارتكبها بعضنا حين فضّل الصمت وآثر السلامة والجلوس على التلّ في عهد الديكتاتورية. في رغبة المواطن العراقي الذي يجد من السهل ان يترك وطنه، وهو ينزف آخر ماتبقى من قطرات الدم، مهاجراً نحو واحات الأمان والرفاهية في العالم المتمدن رافعاً شعار " يارب نفسي" لينجو بجلده تاركاً الوطن يحترق بمن فيه. وأخيراً في ضعف الأرادة لنبني وطننا ليكون كما بقية بلدان العالم الآمنة المتحضرة.
قد يكون للأرهاب قوة ما ولكنها لا تتجاوز قوة العراقيين التي لم يخرجوها بعد ليواجهوا بها اعداءهم.
وريما يكون شعار " لنتوحد ضد الأرهاب" شعاراً للبطرانين الجالسين في بيوت آمنة مزودة بالماء والكهرباء والتدفئة وخدمات الأنترنيت في عواصم الغرب. وقد يكون مجرد شعار لا يعني شيئاً للعراقي الجائع المريض العاطل عن العمل والمطارد في كل ساعة من ساعات الليل والنهار من قطعان الظلاميين التكفيريين المتكالبة. ولكنه شعار علينا ان نرفعه والى جانيه شعارات اخرى تكمّله وتجعل منه أكثر واقعية. شعارات منها: تشكيل حكومة وحدة الوطنية فوراً. تفعيل عمل المؤسسات الخدمية كالمستشفيات والمدارس والخدمات البلدية. توفير العمل للشباب. حل جذري لأزمة السكن. وعلى رأس القائمة بناء دولة تحترم المواطن وتكون خادمة له ولا تجعل المواطن خادماً لها.
نعرف جميعاً ان العراقي على استعداد للتضحية بروحه وأمواله ليقف الى جانب من يرى فيهم القدرة على ضمان امنه وحريته وحمايته من مخالب القادمين من وراء الحدود. ولكي يفعل ذلك على الدولة ان تثبت له بما لا يقبل الشك بأنها لم تُأسس لتكون صنواً وشبيهاً لدولة صدام حسين البائدة. ما يحدث على ارض الواقع يقول ان العراقيين ينظرون بريبة الى مؤسسات الدولة الجديدة لأنها بدأت عملها بأساليب لا تختلف عن تلك التي مارسها النظام الديكتاتوري الساقط ومنها تفضيل الحزبيين على غيرهم واعتماد الوساطة والمحسوبية والرشوة. ووصل بنا الأمر ان اصبحنا اضحوكة ومثل يضرب للفساد المستشري حتى ان احدى لجان الكونغرس الأمريكي، وهم من اصدقاء وحلفاء دولتنا الجديدة وليس اعداءها، صرحت بأن حجم الفساد المستشري في هياكل الدولة العراقية لا يمكن وصفه لأنه اكبر من أن يوصف.
املنا جميعاً أن تعي القيادات العراقية اهمية الربط بين القضاء على الأرهاب وإشعار العراقيين بأن الدولة والحكومة والأدارات المحلية للمحافظات تقف مع المواطن في محنته اليومية وتسعى لحمايته وتوفير الخدمات الضرورية له ولعائلته.
رأينا ما حدث لنظام البعث الفاشي البائد حين وقف العراقيون موقف المتفرج حين دخلت القوات الأمريكية العراق لأسقاط النظام. وكان لسان حالهم يقول لن ندافع عن نظام لم يعطنا الأمن والأمان ولا كسرة الخبز ولا شربة الماء الصالح للشرب وبخل علينا بأبسط الخدمات التي هي حق طبيعي لكل انسان على سطح هذا الكوكب. وسيتكرر الأمر بالتأكيد مع كل قيادة تنآى بنفسها عن مصالح الفرد العراقي وتضع مصالحها فوق مصالح المواطن حتى وأن كانت هذه القيادات منتخبة من قبل الشعب.
المشكلة الآن هي كيف يشعر العراقيون بأن نظام الحكم في العراق الجديد هو منهم ولهم. ولن يكتفي العراقيون بالشعارات. فقد تكون الشعارات مفيدة لشحذ الهمم وتجميع الأنصار في البداية إلا ان الجمع سينفضّ من حول تلك الشعارات اذا ما تأكدوا انها لن توصلهم الى برّ الأمان والحياة المستقرة.
ليس امام القيادات العراقية سوى ان تثبت لنا جميعاً نحن العراقيين بأنها قادرة على حمايتنا ليس من الأرهابيين فحسب بل أولا من الفقر والجوع والبطالة والتشرد والمحسوبية والفساد الأداري.
الواقع اليومي يمتد واضحاً امام القيادات المنتخبة.وما عليها سوى اثبات حسن نواياها وعزمها على بناء مجتمع عادل ومتحضر. لا نريد الآن أكثر من اثبات حسن النوايا لنعرف اذا ما كنتم معنا في هذا الدمار اليومي الذي نعيشه وتعانون منه كما نعاني أم انكم سرتم على خطى من تركناه يواحه مصيره لوحده وانتهى مصيره في قفص الأتهام واصبح فرجة للعرب والعجم ومثاراً لتندر الكبار والصغار.



#سعد_الشديدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وطنٌ بلونِ ألسماء
- المشهد السياسي العراقي واحداث سامراء
- الشيعة الى السلطة.. والعراق الى الجحيم؟
- العراق ومقدمات الحرب الأهلية
- سامراء.. الرهان.. والتداعيات
- الأنتخابات التشريعية العراقية: فضيحة أم كارثة؟
- هوامش على ملحمة جلجامش
- تعلّم كيف تبني عراقك الجديد.. في 3 ايام.. بدون معلّم
- الرئيس الطالباني: صلاحيات أوسع أم دور سياسي أكبر؟
- اينانا في سجن النساء
- انهم يفّجرون حتى قبور الموتى
- رسائل الموبايل
- هل العراق الجديد.. جديد حقاً؟
- نبوءةُ عُرسٍ اسوَد
- سانتا لوسيا والشعر الأسود الفاحم
- مجنون يحكي .. وعاقل يسمع
- البوري رقم 2
- الأسلاميون والفخ الأمريكي
- وأبيع ريّا في المزاد
- ألمرجعية ولعبة السياسة


المزيد.....




- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...
- بلينكن يأمل بإحراز تقدم مع الصين وبكين تتحدث عن خلافات بين ا ...
- هاريس وكيم كارداشيان -تناقشان- إصلاح العدالة الجنائية
- ما هي شروط حماس للتخلي عن السلاح؟
- عراقيل إسرائيلية تؤخر انطلاق -أسطول الحرية- إلى غزة
- فرنسا تلوح بمعاقبة المستوطنين المتورطين في أعمال عنف بالضفة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد الشديدي - قفوا معنا لنكون معكم