أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - فؤاد النمري - ماركس لم يُقرأ بعد (4)















المزيد.....

ماركس لم يُقرأ بعد (4)


فؤاد النمري

الحوار المتمدن-العدد: 6883 - 2021 / 4 / 29 - 15:52
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


ماركس لم يُقرأ بعد (4)

الأحزاب "الشيوعية" التي أيدت الإنقلاب البورجوازي على الإشتراكية في الإتحاد السوفياتي في خمسينيات القرن الماضي بقيادة الجيش "الأحمر" ورجله في الحزب نيكيتا خروشتشوف وصلت تلك الأحزاب إلى الإفلاس الفاضح بانهيار الإتحاد السوفياتي في العام 1991 . وعلى مبدأ "داوِها بالتي كانت هي الداء" عالجت فلول تلك الأحزاب خيانتها للثورة الإشتراكية بالمزيد من الخيانة والإعلان عن حقيقة هويتها كفريق من فرق البورجوازية الوضيعة والتي لا تؤهلها خلقتها لتكون طبقة إجتماعية راسخة طالما أنها قد خلقت أصلاً لتخدم الطبقات الإجتماعية المعادية لها بطبيعتها، طبقات الإنتاج الحقيقي سواء كان ذلك الرأسماليين أم العمال . وبناء على هذه الحقيقة الماثلة منذ خمسينيات القرن الماضي فالبورجوازية الوضيعة لا تمتلك حزباً يمثلها طالما أنها تفتقد القاعدة المادية لوجودها، وهي لا تتواجد إلا نقيضاً للطبقة السائدة في مجتمعها ولذلك كان ماركس في البيان الشيوعي قد صنّفها كشرائح دنيا من الطبقة الوسطى (lower middle class) كونها قوى رجعية دائماً وأبداً ناضلت ضد النظام الرأسمالي وستناضل ضد البروليتاريا الأمر الذي أكده ثانية لينين في كتابه "الضريبة العينية" 1922 بتصنيف البورجوازية الوضيعة كعدو رئيسي للإشتراكية .
لقد عانى المشرق العربي من الخلقة الشائهة للبورجوازية الوضيعة بقيام ما كان يسمى "حزب البعث" الذي قام أصلا بنفس روح مشروع مارشال وفي ذات الوقت 1947، وهي معاداة الشيوعية. ظهر وتلاشى حزب البعث دون أن يحمل أية أفكار ذات صلة بالواقع ؛ شعاره "أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة" كان شعاراً أجوف تماماً إذ لم يكن هناك عبر التاريخ أمة عربية واحدة – كان مشروع البورجوازية الشامية بقيادة الشريف حسين يضم البلدان العربية الأسيوية فقط في مملكة عربية، وهي البلدان التي اعترضت في العام 45 على انضمام مصر للجامعة العربية باعتبار مصر غير عربية – ولما لم يكن هناك أمة عربية واحدة فكيف يكون لها رسالة خالدة بغض النظر عن أن التاريخ يرفض الخلود لأية رسالات مهما تكن . لم تتلاشَ عصابات البعث قبل أن تقترف أفظع الجرائم، جرائم لم يقترفها هولاكوخان وتيمولنك في العراق وسوريا – استيلاء عصابات البعث على السلطة في العراق وسوريا خلّف نكبة دهرية في هذين البلدين .

الشيوعيون المفلسون إثر انهيار الاتحاد ىا"لسوفياتي سرعان ما غيروا الراية التي كانوا يستظلون بظلها وهي راية الإشتراكية ورفعوا "راية الديموقراطية والعدالة الإجتماعية"و . يلوثون فضاء العالم والعالم العربي بخاصة بزعيق جارح يشق الأسماع ينادي بالديموقراطية والعدالة الإجتماعية وتبرز راية "الحوار المتمدن" الراية الأعلى بين رايات اليسار والتي تتجرأ على أن تصف الفكر الماركسي بالفكر الخشبي (!!)). فقد هؤلاء كل علاقة بطبقة العمال وباتوا عصابات فرق من فرق البورجوازية الوضيعة .
اليسار هو كذبة كبرى دون أدنى اشتباه ؛ هو كذبة كبرى ليس لأن اليساريين لا يعلمون أنهم على يسار من ؟ أو على يسار ماذا ؟ لكنهم بالقطع يعلمون أن الديموقراطية التي ينادون بها هي الديموقراطية البورجوازية بدلالة أنهم يقرنونها بما يسمى "العدالة الإجتماعية" التي لا معنى لها غير أنها تجميل زائف للإقتصاد البورجوازي، إقتصاد السوق الحرة .
الدلالة القطعية على أن اليسار فرق لا يجمعها جامع من فرق البورجوازية الوضيعة غير العداء الدائم لقوى التقدم هي شعارها الأثير على راية "الديموقراطية والعدالة الإجتماعية" وهي التي تجمع النار والماء في صحن واحد . فالديموقراطية تتحقق بتوزيع السلطة السياسية بما يتناسب مع توزيع القدرات الإقتصادية، أما فكرة العدالة الإجتماعية فهي تقتضي توزيع الناتج القومي خلافاً لعوامل تحققه – فأي سلطة تلك السلطة التي يمكن أن تقوم بذلك !!
ما تتجاهله هذه العصابات (الشيوعية سابقاً) عن قصد من أجل تجاوز إفلاسهم وإخفائه هو أن السوق الحرة هي التي توزع الحقوق ليست الاقتصادية وحسب بل والسياسية أيضاً بين الطبقات والأفراد . فالبورجوازي الذي يغتنم 10 – 20% من حقوق العامل الاقتصادية يغتنم أيضاً نفس النسبة، لا بل أكثر منها من حقوق العامل السياسية . الهيكل الطبقي الذي يتم بموجبه توزيع الثروة أو الناتج القومي هو نفس الهيكل الذي يتم بموجبه توزيع السلطة السياسية . وهكذا فإن ميكانزمات البنية الإجتماعية بمختلف تشكيلاتها عبر التاريخ تجعل من دعاوى الديموقراطية والعدالة الإجتماعية دعاوى باطلة يدّعيها قوم أفّاقون من فرق البورجوازية الوضيعة .
فكرة "العدالة الإجتماعية" تُستحضر فقط بشرط إلغاء نفاذ قوة السوق في توزيع الحقوق بين الطبقات والأفراد وهو ما يتطلب تواجد دولة غير طبقية، أي دولة مستوردة من خارج المجتمع وهو ما لا يتحقق إلا في حالتين استثنائيتين وهما دولة العصابة المافيوية التي تسلب كافة المواطنين حقوقهم وهي بالقياس العام تغنم من الأغنياء أكثر مما تغنم من العمال والفقراء ؛ والدولة الثانية وهي دولة دكتاتورية البروليتاريا التي تساوي بين كافة المواطنين بحد الصفر من الحقوق وهي الدولة الطبقية التي يجمع كافة اليساريين ومنهم فلول عصابات الشيوعيين سابقاً الماثلة على رفضها .
وهكذا فالتحدي الكبير الذي من شأنه أن يطوّح بكافة "المستيسرين" إلى خارج التاريخ هو أولاً، كيف لهؤلاء اليساريين وأولهم اليساريون المتقدمون في "الحوار المتمدن" أن يقبموا ديموقراطية بورجوازية بدون طبقة بورجوازية ! وكيف لهم ثانياً أن يقيموا دولة لاطبقية في مجتمع طبقي !
على المستيسرين بمختلف أشتاتهم أن يثبتوا أن كارل ماركس كان قد قضى كل عمره يلهو عابثاً بمصائر الأمم وليس هو المفكر العبقري الأول في الألفية الثانية والأب الشرعي لعلم الطبيعة وعلم الفلسفة وعلم التاريخ وعلم الإجتماع وعلم الإقتصاد وعلم السياسة .

اليساريون جميعهم أفّاقون لا مبادئ لهم طالما أنهم لم يفصحوا لاقط عن تواجدهم المكاني فيما هم على بسار ستالين أم على يمينه وخاصة أنهم يعلمون جيدا أن تروتسكي من على يسار ستالين انتهى ليكون جاسوساً لحساب مكتب التحقيقات الفدرالي الأميركى وأن بوخارين من على يمين ستالين انتهى معاونا للنازي ضد بلاده .
اليساريون جميعهم كذبة أفاقون طالما أنهم يرفعون شعارات الديموقراطية البورجوازية والعدالة الإجتماعية دون أن يبرروا شرعيتها ولن يبرروا . هم لا يقرؤون ماركس فقط بل ولا يقرؤون التاريخ أيضاً .



#فؤاد_النمري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماركس لم يُقرأ بعد (3)
- ماركس لم يُقرأ بعد (2)
- ماركس لم يُقرأ بعد (1)
- اليسار على حقيقته
- الغائب أبداً كارل ماركس (2/2)
- الغائب أبداً كارل ماركس (2/1)
- اليسار العار
- في الماركسية المعاصرة
- أهم المسائل في الماركسية المعاصرة (3)
- أهم المسائل في الماركسية المعاصرة (2)
- أهم المسائل في الماركسية المعاصرة (1)
- البورجوازية الوضيعة جماعات طفيلية (تابع)
- البورجوازية الوضيعة جماعات طفيلية
- قانون القيمة (Law of Value)
- فوضى الهروب من استحقاق الإشتراكية
- مأزق الحكم في لبنان
- أميركا .. والشيوعية (6)
- أميركا .. والشيوعية (5)
- أميركا .. والشيوعية (4)
- أميركا .. والشيوعية (3)


المزيد.....




- مؤسس -تويتر- يعرب عن دعمه للمتظاهرين في جامعة كولومبيا
- بالغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه..شرطة جورجيا تفرّق المتظ ...
- تدمير فلسطين هو تدمير كوكب الأرض
- مصير فلسطين في ضوء العدوان على غزة
- بعد تداول فيديو -صراخه على متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين-.. رو ...
- لا لاتفاق العار، لا للمس بمكاسبنا في حرية الإضراب والتقاعد و ...
- مئات المتظاهرين في تل أبيب يطالبون بصفقة لتبادل الأسرى
- ‏ -الفوضويون- ينفذون أعمال شغب في مونتريال والشرطة تتصدى بال ...
- مدججين بمعدات مكافحة الشغب.. الشرطة الأمريكية تواجه وتعتقل م ...
- ما حقيقة الفيديو المتداول لـ-صريخ- روبرت دي نيرو في متظاهرين ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - فؤاد النمري - ماركس لم يُقرأ بعد (4)