أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف يوم المرأة العالمي 2021: التصاعد المرعب في جرائم العنف الأسري في ظل تداعيات وباء كورونا وسبل مواجهتها - فاطمة الحصي - الأمهات لا تموت!














المزيد.....

الأمهات لا تموت!


فاطمة الحصي

الحوار المتمدن-العدد: 6860 - 2021 / 4 / 5 - 00:44
المحور: ملف يوم المرأة العالمي 2021: التصاعد المرعب في جرائم العنف الأسري في ظل تداعيات وباء كورونا وسبل مواجهتها
    


حين جاوز الخمسين كتب الشاعر الفلسطيني محمود درويش " أحن الى خبز أمي" ووصف الأبنودي نفسه بأنه ابن أمه؛ذاك الوصف الذي يعتبره البعض سب وقذف لكن الأبنودي تفاخر بذلك .
ولما أكمل الشاعر وديع سعاده السبعين كتب معبرا عن حنينه لأمه قائلا :
أمي
وضعَتْ آخرَ نقطةِ ماءٍ في دَلْوِها على الحَبَقَة
ونامت قُرْبَها
عبَرَ القمرُ وجاءتِ الشمس وظلَّتْ نائمة
الذين كانوا يسمعونَ صوتَها كُلَّ صباح لفنجانِ قهوة
لم يسمعوا صوتَها
نادوها من سُطَيْحاتهم،
نادوها من الحقول
لم يسمعوا صوتها
وحينَ جاؤوا كانت نقطةُ ماءٍ لا تزالُ تَرْشَحُ من يدِها وتزحفُ إلى الحبقة)
أما الشاعر الكبير نزار قباني فكتب :
(طفت الهند، وطفت السند، طفت العالم الأصفر، ولم أعثر على امرأة تمشط شعري الأشقر، وتحمل في حقيبتها إليّ عرائس السكر، وتكسوني إذا أعرى، وتنشلني إذا أعثر، أيا أمي، أنا الولد الذي أبحر ولا زالت بخاطره تعيش عروسة السكر... فكيف يا أمي غدوت أباً ولم أكبر؟
الدهشه والمحبه والاحترام هى مشاعر تغمرني حين أستمع أو أقرأ كلمات تعبر عن الحنين الجارف للأم خاصة ممَن تجاوزوا سن الأربعين، يدهشني أن تحتل صورة الأم مكانة متميزه بأعماق كل انسان مهما كان عمره ومهما كان مركزه ،صوره ذات هيبة و إجلالٍ ،يحيطها بكثير من الحب والتقديس، بأعماقه صورتها واضحة المعالم جليه،لا تتجعد يداها،ولا تنكمش بشرتها ،ولا يترهل جلدها، لا تشيب مهما مرت الأيام،تظل هى في الأعماق كما هى دائما :الرمز ؛العطاء؛الحنان،الهبة والرحمه من الرحمن . أعجبتني صياغة جبران خليل جبران لتصوره عن أمه حين قال:"أمي أجمل ثلاث نساء في العالم؛ أمي وظلها وانعكاس مرآته"؛ولما رحلت عن الدنيا قال:"كنت أحتاج أن أشعر بقلبك معي.. لا أكثر."و يبدو أن هذه العباره هى إجابة سؤالي حول حنين الكبار لأمهاتهم!
أما الشاعر المبدع فتحي عبد السميع فقد كتب ألطف أبيات حول الأم :(
أُحِبُّ شِبْشِبَ أُمِّي
كثيرا ما يخبطُ ظَهْرَ جِلبِابِي
ولا يلمِسُ ظَهْرِي.

كثيرا ما يَنحَرِفُ عَنِّي

ويكدمُ الهواءَ

مُتظاهِرًا بأنَّهُ أخْطَأَ الهَدَف.

كثيرا ما بَكَى وهوَ يرتَفِعُ عاليا

ويتوَعَّدَنِي.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

عن نفسي: أمي هى ربة مقدسة بداخلي ، كثيرا ما أظبط أصابعي وهى تقلدها في مداعبة خصلات شعري كما كانت تفعل بحركاتٍ لطيفه وهى تهدهد رأسي على ركبتيها، أحمل بقلبي حسرةَ دائمه لا ترحل أبدا لفقدي اياها في مارس٢٠١٥ ،ولكن عزائي أني فقدتُ جسدها فقط ،ولأن روحها تظل دوما تحيطني وترعاني ، لا تتسرسب من داخلي ابدا، هى متوجةَ على عرش قلبي تضمني عندما ألجأ إليها،وتطبطب على قلبي حين تشعر بتعاسته فتمسح دمعي وتهدهدني كعادتها في لحظات ضعفي.. أمي باقية بداخلي ،روحها روحي ،وقلبي قطعة من شغاف قلبها الرقيق، الأمهات لا تموت.
*كاتبه ومتخصصه في العلوم الانسانيه



#فاطمة_الحصي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف يتحول الكاتب الى -لوبي-فاعل ؟!
- حول مشروع عبد الجواد يس الفكري
- الجيره الإنسانيه وفيروس كورونا
- حول الإنتحار
- حادث نيوزلاندا وتغييب العقل
- شكر واجب الى المترجم هاشم صالح
- فيروس الحريم عند المرنيسي
- حول اعادة انتاج اوضاع المرأة العربية
- أمي وقُبلة الموت ..
- كلام في الرومانسية
- قراءة فى كتاب القرآن بين السماء والأرض لمحمود حسين
- المقاومة الثقافية عند محمد أركون
- أض الخوف
- الدوغمائية فى حياتنا اليومية
- الاعلام بين الهدم والبناء
- المزاودة المحاكاتية ..والأرثوذكسية فى مجتمعاتنا العربية
- أزمة مثقف
- تجديد الخطاب الدينى بين محمد أركون واسلام البحيرى
- المصرى حسن حنفى بعيون اللبنانى على حرب ...!
- قراءة لقضية اسلام البحيرى الاعلامية فى ضوء فكر محمد آركون


المزيد.....




- السعودي المسجون بأمريكا حميدان التركي أمام المحكمة مجددا.. و ...
- وزير الخارجية الأمريكي يأمل في إحراز تقدم مع الصين وبكين تكش ...
- مباشر: ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب ع ...
- أمريكا تعلن البدء في بناء رصيف بحري مؤقت قبالة ساحل غزة لإيص ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة (فيدي ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /26.04.2024/ ...
- البنتاغون يؤكد بناء رصيف بحري جنوب قطاع غزة وحماس تتعهد بمق ...
- لماذا غيّر رئيس مجلس النواب الأمريكي موقفه بخصوص أوكرانيا؟
- شاهد.. الشرطة الأوروبية تداهم أكبر ورشة لتصنيع العملات المزي ...
- -البول يساوي وزنه ذهبا-.. فكرة غريبة لزراعة الخضروات!


المزيد.....

- واقع التمييز والقسوة إزاء المرأة في عهود العراق القديمة والم ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف يوم المرأة العالمي 2021: التصاعد المرعب في جرائم العنف الأسري في ظل تداعيات وباء كورونا وسبل مواجهتها - فاطمة الحصي - الأمهات لا تموت!