أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - احمد ثامر جهاد - عن الشتاء والمسؤولين وحب المطر














المزيد.....

عن الشتاء والمسؤولين وحب المطر


احمد ثامر جهاد

الحوار المتمدن-العدد: 1036 - 2004 / 12 / 3 - 08:49
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


يوما ما كان نفر من العراقيين ، أسوة بغيرهم من البشر ، يحبون فصل الشتاء ويتمنون بفارق الصبر حلول هبات من برده الجميل وأمطاره الغزيرة . ليس فقط لأنهم ضحية صيفهم الطويل اللاهب وسوء كهربائهم ( الوطنية ) ، إنما لدعة شموس هذا الفصل الشتوي وصورته المشرقة في مخيلتهم الشعبية . فهو – يوما ما - فصل حيوي يحيي الزرع بهطول أمطاره ، وتتسع لياليه لحكايات الجدات وألفة البقاء بالبيوت ولذة مدافئها الزيتية ومتعة الاستحمام مساءا ورائحة حساء الفاصوليا الساخن ولطقوس يومية وحسية آسرة .
شتاء معتدل تزدهر أسواقه بخضرة وفاكهة وبشر متراصين يعني أيضا خشية من صعوبة لازمة في بعض نواحي الوضع الحياتي في فصل تشح سبل العيش ومصادر الطاقة فيه تحت جور التجار والمستغلين . وكسائر شؤون الحياة العراقية لم تبق الأزمات المتلاحقة أي شئ على حاله الطبيعي ، ولم تسلم حتى قوانين الطبيعة نفسها . فقد زحف الصيف العراقي ملتهما بضعة أسابيع وحتى شهور من فصل الشتاء المنتظر ، فاتسع الضجر وضاقت الأنفس بحياة قاسية لا تستجيب لأمنية أو دعاء ، وربما تغير أيضا الوجدان الرومانسي للنخبة المثقفة حينما تناست مرغمة نكهة الروايات الروسية القارصة ، لاعنة أبطالها المقرفصين أمام مواقد النار وشهوة نسائهم البيضاوات ، لتسير الحياة العراقية في اتجاه عكسي يفكر المواطن فيه بشتاء رهيب قاس حمل معه كل حروب السنوات الدامية بوجعها ومآسيها وفقداناتها الحزينة .
يتذكر العراقيون كيف كان شتاء عقد التسعينيات – بشكل خاص - لوعة بحث دائم عن وسائل للدفء والنور والسكينة . واليوم بعد تغير الحال والأحوال ، ما زال شتاء العراقيين يبدد هنا وهناك ، تارة بالسعي المرهق لتامين قدر من مخزون النفط والغاز (كعادتهم ) وأخرى بالدعاء المتواصل لعودة التيار الكهربائي بعد انقطاع مسرف يؤجل كل أعمال المرء إلى غد يسلمها إلى غد آخر مماثل . هكذا ما زالت بهجة الناس بعيدة المنال واشراقة الصباح الشتائي غائبة عن مدن وأحياء مليونية تغرق شوارعها في بحيرات كريهة ملوثة ، تداف أرصفتها بالطين والقذارة والأوجاع وهي تعلن للقاصي والداني عن عجز الدوائر المعنية وسلبية مسؤوليها وجهلهم بقدسية فصل الشتاء .
وهاهو الشتاء ذاته يسلمنا كل عام من طين إلى طين ومن بحيرة إلى أخرى . لتبقى حياتنا العراقية أسيرة الأحلام والظلام والشتائم .
هل سيكون لنا يوما ما صباح شتائي ابيض ؟
هل تلوثت يا ترى أحذية المسؤولين الأنيقة بطين خبيث اسود ؟
أيعرف هؤلاء السادة معنى أن يشرب المرء قهوة الصباح في شرفة صغيرة تطل على شارع نظيف تتطاير بين جنباته أوراق الشجر ؟ أم أنني سأبقى مواطنا ( بطرانا ) متهما بكثرة قراءاتي للروايات الروسية العميلة ؟



#احمد_ثامر_جهاد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حمى السلاسل السينمائية
- حول جمالية الفيلم السينمائي
- في سابقة خطيرة تهدد جوهر الديمقراطية
- طفح الكيل في جامعة ذي قار.. والعاقبة اخطر
- للحقول الخضر ينشد لوركا قصائده
- حداثة الرواية السينمائية
- ! إرهاب النفط في وجوه الشيطان
- جندي أمريكي .. جندي عراقي
- الحياة في الأهوار العراقية
- بابلو بيكاسو
- استبطان الذات بلقطة قريبة
- الآخر في الخطاب السينمائي
- نصف ظلام ، نصف حياة
- فرانكشتاين...صورة عن الواقع والخيال
- في ورشة غابرييل غارسيا ماركيز
- تراجيديا انتخابات الجمعية الوطنية
- مَن أذلَّ الجواهري في كردستان !؟
- مارتن سكورسيزي
- بعيدا عن دائرة الحياة
- متاهات بورخس والكتابة بالذاكرة


المزيد.....




- وزيرة تجارة أمريكا لـCNN: نحن -أفضل شريك- لإفريقيا عن روسيا ...
- مخاوف من قتال دموي.. الفاشر في قلب الحرب السودانية
- استئناف محاكمة ترمب وسط جدل حول الحصانة الجزائية
- عقوبات أميركية وبريطانية جديدة على إيران
- بوتين يعتزم زيارة الصين الشهر المقبل
- الحوثي يعلن مهاجمة سفينة إسرائيلية وقصف أهداف في إيلات
- ترمب يقارن الاحتجاجات المؤيدة لغزة بالجامعات بمسيرة لليمين ا ...
- -بايت دانس- تفضل إغلاق -تيك توك- في أميركا إذا فشلت الخيارات ...
- الحوثيون يهاجمون سفينة بخليج عدن وأهدافا في إيلات
- سحب القوات الأميركية من تشاد والنيجر.. خشية من تمدد روسي صين ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - احمد ثامر جهاد - عن الشتاء والمسؤولين وحب المطر