أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مؤيد عبد الستار - الجواهري.. يوم أصيب بنشابة القناص














المزيد.....

الجواهري.. يوم أصيب بنشابة القناص


مؤيد عبد الستار

الحوار المتمدن-العدد: 6845 - 2021 / 3 / 19 - 14:50
المحور: الادب والفن
    


الشاعر الراحل محمد مهدي الجواهري مجد ثورة تموز وقائدها الزعيم عبد الكريم قاسم وقال فيه:
جيش العراق ولم أزل بك مؤمنا وبأنّـكَ الأمــــلُ المرجّى والمنى
عبد الكريم وفي العراق خصاصة ليــــــدٍ وقد كنت الكريم المُحسنا
وكان الزعيم عبد الكرم قاسم زاره في بيته في الايام الاولى للثورة وحظى بمكانة كبيرة وانتخب رئيسا لاتحاد الادباء ونقيبا للصحفيين. وهو الذي عرفه والتقى به في لندن اواسط الخمسينات ويقول عنه ( كان عبد الكريم قاسم يعرف الانكليزية وشيئا من التركية والكردية وقد وصفه أحد المراسلين الصحفيين الامريكيين الذين عرفوه فقال إنه زعيم غريب في البلاد العربية ) المذكرات ج 2 ص 182
ولكن الرياح لم تجرِ بما تشتهي السفن فتغيرت بوصلة الاحداث السياسية وحدث خلاف وجفاء بين الزعيم عبد الكريم والجواهري ما اضطره اللجوء الى جيكسلوفاكيا عام 1961 . وقد فصل ذلك الخلاف في مذكراته.
من بين تلك الاحداث يشير الجواهري الى اعتداء وقع عليه في الكرادة الشرقية من قبل رجال الامن نقتبس منه الاتي:
(على جانبي الطريق من يضايقني في ذهابي وايابي ، واكثر من ذلك
فحتى عندما صبغت ثيابي بالدم وأنا أرمى بـ ( نشابة )
في الكرادة الشرقية نفسها من أحد قناصة جهاز- مجيد جليل - ...
مذكرات الجواهري ج 2 ص 271)
وكان قد وصف هذا الحادث في رسالة اللجوء التي قدمها للسلطات الجيكوسلوفاكية بقوله ( رميت بسهم حجري ..) راجع الرسالة التي نشرناها حول الموضوع *.
اضطراب الحياة السياسية
كانت هذه المضايقات سببا لمغادرة الجواهري العراق الى لبنان ومن هناك الى براغ عاصمة جيكوسلوفاكيا حينذاك ، نلاحظ وصف الجواهري لما حدث وكأنه معركة البسوس في الكرادة الشرقية لشدة معايشته الشعر العربي الكلاسيكي وتأثره بلغة الشعر القديمة . فالكرادة الشرقية محلة مزدحمة ضيقة الازقة والطرق لا تتناسب ومعركة بالنشاب والقنص الذي يشيع في بوادي العصر الجاهلي.
اما عبد المجيد جليل فهو مدير الامن العام في عهد عبد الكريم قاسم، أعدم بعد انقلاب 8 شباط .
يكتب عنه عقيل الناصري في مقال له منشور في الحوار المتمدن مايلي:
(عبد المجيد جليل وأقطاب أمنه لا هم لهم في تقاريرهم سوى تأليب السلطة على الناس، لاسيما على الشيوعيين واعتماد الشدة والعنف ولا سواهما في فرض سيطرة الحكومة، وكأن ذلك هو العلاج في تصفية المعارضة..... واغتيل المئات معظمهم من الشيوعيين والبارتين، وكانت أجهزة الشرطة والأمن تهمل التحقيق في جرائم الاغتيالات ولا تتعمق فيها،)**
نستنتج من هذه الاحداث ان جهاز الامن لم يكن مساندا لثورة الرابع عشر من تموز ، لانه ظل تحت ادارة رجال العهد الملكي وأغلبهم من الكارهين للثورة والتغيير الذي حصل في العراق ، وكانت ممارساتهم ضد القوى الوطنية تثير مشاعر الكراهية والشعور بالظلم من نظام الحكم الجديد لكي يشتد سخط المواطنين على النظام وتصبح الارضية الشعبية جاهزة لقبول تغيير النظام الجمهوري .
عداء الشيوخ لثورة تموز
كان عداء رجال الدين لثورة تموز سافرا وعلى الاخص من كان منهم مستفيدا من الاقطاعيين الذين تزعزعت مراكزهم بسبب صدور قانون الاصلاح الزراعي ويذكر الجواهري سببا جليا لعدائهم للثورة في مذكراته ج 2 ص 216 ( كانت للشيوخ - رجال الدين - حصص كثيرة مما كان يسمى بـ ( خيوط ذهبية ) من المزارع التي تخصص لهم من الاقطاعيين .. فقد كانت قطع من الارض تخصص وارداتها لهذا الشيخ أو ذاك .. وقد قطعت عنهم هذه الحصص بموجب قانون الاصلاح الزراعي الذي لم يلتفت الى هذه الناحية وحرموا المورد الاول بل الوحيد لهم ولمن معهم ).
رغد الحياة في براغ
عاش الجواهري واسرته الكبيرة في براغ نحو سبع سنوات وحصل الابناء على زمالات دراسية في البلدان الاشتراكية وأشاد الجواهري بالاهتمام والرخاء الذي عاشه في براغ وكتب عن ذلك في مذكراته ص 293 ( أما من الناحية المعاشية فقد كنت فيما يشبه الرخاء بما أغدق علي اتحاد الادباء - التشيكي - من آلاف الكرونات - عملة التشيك .. وفي ص 297 يضيف ، كانت الفترة التي عشتها في براغ فترة عـز و دلال ... كانت نهاراتي وبالاصح كانت نهاراتنا تنقضي بأشهى ما تكون وسط ألطف الاجواء و أمتع اللقطات ، وسط جمالات براغ وتستمر حتى منتصف الليل أو قبيله أو بعيده .. وفي ص 299 ( مما أعتز به دفتر صغير الحجم ، كثير الاوراق استمر عندي طيلة سنوات عديدة في براغ ، أسجل في كل صفحة منه كل يوم من أيام الشهر ما تسوقت به . ففي صفحة منه على سبيل المثال كان مجموع مصروفاتي لهذا اليوم خمسين كرونا أي ما يساوي دولارا ).
ومعروف تأثير براغ على مسيرة حياة الجواهري فخلدها بقصائد عصماء مثل بائعة السمك ، وفي براغ نظم رائعته يا دجلة الخير يا أم البساتين .
* رابط رسالة الجواهري :
https://akhbaar.org/home/2020/11/277247.html
* * ينظر مقال للدكتور عقيل الناصري
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=685429



#مؤيد_عبد_الستار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسائل من سجن بيارنو في استونيا
- احتلال العراق بمشاركة قوات الكركة والسيخ
- حوار مثمر حول التهجير القسري
- عبد الكريم قاسم.... سيظل يذكرك العراق بخير
- نانسي تؤدب الرئيس وظهور الصبات في واشنطن
- في انتظار العام الجديد 2021
- الهرب من منزل الحريم - مذكرات السيدة السويدية ارورا نيلسون 8 ...
- الهرب من منزل الحريم - مذكرات السيدة السويدية ارورا نيلسون 7 ...
- جولة بومبيو وقنبلة ترامب
- الهرب من منزل الحريم - مذكرات السيدة السويدية ارورا نيلسون 6 ...
- الهرب من منزل الحريم - مذكرات السيدة السويدية ارورا نيلسون 4 ...
- فاز بايدن ..أكلها طريمش
- الهرب من منزل الحريم - مذكرات السيدة السويدية ارورا نيلسون 3 ...
- الهرب من منزل الحريم 2 / 8 مذكرات السيدة السويدية : ارورا ني ...
- الهرب من منزل الحريم : مذكرات السيدة السويدية : ارورا نيلسون ...
- انتفاضة تشرين ..الكاظمي لا طاير ولا حاط
- اشعال الحرائق والاهداف المشبوهة
- العراق...إفلاس و وجع راس
- رواية بحر الصبا .. شبح الماضي
- الانتخابات المبكرة القادمة والعمل على تقليص النفقات


المزيد.....




- سيطرة أبناء الفنانين على مسلسلات رمضان.. -شللية- أم فرص مستح ...
- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...
- الغاوون .قصيدة (إرسم صورتك)الشاعرة روض صدقى.مصر
- صورة الممثل الأميركي ويل سميث في المغرب.. ما حقيقتها؟


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مؤيد عبد الستار - الجواهري.. يوم أصيب بنشابة القناص