أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - خالد كروم - أبناء السماء الفراعنة هم الأنبياء - ج 10















المزيد.....



أبناء السماء الفراعنة هم الأنبياء - ج 10


خالد كروم

الحوار المتمدن-العدد: 6852 - 2021 / 3 / 28 - 03:39
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


المقــــــــــدمــــــــة :-

اعتمدت حضارات كيمت القديمة منذ نشأتها الأولى على الانفتاح الفكري والحوار في نقل أفكارها وثقافتها التي كانت سائدة في المجتمع.. لذلك فإن الإنسان لا يمكنه أن يحيا دون انفتاح وتفاعل فكري مع الآخر.. ومع الحياة وما فيها من تغير وتطور وتعاون وانسجام..

وقد الفراعنة برسالة سماوية ترتقي بالإنسان.. وتجعله منفتحا" على الآخر فحضارة الفراعنة رسالة خالدة جعلت الإنسان يتفاعل مع الآخر.. ويقبل الاختلاف ..ويرسخ التعاليم الدينية باعتبـارهم خليفة .. ﷲ في الأرض).. وذلك من خلال التفاعل الفكري والديني والاجتماعي ..الأمر الذي أدى إلى بدء تفاعل فكري يقوم على التواصل والتعاون والتعايش الحضاري..

فالتفاعل الفكري لقاء تاريخي بين الحضارات المختلفة.. وبحث عما هو مشترك فيما بينها من جهة.. ومحاولة للحفاظ على هويتها الحضارية التي تمثّل القيم والمعتقدات الإنسانية من جهة أخرى ..لذا فقد انفتحت الحضارة الفرعونية وتفاعلت مع العديد من الحضارات الأخرى سواء الحضارة الهندية أو اليونانية أو الفارسية ...واستفادوا من علومها الفلسفية.. وقاموا بتنقيحها.. وتعاملوا مع هذة الشعوب بروح جديدة تنسجم مع أصالة الفكر الفرعوني لشعب كيمت القديم ..

وتركوا ما يتنافى معها .. وإنترت بتعلى ذلك بعض التحـديات والصراعـات الفكـرية التي تأسست على الحـوار والإقناع.. وهذا كان له أثر كبير في نشـأة الحضارة لشعب كيمت القديم .. والتي أثَّرت وتمازجت مع الحضارات الأخرى.. مع حفاظها على خصوصيتها الحضارية .. ولحماية نفسها من الشـوائب النابعة من الانغلاق والتعصب ..

ونحن خلال طرح هذه الإشكالية في الواقع لا نحاول إخفاء المعاصر خلف قناع الماضي .. أو قناع الحاضر الغربي المتقدم .. لأنه في الحالتين تستمر الإشكالية وتتولد معاني تعكس جوهر الإشكالية التاريخية..وأن نبتعد عن الفكرة التي ترى أن الأنا الحضارية لابد أن تمر عبر تدمير الآخر.. لأن هذه الفكرة مجانبة للصواب ..فالمنظور الصحيح الذي ينبغي أن يكون هو أن ننظر إلى الآخر باحترام ..

وبالتالي ينبغي أن ننظر إلى إشكالية الآخر من خلال عدم اعتبار الآخر هو الشر الذي يجب التخلص منه.. وأن ننظر بواقعية وموضوعية إلى الحضارة الفرعونية القديمة ..ونؤكد على أن في الوقت الذي لا تعد الحضارات الأخري خيراﹰ مطلقا".. فإن الآخر لا يعد شرا" مطلقا"...لذلك فقبول الآخر يعد مسألة ليس لها أي ضرر.. لأن قبول الآخر كما هو بميزاته وعيوبه سيترتب عليه رد فعل طبيعي لدى الآخر..

وتخلق نموذجا" حواريا" يعبر عن التفاعل المشترك .. دون مراعـاة الشـروط الابسـتمولوجية لعلـوم الحضارات القديمة .. بإدعائها أنها تمتلك نظرية خالصة للحقيقة .. فلا يمكن للعلوم التحليلية أو التجريبية أن تفـرض مفاهيمها على العلم التاريخي مثلا" .. ولا العكس لأن لكل علم منهجه ومفاهيمـه ومراميه...

ومن جهة ثانية تكون الأيديولوجيا المهيمنة المتحجرة التي تحول العلم إلى صنم أكثر مقاومة ...وأبعد مدى من أيديولوجيات الأنماط القديمة ...لأنه يمتلك القوة الصماء للتمويـه الـذي يعكس تحقق المصالح ..باستلام مكانـة أيديولوجيـة بديلـة للأيـديولوجيات البرجوازية المفككة ..؟! بإيصال جدل الإديان إلى أطروحة.. بحيث غدا فيها العلـم والتقنيـة ذاتهما أيديولوجيين ...

فلم يعد الدين والفن والأخلاق مجرد مكونـات متوازنة داخل هذه المجتمعات.. وإن ما تحولت لتمارس وظـائف أيديولوجيـة أسهمت إسهاما" مباشراﹰ في تدعيم انحطاط الغطاء التقليدي للأخـلاق لكل قيمة للـوعي مهمتها تثبيت السيطرة ..

وهنا يخصص الباحث العراقي د. خزعل الماجدي في كتابه ..( كشف الحلقة المفقودة بين أديان التعدد و التوحيد).. المبحث الثالث لشرح واستعراض وفهم الهرمسية.. من هو هرمس مثلث العظمة .. ( الملك و النبي و الحكيم ..!!).. يعتبر هرمس والذي يطلق إسمه على مضيق هرمز .. (نسبة" للإله أهورا مزدا ).. في الخليج الفارسي .. واحدا" من أكثر الشخصيات غموضا" في التاريخ .. وقد تنازعت لقبه امم كثيرة في روايات متعددة منها..

ان هذة الافكار كالاستبصار الداخلي او العرفان تشبهة الى حد كبير الفكر البوذي..؟! حيث اتخذ بوذا من التامل الروحي طريق للوصول الى اعلى مراحل السمو ليصبح اي انسان بوذا وهي اعلى مرتبة يصالها إنسان ... وإن الفردوس السماوي سيصل اليه الانسان في الدنيا .. وفي حال الموت خروج روحه من الجسد لتتحرر روحة من المادة .. ورغباتها الشريرة وبهذا يصل للفردوس ... اعتقد ان الفكرة ذاتها كانت منتشرة في العالم قديما" جدا" ...

الغُنُوصيّةُ نَزعة فكرية ترمي إِلى مَزْج الفلسفة بالدين .. وتشتمل على طائفة من الآراء المضنون بها على غير أهلها .. وتطلق خاصَّةً على جماعة من المفكرين في القرنين الأَول والثاني للميلاد.... والغنوصية محاوله من اجل اعادة امتلاك المعنى واعادة انتاجة بالروح الزرادشتيه القديمة على طريقة المانوية المتاخرة...

فهى نصوص لا تخاطب العقل والمنطق .. ولا يستطيع الانسان أن يستوعبها عن طريق المخ .. لانه لن يستوعب الماديات..بل هى نصوص تخاطب اللاوعى فى الانسان ..وهى عبارة عن مفاتيح تتحدث الينا من مستوى الروح ...وليس من مستوى العقل ....

ولهذا للانسان اربعة مستويات للوجود يتخاطب بها مع الكون ... المستوى المادى .. (يخاطب الغريزة).. المستوى العقلى .. (يستوعب الأفكار - ويخاطب العقل والمنطق) .. والمستوى العاطفى .. (يستوعب المشاعر - ويخاطب القلب ).. المستوى الروحى ( يستوعب الأبعاد الأخرى للكون - وعالم ما وراء الطبيعة - ويخاطب كل الموجودات والخالق)...

أن دراسة هذه النصوص أولا" عليه أن يعى أنها تخاطب مستوى الروح فى الانسان .. وأنها مجرد مفاتيح تفتح أبواب للوعى الكونى عند الانسان .. وتجعله يستخرج العلم من باطنه .. لأن العلم موجود داخل الانسان وليس خارجه ..فهي مجموعة أفكار ومعتقدات ومجموعة من النصوص ..

ويقول الباحث العراقي د. خزعل الماجدي في كتابه ..( كشف الحلقة المفقودة بين أديان التعدد والتوحيد )..أن هرمس كان أحد ملوك قبل الطوفان خلافا" لكل الآراء المطروحة... في حين يعتقد البعض الآخر أن هرمس هو شخصية غير تاريخية وأسطورية ..وأنه تم تدوينها بواسطة كتاب وحكماء عديدون على طريقة تدوين كتاب .. (ألف ليلة وليلة ..؟! ) أي أن النتاج الهرمسي يمثل العقل الجمعي لأمم العالم القديم...

ويشكك الباحث د . خزعل الماجدي في أن تكون تعاليم هرمس مدونة منه مباشرة.. بل تم تدوينها في القرون الثلاثة قبل الميلاد في العصر الهلنستي في مصر.. وتحديدا" في مدينة الإسكندرية...وظهرت هذه المدونات كمرجع أساسي لمدونات أخرى باليونانية واللاتينية والسريانية ثم العبرية وأخيرا" العربية...وهي نصوص ليست أصلية أبدا".. فقد طوى الدهر هرمس ما قبل الطوفان في حدود 3,000 ق.م...؟!

أما الأدب الهرمسي والفلسفة الهرمسية بحسب ..(مارسيا إلياد)..فإن الأدب الهرمسي يبدو مصريا..فهو عند شعب كيمت القديم كان الإله.. (تحوت أو طوط)..إله القمر فى كيمت القديمة ...وذكر سفر التكوين في التوراة إسم ..( أخنوخ).. وكذلك الأناجيل المسيحية ...وذكره القرآن بإسم..(النبي- إدريس)..؟!

وتجمع الروايات على أن هرمس كان أول من اخترع الكتابة وأول من كتب الصحف وخاط الثياب ولبسها وأول من حصل على الخلود وأول من صعد إلى السماء...ولهذا يختلف فهم هذه النصوص من شخص الى آخر حسب درجة نضجه الروحى ...وأحيانا يختلف فهمها عند نفس الشخص من مرحلة الى أخرى فى حياته على حسب درجة نضجه وتطوره الروحى فى الفترة التى يقرأ فيها هذه النصوص..

وبناء عليه فهذه الترجمة ليست ملزمة لأى شخص لا يقتنع بها.. وعلى كل انسان حرأن يبحث بنفسه فى كل المصادر التى تحدثت عن تلك النصوص ليستخرج منها المعانى الباطنية التى يدركها وعيه..حيث يذوب الإنسان في الله ..(وحدة الشهود)..الإنسان مِحراب الله وهيكله .. ( أنتم هيكل الله وروح الله ساكنٌ فيكم – الرسول بولس).. و يقول الحلاج: - ( أنا الحق ).. أي ..( أنا هو الله).. حيث يصل الإنسان إلى مرحلة الكشف و الإشراق...

فالهرمسية هي مركب ..( فلسفي - ديني - علمي ).. قائم على أساس سحري في قراءة سحرية للعالم... ويبدو أن متنها الفلسفي والديني هو الذي شكل أساس الغنوصية...ولذلك يكون الفرق بين الهرمسية والغنوصية هو شمول الهرمسية على الفلسفة والدين والعلم ... كما ذكرتها فى المقال الأول حول علم ( كتب الجفر ونهج البلاغة المنسوبة للإمام علي بن أبي طالب)..

وما يمكن تسميته بعلم ..( "الجفر").. نشأ مع حركة العباسيين حيث تبنى مؤسسوا الحركات الباطنية الأولى نفس النهج الذي بدأته السبئية والكيسانية والمُختار الثقفي ..وقد أحسن العباسيون استخدامه أفضل استخدام..وهو الكهانة المستندة على بعض من الحقائق الموجودة في الكتاب والسنة كعلامات الساعة وأحداث آخر الزمان والفتن والملاحم إلى جانب الإسرائيليات..

وقاموا بتطويعها فيما يخدم عقائدهم مضيفين إليها في أواخر العهد الأول العباسي علم التنجيم الذي شاع الإعتماد عليه حتى في بلاط الخلفاء... ثم أضافوا إليه بعد فترة ما عرف بحساب الجمل أو النظام الرقمي الأبجدي...فالكِندي ..( يعقوب بن اسحاق الكِندي - 185 ل 256 هـ .. ) ..كان أول من وضع نظاماً لفك التّشفير استخدمه لقراءة الكتب اليونانية المكتوبة باستخدام التّرميز الرقمي لإخفاء محتوياتها خلال فترة ترجمة ...ونقل العلوم اليونانية إلى العربية...

بينما الغنوصية تقتصر على الفلسفة الدينية حصرا"... والهرمسية ذات طابع نظري.. أما الغنوصية فتحولت إلى ديانات وفرق عديدة كانت لها طقوسها الخاصة.... تبدو الهرمسية وكأنها مرحلة بين الأسطورة والفلسفة...ويبدو أن أصل النفس ومصيرها هو جوهرالهرمسية في جانبها الفلسفي...ولا شك كما يقول الماجدي..أن التصوف الهرمسي يلتقي مع التصوف البوذي والإثنان يسعيان للوصول إلى الإله الذي في الإنسان .. وليس الإله الذي في خارجه ..(ملكوت الله في داخلكم)...

التصوف الهرمسي وراء فلسفة أفلاطون .. فالفكر الذي قالت به الهرامسة والذي يندمج فيه الوجود الإنساني ويصبح فيه و بفضله مقارنا" للوجود كله هو ..(العقل).. الذي تكلم عليه أفلوطين... لقد كان العالم عند أفلوطين هو المعالم المعقولة للوجود.. لوجود لا تنفصل فيه الأشياء بعضها عن بعض ولا تتجزأ.. بل وجود يخرج فيه الجزء من الكل ليعود إليه.. وجود تكون فيه المظاهر الجزئية أصداء مرايا بعضها لبعض...

الآلهة النجمية الفراعنة الأنبياء
_____________

لقد بلغت الأمبراطورية فى كيمت القديمة.. قمة أزدهارها ومجدها مع هبوط الفراعنة ..( الآلهة النجمية ).. الذين ملكوا سلطة مركزية على كوكب الإرض جميعا" .. وقاموا ببناء وتشيد الأهرامات وكل الأثار الموجودة فى كيمت القديمة .. وهذا بعدما قاموا بتسخير جهودهم في تشيد وبناء الأهرام بهذا الأرتفاع الشاهق وعلى تلك المساحة الشاسعة.. وبهذة الفكر الهندسية المرتبطة بالنجوم ...

ولكن دون مرعاة فكرة هؤلاء البشر لمعرفة كيفية التشيد والبناء وهذة الهندسة المعمارية الفريدة من نوعها ... ويذكر هنا المرؤخ ..( جيمس هنري برستيد ).. في كتابه فجر الضمير.. ( أن انهيار الدولة المصرية القديمة.. كان له تأثيرًا عظيمًا على عقول المصريين الذين شاهدوه.. وقد ترتب عليه " أن أقلع رجال الفكر عن التفكير في الآبهة الظاهرة الكاذبة، وتحولوا إلى التأمل العميق في قيم الباطن")..

في هذا الكتاب نجد صفحات مقسومة إلى نصفين بالطول- إلى اليمين أناشيد الألهة النيترو الملك ..( اخناتون ).. وهي الأصل .. والى اليسار ..( مزامير داود).. ومنذ سنوات أواصل كتابة سلسلة من الأبحاث على جانب كبير من العمق والدقة.. تكشف أكاذيب هؤلاء القوم وتفضح أصولهم أفكارهم.. أعني هنا أصحاب ..( الإديان الإبراهيمية ).. وعلى رأسهم اليهود .. والمؤرخيين المسلمين وغيرهم ...أنهم للحق خبراء في تزييف الواقع والتاريخ ونسج الأكاذيب.. انهم يخلقون ذاكرة من الفراغ ... من قلب الحقائق...

أي أنهم اكتشفوا أن المجد المزيف للأجداد ..( كتبهم المزورة ..!!) .. كانها محوره الأبهة وعظمة البنيان.. لم يكفل لهم الخلود الذي سعوا إليه.. ولم يحافظ على تاريخ الحضارات القديمة التي هي أساس كل الإديان فى الإرض ... وهم بذلك يحاولون أن يحققو حياة سعيدة وأمنه لأنفسهم المريضة ... وقد عبروا عن هذه التأملات في صورة بالغة الدلالة على حالتهم العقلية والنفسية.. ونزعتهم التشاؤمية الكارهة للحياة في زمن السقوط والانحدار....

ولعل ما يجري الآن من تعصب ..( صهيوني - يهودي - مسيحي - مسلم ).. وبروز الروح العدوانية يكون درسا ينبه إلى ضرورة الحفاظ على الحقائق الثابتة في الواقع.. والتي يجب ألا يغيبها أي اتفاق أو خطوات قد تتم اليوم وتنفذ غدا" ضد تزوير التاريخ الحضاري والإنساني للبشرية .. فى صورة تزييف الواقع .. وتدمير الذاكرة وتشويه مراحل التاريخ القديم لحضارات كيمت الفرعونية وغيرها من الحضارات العريقة التي ارتقت بالإنسان من السمو الى السماوا ...!!

يزعم بعض المتوهمين أن قصة الإديان فى كيمت القديمة .. والفراعنة ..( الآلهة النجمية ).. هم من الكافرين حسب تضليل الكتب المقدسة دون تزييف وبين اخلاقهم النبيلة والسامية ..إذن فأحداث هذا المشهد وقعت في إطار من التسلسل المنطقي لسياق الموقف... وهو ما أخفاه كاتب التوراة؛ لأسباب سنذكرها فيما بعد...

وهناك كتب أخرى كثيرة لا تقل عن ..("فجر الضمير" ).. وتفيض بتحضر الفراعنة منها كتاب .. ( أثينا السوداء).. للامريكي ..( "توم بارنال" ).. الذي يؤكد أن اصل الحضارة واللغة الاغريقية ذو أصل فرعوني ...ويذكر أيضا" قائمة فلاسفتهم من ..( أفلاطون - وإقليدس - وارشميدس ).. وصولون الذين اخذوا المعرفة والحكمة من شعب كيمت القديم .. وما علم لدينا إلا وقد أخذناه من كيمت كما قال افلاطون.. وهناك كتب أخرى تبين تاريخ الفراعنة دون أي افتراء...

فالحضارة الفرعونية ليست كسائر الحضارات ... وإلا لما أطلق عليها ..( "برستد" - فجر الضمير ).. إنها الحضارة الوحيدة التي لم تسبقها حضارة أخرى من علوم وفنون وآداب ومعرفة .. باختصار شديد سوف اكتب عنها إنها موروث البشرية من تلك الحضارة..

خذ مثلا" هنا العلوم والطب كمثال ... فقد تركوا لنا الكثير الذي مازالنا نعمل به و نمارسه ونجني ثماره من الابر الجراحية والمشارط وخيوط الجراحة وعلاج البلهارسيا بالأنتيمون .. والذي اكتشف حديثا بالقرن العشرين .. وإصلاح خلع الكتف وكسر الترقوة وخلع الفك السفلي .. وهو ما يصنعه الاطباء الآن حتى توصلوا لوسائل منع الحمل واجروا عملياتت المياه البيضاء .. وصنعوا العيون الصناعية وصنعوا الكحل الاخضر من المالاكايت القاتل لأشرس أنواع بكتريا العيون...

أنظر إلى أي روشتة في العالم ستجد علامة ..(R ).. قبل كتابة أي دواء إنها ..(عين حورس).. الذي قاتل ..("ست").. وهذا معناه حين تضع علامة ..(R ).. سيعيد إليك صحتك إلى ما كانت عليه – كما اعاد ..("تحوت").. رسول المعرفة عين ..("حورس")..إلى ما كانت عليه ..أما عن الرياضيات فهذا أمر شرحه يطول ويكفى أن لا تخلوا معادلة لاينشتين أو كلبر أو نيوتن أو ديرك أو بوهر من النسبة التقريبية التي أكتشفها الفراعنة منذ آلاف السنين..

حتى فنون .. (الباليه).. كانوا روادا" فيها .. والموسيقى وهذا ما شهد به العالم الألماني ..(هكمان).. لهم به ... إنها ولع ..( "فرويد").. الذي رد الجميل للحضارة شعب كيمت القديم معتبرها عقدة المرضى المصابين بالبداوة ويقصد بني جلدته اليهود ..! فعندما اكتشف المصري القديم ذلك وصل الي اعظم كشف في تاريخ الفكر البشري اكتشف انه انسان .. !

وان هناك فرقا بينه وبين الحيوان : لا تنازع علي البقاء وانما تعاون للبقاء....لا قتل ولا ظلم ولا عدوان بل حب وتعاون واخاء....هذا سر من الاسرار الكبري لحضارة كيمت القديمة التي حيرت البشر..قرون تجري..في اثر قرون ..عوالم تولد ثم تموت......وكيمت القديمة هنا في مكانها تبني وتنشيء وتعمر وتكتب وترسم وتنشد وتصلي وتتالق وتتوهج وتخبو ثم تتالق و تتوهج ...

اقول هنا بدا كل شيء .. وهنا عاش كل البشر ..وكما كانت كيمت القديمة في كل زمان .. فهي ايضا كائنة في كل مكان في فرنسا يقولون ان مصر تبدا من ميدان الكونكورد حيث مسلتنا العظمي علي مسافة كبيرة من ميدان الوفاق هنا يقوم متحف اللوفر .. ولولا قسم المصريات به لاصبح اثرا بعد عين..

هنا صنع من مغمورين ابطالا" جاء الينا جان فرانسوا شامبليون .. وهو فتي غر وخرج وهو يعلن للعالم اجمع انا شامبليون المصري .. وعندما عاد الي قريته المسماه فيدجاك قال : هذا ..(كفر) .. فيدجاك اما بلاد الحضارة فهي هناك بجوار الاهرامات..

حدود كيمت القديمة في الغرب كانت برقة في الاسكندرية .. وأشراقة وحينا في قلب الجزائر .. فهناك وعلي صخور الصحراء حتي منطقة ..( الهقار ).. التي تسمي ..( اهاجار ).. اكتشفوا بصمات الفن لشعب كيمت القديم .. هناك عاش احد العناصر البشرية التي كونت شعب كيمت .. اولئك الذين كان كيمت القدماء يسمونهم .. ( التحنو) .. ويسميهم العلماء..( اهل الريش )...من هناك اتو يحملون ريشهم وفنهم ويسوقون قطعانهم ليستقروا اخر الامر علي ضفاف الوادي .. ويصبحوا الكمتيون القدماء ...

ومع كل فلدينا حدود غربية لحضارة كيمت الفرعونية أبعد من هذا هناك علي ساحل الاطلسي في جمهورية موريتانيا الحالية يوجد اقليم ..( شنقيط ).. وشنقيط هذه كانها جزء بعيد من كيمت علي طول العصور الوسطي كان ..( الشناقطة ).. ياتون من هناك ليتعلموا ويعودوا الكثيرون منهم اقاموا عندنا ورواق الشناقطة في الازهر مشهور...

معظم هؤلاء يتحدثون بتلك الثقة من منطلق أنهم متخصصون في علوم الطب والفيزياء والكيمياء وغيرها.. ما موضوع هذا العلم .. ؟ موضوعه هو كيفية معرفة المستقبل من خلال بعض العمليات الحسابية بالأرقام والأبجدية.. واسم صاحب الشأن مع مراعاة وضع البروج السماوية وحركة النجوم وموقع القمر..

وبعضهم لا يكتفي بإضفاء الطابع العلمي الرصين على هذا المجال.. بل إنه يلبسه عباءة دينية تضفي عليه قدسية ربانية..فهؤلاء يقولون أن ..(الإمام علي).. تلقى من الله منحة ثمينة بأن فتح له أبواب الغيب.. وأطلعه على ما في اللوح المحفوظ.. فتكشفت له ما تكون في المستقبل من أمور وما يحل بالأمة من خير وشر حتى آخر الزمان..

فقام الإمام بكتابة ..( "شفرة" ).. التوصل لتلك المعرفة الثمينة في كتاب من جلد الحيوان.. ليكون ميراثًا لمن أنعم عليهم الله بالمنزلة العالية والاقتراب من ملكوته..! وبقراءة هذا الكتاب تجد نفسك أمام بحر من الطلاسم.. والكلام المسجوع أو المكتوب شعرًا.. والنصائح والتوجيهات حول معاني التقاء حروف معينة بأرقام معينة.. يكفي أن تعرف أين موقع القمر من الجوزاء والمريخ لتكتب جدولًا بـ"الفاعليات" الكونية...

ها هى الحقيقة التى لا يعتريها لبس …. ها هو اليقين الذى لا يرقى اليه شك وهذا اليقين الذي لا بد منه..فـ العالم ..( الظاهر- المادى- السفلى )..هو صورة مرآه معكوسه من العالم ..( الباطن- الروحى).. الانسان هو المعجزه التى يجتمع فيها العالمين ( as above , so below ) .وكذلك ما رأيناه في فلسفة اثينا..

هذه النصوص المنسوخة هي قراءة ..( هرمسية )..بدأ ظهورها بشكل مكتوب في نصوص منسوخة لنصوص أصلية مفقودة ...قبل الميلاد حيث كان قدماء شعب كيمت ... يعتقدون أن هذه النصوص كتبها ..( تحوت - توت - هرمِس ).. بنفسه و تعود إلى فترة إنتقاله من أتلانتيس المفقودة إلى كيمت ..

كتاب تحوت أو توت ..(Book of Thoth )..المقدس ...أو ألواح الزُّمُرُّد ..(Emerald Tablets)..قيل أنها ترجع إلى ..(٣٠٠٠ ق.م ) .. وبدأت فى الظهور في أوروبا في القرن الثاني عشر الميلادي ... وكما ذكرت فى الحلقة السابقة إنها عبارة على إعادة نسخ لنصوص أصلية مفقودة..

فالبعض يفهم وجود أتلانتيس على أنه وجود مادي لجزيرة ضائعة في المحيط الأطلنطي أو الأطلسي...لكن ما يعنينا هنا هو إهتمام العالم كله بهذه النّصوص حيث اهتم بها ..( الخيميائيون).. في أوروبا.. وهناك العديد من أشهر علماء العالم الذين حاولوا ترجمتها...ويطلق عليها إسم ..( "ألواح الزُّمُرُّد")..وخرافة النبي إدريس.. ( أخنوخ عند اليهود) ... ( هرمز - أو هرمس ).. المثلّث العظمة وأصلها السومري البابلي - الفارسي - كيمت ...قراءة في الهرمسية وجذورها في حضارات العالم القديم...

وقد يستندون في حدثان الدول على الخصوص إلى كتاب ..("الجَفْر").. وهو فى الأصل ..(Book of Thoth )..المقدس ...أو ألواح الزُّمُرُّد ..(Emerald Tablets)..ويزعمون أن فيه علم ذلك كله من طريق الآثار أو النجوم لا يزيدون على ذلك.. ولا يعرفون أصل ذلك ولا مستنده...

وأن هذا الكتاب أصله أن هارون بن سعيد العجلي..له كتاب يرويه عن جعفر الصادق.. وفيه علم ما سيقع لأهل البيت على العموم.. ولبعض الأشخاص منهم ونظرائه من رجالاتهم على طريق الكرامة والكشف الذي يقع لمثلهم من الأولياء...

يقولون أن نشأ الخلق من الواحد الأحد ومن العقل الكونى الواحد جاء كل شئ .. فكل الموجودات هى انعكاس لتأملات وفكر الجوهر الواحد ...؟! ويزعمون بإنهم وجدوا هذا في نشأة الكون عند ..( ارسطو ..!).. وكذلك الصدور عند ..( افلاطون ..!)..وهذا الكلام لم تتصل روايته.. ولا عرف عينه.. وإنما تطير عنه شواذ من الكلمات لا يصحبها دليل...

وقد يُنقلون كثيرأ" من هذا الكلام غير منسوب إلى ..("الجفر").. وفي أخبار دولة العبيديين كثير منه ..وبعضهم من يعتقد فيه يسنده إلى ..(الإمام علي).. علي وينمِيه.. بهتانًا وزورا"..! ولا يزال كثيرون لهذا العهد يدعون أن فيه علمَ ما كان وما سيكون .. ولن تعدم أن تسمع من بقول عند كل حادثة مَن حوادث المنون .. كان ذلك في الكتابِ كتابِ الجفر مسطورً..!

وقضية الجفر والمنتظر... يحيلون فيها على غائب أبدًا.. وذو الحق لا يخفي اعتقادًا.. بل يرفع عقيرته بعقيدته مساء وصباحًا...المستشرق إتين مارك كاترمير..( Etienne-marc Quatremère)..فحينما نبهتك للمنهجية العلمية في النقد لم يكن الهدف سوى التذكير بنسبة القول لقائله لا غير أما أن تنقل عن غيره ثم تسعى لدحض القول.. فهذا ليس من العلم في شيء...

عندما تقوم ببناء البحث غير علمي بالمرة لضعفه في اسناد القول لغير قائله ما كنت أظن أنني أجد من يقول ... وتحدي التنقض بخصوص الجفر لم يتبع ..(المنهجية العلمية).. فهم فلم يتطلعون على جميع نسخ الجفر وما هو مكتوب فيها أو مكرر وربما ما ذكروه أم لا..!"

إن التحدي ليس أسلوب المنهجية العلمية التي تتبع أسلوب المنطق حتى تصل إلى النتائج المرجوة سواء أقبلها الخصم أم رفض...تقتضي منهجية البحث العلمي إثبات القول لقائله موثقا.. ثم بعد ذلك الإتيان بما يبرهن عكس القول أما التعرض لنقول أن هذة الكتب كتبها الرومان والفرس وغيرهم دون توثيق مصادرها فهذا ليس من العلم في شيء....

يقولون أن طاقة الشمس هى طاقة العقل .. (الأب - تفعيل الارادة - الظاهر).. وطاقة القمر هى طاقة الحدس ..(الأم- الالهام- الغيب)..فلو وجدت في الكتب ..( الكلامية ).. مسائل لا يتوقف عليها إثبات الحقائق ودفع الشبه عنها ..

المراد بالعلم معناه الأعم أو التصديق مطلقا .. ليتناول إدراك المخطئ في العقائد ودلائلها ويمكن أن يراد به المعلوم .. لكن بنوع تكلف بأن يقال علم أي معلوم يقتدر معه .. أي مع العلم به... فينطبق التعريف على العلم بجميع العقائد مع ما يتوقف عليه إثباتها من الأدلة .. لأن تلك القدرة على ذلك الإثبات إنما تصاحب هذا العلم دون العلم بالقوانين التي تستفاد منها صور الدلائل فقط ..

إنها أكبر عملية تزييف للتاريخ بيد من خانوا ضميرهم العلمي ..وهي أنهم حرفوا وزيفوا كتاب التاريخ ..لنصرة كتابهم المسمى بالعهد القديم..وليس المهم هنا أن ننتصر لعمر التاريخ والحضارة في كيمت القديمة فقط .. وإنما لتوضيح مدى الكذب وتزييف التاريخ من هؤلاء ومن تبعهم فى هذا المنوال من باقي الإديان الاحقة ..

فتاريخ كيمت القديمة لازال حتي الآن تاريخاً غامضا ومليئا بالتناقضات.. فهو تاريخ مليء بكم هائل من التفسيرات اللانهائية ..! فأحيانا تصل لمرحلة الشطط الفكري عند المناظرات لما ظهر منه .ولقد كان هناك كثير من المدارس الأوروبية التي تبنت تفسيرات وتأويلات للتاريخ في كيمت القديمة لا حصر لها..ولقد اعتبرت المعابد والمقابر أحد أهم وأكبر مصادرنا عن تاريخ وحضارة شعب كيمت القدماء..

وبفحص تاريخ شعب كيمت القدماء منذ بدأ حضارتهم من خلال النقوش والبرديات وغيرها من المصادر نجد أننا أمام تاريخ غامض ... ولم يتفق العلماء والأثريين منذ أول دراسة له سواء علي مستوي تكوين الأسر أو حتى الملوك.. وبالتالي أحدثوا ترميمات لبعض الفجوات لحل اللغز ..؟! ولكنها باتت ترميمات كاذبة.. ومع ذلك لم يصلوا لحلول قاطعة في التفسيرات .. وللأن هم علي خلافهم أكثر من اتفاقهم في أشياء كثيرة لم تحل بعد..

ولم يتفقوا الا على أكذوبة أن الحضارة المصرية هي ..(7000 ق.م ) .. فقط وسرعان ما تبين كذبهم .ومما ساعدهم علي كذبهم وتصديقه هو أن شعب كيمت القدماء لم يستعملوا التاريخ الزمني ..؟! فهم كانوا يؤرخون وقائع كل عصر بسنوات حكم.. وحتي هذا التأريخ لم يكن موثوق به فتارة كان التأريخ يبدأ من أول سنة وفاة الملك السابق..وتارة أخرى بيوم باحتفال تتويج الملك اللاحق علي الملك السابق..

تسبب متون ..( ماتينون )..والذي حدد فترة حكم الأسرة الأولى الى ماقبل ..(5004 ق.م )..وبالتحديد قبل ..(12 ق.م )..ألف عام في إزعاج الأوروبيون أصحاب التلمود الباطني – التفسير لكتاب ..( “العهد القديم” )..المحرف.. ولذلك إدعوا أن أمبراطورية كيمت القديمة كانت منقسمة لعددة ممالك وأن ..(” ماتنيون” )..كرر أسر كانت متعاصرة..وزعم أصحاب هذا الرأي أن الأسرة الخامسة كانت حاكمة في الفنتين في ذات المدة التي حكمت الأسرة السادسة في منفيس..

ولكن الحفريات أكدت وجود آثار للأسرة السادسة في الفنتين وللأسرة الخامسة في ممفيس إذن لا يوجد معاصرة للأسرتين معا"..أما المؤرخ ..( “أوسيريوس” ).. الايرلندي فقال إن الفترة من آدم الى الأن هي ..(5895 )..عاما..هناك رأي آخر يقول أن المدة من آدم إلى الآن هي ..(7400 )..عاما .كل الآراء السابقة مؤسسة علي تواريخ ..( “كتاب العهد الجديد” ).. بمعنى تاريخ الخليقة لا يزيد عن ..(7000 )..عاما ولا يقل عن ..(3700)..عاما ومن هنا جاء تزييف التاريخ..

ويقول ..(“كوفيه” ).. في كتابه في البحث في مادة طبقات الأرض يترواح من ..(8891 )..إلى وقتنا هذا وكوفيه قال ..(8006 )..إلى وقتنا هذا أي إلى وقت كوفيه..أما بدء تاريخ أمبراطورية كيمت القديمة فقد افترض ..(“بروكش” ).. أن أمبراطورية كيمت القديمة تأسست سنة ..(4400 )..واعتبر الملوك التي تستحق الذكر ..120 ()..ملكا"..علي اساس تزييفهم يكون ابتداء حكم رمسيس الثاني ..(1333 ق.م )...

اما مارييت افترض ..(5004 )..سنة ..؟! اذن نحن الأن أمام تواريخ مختلفة ولكنها لا تخرج عن عبائة تواريخ كتاب العهد الجديد..ولكن السؤال ما هو دور الكنيسة الغربية وعلى رأسها البابا في تحديد عمر الحضارة الفرعونية بـ ..( 3200 - أو 3400 - أو حتى 3600ق.م.).. ؟ وحصر عمر الحضارة ما بين هذه التواريخ..؟

الاجابة واضحة فقد حدد كتاب .. (العهد القديم).. أن عمر الانسان علي الارض لا يتجاوز ..(3389 )..سنة علي اكثر تقدير قبل النبي ابراهيم ؟!! وبالتالي أي قدم تدعيه أمبراطورية كيمت القديمة لنفسها ابعد من المدة التي حددها كتاب العهد القديم هو .. (تزييف!).. حسب رأيهم لأنه يعني ببساطة هدم عقيدة من يؤمنون بكتاب الإديان الإبراهيمية ...

بمعنى أن المدة التي يجب أن يكون شعب كيمت انتقلوا فيها من حالة الوحشية الأولى إلى الحالة المدنية .. ثم من الحالة المدنية إلى الحالة الراقية لا تتجاوز قرونا تعد علي اصابع اليد قبل النبي ابراهيم ..وان المدة من ..( إدم إلى نوح ..!).. هي ..(1147 ).. سنة فقط وهذه المدة فقط هي التي عمرت بها كيمت الفرعونية ووصل فيها شعب كيمت إلى الحضارة التي وجدهم عليها النبي ابراهيم حين يزعمون إنه قام بزيارة كيمت القديمة ...

المفاجأة الكبر جاءت علي لسان شاهد منهم.. وتفجرت عام ..(1793م ).. عندما درس عالم فرنسي يدعى ..( “ديبوي” ).. البروج التي وجدت في المعابد كيمت القديمة.. فألف كتابا قال فيه إن شعب كيمت .. ويسميهم ..( المصريين ..؟!!).. هم أول من أخترع رسم البروج أيضاً أن عمر البروج المصرية يبلغ..( 13 أو 15 الف سنة ق.م ).. وطبعاً هذا سيهدم كل طموحاتهم وترتيباتهم ...

واضاف انه لا يستطيع شعبا في مستهل حضارته أن يخترع هذه البروج بتوقيتاتها الفللكية المنقوشة علي جدران معابد أبيدوس ودندرة.. اذن الحضارة الفرعونية ترجع إلى ابعد من ..( 15 الف سنة ق.م )...

واثناء الحملة الفرنسية علي مصر عام ..(1798 ).. شاهد علماء الحملة نقوشا للابراج الفلكية فوق سقوف معبد دندرة وفوق معبدين بالقرب من أسنا ... ولاحظوا أن قواعد التقسيم في هذه البروج كلها واحدة .ولكن العلامات ومناطق الكواكب مختلفة ... ففي مدينة ..( اسنا ).. تبتديء البروج ببرج العذراء .. وفي دندرة تبتديء ببرج الأسد..

فأستنتجوا من ذلك أن الغرض هو الدلالة علي الوقت الذي شيدت المعابد فيه .. وان معبدي اسنا شيدا حتما"حينما كانت الشمس في فلك العذراء ... في جزء أخر لا استطيع تفسيرة أو ترجمتة ...( لم يكتمل - أو وكإنه شقرة )..وأن معبد دندرة شيد حينما كانت الشمس في برج الاسد .. وهذا معناه أن كانت كيمت في محيط برج الأسد من السماء وهو ما كان موعده فلكيا قبل..( 12 ألف عام- ق.م )...

انقسم العلماء لفريقين .. فريق يقول إن خلق الانسان أقدم من الزمن الذي حدده كتاب العهد القديم وعلي رأسهم..( “ديبوي”)..وقسم أخر بزعامة الكنيسة يقوده الأب ..( “تيستا” ).. سكرتير بابا روما .. والذي يرى أن البروج لا ترجع الا إلى القرن الثالث قبل الميلاد.. وأن الدين لا علاقة له بالآثار ..! ثم أتي الماسوني السارق شامبليون لينشر أكاذيب الفاتيكان..!

في عام ..(1822 )..وصل لميناء مرسيليا برج دندرة بالكامل بعد أن سافر ابن أحد نواب فرنسا لمصر فى ذلك الوقت .. واستطاع نزعه من دندرة ونقله إلى فرنسا في عملية سرقة فاضحة استغلالا للاستعمار العثماني لمصر.. وشكلت الحكومة الفرنسية لجنة ثلاثية لفحص البرج .. وقررت اللجنة انه غير مزيف واشترته الحكومة بمبلغ ..(150 الف فرنك )...

ووضع في متحف اللوفر.. وحارب رجال الدين البرج بل وصل الأمر أن قال بعض نواب فرنسا ..(“إن البرج أداة للإلحاد وإنكار الدين” )..وزعم المزور شامبليون أن أجزاء من معبد دندرة شيد في عهد الملكة كليوبترا وابنها قيصرون.. وأن أجزاء أخرى شيدت في عهد أغسطس..

أما معبد اسنا فزعموا أنهما شيدا في عهد الإمبراطور ..(“كومود” ).. وأثبت أن البروج حديثة.. وأنها شيدت وقت بناء المعابد أي في العصر البطلمي والروماني . لكن السؤال: ما الذي يمنع العبث بالنقوش لإثبات وجهة نظر الكنيسة وخصوصا أن البرج سرق من مصر وأرسل لفرنسا وما الداعي لسرقته بالذات ...؟

السؤال أيضا هل شامبليون زيف التاريخ إرضاء للكنيسة لحصر عمر الحضارة المصرية في تاريخ ..(3200 ق.م)... وسؤال أخر عن الدوق ..(“دي بلاكاس - ” Duc Du Blacas ) ..وهو من مؤيدي الكنيسة لدى ملك فرنسا لويس الثامن عشر .. وحصل له على اذن لزيارة متحف تورين والمتاحف الإيطالية الاخري ليدرس مجموعات اوراق البردي والآثار المصرية هناك؟ وهو : -

لماذا بعد أن حصل له علي الإذن أختلى باللص شامبليون ورجاه الا ينشر شيئا يخالف التوراة أو المسيحية.. ؟ ولماذا قطع شامبليون عهدا علي نفسه بذلك..؟ هل كان ذلك مكافأة له خصوصا انه عندما زار الأب فيستا قال له “مرحبا بمرسل الضربة الاخيرة للبروج”...؟ ثم قام شامبيلون بزيارة بابا روما ..( ليون الثاني عشر ).. ووصل الأمر أن كتب سفير فرنسا في روما إلى وزير خارجية الحكومة الفرنسية

قال:- (“شافهني البابا بأنه يشكر شامبليون لأعماله الجليلة لأنها خدمت الديانة خدمة ذات أهمية )..وأن شامبليون اسقط كبرياء تلك النظرية التي كانت تزعم انها عثرت في برج دندرة علي تاريخ لخلق الإنسان أقدم من تاريخ الكتب المقدسة”... ونتج عن تآمر شامبليون أنه لا يمكن إرجاع أي أثر مصري إلى أبعد من ..(2200 ق.م )..

لماذا .. ؟ لأن هذه المدة هي التي كانت تقدر بين المسيح وابراهيم – أي قبل عصر إبراهيم ..(1800 )..وبهذا يبقى نحو سنة لا يمكن الوصول إلى معرفة شيء عنها الا من الكتب الإبراهيمية ..تماما كما زيفوا تاريخ كيمت وزعموا أن الفراعنة مصريين مع أنهم هم الترك الهكسوس الوثنيين …

هل رأيتم وضاعة وعبث بالتاريخ أكثر من هذا..( إنه التزييف ) ...؟ ويبدو أن صفة وضمير العالم تغلبت علي شامبليون عندما زار مصر ودرس الآثار والكتابات ... فوجد أمامه مئات البراهين التي تهدم عقيدة الكنيسة .. وأن التاريخ الفرعوني أقدم من التاريخ التي حددته التوراة لخلق الانسان..لكنه مع الأسف لم يعلن ذلك جهارا بل أرسل لاخيه قائلا:-(“حصلت علي نتائج مربكة ولذا يجب ابقاؤها في طي الكتمان” ) ..

ترى ما هي النتائج المربكة التي يجب اخفاؤها إلى الأبد .. ؟ هذا يؤكد وجهة نظرنا أننا أمام اكبر عملية تزييف للتاريخ لشعب كيمت القديم اشتركت فيه الكنيسة في روما وحكومات .. ومع الأسف علماء اعطوهم صك يخدم معتقداتهم الدينية علي حساب الحقائق التاريخية..

سؤال اخر: مات شامبليون في ريعان الشباب عام ..(1832 )..فهل كانت ميتة طبيعية ام أن البابا والكنيسة كان لهم يد في اخماد صوت ضميره العلمي الذي كاد يستيقظ من خلاله كلماته لاخيه ؟ عموما في عام ..(1863)..أعلن الأثري ..( دي روجيه ).. ترجمة لبعض أوراق البردي التي في متحف برلين وجعل عنوانها قصص من ..(4000 )..عام فاتهمه القساسوة بالمروق من الدين..

وظهر في هذه الفترة ..( رينوف الإنجليزي - وليبسوس في المانيا ).. وفي عام ..(1880 )..ظهر لينو رمان ليدحضوا آراء تواريخ التوراة المزعومة..فتراجعت الكنيسة واهتدت أنها أخطأت بحجة أن النسخ الثلاثية للتوراة اختلفت في الأرقام .. وهذا الإختلاف وحده يمنع أن تكون مقدسة ..وبالتالي خرجت الكنيسة من التصادم مع العلم لشعب كيمت..

لكن بعد أن تم تثبيت الفكرة المزيفة في أذهاننا وهي التاريخ المزييف الـ ..(3200 ق.م)...والذي أصبح تاريخا مقدسا لعمر الحضارة الفراعنية .. مع الأسف يدرس في جميع جامعات العالم الغربي والعربي حتي الآن..! هكذا صنع الغرب أكبر أكذوبة لتقزيم عمر الحضارة شعب كيمت القديمة بما يتوافق مع معتقداته الدينية التي هم كذوبها فيما بعد..ولكن ظلت الأكذوبة في الأذهان حتي تحولت إلى حقيقة تسطرها كتب الاثار والتاريخ للحضارة الفرعونية القديمة ..



#خالد_كروم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أبناء السماء الفراعنة هم الأنبياء - ج 9
- أبناء السماء الفراعنة هم الأنبياء - ج 8
- أبناء السماء الفراعنة هم الأنبياء - ج 7
- أبناء السماء الفراعنة هم الأنبياء - ج 6
- أبناء السماء الفراعنة هم الأنبياء - ج 5
- أبناء السماء الفراعنة هم الأنبياء - ج 4
- أبناء السماء الفراعنة هم الأنبياء - ج 3
- أبناء السماء الفراعنة هم الأنبياء - ج 2
- أبناء السماء وقارة أطلانتس - ج 9
- الأدب القديم في كيمت - الكاهن وين آمون -أنمزجا-
- أبناء السماء الفراعنة هم الأنبياء - ج 1
- أبناء السماء وقارة أطلانتس - ج 8
- أبناء السماء وقارة أطلانتس - ج 7
- أبناء السماء وقارة أطلانتس - ج 6
- أبناء السماء وقارة أطلانتس - ج 5
- أبناء السماء وقارة أطلانتس - ج 4
- أبناء السماء وقارة أطلانتس - ج 3
- أبناء السماء وقارة أطلانتس ...؟! ج 2
- أبناء السماء وقارة أطلانتس ...؟! ج 1
- قصص الأجناس البشرية وحضارة كيمت الفرعونية ج 2


المزيد.....




- نهشا المعدن بأنيابهما الحادة.. شاهد ما فعله كلبان طاردا قطة ...
- وسط موجة مقلقة من -كسر العظام-.. بورتوريكو تعلن وباء حمى الض ...
- بعد 62 عاما.. إقلاع آخر طائرة تحمل خطابات بريد محلي بألمانيا ...
- روديغر يدافع عن اتخاذه إجراء قانونيا ضد منتقدي منشوره
- للحد من الشذوذ.. معسكر أمريكي لتنمية -الرجولة- في 3 أيام! ف ...
- قرود البابون تكشف عن بلاد -بونت- المفقودة!
- مصر.. إقامة صلاة المغرب في كنيسة بالصعيد (فيديو)
- مصادر لـRT: الحكومة الفلسطينية ستؤدي اليمين الدستورية الأحد ...
- دراسة: العالم سيخسر -ثانية كبيسة- في غضون 5 سنوات بسبب دوران ...
- صورة مذهلة للثقب الأسود في قلب مجرتنا


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - خالد كروم - أبناء السماء الفراعنة هم الأنبياء - ج 10