حضارات بلا قيمه

اكرام نجم

الحوار المتمدن-العدد: 6861 - 2021 / 4 / 6 - 20:23
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    

شهدنا قبل ايام استعراضا لنقل مومياءات وقطع من الاثار المصريه من اجل انشاء متحفا كبيرا لتلك الحضاره،وقد انبهر العرب وقبلهم المصريين من العرض الراءع الذي قدم وحجم الفخر والاعتزاز بالحضارة الفرعونيه التي تعد وحضارة وادي الرافدين في العراق من اقدم الحضارات في تاريخ البشريه .
هذا جميل ،ومن حق مصر وغيرها من الدول التي تمتلك حضاره عريقه ان تفخر بها ، ولكن السوال هنا مالذي قدمته تلك الحضارات لدولها ؟
فمصر مثالا لديها الاعتزاز الكبير والفخر بحضارتها وهذا ليس عيبا او خطا ولكن ترى ماهي الفايده التي عادت بها تلك الحضاره على مصر خلال القرنين الاخير على سبيل المثال؟ فمصر غارقه في الديون التي تحصل عليها من صندوق النقد الدولي وامريكا والمساعدات المالية من دول الخليج ،وبعض العائدات التي يدخلها المصريون الذين يقيمون في الخارج ،وتعاني من اكبر نسبة بطاله بين دول العالم الثالث،والتلوث البيئي ومثلها نسبة فقر ،ولو افترضنا ان مخلفات تلك الحضاره يمكن استغلالها في جلب السياح من جميع انحاء العالم وتدر بذلك واردات تدعم الاقتصاد المصري فسيكون هذا الامر عظيما ولكن هل سيدخل السياح موارد ضخمة كالتي يدخلها على سبيل المثال متحف اللوفر في باريس الذي تكاد تصل وارداته السنويه الى مليار ايرو .
وكذلك الحال بالنسبة لحضارة وادي الرافدين في العراق التي تشهد اهمالا كبيرا لابل دمر الكثير منها على يد داعش ،بالاضافه الى الحضاره الهندية التي لاتقدم اي مورد او انجاز يذكر في وقتنا الحاضر للهند التي يعيش ربع سكانها تحت خط الفقر.
من هنا فلا يكفي اننا نمتلك حضاره عريقه نتفاخر ونتباهى بها ،فهي بلافائده طالما لم تضيف لدولنا ومجتمعاتنا انجازات عظيمه اقتصادية وعلمية وفكريه ،كما كانت في الماضي حيث قدمت افضل الانجازات للعالم القديم,فلنكف عن الانبهار والتغني بالاطلال التي ليست لها قيمه تذكر ،ولنكن كشعوب الدول المتقدمة نفخر ونتباهى بما نقدمه لشعوبنا وللعالم .

#اكرام_نجم (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل