أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زيد شحاثة - الطرف الثالث..المحتار














المزيد.....

الطرف الثالث..المحتار


زيد شحاثة

الحوار المتمدن-العدد: 6445 - 2019 / 12 / 23 - 11:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الطرف الثالث.. المحتار
هل جرب أحدنا يوما أن يوضع بين خيارين, لا يخلوان من سوء؟ فكيف إن كان الأمر يخص مصيره ومستقبله؟! فما بالك إن كان الخياران متداخلين وفيهما من الأمور المثيرة للشك والريبة ما يجعلك لا تدري أيهما أحسن من صاحبه, بل أيهما أسوء من صاحبه؟!
أنتج الحراك الشعبي الجاري في العراق, كثيرا من الأحداث والمستجدات التي تجعل أي منا يتفاجأ, ويعيد النظر بكل ما كان يتوقع لسيناريوهات محتملة لتطور الأمور وعلى كافة المستويات.. سياسية كانت أو إجتماعية أو ما يرتبط بهما.
بعض تلك النتائج سيكون لها أثر على المدى الطويل, لكن بعظها الأخر كان لها نتيجة مباشرة أنية.. ومنها ما يمكن أن يرتب خطرا على المجتمع وتماسكه مستقبلا, إن لم يتم التعامل معه بشكل صحيح أو يلتفت له أصلا.
من أخطر ما نتج حصول إنقسام مجتمعي وإستقطاب واضح وحاد, حول قضايا وأحداث رافقت الإحتجاجات, كان يفترض أن لا يكون حولها أي نقاش, ويفترض أن تكون محل إجماع.. لكن الواقع أظهر غير ذلك وبشكل غريب ومقلق جدا, لمن يفهم طبيعة المجتمع العراقي, ومدى وكيفية تفاعله مع أي حدث..
من الأمور التي حصلت حولها إنقسامات حادة بين مؤيد للحدث ومعارض له, ما حصل من خطف وقتل لبعض الناشطين, وحرق لمراقد ومساجد, وعنف مفرط من بعض قوات الأمن, وحرق محال ومقار تجارية, وأخرها الجريمة البشعة التي حصلت في منطقة الوثبة.. فهذه قضايا يفترض أن لا يكون هناك نقاش حول رفضها وبشاعتها, لكن كيف وهناك من يرفض أصل الإحتجاج السلمي, أو يكره حفظ النظام وإستقرار الأمن.. وإن لم يعلن ذلك؟!
رغم كم الإعلام الموجه والأجندات الخارجية التي دخلت على خط الإحتجاجات, وهي أمور لا ينكرها إلا أحمق معاند.. لكن أصل فكرة الإحتجاجات, حظيت بتأييد شعبي منقطع النظير, وتوحد خلفها معظم الناس, لما عانيناه من فشل في إدارة المؤسسات من مختلف الحكومات التي تولت السلطة.. لكن هذا لا يعني إن الإحتجاجات كانت ملائكية.. ببعض ما رافقها من أفعال ضارة ومرفوضة وأحداث بشعة..
من جانب أخر فإن موقف الدولة ومؤسساتها في التعامل مع الحدث, كان فاشلا ومرتبكا بكل معنى الكلمة, فلا هي نجحت في ضبط الأمن بشكل صحيح ضمن سياقات القانون وحفظ الشأن العام وإتاحة حرية التعبير, ولا هي حافظت على التظاهرات بسلميتها ومنعت من يحاول تخريبها, فتاهت الأمور بين تسيب فوضوي واضح, وقسوة وعنف مفرط وصل حد القتل المتعمد للمحتجين والمواطنين الأبرياء!
هكذا موقف مختلط وضبابي, جعل السواد الأعظم من الناس, لا تستطيع أخذ موقف واضح من الجانبين, خوفا وخشية من إختلاط الفهم, وشدة الإنفعال العاطفي الهستيري.. فمن ينتقد ما يحصل من أخطاء وتصرفات مرفوضة في التظاهرات, سيوصف بانه عميل وربما " ذيل" وويل له إن حدث هذا في ساحات التظاهر.. وإن طالب الدولة بفرض النظام والقيام بمسؤولياتها والسماح بالإحتجاجات وحمايتها, وصف بأنه عميل وربما " جوكر" وربما سيكون أسمه ضمن قوائم المراقبة, وهاجمه من يدعمون الطرف الأول, حتى لو كانت مطالبه حمايتهم!
رغم وضوح موقف المرجعية, بضرورة المحافظة على سلمية الإحتجاجات, وكذلك مطالبها الحكومة بالمحافظة على الأمن العام وحماية المحتجين, لكن كلا الطرفين كان يكتفي بان يأخذ ما يوافق مواقفه في خطب المرجعية, وينسى ما يخصه منها.. أو هذا ما سوقه الإعلام الذي يدعي تمثيلهما..
هل يمكن وصف المواطنين الذي يؤيدون التظاهرات السلمية فقط, ويطالبون الحكومة بان تحفظ الأمن العام وتحفظ حق حرية التعبير والإحتجاج, وتعيد طلابنا الى مدراسهم وتتيح الإحتجاج ضدها.. بانهم الطرف الثالث؟
أم أن هذا سيدخلهم في خانة المتآمرين على المحتجين وعلى الحكومة معا؟! هل من حل لتلك الحيرة؟!



#زيد_شحاثة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكايات عن العراق..والعراقيين
- هو فين السؤال؟
- ماذا سيكتب التاريخ عنا؟!
- أضحك لكي..لا تبكي
- خطوطنا الحمراء.. والخضراء أيضا
- كيف تنال منصبا ..بسرعة!
- الأن وقد تشكلت المعارضة..ماذا بعد؟!
- صفقة القرن.. واللعبة الكبرى
- العرب في عين العاصفة..مرة أخرى
- برهم صالح.. وعباءة الطالباني
- المعارضة.. هل نضجنا بما يكفي؟
- حصتنا من.. القرف
- أسئلة .. لا نستطيع إجابتها!
- أكتب ياحسين..أكتب
- حكاية حنوتي..ومناهج التربية
- لعبة.. يجب أن نجيدها
- إيران والعرب وإسرائيل..ما بعد وارسو
- إسرائي.. اللعبة أم اللاعب؟
- عذر أقبح من فعل..
- سوريا..من المنتصر؟!


المزيد.....




- جملة قالها أبو عبيدة متحدث القسام تشعل تفاعلا والجيش الإسرائ ...
- الإمارات.. صور فضائية من فيضانات دبي وأبوظبي قبل وبعد
- وحدة SLIM القمرية تخرج من وضعية السكون
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /25.04.2024/ ...
- غالانت: إسرائيل تنفذ -عملية هجومية- على جنوب لبنان
- رئيس وزراء إسبانيا يدرس -الاستقالة- بعد التحقيق مع زوجته
- أكسيوس: قطر سلمت تسجيل الأسير غولدبيرغ لواشنطن قبل بثه
- شهيد برصاص الاحتلال في رام الله واقتحامات بنابلس وقلقيلية
- ما هو -الدوكسنغ-؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بلومبرغ: قطر تستضيف اجتماعا لبحث وجهة النظر الأوكرانية لإنها ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زيد شحاثة - الطرف الثالث..المحتار