أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - احمد ثامر جهاد - بأبتسامة أمل ..سنرسم حاضرا لطفولتنا المؤجلة أبدا














المزيد.....

بأبتسامة أمل ..سنرسم حاضرا لطفولتنا المؤجلة أبدا


احمد ثامر جهاد

الحوار المتمدن-العدد: 1130 - 2005 / 3 / 7 - 09:49
المحور: حقوق الاطفال والشبيبة
    


كلمة ألقيت في حفل افتتاح أولى عروض مسرح الدمى في الناصرية :
بابتسامة أمل

- ها نحن هنا اليوم نجتمع ثانية في كرنفال مسرحي صغير يسعى بثقة نحو خلق بشائر للمرح والجمال والبراءة . ففي هذه المكان المتواضع سنمنح وقتنا الرمادي معنى إنسانيا ناجزا ، طاردين عن أنفسنا ساعات موحشة من التردد واللامبالاة .
وإذ نفتتح وإياكم العرض الأول لمسرح الدمى في الناصرية ، فإننا سندخل بمودة وسرور إلى نافذة المتعة العفوية . تلك نافذة تسدل الستار على عالم الكبار ، لنبحر فيها وإياكم إلى عالم الحكايات الجميلة والحكمة الخالدة ، عالم الخيالات والقصص والغناء .
- ربما سنترك صور الموت الوحشي وأخبار الدم العراقي النازف وذاك المراق عبثا ، خلف ظهورنا اليوم ، مانحين أطفالنا وارواحنا أيضا حق أن تتعلم الحياة بأكثر سبلها نبلا .
الطفولة اعني - لا ريب . والطفولة العراقية المعذبة هي ما اقصد حصرا ، تلك التي أودعت مستقبلها عنوة بين أيدي شياطين المقابر الجماعية وهم يسلبون بشهوة مقززة : الآباء والاخوة والأمهات . . يسلبون اللعب والذكريات والضحك .
- بزهو حضوركم الكريم ، نلتقي اليوم مع مشروع جديد لجماعة الناصرية للتمثيل ، الجماعة التي تتلاقى في مسيرتها فيوض بعض ذكرياتنا الجميلة ، وهي التي ما فتأت تجتهد بإخلاص لاثراء المسرح في مدينتنا على غير صعيد .
- في هذا العرض ثمة بذرة أولى ربما يقدر لها أن تثمر شجرة وارفة . هذا مشروع مسرحي جماعي يجعل من البراءة والإتقان ميدانا لمراهنته الفنية ، ويضحي ممثلوه وفنيوه بلذة ظهورهم العلني أمام الناس ، من اجل إسعاد هذه الطفولة وبث الابتسامة على شفاهها الوردية .
- ثمة دمى حية تتحرك وتتكلم وتعلمنا معنى الخير والشر ، ثمة جمال كامن في أن تلقننا هذه الكائنات الصغيرة درسا في كيفية الحياة ، نحن الذين فقدنا مسار بوصلتها لحين .
حقا أن مسرح الدمى ضرب من التضحية الخالصة . فاؤلئك أناس قبلوا أن يتواروا خلف دماهم ، بوصفها النجم الحقيقي لهذا المسرح الصغير ، ليقدموا افضل ما بمستطاعهم . لنرى أن شخصياتهم الفعلية لن يكتب لها التحقق ، إلا بالإقناع المشفوع بحركة هذه الدمية وصوتها المبتكر ، مثلما أن القدرة على الحضور الواهم للشخصية لن تصبح واقعا من دون امتزاج الممثل بدميته : عبر استنشاق هوائها وتكلم لغتها والنطق بلسانها وتحسس لذة فرائها الناعم .
هل جرب أحدكم أن يكون أسدا أو قردا أو ذئبا أو فأرة صغيرة حتى ؟
ما معنى أن تتلبس بإرادتك إحدى هذه الحيوانات ، فتنوب عن شخصها الواقعي ، وتستعير حياتها وأسرارها راسما مصيرها الممكن ؟ ثمة درس في الحياة والأخلاق والمعرفة ستجليه لكم الحكاية الرشيقة لتلك الدمية .
انبه إلى أننا من دون هدف واضح وقصد معلوم – بتعبير بريخت – قد نشوه ببشرية سلوكنا ونوايانا ، حيوات هذه الكائنات وهي الجارة العزيزة . مثلما شوهنا عن قصد أو غير قصد طفولة أبنائنا وإخواننا ، ناهيك عن طفولتنا المسفوحة هباءا على مذبح الحياء والاحترام وزيف القيم الاجتماعية المحافظة .
أرجوكم ، دعوا طفولتنا تمرح بلا قيود أو فروض أو محاكمات .
ولنفكر جميعا بشكل جدي بتطوير هذه المبادرة ، عساها تصبح يوما ما طقسا راسخا في مدينتنا يعلمنا قيم الطفولة والحياة معا .
ربما ستبدو الكلمات رمادية هنا ، لكن شجرة الحياة خضراء على الدوام .



#احمد_ثامر_جهاد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سؤل المواطن .. ولكن بعد خراب البصرة ؟
- بلاغة التحديث في الخطاب السينمائي
- الاسلام السياسي والغرب
- وقائع مهرجان الحبوبي الابداعي الثاني في الناصرية
- عن الشتاء والمسؤولين وحب المطر
- حمى السلاسل السينمائية
- حول جمالية الفيلم السينمائي
- في سابقة خطيرة تهدد جوهر الديمقراطية
- طفح الكيل في جامعة ذي قار.. والعاقبة اخطر
- للحقول الخضر ينشد لوركا قصائده
- حداثة الرواية السينمائية
- ! إرهاب النفط في وجوه الشيطان
- جندي أمريكي .. جندي عراقي
- الحياة في الأهوار العراقية
- بابلو بيكاسو
- استبطان الذات بلقطة قريبة
- الآخر في الخطاب السينمائي
- نصف ظلام ، نصف حياة
- فرانكشتاين...صورة عن الواقع والخيال
- في ورشة غابرييل غارسيا ماركيز


المزيد.....




- احتجاجات أمام سجن محلي في تكساس للإفراج عن طلبة تظاهروا دعما ...
- بالصور..اعتقال عشرات الطلاب في تكساس بسبب مشاركتهم في مظاهرا ...
- تأييدًا لغزة.. طلاب وأساتذة يتظاهرون في جامعة سيدني
- شبح المجاعة لا يغيب.. غزيون يشتكون شح السلع وغلاءها
- الحكم على مغنٍ إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- الإعدام لـ11 شخصا في العراق أدينوا -بجرائم إرهابية-
- تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال بحق نتنياهو وغالانت ورئيس ...
-  البيت الأبيض: بايدن يدعم حرية التعبير في الجامعات الأميركية ...
- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...


المزيد.....

- نحو استراتيجية للاستثمار في حقل تعليم الطفولة المبكرة / اسراء حميد عبد الشهيد
- حقوق الطفل في التشريع الدستوري العربي - تحليل قانوني مقارن ب ... / قائد محمد طربوش ردمان
- أطفال الشوارع في اليمن / محمد النعماني
- الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة / شمخي جبر
- أوضاع الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية / دنيا الأمل إسماعيل
- دور منظمات المجتمع المدني في الحد من أسوأ أشكال عمل الاطفال / محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
- ماذا يجب أن نقول للأطفال؟ أطفالنا بين الحاخامات والقساوسة وا ... / غازي مسعود
- بحث في بعض إشكاليات الشباب / معتز حيسو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - احمد ثامر جهاد - بأبتسامة أمل ..سنرسم حاضرا لطفولتنا المؤجلة أبدا