أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مظهر محمد صالح - قسمة ضيزى:














المزيد.....

قسمة ضيزى:


مظهر محمد صالح

الحوار المتمدن-العدد: 6874 - 2021 / 4 / 20 - 01:35
المحور: الادب والفن
    


قسمة ضيزى:
قصة قصيرة
مظهر محمد صالح
تذكرت بحدث مدهش نالني في واحدة من مساءات الحصار التسعيني ،ففي يوم غربت فيه الشمس وضاق الامل وازددت النفس حزنا واكتئابا قررت ان اغادر تعاريج نفسي وانقلاباتها لاتلمس دروب حريتي في واحدة من ابواب الرجاء بالذهاب الى دار العبادة الجماعية والتقرب الى الله لاداء صلاتي انذاك وفي المسجد المجاور لمنزلي .كان لدي حذاء احمر يكاد الشي الوحيد الذي احتفظت به منذ قدومي من بريطانيا في نهاية ثمانينيات القرن الماضي وهو بحالة جيدة ويسر الناظرين . دخلت المسجد الذي عج بالخشوع في تلك الفترة من صلاة على الرغم من قلة اكتظاظ المؤمنين فيه ، اديت عبادتي بانقطاع تام الى ربي مبتعدا عن آلام العيش وانقطاع اسباب الرزق واوجاع الحياة وتناسيت تماماً عما اصابني من ياس الدنيا حتى انتهيت من صلاتي وانا سعيد بقربي الى الله ....غادر الجميع حينها المسجد بهدوء بعد خشوع عالي انتابنا نحن المؤمنين جميعا لكثرة الدعاء بالفرج والرخاء وانا من بينهم ....وفي متعة لحظاتي الايمانية وطقوس النفس التي خلت من كدماتها وهدات من اوجاعها... فاجئني الامر ان ثمة مؤمن قد استبدل حذائي الثمين بنعل ممزق مضت عليه طعنات ثمان سنوات من سني الحصار ...تالمت للوهلة الاولى من عبودية الحياة في مساجد الاحرار ...وبقيت مذعورا من هول السرقة ..... وفي خضم عبوديتي وانا افتش عن حذائي في زوايا المسجد واركانه عسى ان استرجعه واعيد انفاسي لكن الوقت مضى ولم اجد ضالتي ..اصطف الى جانبي امام المسجد وهو يتاسى على سلوكيات اولئك الناس من رواد المكان المقدس من السراق ... وبعد حزن مشترك انتهى بنصيحة اسداها لي تكاد في حينها ان اجد لها موضعا على واحدة من اركان مدرسة القانون في جامعة هارفرد والتي كان مفادها: عليك ايها الرجل الصالح ان تخفي احدى فردتي حذاءك في مكان مخالف من زوايا مسجدنا لكي تحرم ذلك السارق المؤمن من ان يمد يده ...بطريقة سهلةالمنال!!! وهذا ما كان يجب ان تفعله ايها الصالح ، ولاسيما عند قدومك لمسجد الاحرار للمرة الاولى ...ثم واصل امام المسجد وهو يسدي لي النصح بالقول :انها جملة واحدة مفيدة اقولها لكل المومنين هي التمسك بأحذيتهم بحكمة وذكاء لقطع اسباب السرقة ونحن في سنوات الرمادة والعيش في المجهول ... !!ثم تبسم الامام قائلاً مخففاً عن احزاني : يبقى لص مسجدنا المؤمن منصفاً حتى آخر الشوط ...فانه لم يحرمك ايها الرجل من التنعم بنعليه الممزقين ووفر اليك راحة التنعل لبلوغ دارك بهدوء فارجو ان تقبل هذه القسمة ...ولكنها تبقى قسمة ضيزى .... .فضحكنا معا من سخرية ازماننا التي اصطفت بين نعلي امة تحفت من اجل بلوغ اللاشيء.
,,,,,



#مظهر_محمد_صالح (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاشكالية والنقد في الفكر العراقي المعاصر
- الاهداف الذكية :بين النجاح والفشل.
- الذات: بين مرايا الفلسفة و الضمير...!
- الى السيد علي عباس الخفيف /المشرف الاداري على موقع ملتقى الم ...
- المفارقة في حاضنة الفكر العراقي
- لينين:همس عراقي في ذكرى وفاته
- مستجدات المالية العامة في العراق: من التقشف (الثنائي )الى ال ...
- حوار السلطة الموازية في الفكر العربي :بين مرتسم (الدولة ) وق ...
- بذور العراق تبحث عن منبت : مأزق الأبداع !
- ثروة الامم :
- العائلة المقدسة
- العجز المالي وتنقيد الدين:الموازنة العامة الاتحادية ٢& ...
- العراق بوابة الفكر ومفتاح المعرفة.
- الاجوبة في حوارات الفكر
- جامعة هارفرد و ميدان الحرب مع الحيوان
- الجبنة في مزرعة الحيوان
- سراب الحياة ووهج ظلالها
- تأملات في المالية العامة الموازية
- الاقتراض الحكومي العراقي : بين الضرورات والمخاطر
- زها حديد : نساء من بلاد الرافدين


المزيد.....




- في قرار مفاجئ.. وزارة الزراعة الأمريكية تفصل 70 باحثًا أجنبي ...
- -بعد 28 عاما-.. عودة سينمائية مختلفة إلى عالم الزومبي
- لنظام الخمس سنوات والثلاث سنوات .. أعرف الآن تنسيق الدبلومات ...
- قصص -جبل الجليد- تناقش الهوية والاغتراب في مواجهة الخسارات
- اكتشاف أقدم مستوطنة بشرية على بحيرة أوروبية في ألبانيا
- الصيف في السينما.. عندما يصبح الحر بطلا خفيا في الأحداث
- الاكشن بوضوح .. فيلم روكي الغلابة بقصة جديدة لدنيا سمير غانم ...
- رحلة عبر التشظي والخراب.. هزاع البراري يروي مأساة الشرق الأو ...
- قبل أيام من انطلاقه.. حريق هائل يدمر المسرح الرئيسي لمهرجان ...
- معرض -حنين مطبوع- في الدوحة: 99 فنانا يستشعرون الذاكرة والهو ...


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مظهر محمد صالح - قسمة ضيزى: