أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد ثامر جهاد - مواطن .. بعد فوات الأوان














المزيد.....

مواطن .. بعد فوات الأوان


احمد ثامر جهاد

الحوار المتمدن-العدد: 1628 - 2006 / 7 / 31 - 06:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



إن المهام الجسام الملقاة على عاتق وسائل الإعلام العراقية بمختلف أشكالها لا تقل أهمية عن تلك المسؤولية الكبيرة المنوطة بالدوائر الحكومية وباقي المؤسسات الرسمية ، فاختلال الأمن وحمى الفساد الإداري المستشري في معظم دوائرنا الحكومية لن تنتهي بسهولة ما لم تحاصر بقوة رادعة وجدية على اكثر من صعيد ، بدء من نصوص القانون مرورا باشاعة قيم اعتقادية جديدة وليس انتهاء بماكنة الإعلام الذي يتوجب عليه – وهو الرقيب المبصر - أن يعري ويدين كل تلك المظاهر التي تستهين بحقوق الناس المشروعة في حياة كريمة وهي تمارس علنا كل اشكال التسويف واللعب بمصالحهم .
قد يبدو واضحا اليوم إن صحافة وطنية حرة تمارس دورها الإعلامي بمسؤولية مهنية وأخلاقية عالية لن يكون بوسعها أن تمنع وجود ظواهر أخرى بين ثناياها ، تسيء إليها بشكل أو بآخر عبر سلوكيات انتهازية رخيصة ينساق إليها البعض منتفعا أو مجاملا أو متزلفا لهذا المسؤول أو تلك الدائرة ، متغافلا في خضم اندفاعه هذا عن قدسية عمله ونبل رسالته . فيما تفرض الظروف الملتبسة لغياب القانون والمؤسسات المدنية على البعض الآخر تجنب الخوض في الإشكاليات الحقيقية التي يعاني منها مواطننا ومدننا على اكثر من صعيد .
لذا يلزمنا الإدراك أن عمل الصحافة ليس هواية طارئة وانما احترافا مهنيا وأخلاقيا صرف ، يفرض على ممثليه اتباع تكتيك خاص يشير ويفسر ويكشف ويستطلع ويحقق في كل ما يتشكل واقعا ملموسا بالنسبة لعموم المواطنين . وربما عليه في الوقت نفسه أن يستغل بذكاء ومسؤولية رغبة الناس في فهم الواقع وتغييره ، وان اقتضى ذلك أحيانا كشف المستور وزحزحة المهيمن ومساندة المهمش وإن غابت بشائر الحلول الناجعة لحين .
ليس بعيدا عن ذلك بدا لنا أن ما يثيره الاعلام العراقي عبر نوافذ صحافتنا المحلية ، رغم سياسة التحفظ في تقييد اليد هناك او هناك ، عن مفارقات عمل مؤسسات الدولة وفسادها أو عن الامن والبرلمان وهموم الثقافة وخليط تلك الفوضى والوجع اليومي وما الى ذلك من كوارث وطنية نراها تحصنت بسوء مكين ضد آراء الآخرين ، سيرسم هنا المدى المؤسي للحساسية والتعصب والسلطوية الفاعلة في تشكيل واقعنا الراهن وصياغة صورته وقيمه ، واقع هو ابعد ما يكون عن الشفافية والسلوكيات الديمقراطية المتحضرة . فعلى الدوام وفي غير مكان ، ثمة همس في السر يحيك المؤامرات ويشكك في النوايا ، وان أرغمت أحيانا مشروعية مطالب الناس المعلنة بعض المسؤولين إلى التراجع عن مواقفهم وآرائهم الأشد عرضة للنقد والإدانة إعلاميا .
ربما كانت المفارقة التي دفعتني لهذا القول الآن هي ما نشاهده من على بعض شاشاتنا المحلية هذه الأيام – ومازلنا بالطبع في إطار محاورة هموم الناس والإعلام والديمقراطية – في مبادرة ما بعد فوات الأوان ، إلى استطلاع آراء الناس في الشارع حول مستوى أداء الحكومة ومجالسها وتوافقها المنشود وصراعاتها الساخنة ، وعن توقعات المواطن المؤبد في انتظار هبات محطات تعبئة الوقود ، لمن سيخلي موقعه للآخرين ، عقب الذي جرى ويجري .
حينها سيحمل الاعلامي النشط مادته الواقعية الى قلب المسؤول الحكومي المفجوع كحالنا ، مبرئا ذمته من كل ما لحق بحياتنا من سوءات وما لم يلحق بها حتى الان ، ورغم أن إجابات المواطنين كانت اقل دلالة على مرارة هذا الواقع من صفناتهم الحزينة امام العدسات ، لكنها صائبة ايضا في تحديد القصور الفاضح في الأداء الحكومي على مختلف المستويات ( وماذا عساهم يقولون غير ذلك ) ، كان الوقت قد هدر حينها ، لا سيما وان الجميع تمنى صادقا لو ان المواطن قد سؤل ( قبيل خراب البصرة ) عن همومه هذه ، وقبيل أن يتحول حديثه المجروح إلى مادة إعلامية لسد الفراغ التلفزيوني فحسب .



#احمد_ثامر_جهاد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في التنوع والاستبداد صورة عن الجدل الثقافي والسياسي
- مديات عراقية في ربيع المدى الثقافي
- بيان استنكار من اتحاد الصحفيين العراقيين في ذي قار
- في حقائبه السينمائية المسافرة .. رسائل للوطن والأصدقاء
- مواقف مساندة لصحفيي ذي قار عشية الاعتداء على زملائهم من قبل ...
- كلمة المثقفين التي ألقيت في حفل افتتاح متحف الناصرية بعد إعا ...
- اغتراب مطر السياب
- مثقفو مدينة الناصرية يتطلعون إلى دولتهم الليبرالية
- لصوص أكاديميون،العابث بمياه الآخرين لن يسرق المريض الإنكليزي ...
- عن السينما والدستور وحلمي الأثير
- المسافرون إلى السماء عنوة
- سيناريو الرعب ولغو الانتصارات الكاذبة
- سؤال سجين من زنزانة القاص محسن الخفاجي
- أودع عقيلا وانتظر موتي القادم
- نص مخمور
- سينمائيون بلا حدود
- قيثارة الكابتن كوريللي عزف سينمائي على أوتار الحرب
- بأبتسامة أمل ..سنرسم حاضرا لطفولتنا المؤجلة أبدا
- سؤل المواطن .. ولكن بعد خراب البصرة ؟
- بلاغة التحديث في الخطاب السينمائي


المزيد.....




- محللون: ترامب يستثمر ضربة إيران لإنقاذ نتنياهو من مستنقع غزة ...
- فوز -زهران ممداني- في نيويورك وتدشين -سياسة غزة-
- صراعات داخلية وانقسامات تهدد أكبر أحزاب المعارضة التركية
- ملاحظات حول نتائج الدورة الأولى للبكالوريا
- واشنطن بوست: الاستخبارات اخترقت اتصالات بين مسؤولين إيرانيين ...
- مخاوف دولية حول مصير السجناء الأجانب.. إيران تعترف بمقتل 71 ...
- القضاء التركي على موعد مع قرار حاسم: هل يطيح بزعيم المعارضة؟ ...
- نتنياهو: -النصر- على إيران يوفر -فرصا- للإفراج عن الرهائن في ...
- من أجل سوسيولوجيا معادية للصهوينة
- مستشار كوفي أنان: إدارة ترامب تفكك الحكومة الفدرالية وتقوض ا ...


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد ثامر جهاد - مواطن .. بعد فوات الأوان