أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زيد شحاثة - بيئة ورجل.. وأفكار صالحة














المزيد.....

بيئة ورجل.. وأفكار صالحة


زيد شحاثة

الحوار المتمدن-العدد: 6499 - 2020 / 2 / 25 - 10:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لتتحدث عن أي شخصية عامة, أو قائد له دور ورمزية في تاريخ أمة, يجب أن يكون لدينا إلمام بكل الظروف المحيطة بها, ناهيك عن البيئة التي تربى ونشا فيها.. فهذه التفاصيل, هي من تحدد طبيعة الشخصية وكيفية تشكلها, من حيث الأفكار والأدوار المناطة بها.
لتتحدث عن أي قائد كمحمد باقر الحكيم, يجب أن تفهم وتطلع, على دور الحوزة العلمية وتوجهاتها ودورها وتأثيرها في المجتمع الإسلامي عموما, وما يخص الفكر الشيعي خصوصا.. فهو ينتمي لأحد أهم أسرها العلمية, ممن تكاد تتميز بكثرة العلماء من أبنائها.. ناهيك عن العصور والظروف التي عاصرتها الأسرة, خصوصا خلال وجود مرجعية والده, زعيم الطائفة الشيعية في عصره, السيد محسن الحكيم قدس.
وجود باب الإجتهاد وحرية الفكر الواسعة, ضمن إطار النص وتفسيره التي تتميز بها مدرسة أتباع أهل البيت من الشيعة, أعطى أهمية كبرى وضرورة ملحة لدراسة وفهم دور الحوزة العلمية في النجف الأشرف, لما لها من خصوصية ومنهجية تختلف عن بقية الحوزات العلمية في مختلف بقاع العالم الإسلامي, يضاف له تنوع في فهم الأفكار والرؤى.. فهذه المدينة التي كانت عصية جدا, على مختلف أنظمة الحكم الظالمة المستبدة, دفعت ثمنا كبيرا, من التقتيل والتشريد لأبنائها, والضغط والإرهاب والتنكيل والتضييق على مجتمعها الفكري والثقافي..
ما لا يعرفه الكثيرون, أن النجف الأشرف, كانت مدينة شعر وأدب, بقدر ماهي مدينة حوزة وعلوم دينية.. فهي من خرجت الجواهري واليعقوبي والصافي النجفي وجمال الدين, وغيرهم العشرات.. ممن كان لهم السبق والقدح المعلى, في ريادة وقيادة مختلف الفنون والأداب عراقيا وعربيا.. وهي أيضا مدينة نشاط وصراع فكر سياسي محموم, بين مختلف الأفكار من أقصى اليمين لأقصى اليسار, حتى يمكن القول, أن من أبنائها ممن يعدون المنظرين المؤسسين, لأغلب التوجهات السياسية التي ظهرت لاحقا..
هذا أنتج خليطا وتمازجا وتلاقحا وتنافسا " مع وبين" الفكر الديني الفقهي والأدبي والسياسي, لا تجد له نظيرا في أي مدرسة فكرية أو دينية أو أدبية أو سياسية في العالم.. فلا عجب إن وجدت رجل أدب ضليعا في الفكر السياسي ويمتلك خلفية دينية وفقهية تدهشنا, أو تجد مرجعا دينيا يناقشك في أدق أفكار اليسار أو الإشتراكية أو الرأسمالية, بشكل يكاد يجعلك تشك انه ربما يفهم الفكرة أكثر من أتباعها انفسهم.. أو تجد شاعرا يتولى منصبا سياسيا مهما ويتميز فيه!
ضمن كل هذه التفاصيل السابقة, لنا أن نفهم البيئة التي ولد وتربى فيها السيد محمد باقر الحكيم, وأهمية الدور الذي كان يلعبه وحساسيته, بإعتباره نجلا لأحد أهم مراجع الشيعة في العالم, وخطورة المرحلة التي عاصرتها تلك المرجعية, والتنوع الفكري والإنفتاح الذي قدمه الرجل لنفسه, مما جعله ربما غريبا ومتقدما عن عصره, مقارنة بالإطار الإسلامي الذي كان يسود معظم القوى المعارضة للنظام, والأفكار التي تقدم لتكون منهاجا للأمة العراقية والعربية..
إنفتاح الشهيد الحكيم على مختلف الحركات الفكرية المعارضة للنظام, رغم بعدها الفكري عن توجهاته وقدرته على جمعها ضمن إطار عمل واحد, موضوع يجب أن نتوقف عنده قليلا, فهو يتطلب قدرة ومصداقية وثقة فوق مستوى العادة.. يضاف لها صدقيته في تقديمه رؤية لدولة مدنية يؤطرها إلتزام بثواب الإسلام بشكل منفتح ورصين, مع ملاحظة أن الرجل نجل مرجع, وهو يرتدي الزي الحوزوي وكان يعمل منطلقا من إيران التي تؤمن وتطبق نظرية ولاية الفقيه, دون أن يتصادم معها.. سنفهم حجم الإستقلالية الفكرية ووضوح الرؤيا عنده, وفهمه العميق للإختلاف بين المجتمعات والشعوب, و تقديره العالي لدور الدين دون إفراط أو تفريط..
قد يبدو من العبث الإسهاب في فهم رجل قد رحل وخسرناه, قبل أن ينجح في تطبيق أفكاره ويحولها لواقع.. لكن هذا فهم قاصرو فالأفكار لا تموت بموت أصحابها, والأعمال والأفكار الصالحة.. تعيش أبد الدهر.



#زيد_شحاثة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطرف الثالث..المحتار
- حكايات عن العراق..والعراقيين
- هو فين السؤال؟
- ماذا سيكتب التاريخ عنا؟!
- أضحك لكي..لا تبكي
- خطوطنا الحمراء.. والخضراء أيضا
- كيف تنال منصبا ..بسرعة!
- الأن وقد تشكلت المعارضة..ماذا بعد؟!
- صفقة القرن.. واللعبة الكبرى
- العرب في عين العاصفة..مرة أخرى
- برهم صالح.. وعباءة الطالباني
- المعارضة.. هل نضجنا بما يكفي؟
- حصتنا من.. القرف
- أسئلة .. لا نستطيع إجابتها!
- أكتب ياحسين..أكتب
- حكاية حنوتي..ومناهج التربية
- لعبة.. يجب أن نجيدها
- إيران والعرب وإسرائيل..ما بعد وارسو
- إسرائي.. اللعبة أم اللاعب؟
- عذر أقبح من فعل..


المزيد.....




- كاميرا مراقبة ترصد لحظة اختناق طفل.. شاهد رد فعل موظفة مطعم ...
- أردوغان وهنية يلتقيان في تركيا السبت.. والأول يُعلق: ما سنتح ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا القصف الإسرائيلي
- الدفاع الروسية تكشف خسائر أوكرانيا خلال آخر أسبوع للعملية ال ...
- بعد أن قالت إن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة.. أستاذة جا ...
- واشنطن تؤكد: لا دولة فلسطينية إلا بمفاوضات مباشرة مع إسرائيل ...
- بينس: لن أؤيد ترامب وبالتأكيد لن أصوت لبايدن (فيديو)
- أهالي رفح والنازحون إليها: نناشد العالم حماية المدنيين في أك ...
- جامعة كولومبيا تفصل ابنة النائبة الأمريكية إلهان عمر
- مجموعة السبع تستنكر -العدد غير المقبول من المدنيين- الذين قت ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زيد شحاثة - بيئة ورجل.. وأفكار صالحة