أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مؤيد عبد الستار - الهرب من منزل الحريم - مذكرات السيدة السويدية ارورا نيلسون 6 /8














المزيد.....

الهرب من منزل الحريم - مذكرات السيدة السويدية ارورا نيلسون 6 /8


مؤيد عبد الستار

الحوار المتمدن-العدد: 6733 - 2020 / 11 / 15 - 23:41
المحور: الادب والفن
    


ترجمة موجزة وعرض لمذكرات السيدة السويدية ارورا نيلسون التي تزوجت من الشاب الافغاني عاصم خان ابن رئيس وزراء افغانستان في عهد الملك أمان الله خان وأصبح اسمها رورا عاصم خان .

6
منزل الحريم عبارة عن غرفة بطول 5 م وعرض 5 ,2 م ،مع عدة سجادات مفروشة على الارض، سقف الغرفة من أغصان شجر البامبو والطين وجدرانها طينية بائسة.
بحثت عيوني عن باب آخر،لم أجـد غير باب واحد دخلنا منه ، ولا توجد سوى كوة صغيرة فوق الباب.
بعد أن اعتادت عيوني على المكان شاهدت عدة أفرشة مرصوفة في زاوية الغرفة قرب الجدران،ولا يوجد أي كرسي أو منضدة في الغرفة.
شاهدت عدة أطفال ونساء يجلسون على الارض في الغرفة،والنساء مصبوغات الوجوه والايدي والأرجل . لا أحد يرتدي الاحذية في الدار .
النساء يضعن الحلي في أصابعهن وسواعدهن وأنوفهن، سلمن عليَّ بانحناءة من الرأس وعبارة : السلام عليكم .
اعتدت ترديد العبارة الافغانية : السلام عليكم.
أجلسوني في الصدارة،فانا عروس وضيفة شرف،يجب أن يحتفلوا بي هنا مرة ثانية حسب التقاليد الافغانية.
حاولت الجلوس مثلهن فلم استطع، مددت ساقيَّ،فانطلقن يضحكن علي بسبب عدم استطاعتي الجلوس، متقاطعة الساقين مثلهن.ليس من الاصول الجلوس والارجل ممدودة أمامك في افغانستان.
لا أرغب التجاوز على التقاليد الافغانية، حاولت جهدي دون جدوى، ساعة إثـر أخرى كنت اضطر لان أريح ساقيّ، بعد مضي أربع ساعات شعرت خلالها بجوع شديد،طلبت طعاما،لكن لا أحـد يفهم ما أريـد.
جائعة، تعـبة،استلقيت على الفراش، لكن النسوة لم يدعني بسلام ، أصبحن أكثر فضولا، تحلقن حولي و يتحسسن ذراعيّ ليتأكدن من بياض بشرتي ولم يتوقفن عند ذلك بل نزعن جوربي كي يتأكدن من بياض قدمي أيضا.
شعرت بالمزيد من الجوع،وكانت أصوات الرجال المحتفلين خارج الغرفة تتناهى الينا مع أصوات موسيقى تقليدية صاخبة.
أخيرا جاءت بعض الفتيات وفرشن شرشفا على الارض وضعن عليه رزمة من الخـبـز، وصحنا من الفخار مليئا بالرز ولحم الدجاج والضأن .
يجب أن تأكلي بيدك اليمنى فقط، شرحت لي أخت عاصم الكبرى ذلك حين جلستُ وسط الغرفة لتناول الطعام .
انتظرت إعطائي صحنا وشوكة وملعقة دون جدوى.الجميع يأكلون بأصابعهم المتسخة،الاطفال ينثرون الطعام على صدورهم وملابسهم حين يأكلون.
بعد تناول الطعام،شبع الجميع، ثم سحبت إحدى النساء فراشا واستلقت عليه، تبعتها الأخريات أيضا ... نام الجميع وبقيت لوحدي يقظة، شعرت بحاجة الى الهواء النقي .
أخيرا سمعت صوت عاصم يناديني حوالي الساعة الثانية ليلا :
- تعالي الى الخارج يا رورا . لقد ذهب أصدقائي ، سنذهب الى النوم .
أخبرني إنه لم يستطع الدخول الى غرفة الحريم لان بعض النسوة الغريبات في ضيافتهم .
خرجت من الغرفة وأسندت ظهري الى الجدار في الحديقة .. هواء .. استنشقت الهواء ...
أخذني عاصم الى غرفة أُعدت لنا،بعد يوم متعب فرحت بالاستلقاء على السرير لولا الموسيقى التي كانت تعزف في حديقة الدار.
وبسبب تعبي الشديد نمت ولم أعرف كم السرير غير مريح ، فهو صلب كالحديد ، مصنوع من الخشب .
كان عاصم قد خرج صباح اليوم التالي،فطلبت ماءً لاغتسل،جاءتني إحدى النساء بالماء لكنها ظلت واقفة أمامي لرؤية كيف أغتسل .
جاءت أخريات، أحضرن لي الملابس، ثم جاءت أخت عاصم لتصبغ وجهي باللون الاحمر.
وضعن زهرة على رأسي ، ومن ثم يجب علي وضع الخمار الابيض على وجهي ، طرحة العروس .
وضعوا أمامي الخبز والشاي، افطار الصباح .
يشربون الشاي كثيرا في كابل، وهو العادة الافغانية الوحيدة التي أحببتها .
إكتشفت انك حين تحرك كوب الشاي الى الاعلي والاسفل يعني ذلك عدم رغبتك بالمزيد من الشاي، والا فان ساقيك يبقى يصب لك المزيد من الشاي .
في الغذاء قدموا لي أيضا الخبز والشاي ، مع نوع من البسكويت يسمى دولتشه والقليل من الجبن .
علمت أن العشاء هو الوجبة الرئيسة.
أخبروني ان حفل الزواج سيستمر لثمانية أيام ، وسأجلس كل يوم مع الحريم .
النساء اللواتي قدمن للاقامة بمناسبة حفل العرس كضيوف،سـيمكثن طيلة الاسبوع دون مغادرة ويـبقـين بملابسهن ليل نهار دون استحمام .
يجب علي البقاء ثمانية أيام على هذا المنوال،ولكني في اليوم الثالث مرضت، فنقلوني الى سرير في غرفة أخرى.
شعرت بالسعادة .. أخيرا أنا وحدي، أستطيع تناول الطعام وحدي، وددت لو بقيت في هذه الغرفة.ولكن لم يدم الامر كذلك ، فكل امرأة من الضيوف يحق لها الدخول علي لمشاهدتي،وكأنني حيوان وحشي، يتلمسون جسدي ليشاهدوا جلدي الابيض الحقيقي .
طلبت رؤية عاصم وقلت له :
- لا أستطيع تحمل المزيد، أريد أن يتركوني بسلام، وأريد أن تتوقف تلك الموسيقى الصاخبة .
هز عاصم كتفيه وقال :
- لا أستطيع إيقاف ذلك يا رورا. إنك زوجة افغانية لرجل افغاني، وهذه هي التقاليد، حتى لو تموتين لا أستطيع تغيير هذه التقاليد.لا أحد يستطيع تغييرها.لا اله الا الله ، محمد رسول الله .
ومن أجـل اقناعي بالامر راح يقص علي اسلوب وطريقة الزواج الافغاني .

* * *
* ملاحظة : الصورة من الكتاب وهي لملك افغانستان أمان الله خان في زيارة الى بريطانيا رفقة زوجته .
قال الجواهري في رثائه قصيدة طويلة عصماء منشورة في ديوانه مطلعها :
وداعا ما أردت لك الوداعا / ولكن كان لي أمل فضاعا
وكم في الشرق مثلي من مُرج / أراد لك النجاح فما استطاعا
أمان الله والدنيا هلوكٌ / أبت الا التحول والخداعا
ترجمة وعرض موجز لكتاب :
Flykten Från Harem
Rora Asim Khan - Aurora Nilssson -
صدر الكتاب في السويد عام 1928م.
يتبع / 7
رابط الحلقة السابقة
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=698379



#مؤيد_عبد_الستار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الهرب من منزل الحريم - مذكرات السيدة السويدية ارورا نيلسون 4 ...
- فاز بايدن ..أكلها طريمش
- الهرب من منزل الحريم - مذكرات السيدة السويدية ارورا نيلسون 3 ...
- الهرب من منزل الحريم 2 / 8 مذكرات السيدة السويدية : ارورا ني ...
- الهرب من منزل الحريم : مذكرات السيدة السويدية : ارورا نيلسون ...
- انتفاضة تشرين ..الكاظمي لا طاير ولا حاط
- اشعال الحرائق والاهداف المشبوهة
- العراق...إفلاس و وجع راس
- رواية بحر الصبا .. شبح الماضي
- الانتخابات المبكرة القادمة والعمل على تقليص النفقات
- تسفير بين الواقع والخيال .. مقدمة الطبعة الالكترونية
- الهدية الحميدية في اللغة الكردية
- من مقص خير الله طلفاح الى مقص حفظ القانون
- حكومة الكاظمي ..عودة حليمة الى عادتها القديمة
- أغاني زاهد محمد لثورة تموز
- الكاظمي بين فكي الرحى
- بغداد من الف ليلة وليلة الى المشرحة
- الكاظمي والقفازات المخملية
- من بغداد الى الهند .. هجرة أوائل العراقيين اليهود *
- حكومة الكاظمي على المحـكّ الدامي


المزيد.....




- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مؤيد عبد الستار - الهرب من منزل الحريم - مذكرات السيدة السويدية ارورا نيلسون 6 /8