أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حميد طولست - مابه رمضاننا هذه السنة صامت خامد !؟














المزيد.....

مابه رمضاننا هذه السنة صامت خامد !؟


حميد طولست

الحوار المتمدن-العدد: 6874 - 2021 / 4 / 20 - 08:08
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


مابه رمضان هذه السنة صامت خامد !؟
رمضان هذه السنة كما الذي قبله ، لا يشبهان أيَّ رمضان آخرَ مرّ على بلادنا خلال السنواتُ الطيباتُ الماضيات، والذي لا أظن أن هناك من ينكر أن طعمه في هذه السنة مميز ، وله نكهة مختلفة عن الرمضانات الفائتة التي كانت ومنذ آلاف السنين حيٌة تتكلم وتغنّي وتزغرد وتنثرُ الود والمحبةَ ، وكأن أيامها كانت مصبوغة بطعم الحياة والعيد الذي لا يعرف ساهروها النومَ إلا مع انسلال الخيط الأبيض من الخيطِ الأسود،
فمباله رمضاننا اليوم صامت خامد لا يختلفُ عن بقية شهور العام حزنا وهما وغما، وبأي تعويدة أو طلسم يمكن إستعادة روحانية طقوسه الجميلة بكل لياليها الزاخرة بالذكر والتعبد ، و أماسيها العامرة بالرغد والخير والفرح ، وسهراتها المفعمة بالحب والأمن والسلام ، مع الذات والآخرين، وعلى رأسهم الجار الذي كان الناس في حينا الشعبي "فاس الجديد " يعرفون معظم جيرانهم معرفة وثيقة ، ويتعايشون معهم في تفاصيل كثيرة وروابط اجتماعية متينة يسودها التعاون والتلاحم، والتكافل والتكاتف ، والتواد والتراحم، المنبثق من "الدرب والحومة" الفضاء الذي يترجم وحدة الجماعة ، والتي هي عند علماء الاجتماع "اللحمة" مبنية على الإيمان بأهمية الجار، والإحسان إليه في السرّاء والضرّاء ، وحب الخير له والعمل به وفي الشدّة والرخاء، السلوك الذي إنمحى ،مع الأسف الشديد، من على خريطة العلاقات الاجتماعي ، في زماننا الأغبر هذا الذي أصبح فيه الواحد منا لا يهتم بأن يوثق علاقته بجاره ، والتي قد يحدث أن تطفو تلك الآصرة على السطح فجأة عقب وفاة أحد الجيران ، أو معاناته مع مرض خطير ، أو عند انهيار منزل ، أو بعد نشوب حريق أو فيضان ، فتدفع البعض للمخاطرة بأرواحهم لإنقاذ جيرانهم ، في تضامن مثالي تنتهي مدة صلاحيته بمجرد أن يُسدل الستار على الحادث المأساوي، لتعود بعده الحياة إلى نزعتها الفردانية المهيمنة ، التي تؤدي إلى الانكماش على الأسرة ، خلافا لما عرفه الحي في الماضي الجميل من أواصر الألفة والمحبة، والتعاون بين عموم الجيران في السراء والضراء ، والذي يذكرني جيدا بإصرار والدي - رحمه الله واسكنه فسيح جناته – الذين كان لا يفطر حتى يرسل من طعامنا الرمضاني لأبعد الجيران المحتاجين قبل أقربهم ، ولازالت رخامة صوته تشنف سمعي وهو يسائلنا: "واش ديتوا لفطور لفلان وفلانة وفلان وعلانة ؟ إيوا زيدوا تفطروا الله يرضي عليكم".
اللهم أثقل موازين حسناته يوم القيامة ، مصداقا لقوله سبحانه وتعالى : "إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا " النساء/40 ، وقوله : "فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ "الزلزلة/7-8
وخير ما اختم به هو التضرع لجابر القلوب ومُجير المكروب أن يجبر قلوب الجيران ، ويربط بينها بالأُخوّة ، ويجِرها من الافتراق، ويرفع عها البلاء، ويدفع من حولها الوباء ، وينزل عليها وعلى جميع عباده رحمته ولطفه ، إنه مجيب الدعاء مصداقا لقوله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: "إِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ".
حميد طولست [email protected]
مدير جريدة"منتدى سايس" الورقية الجهوية الصادرة من فاس
رئيس نشر "منتدى سايس" الإليكترونية
رئيس نشر جريدة " الأحداث العربية" الوطنية.
عضو مؤسس لجمعية المدونين المغاربة.
عضو المكتب التنفيذي لرابطة الصحافة الإلكترونية.
عضو المكتب التنفيدي للمنتدى المغربي لحقوق الإنسان لجهة فاس مكناس
عضو المكتب التنفيدي لـ "لمرصد الدولي للإعلام وحقوق الأنسان



#حميد_طولست (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نوستاجيا رمضان.
- أمة تجيد العبادة ولا تجيد العمل.
- إذا اردت ان تُطاع فسل ما يستطاع.
- تعنيف المعلمين يفتح أبواب التساؤلات الصعبة والملحة!
- منشورات -طنجة- دليل على إفلاس الفكر الإرهابي.
- ماذا لو كان شهر رمضان إجازة فعلية مدفوعة الأجر؟
- رب ضارة نافعة !
- عبثية حربٍ ضروسٍ على رُفات امرأة !
- صمت المرأة على الشماتة أكثر وقعا من الشماتة وأشد إيلاما منها ...
- لا تحيق الشماتة إلا بأصحابها !
- رفض تقنين القنب الهندي لا صلة له بالدليل العلمي .
- في تكريم لاعب كبير في حياته وكبير في مماته.
- ريادة المغرب في عملية التلقيح.
- انتفاضة نيام الأمة ، عفوا، نوابها !
- الكمامة Le baillonوخطورتها على البيئة.
- الأمزيغي رائد في تقديره للمرأة .
- اعادة التدوير ، توفير وليس تقتيرا !
- إظهار المحبة أبقى للمودة والألفة.
- تعددية حزبية مفرطة بدون رهانات سياسية !
- مذمة الناقص شهادة بالكامل.


المزيد.....




- تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 شغله على نايل وعرب سات بكل ...
- حبس رئيس الأساقفة في أرمينيا بتهمة تنفيذ محاولة انقلاب
- الجيش الإسرائيلي كان يريد قتل خامنئي خلال الحرب لكن المرشد ا ...
- قائد الثورة: الكيان الصهيوني انهار وسحق تقريباً تحت ضربات ال ...
- السيد الحوثي: نبارك لأمتنا الإسلامية بانتصار إيران العظيم عل ...
- الجهاد الاسلامي تنعى القائد الإيراني محمد سعيد إيزادي
- ثبت الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي على نايل سات وعرب سات وتا ...
- شاهد.. المرشد الأعلى في إيران يعلن النصر على إسرائيل
- إسرائيل ترفض فتح المسجد الإبراهيمي كاملا للمسلمين برأس السنة ...
- فنزويلا: المعارضة خططت لهجوم على معبد يهودي في كراكاس لاتهام ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حميد طولست - مابه رمضاننا هذه السنة صامت خامد !؟