ثائر الناشف
كاتب وروائي
(Thaer Alsalmou Alnashef)
الحوار المتمدن-العدد: 6879 - 2021 / 4 / 25 - 10:39
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
مهما أبدعنا كبشر في اكتشاف ذواتنا إلا أننا غالبًا ما نقف عاجزين عن فهم جوهر الحياة؛ فهي لغز عميق لا سبيل إلى إدراكه؛ لأنها جزء من خيالاتنا وأوهامنا وتوهماتنا اليومية، فنحن لا نستطيع أن نمايز بين رغباتنا وأمنياتنا فيما ينبغي أن يكون أو لا يكون، ولا حتى بوسعنا التحكم في شهواتنا.
رغم ما تبدو عليه بساطة الحياة ومرحها وهوسها ولهوها لدى البعض، فإنها لا تنفك تزداد تعقيدا وكآبة واسودادا لدى البعض الآخر.
إنّها -الحياة- مثوى التناقض الذي يؤسس لديمومة هذا الكون ووجودنا عليه؛ إنها الظلم والعدل، الخير والشر، الحب والكره، الحرب والسلام، الجمال والقبح، الغنى والفقر، العلم والجهل.
إنها أيضا الجسد والروح في غموضهما التام؛ هذان الجزءان البشريان لا يتحقق لهما دائما من الثنائيات المذكورة أعلاه إلا القدر اليسير الذي تتيحه الحياة فقط، فلا اكتمال لرغباتنا الآدمية في الحب -مثلا- وجزء من ذاتنا غارق في دهاليز الجهل.
أمام هذا العجز المطلق لما تصبو إليه الأرواح والأجساد، قد تبدو لنا الحياة عبارة عن حظ وصدفة، بل هي أشبه ما تكون -عند البعض- بعجلة الحظ العشوائية.
فكم هو سعيد ذاك الإنسان الذي تلتقي في روحه وجسده أفضل ما تحمله الحياة من ثنائيات مبهجة، فيتشكل عندئذ ما يعرف غريزيا بالحسد والغيرة في أرواح الآخرين؛ وكم هو تعيس ذاك الإنسان الذي ترمي الحياة في روحه وجسده أصعب حمولاتها الثقيلة والبائسة، رغم مجهوداته الكبيرة وإرادته الصلبة في حرف مسار الحياة، وتدوير عجلاتها في الاتجاه الذي يبتغيه لنفسه.
الحياة أشبه بالفقاعة التي تغلّف أرواحنا وأجسادنا.
#ثائر_الناشف (هاشتاغ)
Thaer_Alsalmou_Alnashef#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟