أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد ثامر جهاد - لصوص أكاديميون،العابث بمياه الآخرين لن يسرق المريض الإنكليزي عافيته















المزيد.....

لصوص أكاديميون،العابث بمياه الآخرين لن يسرق المريض الإنكليزي عافيته


احمد ثامر جهاد

الحوار المتمدن-العدد: 1387 - 2005 / 11 / 23 - 10:15
المحور: الادب والفن
    


رغم أن المؤلف غالبا ما يختار موضوعته التي يكتب فيها ، أيا كانت طبيعتها ، يحصل أحيانا أن وضعا غريبا غير متوقع ، يحشرك في زاوية قسرية موحشة لم تكن لتختارها بإرادتك . وضع يدبره غيرك بلامبالاة واستهزاء ومفسدة ، سيحدد لك موضوعك ويختارك للكتابة عنه مرغما هذه المرة . تلك ستكون كتابة عن الكتابة وما يتشاكل بها من مواقف وسلوكيات .
أرى كغيري إن المعرفة الحقة بأوسع معانيها هي مركب جدلي مزيج من وعي ناجز واخلاق رفيعة ، يجهد المثقفون لبلوغ ثمرة التوازن في معادلتها الأبدية الحساسة . وما أن يختل أحد طرفي المعادلة ، يصاب المنتج بخلل ملحوظ يفقده مصداقيته وامتيازه الإبداعي .
لكي ادخل مباشرة في الموضوع ، سأعرض عليكم صورة أخرى من صور الآفات التي تعبث بالحياة الثقافية العراقية والعربية . آفة خطيرة استشرت في حياتنا الثقافية لفترة طويلة من دون أن يصار إلى ردعها وتحجيمها وفضحها قبل أن تتحول إلى عادة حميدة ، نتغاضى عن شرورها البليغة في أيما بناء نرومه في حياتنا الراهنة .
إن تفشي السرقات الأدبية والنقدية المخاتلة تحت ذرائع التناصات والتخاطرات باتت ضربا من الاستغفال والاستهتار بعقول القراء وخروجا فاضحا على ابسط قواعد الكتابة وأخلاقيات النشر . حتى أن تلوثا كهذا لن يعفي المنبر الذي ينشر هكذا سرقات علنية من دون أدنى تحقق أو دراية ، من مسؤولياته الثقافية والأخلاقية إزاء الكتاب والمبدعين أينما كانوا .
• تنويه :
بالنسبة لي التزمت الصمت في حوادث من هذا النوع اكتشفتها بنفسي غير مرة ، ولكن أدركت انه لن يجدي الاستمرار بهذا الصمت مع من يلوث الهواء الذي تتنفسه .
• الواقعة والمفاسد :
على صفحة فنون نشرت جريدة ( الأديب ) العراقية في عددها المرقم 95 – والصادر في 9 تشرين الثاني 2005 مقالا تحت عنوان جماليات الخطاب السينمائي – تقنيات السرد في فيلم ( الأسطورة 1900 ) للكاتب رياض موسى سكران ، وفي الأسفل ذيل اسم الكاتب بعبارة فخمة تصفه ( ناقد وأكاديمي من العراق ) يفترض أنها تجتذب القارئ لجودة هذا النتاج الصادر عن أكاديمي وناقد معروف !!
هذا الناقد والأكاديمي المعروف وللأسف الشديد يبدو انه يعتاش على سرقة جهود الآخرين لأسباب قد تتراوح بين الفقر الذهني والرغبة في نيل مكافأة نشر بائسة ، فكانت تلك بحق إشارة لعجزه عن الإتيان بإبداع ذاتي جديد . هذا المقال المذكور أعلاه مسروق بطريقة ساذجة من دراسة مطولة لكاتب هذه السطور عنوانها ( اشتباكات المريض الإنكليزي – من الكلمة إلى الصورة ) نشرت غير مرة وفي اكثر من مكان ، نذكرها هنا :
1- مجلة الرافد الإماراتية : العدد 32 – أبريل 2000
2- صفحة الفن السابع في جريدة القادسية : الاثنين 1/11/1999
3- مجلة اور 2000 الصادرة عن اتحاد أدباء ذي قار : العدد 2 تشرين الثاني 1998
فضلا عن إعادة نشرها في عدد من المواقع الثقافية على الشبكة العالمية ، منها : الكاتب العراقي ، القصة العراقية ، الفيل السينمائي .. والاهم من ذلك كله إنها مضمنة في كتاب سينمائي سيصدر قريبا عن دار الشؤون الثقافية في بغداد عنوانه ( عالمنا في صورة ) .
سنرى بالبراهين التفصيلية كيف اجهد هذا الناقد الأكاديمي نفسه في نسخ أو تحريف أو اجتزاء الكثير من فقرات الدراسة الأصلية ، مشوها معانيها واشتغالاتها وقيمتها النقدية ، ومتصورا في الوقت ذاته انه سينجو بفعلته هذه التي تدعو القارئ للتشكيك في جل نتاجه المنشور داخل العراق وخارجه . إن هذا الكاتب ( الأكاديمي ! ) يهزأ بعقل القارئ العراقي وبجميع القراء ، حينما يستبدل فيلم المريض الإنكليزي باعتباره مادة التحليل التطبيقي للمفاهيم النقدية للدراسة الأصلية ، بفيلم آخر لا علاقة له بتلك التطبيقات والمفاهيم ، وهو فيلم ( الأسطورة 1900) ويحاول بشكل مشوه اقتطاع الإطار النظري أينما ورد في الأصل ولصقه عنوة - أينما كان - بفيلم الأسطورة 1900 من دون أن تكون هنالك أية علاقة بين الفيلمين .
سنختار هنا بضعة نماذج لتلك الألاعيب اللصوصية ، ونقارن بين فقرات من النص المسروق والنص الأصلي :
1- اجتزأ الناقد الأكاديمي الفقرة الأولى من الدراسة الأصلية ليجعلها عتبة دخول أو استهلال نقدي لمقاله مع إبدال كلمة هنا أو تحريف جملة هناك ، محولا التصور النقدي العام في المقطع الأصلي إلى حكم مخصوص لفيلمه المقترح :
النص المسروق :
{ لا تنأى التقنية السينمائية لفيلم ( الأسطورة 1900 ) عن دائرة تشكيل خطاب ذي دلالات متعددة ، يكتمل في حقل تأويلي تتآزر عناصره جنبا إلى جنب ، لتؤسس في النهاية أرضا للحكم النقدي ... ولهذا الحكم مستويات عدة تدفعنا إلى تدقيق النظر قبل الشروع في استنتاجات قراءة خطاب الفيلم . هذه المستويات هي زاوية النظر ، أي الرؤية الإخراجية من جهة ، ولذة التلقي من جهة أخرى . }
النص الأصلي :
{ لا تنفك اللغة السينمائية لأي فيلم عن كونها خطابا ذا دلالات متعددة يكتمل في حقل تأويلي تتآزر عناصره جنبا إلى جنب ، ليؤلف في النهاية أرضا للحكم الفني الذي يمكن للمشاهد أن يطلقه . لهذا الحكم مستويات عدة تدفعنا إلى تدقيق جيدا قبل الشروع في استنتاجات قراءة خطاب الفيلم . هذه المستويات بالنسبة للمشاهد هي زاوية النظر من جهة والحماسة أو اللذة من جهة أخرى . }
2- في فقرة لاحقة يتجنب ناقدنا الأكاديمي الفقرات التي تحيل مباشرة إلى فيلم المريض الإنكليزي في النص الأصلي ، ويختار فقرات نظرية أخرى تسهل عليه – باعتقاده - مهمة إقحامها في أي موضع يريد ، وكأن العملية النقدية بنظره هي مجرد فبركة ماهرة يمكن لها أن تنطلي على القارئ بمقدار إتقان احتيالها وتلفيقها . يحدث مثل هذا اللعب الفاضح في اكثر من موضع من مقال السيد ( الأكاديمي ) كتجنب الإشارة إلى اسم مخرج الفيلم وسنة إنتاجه وكاتب السيناريو ، فضلا عن أسماء بعض شخصيات الفيلم الشهيرة والمعروفة لمعظم القراء . والمفارقة أن ذلك يجري بطريقة مضحكة تنقض نفسها بنفسها بمجرد تأمل المعاني المقحمة على الفيلم الذي يختاره السيد ( الأكاديمي ) والتي تعود إلى فيلم آخر جرى تحليله وفق آلية اشتغال نقدي محكم حتمتها حكاية الفيلم وأسلوبه الفني . لكن صاحبنا يبدو غير معني بهذا التعقيد الجدي للكتابة أو انه لا يجيد أداء الممارسة النقدية وربما لا يفقه معناها بالأساس . سنرى مثلا هذه الفقرة التي ينسخ فيها السيد ( الأكاديمي ) حتى مواضع الفارزة والأقواس داخل الجملة ، وقد حدثت اكثر من مرة في مقاله :
النص المسروق :
{ ربما لا يمنح خطاب فيلم ( الأسطورة 1900) نفسه للمتلقي دفعة واحدة لأول وهلة ، وهو يحاول عن قصد أن يستعصي على متلقيه الذي يسعى إلى فك التباسات الصورة والمشهد ، مستعينا بفهم آليات ( اللعبة السينمائية ) لكن ما أن يتوغل اكثر ، حتى يجد نفسه في مواجهة الصلابة المغرية التي تحيل إلى جمالية الصورة التي يكشف عنها التكوين .. }
النص الأصلي :
{ ربما لا يمنح ( المريض الإنكليزي ) نفسه دفعة واحدة لاول وهلة ، ويحاول عن قصد أن يستعصي عليك كمشاهد تحاول فك التباسات ( الصورة ) مستعينا بفهمك لآليات ( اللعبة السينمائية ) ولكن ما أن تتوغل اكثر ، حتى تكون في مواجهة الصلابة المغرية التي تحيلك إلى الجمال والحساسية في التكوين المتقن بصبر وأناة من قبل المخرج ... }
3 --طريقة أخرى لهذا الاحتيال الكتابي والاستهانة بمصداقية النقد تتجلى هنا :
النص المسروق :
{ من هنا لم يكن من المصادفة أن يأتي بناء الفيلم قريبا إلى حد كبير من طريقة السرد بمجرى التداعي الحر ، كما في رواية ( تيار الوعي ) ، مما جعل البدائل الإجرائية في هذه المناقلة من سردية الأسلوب الروائي إلى سردية الصورة السينمائية مقنعة للمتلقي في اغلب اللقطات ..}
النص الأصلي :
{ من هنا لم يكن من المصادفة أن بناء الفيلم ، والذي كان رصيده الأساس ، قد اقترب إلى حد كبير من طريقة السرد بمجرى التداعي الحر كما في رواية ( تيار الوعي ) ، مما جعل البدائل في السرد الفيلمي مقنعة في اغلب اللقطات ..}
ويقفز السيد ( الأكاديمي ) على الوصلات التحليلية للمقال الأصلي لأنها لا تخدم تحريفاته النقدية مع انه لا يتنازل غالبا عن خطف جملة أو اثنتين لهما وقع أسلوبي في بداية النص أو في نهايته ، ينتقيها ويفبرك تتماتها بشكل بهلواني ربما يوحي له إن فعلته هذه لم تعد ملحوظة بالنسبة لغيره ، لكن الأدهى من ذلك أن نتصور إن صاحبنا في لجة بهلوانياته هذه تيقن بان ما سطره في مقاله المسكين هو من وحي عبقريته ، طالما انه اجتهد مرارا في وضع حرف جر هنا أو فارزة هناك لاستخراج معنى خطير !! لنا أن نرى أيضا :
النص المسروق :
{ وخلال مشاهد الفيلم ولقطاته ، يكون المتلقي مسحورا بالصورة ، وهي المهيمنة على عناصر الوهم السينمائي ، وللتدليل على ذلك نستعيد المشهد الذي يرى فيه ...} ويسرد السيد ( الأكاديمي ) مشهدا من عندياته ، لا يدلل فيه إلا على انه يمكن أن يكون أي مشهد آخر .
النص الأصلي :
{ خلال المريض الإنكليزي تكون مسحورا بالصورة ، وهي بلا شك اخطر عناصر صناعة الوهم السينمائي . واستعيد ، للتدليل على ذلك ، المشهد الأول في الفيلم الذي تظهر فيه ..}
وهذه لعمري فبركة أخرى تتناسب – حسب ظنه – مع سرقة الإطار التحليلي للمقال الأصلي الذي يحلل أفعال الشخصية ويصفها بمقتضى دلالي ومفاهيمي واضح .
4- بعجز تام عن الإتيان بأي جديد يحاول السيد ( الأكاديمي ) في عدة مواضع أخرى نسخ حتى الأسئلة التي يثيرها النص الأصلي في سياق تحليلاته المنطقية لعلاقة فيلم المريض الإنكليزي بنصه الروائي الشهير والمنشور بالاسم ذاته لمؤلفه مايكل اونتادج ، والتي يثير بعضها مسائل تتعلق بمقتربات نص الحوار المكتوب مع نص الفيلم البصري ، لنرى كارثة أخرى تضاف إلى سابقاتها :
النص المسروق :
{ ولكن هل كان هذا الحوار اكبر من حدود علاقة الفيلم بالنص المكتوب أصلا ..؟ بطبيعة الحال فإن الفيلم لم يكن ليمتلك القدرة على تلك لو انه أحجم عن عرض الأحداث بتلك الطريقة التي اقتربت من السردية ، وهنا نتساءل : هل نستطيع أن نتخيله قصة مسترسلة تبدأ بالبحث وتنتهي بالموت مرورا بكل تلك اللقطات التي كشفت عن عزلة الشخصية ( 1900 ) ..؟ }
النص الأصلي :
{ ولكن هل كان ذلك اكبر من مجرد صلة الفيلم الحميمة مع الرواية / النص الأدبي للفيلم ؟ لا اعتقد أن الفيلم سيملك القدرة المدهشة التي كانت له ، لو انه أحجم عن عرض الأحداث بتلك الطريقة . هل نستطيع أن نتخيله قصة مسترسلة تبدأ بالتأمل وتنتهي بالموت مرورا بالحرب ؟ }
عن أية لقطات يتحدث السيد ( الأكاديمي ) ، أية سخرية ، وأي بؤس هو هذا ؟
وهو يفكر بخلق اتساق ما في فقراته غير المترابطة ، لا يتعب ( الأكاديمي ) نفسه كثيرا ، فيقوم بنسخ الفقرة اللاحقة تماما ويستبدل عشوائيا دلالاتها بتغيير الإشارات الملازمة لمعنى كل جملة ، وقد وردت لديه هكذا :
النص المسروق :
{ إن خطاب الفيلم حاول أن ينجز عبر سرديته ، وثيقته الخاصة التي توازي الرواية كوثيقة ، فمثلما كان لعازف البوق وثيقته المزدحمة بالوقائع التي راح يسردها لصاحب المتجر ، وهي أصلا مستمدة من وثيقة الـ ( 1900 ) التي مثلت متن الأحداث ، فان الوثيقة الأخرى هي وثيقة المتلقي التي يقوم بإنجازها وهو يقدم قراءته الفاعلة لخطاب الفيلم .}
النص الأصلي :
{ إن سرد الفيلم حاول أن ينجز وثيقته الخاصة التي توازي الرواية كوثيقة ، كما أن الممرضة لها وثيقتها ( مزدحمة الوقائع ) مقابل ( مدونة المريض الإنكليزي ) كوثيقة فاعلة في الأحداث . أما آخر الوثائق / القراءة الناجزة للخطاب السينمائي فهي من نصيب المشاهد الفاعل . }
هل ثمة سخرية ابلغ من تلك التي يقدمها السيد ( الأكاديمي ) ؟ هل ثمة فتك بمعنى الثقافة وقيمها اشد من هذا الفتك الذي نراه ماثلا أمامنا هنا ؟
وكعادته ينسخ صاحبنا أو ( يمسخ ) فقرة لاحقة بسابقتها مباشرة ولا حاجة لإبدالات هامة هذه المرة أيضا ، بل مجرد رفع الأسماء الدالة باعتبارها براهين دامغة لعملية السطو :
النص المسروق :
{ وجاء البناء الفيلمي محصلة للتفاعل الذي مثله ( الحوار ) مع تدخلات المخرج ، حيث أصبحت – من خلال هذا التفاعل – فرص الحوار والصورة متكافئة ، إذ أن الولع الكبير بالأجواء التي يخلقها الحوار قد حتم الارتباط الشديد بتأكيد تفاصيل الصورة وحركة الكاميرا من زوايا حساسة ، لها انعكاس كبير في واقع الحياة ...}
النص الأصلي :
{ إن البناء المركب للفيلم كان محصلة للتحدي الكبير الذي مثله ( الحوار ) له . ومع تدخلات المخرج ( منغيلا ) يصبح ممكنا إعطاء فرص متساوية للحوار والصورة . إذ أن الولع الكبير بالأجواء التي يخلقها ( الحوار ) حتم على كاتب السيناريو ( مايكل سول ) الارتباط الشديد بتفاصيل الصورة التي تطلق الحكايات من زاوية حساسة ، لها نصيب كبير من الحياة ... }

• سؤال الثقافة المنشودة :
طالما بقيت بضعة صفحات لم ينسخها صاحبنا ، يهمني أن أتساءل هنا :
هل سيجد السيد ( سكران ) في الجزء المتبقي من دراستي عن فيلم المريض الإنكليزي بقايا مادة نقدية تساعده في فبركة مقال آخر يحشو فيه ما يشاء ؟ لن يكون ذلك أمرا صعبا أبدا : بضعة كلمات أخرى تجعله يبدو أمام قرائه كناقد من طراز خاص ؟
أقول بحق ومن دون أدنى مبالغة : إن ما يؤلمني اكثر من هذه الواقعة المخزية برمتها ، هو الظلم الفادح الذي وقع على فيلم ( أسطورة 1900 ) . ذاك الفيلم الجميل المفتوك به في مشرحة السيد ( سكران ) والذي لم يكن له أي حضور حقيقي في المقال المنسوخ ، سوى انه اسم جميل جرى تمزيقه بقسوة ، ليتنقل رغما عنه في ثنايا جمل غريبة فخخها له السيد ( سكران ) .
أما الضحية الثانية بعد تلك الضحية ( الأسطورة ) فهي فيلم المريض الإنكليزي ، العزيز على قلوب آلاف المشاهدين ببلاغته وسحره وجماله الناجز .. إن قدر فيلم ( الأسطورة 1900 ) لن يكون أسوء من قدر المريض الإنكليزي الذي باتت حياته متوالية من التشوهات والخيبات .
مهما يكن من أمر ، لا يمكن لأحد منا أن يتخيل موقف السيد ( الأكاديمي ) بين جموع طلبته الذين ينتظرون بشغف طموح من أستاذهم الجامعي درسا في الأخلاق قبل الكتابة . هل سيكون لديه ما يقوله بعد الآن ؟ هل قاده إعجابه الشديد بما قرأه في مادتي المجني عليها ، فعجز عن قول كلمة إطراء بحقها ، فقرر قتلها وتشويه جسدها بمشرطه الصدئ ؟
هل اعتبره مدحا مستترا لي ؟
أما كان اجدر بصاحبنا أن يفكر بمن يقدم أنموذجا صحيحا للأجيال القادمة يحتذى به في زمن خراب طال كل شئ ؟ يوما ما لن يصيب الثقافة العراقية أية عافية مع هؤلاء . فالثقافة على الدوام مرهونة بأعناق من يسعون مترفعين عن مستنقع اختلال القيم والأحوال ، إلى إعادة بناء جسدها الأخضر بعد أن تمزق وتشوه بأذناب الطارئين والمتطفلين واصحاب السوء . لست مبالغا سادتي ، إن واقعة كهذه ليست سهلة بأي معيار ، سيما مع ما ننشده من أمل في صناعة ثقافة جديدة تحترم الإنسان وتقدر إبداعه وفكره وتمنح حلمه أفقا فسيحا لحياة آمنة .



#احمد_ثامر_جهاد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن السينما والدستور وحلمي الأثير
- المسافرون إلى السماء عنوة
- سيناريو الرعب ولغو الانتصارات الكاذبة
- سؤال سجين من زنزانة القاص محسن الخفاجي
- أودع عقيلا وانتظر موتي القادم
- نص مخمور
- سينمائيون بلا حدود
- قيثارة الكابتن كوريللي عزف سينمائي على أوتار الحرب
- بأبتسامة أمل ..سنرسم حاضرا لطفولتنا المؤجلة أبدا
- سؤل المواطن .. ولكن بعد خراب البصرة ؟
- بلاغة التحديث في الخطاب السينمائي
- الاسلام السياسي والغرب
- وقائع مهرجان الحبوبي الابداعي الثاني في الناصرية
- عن الشتاء والمسؤولين وحب المطر
- حمى السلاسل السينمائية
- حول جمالية الفيلم السينمائي
- في سابقة خطيرة تهدد جوهر الديمقراطية
- طفح الكيل في جامعة ذي قار.. والعاقبة اخطر
- للحقول الخضر ينشد لوركا قصائده
- حداثة الرواية السينمائية


المزيد.....




- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد ثامر جهاد - لصوص أكاديميون،العابث بمياه الآخرين لن يسرق المريض الإنكليزي عافيته