أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - يونس العموري - في حضرة ايقونة الحكاية .. دلال المغربي














المزيد.....

في حضرة ايقونة الحكاية .. دلال المغربي


يونس العموري

الحوار المتمدن-العدد: 6838 - 2021 / 3 / 12 - 14:55
المحور: القضية الفلسطينية
    


تفرض نفسها من جديد تلك التي صنعت اسطورة العشق ... سمراء سكنها حنين الأرض ... وسئمت العيش في كنف اللجوء ... فمارست حقها بأن تعود ... فركبت البحر من هناك وقالت ما قالت بحضرة الليل المنسدلة ستائره لأخر مرة على شواطئ حلمها ... همست ايقونة فلسطين .... ووردتها البرية ... وقررت ان تحتضن حكايا جدتها وتتكور على ذاتها لتصنع معجزة الرجوع للأرض العطشى .... جاءت من شمال الشمال وهتفت باسم زهر اللوز كسفيرة لكل فقراء المخيمات ... وممثلة لكل احلام العجائز ولرجال لفحت وجهوهم شمس بساتين الجليل ... امتشقت بندقيتها السوداء وتأهبت واستحضرت كل أقاصيص نساء كربلاء والخنساء ... غجرية أطلقت العنان لأهاتها ... بحثت عن هويتها ... ومخزون مكنوناتها ...وفتشت بين سطور ووسط كلمات وصيتها عن معانيها ... كانت تدور في فلكها المتمرغ بوحل الأرض السمراء ... كانت تعرف متى تبكي وكيف تكون دموعها بلوريات متلألئة على وجنتيها ...تجيد لغة ابتساماتها ...وتمنح حضنها الدافئ متى استطاعت الى ذلك سبيلا ...تتراكض وسط حبات المطر دون ان يمسها ذاك البلل ... كانت تشدو اغاني الحب المتشكل في مدركاتها .... وتأتي فاتحة ذراعيها لتأخذك واياها نحو فعل الحياة ...كنعانية يسوعية عروبية الهوا ....يابوسية مقدسية بأقاصيصها ...حائرة امام البحر ....مستسلمة لأمواجه المتلاطمة ...لها صخرتها التي تحكي واياها شجنها واشجانها ...و أُجزم ان سؤالا كان يطاردها دوما ...فقد ضبطتها الفراشات وهي محلقة بسماء غمامها ...وأمسكت بها الريح وهي تعلو فوق سطح احلامها ..وقالت لها الحكايا اقاصيص من عبروا ...وردة بيضاء على جسد حقيقتها تفوح بريحها .. وتكشف عن لوعتها ... مسافرة نحو الخلود فكان لها الخلود بارض الزيتون البري ... مسافرة بامتياز نحو صومعة اجدادها باللد ....هي الياذة فلسطين ... فقد مارست الحب تحت الشمس ولم تخجل من تسطير احرفها بالأحمر القاني على ذاك التراب المبلل بعطر الندى .... تربعت على عرش القصة وألهمت كل الكتبة وشعراء اللغة بأن يكتبوا مرثيات الزمن الجميل لفتاة قررت ان تمضي فمضت نحو شمسها وبحرها ...هي من قالت للشمس انا هنا فأسطعي متى شئت وغيبي متى اردتي .... وهي من حفرت اسمها بكل طرقات ودروب عاشقة تهوى الليل ..هي من يسكنها الليل ليكون بالتالي انبلاج النهار ممكنا .... هي من رسمت صورها قصرا وفرضت روحها اختيارا بريشة فناني ارصفة الشوارع ع بكل العواصم ....هي من رحلت دون استئذان من احد فكان لرحيلها معنى اخر لمفهوم الرحيل .. فقد كانت تريده رحيلا بلا نحيب او عويل ... لتكون بالتالي حارسة لقرنفلة حمراء بسهل بيسان ... وشاهدة على المذبح .... هي ايقونة السماء ... تعود من جديد لتفرض حضور قصتها منذ ان ركبت بحرها وجاءت الى الفلسطين ... هي دلال التي ستعود بعد أن أيقن قاتلها انه لم يقتل حلمها بعودتها ومكثت هنا ثلاثين عاما رغما عن ارادته ... محاولا ان يمزقها ويمرغ بشعرها التراب فلم يدرك انها قررت ان يكون هذا التراب الحناء لشعرها ... فبعد ان اكتحلت عيونها بجبال حيفا ... جبلت حنتها وصبغت شعرها ...
تعود دلال المغربي الى حضن الحقيقة .... فقد قتلوها كونها قد اجهرت بحبها ... وكان لها ان رقصت رقصة الموت ... فللموت ايضا قرار ... وانت العائدة الأن الينا هل لنا بالتساؤل من جديد ..؟؟... فمن الذي قتلك على مذابح الحرية يا سيدتي ... ؟؟ وكيف لك أن ترقصي رقصة الموت....؟؟ أوتكون مفاجأة اللحظة ..؟؟ ويكون القرار بالحياة الأتية...؟؟ أم انه الهروب من الموت نحو الخلود على قدسية الصليب المكبل.....؟
من الذي قتللك سيدتي...؟؟ وأحالك للحلم الوردي.... ؟؟ حينما اختلفت عليك كل المسميات... اعلم انك حلمت كثيرا هناك...
بذاك الصباح استمعت لسيمفونية أحزانك تصدح في الأعماق... وتكبيرات تمردك تعلو....
من الذي قتلك يا سيدتي...؟؟ أهو الوطن...؟؟ رقعة الجغرافيا....أم يكون الحلم...؟؟ بالمناجاة في معبد الرب.... اوتكون الحياة من تقتل أبناءها...؟؟ وتسئم من الصلوات في عيون العاشقة.... أم هو العشق للحياة....؟؟
من الذي قتلك يا سيدتي....؟؟ أنكون نحن من قتلناك...؟؟ ومن سلبناك.... الوطن... والحياة...والحلم...؟؟؟ من الذي قتلك يا سيدتي....؟؟ سأنثر بقايا وردة حمراء باسمك علها تصل لمن كان بإنتظارك على شاطىء بحرك ..
دلال اسم من اسماء فلسطين الأولى ... عرفناه منذ ان كانت بدايتنا مع مشوار الألف ميل ... ابنة اللد التي كانت اول قائدة عسكرية في تاريخ النضال الفلسطيني المعاصر، والتي قادت اجرأ عملية فدائية في تاريخنا. الفتاة التي ولدت في مخيم صبرا عام 1958، وسقطت شهيدة في الطريق الساحلي بين حيفا وتل ابيب يوم السبت 11 آذار (مارس) 1978، بعد واحدة من اروع مغامرات البطولة في تاريخ المقاومة. قبل ان تقود مجموعة مؤلفة من احد عشر فدائيا الي ارض الوطن، من خلال زوارق مطاطية، تم اتلافها وتدميرها لحظة الوصول الي الشاطئ الفلسطيني، كتبت دلال المغربي وصيتها، التي تقول: وصيتي لكم جميعا ايها الاخوة حملة البنادق، تبدأ بتجميد التناقضات الثانوية، وتصعيد التناقض الرئيسي ضد العدو، وتوجيه البنادق كل البنادق نحو العدو. استقلالية القرار الفلسطيني تحميه بنادق الثوار ...
ابنة العشرين، التي لم ترَ فلسطين الا لحظة الموت، قادت مجموعتها واطلقت العنان لذاتها بأن تمارس عشقها وتعزف لحن خلودها برشاشها ... تنتهي رحلتها مع الاسر بمقبرة الأرقام ....
فهل من الممكن ان نحفظ وصيتها ...؟



#يونس_العموري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في انتظار الارتطام بالقعر
- عبثية فن الممكن في الحالة الفلسطينية
- فلسفة البحث عن الذات في زمن التيه
- في ظل انطلاقة حركة فتح وانتظار الإجابات للأسئلة المعلقة
- مرة اخرى حول شعار ( القدس اولا ...) الذي اصبح بلا معنى
- تراتيل في السقوط
- كان يا ما كان
- أحاديث على أرصفة القهر
- وحلمنا بعروس البحر فإذا بالمولودة قردة
- فخامة الموت
- (هناك من يغضب لمنظر امرأة لا ترتدي حجابا .... اكثر مما يغضب ...
- في عبثية الفوضى ....
- جدلية فعل الافراج عن مروان البرغوثي
- قراءة سياسية راهنة ....
- ما يجب ان يُقال بالظرف الراهن ....
- بيان هزيمة الذات ...
- لمُنتظر الزيدي ..شكرا لحزنك الجميل ولغضبك النبيل .....
- ما بين ( فن الممكن) و( فن المستحيل ) بالحالة الفلسطينية
- حول رفع التمثيل الدبلوماسي لبعثة منظمة التحرير الفلسطينية في ...
- حينما تصبح القدس عاصمة للثقافة العربية ..


المزيد.....




- محللون: شبح التواطؤ يلاحق الجميع بعد تأكيد اللجنة الأممية وق ...
- -مسار الأحداث- يناقش أهمية التقرير الأممي الذي اتهم إسرائيل ...
- ملك إسبانيا: معاناة الفلسطينيين في غزة تفوق الوصف
- عاجل | مصدر رسمي بحكومة سوريا للجزيرة: لا يمكن الحديث عن أي ...
- مدعي عام يوتا يوجه تهمة القتل العمد لقاتل تشارلي كيرك ويطلب ...
- وسط قلق من طموحات ترامب.. الدنمارك تقود مناورات عسكرية في غر ...
- الحرب على غزة.. عشرات الشهداء بالقصف والتجويع والحوثيون يسته ...
- الدويري: إسرائيل ستزج بـ5 فرق وليس 2 لاجتياح غزة والسيطرة عل ...
- الأكراد يصعّدون ضد الحكومة السورية
- اجتماع يبحث ملف السويداء.. وخارطة طريق بدعم أميركي أردني


المزيد.....

- البحث مستمرفي خضم الصراع في ميدان البحوث الأثرية الفلسطينية / سعيد مضيه
- فلسطين لم تكسب فائض قوة يؤهل للتوسع / سعيد مضيه
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ااختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- اختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- رد الاعتبار للتاريخ الفلسطيني / سعيد مضيه
- تمزيق الأقنعة التنكرية -3 / سعيد مضيه
- لتمزيق الأقنعة التنكرية عن الكيان الصهيو امبريالي / سعيد مضيه
- ثلاثة وخمسين عاما على استشهاد الأديب المبدع والقائد المفكر غ ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - يونس العموري - في حضرة ايقونة الحكاية .. دلال المغربي