أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زيد شحاثة - لعبة زراعة.. اليأس














المزيد.....

لعبة زراعة.. اليأس


زيد شحاثة

الحوار المتمدن-العدد: 6865 - 2021 / 4 / 10 - 21:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يميل العراقيون بطبعهم للحزن والشجن, في كل تفاصيل حياتهم, وربما هذا عائد للتجارب السيئة والكثيرة التي مروا بها على مر تاريخهم.. فكان تأثير ذلك واضحا حتى على أناشيدهم وأدبهم, التي لا تتحدث, إلا عن هجر الحبيبة أو موتها, أو الغربة والبعد أو الموت وقسوته..
هذا الميل صار سمة ملازمة للشخصية العراقية, مما جعلها تتفاعل مع الأحداث والأخبار السيئة والمحزنة, بشكل أكبر مما تفعله مع الأخبار السارة والباعثة للأمل.. وهذا أمر يجب التوقف عنده, ودراسة تأثيره وما يمكن فعله لتغييره أو تعديله في الأقل.
رغم هذه الحالة السائدة, لكن كانت هناك لحظات فرح مميزة سادت عامة المجتمع بأغلب فئاته وتفاصيله, كما حصل مثلا عندما فاز المنتخب الوطني ببطولة إقليمية مهمة, رغم أن تلك البطولة تزامنت مع ظروف عصيبة كان يمر بها البلد.. مما يعني أن الفرح موجود لكنه دفين, ويحتاج لمن يستخرجه وينشره ويجعله سمة موازية للحزن الطاغي علينا..
أي متابع ولو كان غير مختصا, سيلاحظ أن معظم القنوات الفضائية أو مواقع التواصل, وخصوصا المؤثرة منها, تركز فقط على أخبار الحوادث السيئة أو المحبطة, التي تجعلنا نفقد الأمل لدرجة لا يعود هناك معنى وقيمة أو هدف لحياتنا.. ورغم أن تلك القنوات لها أجندات معروفة ومكشوفة, حتى لمن هو غير معني بمجال الإعلام وصناعة الرأي العام, لكن ما يزيد الأمر سوءا أن لا أحد يفعل شيئا قبالة تلك القنوات, لتحجيم تأثيرها السيئ في المجتمع..
الإنسان أو المجتمع يتجاوز مشاكله ويتقدم ويتطور, إن كان لديه هدف وأمل بغد أفضل, يمكنه أن يحقق فيه أهدافه وأماله, أو في الأقل يفكر بتحقيق ذلك لأولاده, في زمن معقول وقريب, لكنه لن يفكر في أكثر من معيشة يومه بأي طريقة كانت, إن لم يكن لديه هدف أو فقد الأمل..
رغم أن ساستنا وقادتنا في معظمهم إرتكبوا من الأخطاء والإفساد, ما يمكن أن يحطم كثيرا من أمالنا, لكن من الواضح أن هناك أجندة خفية واضحة التأثير, تريد أن تزرع اليأس في نفوسنا, لتجعلنا لا نفكر في الغد.. ولا نتأمل أو ننتظر منه شيئا جيدا أو جميلا, فلا نفكر في تطوير أنفسنا, أو نحلم ببناء بلدنا, وصرنا نعيش وكأننا ننتظر الموت لا أكثر..
ما زاد الأمر سوءا هو إستسلامنا لتلك الأجندات, وكأننا لسنا أتباع ذلك الدين العظيم الذي, يزرع الأمل والثقة بالخالق في كل عباداته ومعاملاته.. وتقبلنا تأثير تلك السياسات التي تحاول بكل الطرق تثبيطنا وتحطيمنا, من خلال تقديم نماذج سيئة فاسدة وفاشلة, وتسويقها بل ومحاولة إقناعنا أنها هي من تمثلنا, وأن بديلها هو مثلها وأسوء, وان المجتمع لن ينصلح حاله مهما كانت المحاولات.
الإصلاح ممكن ولو بشكل فردي كبداية, والفرح إستحقاق وليس منة من أحد, وهزيمة أجندات اليأس ممكنة, إن صدقنا أن النصر هو هدف عظيم ولا يقل قيمة عن الشهادة, وان عيش الحياة نعمة وهبة من الخالق, وهو جهاد كما هو تجنب المعاصي والنواهي.. وهزيمة أجندة اليأس ممكنة, والتفاؤل بغد أفضل ضرورة حتى لو إختلقناها, فلا قيمة لحياة يكون الموت هو أحسن أمنياتها.



#زيد_شحاثة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متى يحترف ساستنا الهواة!
- ماذا بعد إغتيال محسن زادة؟
- الكرد وقانون الإقتراض..طعنة ام صفعة!
- ترامب.. وجه أمريكا القبيح
- العراق..هل نحن مقبلون على الفوضى الكبيرة؟!
- العراق مابعد الفوضى الحالية
- الفوضويون ودولتهم المزيفة
- بيئة ورجل.. وأفكار صالحة
- الطرف الثالث..المحتار
- حكايات عن العراق..والعراقيين
- هو فين السؤال؟
- ماذا سيكتب التاريخ عنا؟!
- أضحك لكي..لا تبكي
- خطوطنا الحمراء.. والخضراء أيضا
- كيف تنال منصبا ..بسرعة!
- الأن وقد تشكلت المعارضة..ماذا بعد؟!
- صفقة القرن.. واللعبة الكبرى
- العرب في عين العاصفة..مرة أخرى
- برهم صالح.. وعباءة الطالباني
- المعارضة.. هل نضجنا بما يكفي؟


المزيد.....




- إزالة واتساب وثريدز من متجر التطبيقات في الصين.. وأبل توضح ل ...
- -التصعيد الإسرائيلي الإيراني يُظهر أن البلدين لا يقرآن بعضهم ...
- أسطول الحرية يستعد لاختراق الحصار الإسرائيلي على غزة
- ما مصير الحج السنوي لكنيس الغريبة في تونس في ظل حرب غزة؟
- -حزب الله- يكشف تفاصيل جديدة حول العملية المزدوجة في عرب الع ...
- زاخاروفا: عسكرة الاتحاد الأوروبي ستضعف موقعه في عالم متعدد ا ...
- تفكيك شبكة إجرامية ومصادرة كميات من المخدرات غرب الجزائر
- ماكرون يؤكد سعيه -لتجنب التصعيد بين لبنان واسرائيل-
- زيلينسكي يلوم أعضاء حلف -الناتو- ويوجز تذمره بخمس نقاط
- -بلومبيرغ-: برلين تقدم شكوى بعد تسريب تقرير الخلاف بين رئيس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زيد شحاثة - لعبة زراعة.. اليأس