أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - فؤاد النمري - في الماركسية المعاصرة















المزيد.....

في الماركسية المعاصرة


فؤاد النمري

الحوار المتمدن-العدد: 7282 - 2022 / 6 / 17 - 23:06
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


ما كنت تجشمت عناء كتابة ثلاث حلقات عن "أهم المسائل في الماركسية المعاصرة" لو أن فلول الأحزاب الشيوعية التي ما زالت قائمة لم تنسَ ماركس ولينين وتعقد مؤتمراتها العامة قلا يرد ذكر لماركس أو لينين في بياناتها التي لا تحفل بغير الديموقراطية والعدالة الإجتماعية نقلا عن إدوارد بيرنشتاين (Eduard Bernstein) وهو التلميذ الذي سبق معلمه كاوتسكي في الردة عن الماركسية ، وهو لدهشة معلمه كاوتسكي استنكر نفسه أمام فردريك إنجلز .
بعض هذه الأحزاب كانت أمينة مع الذات وحذفت صفة الشيوعية من اسمها وباتت تُسمّى باسم الديموقراطية الإجتماعية إعترافاً يرائدها إدوارد بيرنشتاين وتدبج بياناتها تطالب بالديموقراطية والعدالة الإجتماعية . مثل هذه الأحزاب لا تتردد في الإعلان عن تخليها عن الماركسية بقراءتها اللينينية . نحن لا نكتب في الماركسية المعاصرة من أجل أن يراجع هؤلاء تخليهم عن الماركسية فهم ما كانوا ليتخلوا إلا من أجل منافع بورجوازية ينتفعون بها، بل نكتب – ولنقتبس لينين يقول في كتابه "الضريبة العينية" في العام 1921 ..
we must expose the error of those who fail to see the petty-bourgeois economic conditions and the petty-bourgeois element as the principal enemy of socialism in our country.
يقول لينين .. يجب فضح قصور أولئك الذين لم يدركوا الدور الإقتصادي الذي تقوم به البورجوازية الوضيعة وهي العدو الرئيسي للإشتراكية في بلادنا – ما أقوم به هو الإستجابة لما استوجبه لينين وهو فضح القصور في إدراك أخطار البورجوازية الوضيعة كونها العدو الرئيسي للإشتراكية .

القراءة الماركسية للتاريخ كما هو فيما بعد الحرب العالمية الثانية تقول أن الحرب الهمجية بقيادة النازية ربيبة المخابرات الأتجلو فرنسية ومعاهدة فرساي انتهت إلى القضاء المبرم على طبقتي الإنتاج الرئيسيتين في عالم النصف الأول من القرن العشرين، الرأسماليين في المعسكر الرأسمالي والعمال في المعسكر الإشتراكي ودفع الفلول من هاتين الطبقتين إلى خارج التاريخ فلا يعود لهما أي دور في صناعة التاريخ . قامت البورجوازية الوضيعة بقيادة الجيش ووراءه عصابة خروشتشوف في قيادة الحزب الشيوعي بالإنقلاب على الإشتراكية وطرد المكتب السياسي من الحزب بفعل انقلاب عسكري في يونيو 57 وإلغاء دولة دكتاتورية البروليتاريا في العام 61 فكان إذاك القضاء المبرم على طبقة البروليتاريا السوفياتية . وفي العام 1975 أعلنت الدول الرأسمالية الخمس الكبرى تكافلها بضمان أسعار صرف عملاتها غن طريبق المضاربة في أسواق المال بعد انكشاف عملاتها من الغطاء البضاعي وهو ما يعني بالضرورة أنها لم تعد رأسمالية وانهيار طبقة الرأسماليين تبعاً لذلك، حيث الرأسمالية تعني قصراً إنتاج البضاعة .

في منتصف القرن الثامن عشر ظهر التناقض "قوى إنتاج/علاقات إنتاج" أو "عمال/رأسماليون" هو التناقض الرئيسي في النظام الإجتماعي الرأسمالي وهو معامل التطور حتى النهاية وتقويض النظام الرأسمالي نفسه للإنتقال إلى نظام إجتماعي مختلف . وبناءً عليه برز كارل ماركس ورفيقه فردريك إنجلز يهيبان بعمال العالم في بيانهما الشيوعي (Manifesto) 1848 "يا عمال العالم اتحدوا فلن تفقدوا إلا أغلالكم" بالإنتقال إلى الحياة الشيوعية .

كان النظام الرأسمالي في أوج قوته في النصف الثاني من القرن التاسع عشر في أوروبا الغربية مما مكنه من مقاومة حركة العمال والقضاء على كومونة باريس في العام 1871 . في الحرب العالمية الأولى التي استنزفت كامل قوى الدول الرأسمالية الإمبريالية تمكن البلاشفة الروس في أكتوبر 1917 من القيام بالثورة الإشتراكية التي كان قد استشرفها البيان الشيوعي، تلك الثورة التي أكد نجاحها قائدها التاريخي فلاديمير لينين، وأنها ستقوض النظام الرأسمالي العالمي وتنتقل بالعالم إلى الحياة الشيوعية . نجحت الثورة فعلاً في تقويض النظام الرأسمالي العالمي إلا أن عقبات كبرى طارئة اعترضت طريقها في عبور فترة الإشتراكية نحو الشيوعية . قوى الإمبريالية متواطئة مع ربيبتها قوى النازية والفاشية استطاعت من خلال الحرب الهمجية على الإتحاد السوفياتي من تحطيم قوى الاشتراكية فيه قبل أن يسحقها بعد أربع سنوات لم تمضِ أيامها بغير موت ودمار هائلين . كان الرايخ الهتلري الثالث سيستولي على العالم ويحل محل روما في استعباد العالم لألف عام كما كانت خمطته لولا أن الاتحاد السوفياتي استنفذ كامل قواه ىالإشتراكية الهائلة من أجل القضاء على النازية ؛ لو لم يكن الاتحاد السوفياتي اشتراكياً لاستولت ألمانيا النازية على العالم بقاراته الخمس .

الحرب الهتلرية أزاحت العمال والرأسماليين إلى خارج المسرح العالمي لتحل محلهما جماعات البورجوازية الوضيعة (Petty Bourgeoisie) غير المنتجة على الإطلاق وليس لها دور مرسوم في التاريخ، ويغيب معها التناقض الرئيسي معامل التطور في النظام الإجتماعي . نظام البورجوازية الوضيعة محكوم بالتآكل وليس من تعويض لمثل هذا التآكل المتعاظم سوى الإستدانة فيستدين العالم كل عام من العقود الأربعة الأخيرة حوالي أربع ترليونات من الدولارات . ففي الولايات المتحدة اليوم كل مواطن أميركي مدين بـ 64000 دولاراً حتى قبل أن تلده أمّه وعليه أن يسددها في المستقبل . على مثل هذا المسار تتحتم نهابة "نظام" البورجوازية الوضيعة في وقت وشيك .

فلول الأحزاب الشيوعية المفلسة تتجاهل إن لم تنكر خروج عجلة التاريخ عن مسارها التاريخي المعلوم حتى وإن اقتضاها الأمر إعتبار ثورة أكتوبر الاشتراكية ليست إلا مغامرة للينين جاءت في غير مكانها وغير زمانها مثلما اعتبرها بليخانوف . ينكرون مثل هذه التراجعات في النظام الدولي الماثل لكنهم مع ذلك ينادون اليوم بالديموقراطية البورجوازية وبالعدالة الإجتماعية وهي الشعارات الإصلاحية التي تنادي بها البورجوازية الوضيعة .
يطالبون بالديموقراطية البورجوازية بالرغم من غياب تام للبورجوازية في العالم العربي !! السواد الأعظم من شعوب البلدان العربية هو من البورجوازية الوضيعة المعادية جذراً لأول شروط الديموقراطية وهو الإنتاج، تستولي على كامل السلطة رغم أن نصيبها في الإنتاج يبقى دون الصفر .

أمّلت نفراً من فلول الأحزاب الشيوعية المفلسة أو أحداً من المرتدين عن الماركسية تحت راية اليساروية أن يناقش مسألة من المسائل الهامة الثلاث التي تطرحها الماركسية المعاصرة عبر مقالاتي الثلاث في الأسابيع الخوالي الأخيرة، لكنني لم أحظَ إلا بنفرين يشتمانني ويصفانني بعميل الإمبريالية الأمريكية !! – لا غرو فسبق أن وصف تروتسكي لينين كعميل للإمبريالية الجرمانية !! – وأولئك الذين اكتفوا بتقييم المقالات الثلاث بعشرات الأصفار .
طرحت أهم ثلاث مسائل تواجه العمل الشيوعي، بل تواجه المؤرخين الحقيقيين الذين يقرؤون التاريخ كما هو . المسائل الثلاث المطروحة هي حقائق كبرى مفصلية في تاريخ القرن العشرين وما بعد لكنها مع ذلك لم تلقَ الإهتمام المناسب حتى من قبل الذين ما زالوا يدّعون الشيوعية . طبعاً لا يمكن أن يُعزى ذلك لغير الفقر المدقع في الوعي الماركسي . الأحزاب الشيوعية في العالم العربي كرست كل قواها في معركة التحرر الوطني دون أدنى اهتمام بالوعي النظري للماركسية – وبالمناسبة أستذكر هنا الرفاق في معتقل الجفر الصحراوي يسخرون مني لاهتمامي بالنظرية الماركسية ويستملحون بمناداتي بالمنظّر !!
وأخيرا يجدر تذكير الشيوعيين المفلسين واليسارويين بأن التاريخ لا يحتاج لشهود عليه بل التاريخ هو نفسه الشاهد الملك على مختلف الآخرين .

2021



#فؤاد_النمري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أهم المسائل في الماركسية المعاصرة (3)
- أهم المسائل في الماركسية المعاصرة (2)
- أهم المسائل في الماركسية المعاصرة (1)
- البورجوازية الوضيعة جماعات طفيلية (تابع)
- البورجوازية الوضيعة جماعات طفيلية
- قانون القيمة (Law of Value)
- فوضى الهروب من استحقاق الإشتراكية
- مأزق الحكم في لبنان
- أميركا .. والشيوعية (6)
- أميركا .. والشيوعية (5)
- أميركا .. والشيوعية (4)
- أميركا .. والشيوعية (3)
- أميركا .. والشيوعية (2)
- أميركا .. والشيوعية (1)
- لماذا انهارت الأحزاب الشيوعية !؟
- القصور الفكري مرض عضال في الحركة الشيوعية (2/2)
- القصور الفكري مرض عضال في الحركة الشيوعية
- الشتائم في السياسة
- أين هي الثورة الشيوعية اليوم !!
- الديالكتيك الماركسي


المزيد.....




- بعد أن تعهد رئيسها بتوظيف الطلبة المتظاهرين.. شركة أمريكية ت ...
- أصالة وأهمية الندوة العالمية الأولى لمناهضة الفاشية المرتقب  ...
- الفصائل الفلسطينية تدين دعوات لرفع الأعلام الإسرائيلية بالمس ...
- موقف لافت من حزب الشعب الجمهوري التركي بشأن فلسطين
- العدد الأسبوعي (554 من 2 إلى 8 ماي 2024) من جريدة النهج الدي ...
- الاستشراق والإمبريالية والتغطية الإعلامية السائدة لفلسطين
- نتائج المؤثمر الجهوي الثاني لحزب النهج الديمقراطي العمالي بج ...
- ب?ياننام?ي ??کخراوي ب?ديلي ک?م?نيستي ل? عيراق ب? ب?ن?ي م?رگي ...
- حزب العمال البريطاني يخسر 20% من الأصوات بسبب تأييده للحرب ا ...
- قادة جامعات أميركية يواجهون -دعوات للمحاسبة- بعد اعتقال متظا ...


المزيد.....

- تحديث: كراسات شيوعية(الصين منذ ماو) مواجهة الضغوط الإمبريالي ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كراسات شيوعية (الفوضى الاقتصادية العالمية توسع الحروب لإنعاش ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - فؤاد النمري - في الماركسية المعاصرة