أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - ثائر الناشف - البطريركية الأنثويّة كردٍّ معادل للأبويّة!














المزيد.....

البطريركية الأنثويّة كردٍّ معادل للأبويّة!


ثائر الناشف
كاتب وروائي

(Thaer Alsalmou Alnashef)


الحوار المتمدن-العدد: 6874 - 2021 / 4 / 20 - 09:50
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


نظرة أفقية على تجربة المرأة الشرقية المهاجرة إلى أوروبا!
منذ أن وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها ساد نظام اجتماعي جديد أطّر العلاقة بين الذكور والإناث في معظم البلدان الغربية، وقدم تعريفات جديدة لماهية المرأة، وحدّد دورها ووظيفتها في العالم الإنساني الجديد؛ عالم ما بعد التحولات الثقافية العاصفة التي أطاحت بكل القيم العائلية ذات الرمزية الأبوية، والتي لا تختلف في شيء عن قيم العائلة الشرقية وتراثها الديني المغرق في القدم.
كان من سمات هذا الانقلاب الدراماتيكي أن تلاشى دور السلطتين الذكورية والأبوية على الدولة والمجتمع؛ السلطة الذكورية المختصة أساسًا بأنساق الحياة السياسية وما يتصل بها من سلطة تشكيل الأحزاب والتيارات الفكرية والثقافية، والسلطة الأبوية بحيزها الاجتماعي باعتبارها سلطة تقليدية اختصت أصلًا في تكريس سلطة الرجل على المرأة سواء أكانت زوجة أم ابنة.
فالحرب الثانية بكل ويلاتها وكوارثها لم تكن مجرد عمل جراحي حاسم استأصل شأفة النظم السياسية المارقة وحسب، بل كانت تحولًا شاملًا زحزح المجتمع عن قواعده الفلسفية وأسسه الروحانية، ثم دفع به بعيدًا إلى واقع جديد لا يميز بين الرجل والمرأة على أساس الأصل الجنسي (الهوية الجندرية) بل أعاد رد الاعتبار للهرمون الأنثوي جاعلًا منه الهرمون الأنسب والأفضل لمزاولة الكثير من الأعمال والمهن التي لا تليق بأصحاب الهرمون الذكوري، ربما لأنهم كانوا أكثر تهورًا وطيشًا في مزاولتها قبل سنوات الحرب، وأقل تفاعلًا في إعادة بناء ما خلفته الحرب، فالأسباب كثيرة ولا يمكن حصرها هنا ببضعة أسباب.
فنمط الحياة الغربية الذي يتخبط الرجل الشرقي المحافظ في متاهاته وسراديبه، لكونه لا يملك فهمًا عميقًا لتحولات الحياة التي مرَّ بها الغربيون على مدار قرن كامل من الزمن، كما أنه يظل (الرجل الشرقي) يسأل نفسه، أنهم لا يثورون (الغربيون) ولا يغضبون، ولا يحتجون على نسائهم لأتفه الأسباب وأهونها، ولا يميلون للأخذ بالثأر والانتقام منهن.
لا بد أن تتساءل المرأة الشرقية المهاجرة إلى الغرب ذات الأسئلة التي يطرحها الرجل الشرقي على نفسه، حتى وإن كانت لا تملك أجوبة لها، إلا أنها لا تنفك تعيش الاغتراب مُضاعفًا دون أن تشعر بنفسها، فهي من جهة ستظل أسيرة لهويتها الشرقية ذات الطابع المحافظ، فهويتها أشبه ما تكون بظلها الأبدي الذي لا يفارقها، رغم محاولاتها الدءوبة في التخلص من جذور هويتها عن طريق التبرؤ من تراثها الديني لتثبت للمجتمع الغربي حقيقة ارتباطها به؛ لتنعم بتلك السلطة الأنثوية التي يتيحها الغرب لنسائه، طالما أنها (المرأة الشرقية) حرمت منها في مجتمعها المحافظ الذي لم يكن يتيحها لها بحكم القوانين الأبوية المُستقاة من سلطتي المجتمع والدين نفسه، لكن تمتعها بالسلطة الأنثوية يظلّ منقوصًا وغير مكتمل، ليس لأنها ما تزال تحتفظ بجذورها الشرقية كشجرة ضاربة في أعماق الأرض، بل لأن البطريركية النسوية التي أسس لها الغرب قبل نصف قرن تحتاج إلى بيئة سليمة لتحقيق شرط اكتسابها، وهذا يتطلب تنشئة اجتماعية خاصة منذ سنوات الطفولة، تتولاها المؤسسات التربوية الغربية، أساسها التوعية بأهمية النسوية، بينما شكَّلَ حضور المرأة الشرقية إلى الغرب، لا سيما في السنوات العشر الأخيرة قفزًا على تلك الخطوات كلها، واجتيازًا للمراحل الأساسية، سعيًا وراء اكتساب السلطة الأنثوية، وهو سعي زائف، لأنّ الاكتساب الراهن، وإن تحقق مرحليًا، سيظل اكتسابًا منقوصًا غير مكتمل بشروطه الأساسية، ومتطلباته الثقافية، فضلًا عن كونه مجاراة للرجل الشرقي، أو لكسر سلطته اعتمادًا على إسهامات الغرب في بناء البطريركية الأنثوية كردٍّ معادل للبطريركية الذكورية.



#ثائر_الناشف (هاشتاغ)       Thaer_Alsalmou_Alnashef#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المتحولون دينيًا في كلا الاتجاهين.
- الأمراض الاجتماعية كأصل للتطرف والإرهاب
- أدبيات التطرف في الإسلام السياسي
- التطرف في الإسلام كطريق للإرهاب
- التكفير والتطرف في سياق التراث الإسلامي
- حواضن الإرهاب في سوريا
- الإرهاب الأسدي الطائفي وجه آخر للإرهاب الأصولي الرجعي
- نقد الأصول الأولية للإرهاب
- تقعر الهوية الوطنية السورية
- التحول العقلي في الإسلام
- حرب سنية شيعية أم حرب إقليمية ؟
- الإباحة الجنسية في العقائد الإسلامية
- عندما تسقط القضية الفلسطينية أخلاقياً
- الإرهاب الروسي الإيراني في سوريا
- أوقفوا إرهابكم في سوريا
- الحل السياسي في سوريا على طريقة الروليت الروسي
- هل فقدت روسيا أخلاقها السياسية ؟
- المحرقة السورية .. محرقة القرن
- أسطورة الحل السياسي في سوريا
- مصادر الإرهاب في سوريا


المزيد.....




- مقتل امرأة وإصابة آخرين جراء قصف إسرائيلي لمنزل في رفح جنوب ...
- “لولو بتدور على جزمتها”… تردد قناة وناسة الجديد 2024 عبر ناي ...
- “القط هياكل الفار!!”… تردد قناة توم وجيري الجديد 2024 لمشاهد ...
- السعودية.. امرأة تظهر بفيديو -ذي مضامين جنسية- والأمن العام ...
- شركة “نستلة” تتعمّد تسميم أطفال الدول الفقيرة
- عداد جرائم قتل النساء والفتيات من 13 إلى 19 نيسان/ أبريل
- “مشروع نور”.. النظام الإيراني يجدد حملات القمع الذكورية
- وناسه رجعت من تاني.. تردد قناة وناسه الجديد 2024 بجودة عالية ...
- الاحتلال يعتقل النسوية والأكاديمية الفلسطينية نادرة شلهوب كي ...
- ريموند دو لاروش امرأة حطمت الحواجز في عالم الطيران


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - ثائر الناشف - البطريركية الأنثويّة كردٍّ معادل للأبويّة!