أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صلاح عويسات - حكايتي مع أبي-قصة قصيرة














المزيد.....

حكايتي مع أبي-قصة قصيرة


صلاح عويسات

الحوار المتمدن-العدد: 6887 - 2021 / 5 / 3 - 08:30
المحور: الادب والفن
    


اغتنيت فجأة،بعد ردح طويل من زمن الفقر،لكن سبحان الله في زمن الفقر كان لكل شيء طعما خاصا تختلط فيه البركة بالفرحة،قد يكون عامل الندرة هو المؤثر،كل شيء له وقت لا يأتي في غيره،فالفاكهة التي نعرفها أو باﻷحرى نستطيع شراءها قليلة ،برتقال في الشتاء وبطيخ وعنب وتين في الصيف،لكل شيء تاريخ وحضور واﻷهم أننا نعرف كيف ابتعناه وبأي جهد حصلنا النقود فأحضرناه،يأتي أبي يركب حمارا أبيض عليه "خرج" يضع في كل جهة بطيخة كبيرة،نجتمع بعد الغداء في جو صيفي حار في غرفتنا الواحدة والوحيدة،تحضر أمي البطيخة والسدر والسكين وتضعهما أمام أبي فيقسمها أهلة حمراء ذوات أطر خضراء وبذور بيضاء كبيرة،يتركها في الهواء قليلا وأحيانا كان يضعها في الشمس حتى تبرد - لم يكن أبي يعرف أن التبخر بفعل الشمس يسحب معه بعض الحرارة- بل يقتنع بالسعادة التي يراها في وجوه أبنائه وهم يأكلون حلالا ومن عرق جبينه،وفي وسط سعادته تلك يداعبهم بحزيرة فيقول إشي بتتحلا منه وبتتسلى وبتطعم حمارك منه شو هو؟! فيضحك الجميع فكلهم يعرف الحل
اليوم كل شيء يأتيني بلا جهد ،بيتي الكبير سوق خضار وفواكه ولحوم ودجاج ، تمتلأ البرادات والفريزرات بكل صنف ولون،لكننا لا نجتمع على طعام واحد ،كل منا يعجبه صنف غير الذي يروق لصاحبه،منا نباتي يقاطع اللحوم،ومنا من أهمه كيف يتخلص من وزنه الزائد فيتبع حمية قاسية، فقدنا متعة اﻹجتماع على الطبق الواحد ذو الصنف الواحد ،نأكل منه بمتعة وسعادة...أصبح الطعام سما فمصدره غير معروف وطريق جلبه غير مألوف،وأنا فقط الذي يعرف سبب التحول ذاك،فأنا رجل طماع لا يعجبني أي حال ،كرهت عرق أبي، وزهد أمي ،وكنت أظن أن سعادتهم تلك مصطنعة متكلفة،وكنت أحتقر أبي حين يتبجح برزق الحلال ،وعرق الجبين والبركة ،وأقول في نفسي" قصر ذيل فيك يا أزعر" وأعتبر ذلك سذاجة وهبلا ،لذلك لم أحترم أبي يوما بسبب فقره وعجزه وعدم بحثه عن أسباب الغنى التي بدأت تنتشر حولنا انتشار النار في الهشيم ،فقررت أن أتولى أنا ذلك عنه، وكنت مستعدا ﻷتحالف مع الشيطان في سبيل أن أنافس وأصبح غنيا مرموقا محترما، وهكذا كان فوقعت في الكسب الحرام واغتنيت فجأة،وأصبحت أكره أسئلة أبي عن مالي الكثير المفاجئ، ومقتت نصائحه ومواعظه عن الدنيا واﻵخرة ،فعلم ذلك مني فقاطعني، ورفض مالي ورفض حتى أﻷكل من طعامي بحجة الحرام والحلال ،وهذا لا أخفي عليكم بدأ يقلقني، وخاصة بعد أن بدأ الجميع يتساءلون عن عدم صلتي لأبي وكسبي لرضاه ،وأنا أصبحت اﻵن شخصية عامة هامة أحرص أن أظهر بمظهر أهل التقوى والصلاح مثل غيري وممن هم على شاكلتي!!



#صلاح_عويسات (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الهيبة وأقاصيص أخرى
- زمن البعير وأقاصيص أخرى
- هوس وأقاصيص أخرى
- قراءة في رواية -أنا من الديار المقدسة-
- الحصاد المرّ وأقاصيص أخرى
- ربيع الخراف وأقاصيص أخرى
- انحراف وأقاصيص أخرى
- بهاء وأقاصيص أخرى
- إحساس وأقاصيص أخرى
- زعامة وأقاصيص أخرى
- انتهازي وأقاصيص أخرى
- قناعات وأقاصيص أخرى
- غربة وطن وقصص أخرى
- فلق الصبح وقصص اخرى
- ناخب وقصص أخرى
- ثكلى وقصص أخرى
- قهر وقصص أخرى
- هاتف وقصص أخرى
- أمومة وقصص أخرى
- لفافة وقصص أخرى


المزيد.....




- التحديات التي تواجه التعليم والثقافة في القدس تحت الاحتلال
- كيف تحمي مؤسسات المجتمع المدني قطاعَي التعليم والثقافة بالقد ...
- فيلم -أوسكار: عودة الماموث-.. قفزة نوعية بالسينما المصرية أم ...
- أنغام في حضن الأهرامات والعرض الأول لفيلم -الست- يحظى بأصداء ...
- لعبة التماثيل
- لماذا يا سيدي تجعل النور ظلاماً؟
- نشطاء يريدون حماية -خشب البرازيل-.. لماذا يشعر الموسيقيون با ...
- -ماء ونار-.. ذاكرة الحرب اللبنانية في مواجهة اللغة وأدوات ال ...
- أردوغان يستقبل المخرج الفلسطيني باسل عدرا الفائز بأوسكار
- توقيع اتفاق للتعاون السينمائي بين إيران وتركيا


المزيد.....

- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صلاح عويسات - حكايتي مع أبي-قصة قصيرة