أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد قاسم علي - دو فو الشاعر المؤرخ














المزيد.....

دو فو الشاعر المؤرخ


محمد قاسم علي
كاتب

()


الحوار المتمدن-العدد: 6854 - 2021 / 3 / 30 - 01:39
المحور: الادب والفن
    


في القرن الحادي عشر تم تقديس دو فو، ليس فقط كشخصية بارزة في شعر التانغ، ولكن ايضاً بأعتباره تجسيداً حقيقياً للقيم الكونفوشيوسية، لقد كان مثالاً للولاء، غير معترف به و غير مكفول من قِبل السلالة. على الرغم من انه لم يلق أي إهتمام، تحدث الى النظام السياسي، يثني على المستحق، ينتقد ما لا يستحق، و أشار الى العواقب الإجتماعية للسياسة، متعاطفاً مع معاناة عامة الناس.
منتقاة شعره تجتمع حول هذه القيّم. كل هذه القيّم صحيحة و مُثَبَتة بأسهاب في شعره، حان الوقت لفهم اوسع لعمله. لم يمر اي شاعر في عهد سلالة تانغ بالعديد من المواقف و الأدوار الإجتماعية في شعره، الرجل الناشئ من عائلة جيدة يتعامل مع النخبة العصرية في تشانغآن ( تُعرف المدينة ب إسم شيان في وقتنا الحاضر)،
الزوج و الاب يحاول إخراج عائلته من طريق الأذى، حاكم في حضور وثيق على الإمبراطور، المسؤل المحلي الصغير الذي يشكو من كثرة عمل الاوراق، المتجول مع عائلته يبحث عن الطعام و المسكن، المتملق الذي يعتمد على اصحاب السلطة المحليين، جار الفلاحيين، كل ذلك داخل الهيكل المتداعي داخل إمبراطورية التانغ. غالباً ما عبّر عن أسفه لإنه تم إحباطه من تولي المنصب في عهد الإمبراطور شوان زونغ( 712-756)، ولكن خلال تمرد آن لوشان، ربما جنبه هذا الفشل من خطر كان سيداهمه. عن طريق منصب مفروض في نظام المتمردين و محاكمات الخيانة التي اعقبت إستعادة العواصم من قِبل القوات الموالية. قبل التمرد بقليل، رفض المنصب الذي إعتبره غير جدير بقدراته، لكنه حصل على و ظيفة جيدة بعد أن هرب عبر خطوط المتمردين شاقاً طريقه الى مقر قيادة الموالين.تبعها إستعادة تشانغآن، فَقَدَ حضوته من خلال الحفاظ على الولاءات السياسية التي كانت خاطئة في الواقع السياسي كما كانت مثيرة للإعجاب من حيث المبدأ؛ تم تعينه في منصب إقليمي ينطوي على الكثير من العمل البيروقراطي الكئيب، و إستقال. عندما تم تعينه أخيراً في منصب فخري بحت في مجلس الأشغال، حمل بفخر شارات منصبه لبقية حياته.
كان لديه إحساس قوي بالحق، وكان إحساسه بالحق يقابله إهتمامه و قلقه بالغذاء. بعد سنوات شبابه، أصبح الطعام الشغل الشاغل في شِعْره. عن إصطحابه إسرته الى الريف قبل الثورة بقليل، مات احد ابنائه جوعاً. كان يتوسل للحصول على الطعام، يبتهج به، و يتغذى، يتذمر حينما يكون الخضار على مستوى غير مستواه. إحتفل بالساشيمي، أزعج أحد أقاربه بسبب الثوم المعمر الصيني، شاكراً صديقاً بغزارة على قِدّر من صلصة الفاصوليا، و في الاوقات الصعبة كان ممتناً لما يسمى "طعام المجاعة". يكتب عن الادوية بقدر ما يتحدث عن الطعام. طوال معظم حياته كشاعر كان مريضاً. كان يعاني من مرض السكري و إلتهاب الرئة و الربو و الحمى و الاوجاع و الآلام، في اواخر الثلاثينيات من عمره كان يدّعي بأنه" شيخ". ظل "عجوزاً" في معظم حياته الشعرية. إشتكى من الفقر. و بالفعل، يبدو انه كان حقاً معدماً في اجزاء من حياته. و مع ذلك، فأن الفقر نسبي.
نحن نعلم حجم فدانه من الفاكهة لانه، على عكس أي من معاصريه او اي شاعر لاحق تقريباً، يخبرنا في شعره. قد يغيضنا شكواه المستمر؛ لكن نجده يخبر احد اقاربه الذي انتقل في جواره في موطنه الرئيسي كويزو، الا يبني اي سياج حتى لا تشعر الارملة المجاورة له بأنها غير مرحب بها او تخشى ان تأخذ الفاكهة من شجرة التمر الخاصة به، والتي سمح دائماً بها. كان من الممكن نقل ذلك شفهياً، إلا أن دو فو دون ذلك شعراً. ليس مجرد إثبات للمعاصرين و لالاجيال اللاحقة انه شخص جيد. بدلاً من ذلك، يبدو انه يكتب في الشعر كل ما هو مهم بأعتقاده. إنه ليس ك مثل اي شاعر تانغ آخر - وفي الواقع، غالباً ما يبدو أنه قد نسي تماماًما يقع عادة خارج الخطاب الشعري. اراد الكُتّاب اللاحقون إستعادة تفاعل دو فو الغريب مع التجربة الحية، ولكن حتى في افضل حالاتهم لم يتمكنوا من تحقيق ذلك تماماً.
إحدى قصائده بعد تمرد آن لوشان،
ذابت روحي ، هاربة من السِهام الطائرة،
تسللتُ بخوف بين تلك الذئاب و ابناء آوى.
حَمَلتُ نفسي على تَحمُل و خزات الشوك،
واصلت الذهاب مع الجروح و القروح.
إبني، قادماً من بعيد، حَضَرَنا،
فتاة، لا زالت ترضع، كانت بجوارنا.
الجدير بالذكر ان هذه القصائد ظهرت لاول مرة في عهد سلالة سونغ.



#محمد_قاسم_علي (هاشتاغ)       #          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جرف الصخر و عمليات التجريف الطائفية
- عودة إبن فضلان
- المقامة البغدادية
- دو فو اعظم شعراء الصين
- الْيَهُودْ
- لهذا انا إشتراكي ديموقراطي
- الخطاب الساذج و الضحل
- مُعجب بالأدب الإنجليزي
- الجميل في قادم الأيام إن....
- صفات لا تفارق الاُمم المضمحلة
- على نهج بو يانغ في النقد اللاذع
- حرب داحس و الغبراء بعد عام 2003


المزيد.....




- كيت بلانشيت ضيفة شرف الدورة الـ8 من مهرجان الجونة السينمائي ...
- رائحة الزينكو.. شهادة إنسانية عن حياة المخيمات الفلسطينية
- لحظة انتصار على السردية الصهيونية في السينما: فيلم صوت هند ر ...
- -أتذوق، اسمع، أرى- كتاب جديد لعبد الصمد الكباص حول فلسفة الح ...
- “انثى فرس النبي- للسورية مناهل السهوي تفوز بجائزة “خالد خليف ...
- وفاة الممثل والمخرج الأمريكي روبرت ريدفورد عن عمر ناهز 89 عا ...
- الشلوخ في مجتمعات جنوب السودان.. طقوس جمالية تواجه الاندثار ...
- سوريا.. فوز -أنثى فرس النبي- بجائزة خالد خليفة للرواية في دو ...
- المغرب: الحفاظ على التراث الحرفي وتعزيز الهوية الثقافية المغ ...
- ناوروكي وماكرون يبحثان الأمن والتجارة في باريس ويؤكدان معارض ...


المزيد.....

- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد قاسم علي - دو فو الشاعر المؤرخ