أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - يونس العموري - في عبثية الفوضى ....















المزيد.....

في عبثية الفوضى ....


يونس العموري

الحوار المتمدن-العدد: 2572 - 2009 / 3 / 1 - 09:45
المحور: القضية الفلسطينية
    


حينما يختلط الحق بالباطل، ويصبح الباطل سيد الموقف، لابد من اعادة لتمركز المفاهيم وتعريفها والاتفاق على شكل وطبيعة منطلقاتها، وتحديد المعايير والمقاييس التي من خلالها من الممكن تحديد حقيقة الموقف، وطبيعة المعادلة الفعلية لخارظة التناقضات الحاكمة للفعل ولردات الفعل، وللحدث وتاثيراته على مختلف المستويات، وطبيعة صناعة المواقف اتجاه اي من القضايا المتفاعلة على مختلف الساحات، حيث اننا نعيش بعصر ما عدنا من خلاله نستوعب الحدث وبالتالي صارت الخربشة اذا ما جاز التعبير سيدة الموقف وليس أدل على ذلك الا ما بتنا نتلمسه بظرفنا الفلسطيني المعاش والتأثير المباشر لإرهاصات الوقائع العربية وتصارع المصالح التي باتت جزء من اجندة الفعل العربي حيث ان هذا التصارع انما يعبر بالأساس عن تصارع القوى الدولية بشكل او بأخر وانعكاسا لها ...
استطيع ان استوعب حجم الخربشة التي يعايشها المواطن الفلسطيني اليوم، فكل شيء بات متغير وعلى الأقل غير مفهوم بل انه غير منضبط السياق في اطار الفهم المنطقي والمتسلسل لقياس الأبيض والأسود وببساطة الأشياء لماهية الأبيض وذاك الأسود وما هو الصالح وما طبيعة الطالح بمعنى ان ثمة فوضى كبرى تغزو وجدان التفكير لدى الكثير من البسطاء وحتى ممن يدعى انه يعي قوانين اللعبة الدائرة رحاها الأن في المنطقة، فهناك انقلابات كبرى تحدث في انماط التعاطي والتعامل والقضية المركزية للوجود القومي العربي ولطبيعة مناهج ادارة الازمات التي تعج بها الساحة العربية وتلك التي بلا شك قد صارت جزء من فعل التاثر والتاثير على الساحة الفلسطينية حيث صار من الطبيعي ان نشهد الكثير من المفاجأت التي قد تصل الى درجة التحول في الفهم وانقلاب المفاهيم المنطقية للأمور كان تتصدر صغار الدول في المنطقة معسكر ما يسمى بالممانعة وهي التي يتمركز على أراضيها اكبر الأساطيل الغازية لقوى الهيمنة والاستعمار واستعباد الشعوب ... وان تصبح تجارة المواقف وبيعها وشراءها واحدة من النمط العام الذي يسود العلاقات الدولية ما بين اجزاء ما يسمى بالوطن العربي والذي اصبح الخلاف عليه وعلى تسميته وحتى على ترابطه امرا فيه وجهة نظر ... فالقطرية وسيادتها صارت هي سيدة الموقف والشغل الشاغل لحكام هذه الأقطار وسياسة المناكفة ما بين العائلات الحاكمة والمسيطرة هي الشغل الشاغل للفهم الدبلوماسي والتشويه واحد من مستلزمات العمل وادواته والقفز عن الحقائق ومحاولة لي الأذرع مباحة بكل الأوقات والأزمان والكل يتغنى بشعارات باتت مفرغة من محتوياتها العروبية القومية وحتى الوطنية التي من المفروض انها منطلقة من الفهم الشعبي الجماهيري لماهية مصالحها واهدافها والأثمان تدفع سلفا لصالح الغول المتغول المسيطر على قوانين اللعب في المنطقة من خلال الهوامش الممنوحة لهذا القطر او لذاك البلد وحيث ان سيد اللعبة قد اضحى مكشوفا ومعروفا فلابد من إطاعة الأمر والا فالعقاب بالإنتظار من خلال الهجوم المضاد على الحاكم والنظام بسيف الديمقراطية والشفافية وما يسمى بالعدالة ليُصار بالتالي الى الإطاعة والا فستكون الإطاحة وتسويق مفاهيم الديمقراطية الكاذبة كما هو الحال ببلاد ما بين النهرين التي جاءته الديمقراطية على متن دبابة غازية والكل كان متفرجا ويشهد اعدام العراق على مقصلة الذبح ... وان يصبح الجهاد فن من فنون القتل والتقتيل لكل من يختلف مع اولي الأمر فينا وفيهم مباح ومستباح والطريق الى الجنة لا يمر الا عبر القتل على الأشهاد، وتسويق ثقافة الموت التي صارت جزء من مشهد العصر على حساب ثقافة رغد العيش امرا مقبولا بل واجب تصل الى حد الفرض الإلهي لصناعة النصر بصرف النظر عن الناصر والمتتصر وذاك المنهزم، ولابد من القاء الخطبة العصماء بحضرة الركام وغمام الغبار .... وحتى يكون للنصر ثقافة مؤدلجة اذن لابد من اقصاء الأخر الذي من الممكن ان يكون الشريك بالحلم وبلقمة العيش .... عبر التشويه تارة ومن خلال رميه بأحضان الرذيلة تارة اخرى وكل شيء مباح في سبيل احقاق النصر وتطويعه ....
وان تصير واحدة من اعرق حركات المقاومة الفلسطينية هدفا لتصفية الحسابات الأيدلوجية لا لشيء الا لكونها متربعة على عرش ادارة الشأن الفلسطيني العام فيه الكثير من التجني على التاريخ وان تصبح بالمقابل المقاومة وفعلها دربا من دروب الجنون والعبثية والإستثمار الخاسر للشعوب فيه الكثير من خربشة لموازيين الجماهير واحقيتها بالدفاع عن الذات واعادة لتموضع الفهم من جديد ومصالحة الشاة مع السكين ... ويبقى الثابت الوحيد هو المتغير في عوالم تحكمه مصالح البزنس والإتجار بالشعوب واحدة من اساليب الفهلوة والتشاطر على صناعة الحدث .... بأسلوب التلصص وشراء الذمم وبيع الدول وحتى بيع الانسان قد يصبح الحقيقة الراسخة بهذا الفهم المتجدد الجديد ... وان يتم استهداف من يحاول ان يقرأ التاريخ ويغوص بجمالية الانسان الأول بخان الخليلي وبأسواق ام المدائن العتيقة قد صار موضة تستوجب فعل القتل لإثبات الوجود ....
الفوضى هي الحاكمة الأن بلا منازع وفن الحوار هو النهج السائد لحل الخلاف ولا مكان لمن يمارس الصراخ بوجوب الحياة ان استطاع الى ذلك سبيلا ولا مكان لفقراء الليل تحت الشمس فأما ان تكون ضمن جيوش الفعل لصناعة النصر الإلهي او ان ترتضي لذاتك مكانا في صفوف الخونة والتخوين .. وان اردت ان تكون هناك بالمكان الذي ترتضيه لنفسك ولذاتك ولإنسجامك ومفاهيم الأبيض والأسود وتداخل الألوان فيما بينها فلابد من ان تكون عبثيا تارة وكافرا احيانا ومن الممكن ان يستباح دمك على مذابح قراءة التاريخ للمدينة العتيقة .... وام المدائن لا تنتمي لأي ممن ييمنطقون اليوم بأسمها فهي الفقيرة لعشاقها والحاضنة للصراخ المرتد عن جدرانها واسوارها ولا تكفر احدا من روادها والكل لديها سواء ومعيارها صمودها وبقاءها وهي الجميلة وتحب الجمال والعاشقة الحبيبة لعشاق ليلها وتحنو على صراخ رجالها وغير معنية بالعبث العبثي من وراء القول العبثي بحضرتها ....
اذن نحن نعايش عصر اللافهم الأن وعصر انفلات القوى من عقالها والقول الفصيح بالكلام المباح بكل الاتجاهات وهو كلام لصناعة البلاغة ليس اكثر لتسجيل النقاط على الخصم الكافر او ذاك العبثي بحضرة الوطن ... والوطن قد يكون ظالما او مظلوما لا فرق ما دام الانسان مستباح ووقودا لتأجيج نيران صناعة الزعامات والمماليك بكل الإقطاعيات المُمزقة لجغرافيا الوطن ....





#يونس_العموري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جدلية فعل الافراج عن مروان البرغوثي
- قراءة سياسية راهنة ....
- ما يجب ان يُقال بالظرف الراهن ....
- بيان هزيمة الذات ...
- لمُنتظر الزيدي ..شكرا لحزنك الجميل ولغضبك النبيل .....
- ما بين ( فن الممكن) و( فن المستحيل ) بالحالة الفلسطينية
- حول رفع التمثيل الدبلوماسي لبعثة منظمة التحرير الفلسطينية في ...
- حينما تصبح القدس عاصمة للثقافة العربية ..
- دعوة لفهم منطلقات انعقاد الملتقى العربي الدولي لحق العودة .. ...
- حينما يصبح الأسود رئيسا لأمريكا ....
- ان لم تتفقوا فلا تعودوا ....
- مرحلة المصالحات ... ضربة اخرى للسياسات الامريكية الاسرائيلية ...
- في الدعوات للمشاركة في الإنتخابات لبلدية القدس ...
- قراءة في الورقة المصرية للحوار الفلسطيني ....
- لعيسى قراقع .... ( دور يا كلام على كيفك دور) ....
- كرنفالية لعكا ...
- تراتيل في نداء مطران القدس كبوتشي ....
- المصالحات الفتحاوية لابد ان تكون على اساس الإصلاحات اولا ... ...
- تعويذة مقدسية بحضرة الفتنة من جديد ...
- مطالعة نقدية لواقع حركة فتح وسبل استنهاضها ...


المزيد.....




- منزل براد بيت في لوس أنجلوس يتعرض للسرقة
- فستان -الرعاية- للأميرة ديانا يُباع بأكثر من نصف مليون دولار ...
- أمراض يُمكن تجنّبها تقتل 1.8 مليون أوروبي سنويًا: تقرير أممي ...
- محكمة إسرائيلية ترفض طلب نتانياهو إرجاء محاكمته بتهم فساد
- كلاب السلوقي التونسية -سلالة نبيلة- مهددة بالتهجين والانقراض ...
- ألمانيا ـ توجيه الاتهام لسوري بالمساعدة في التخطيط لهجوم على ...
- البرلمان الألماني يقرّ تعليق لم شمل أسر لاجئي الحماية الثانو ...
- إسرائيل توقف المساعدات وأزيد من أربعين قتيلا في غارات متفرقة ...
- مستوطنون يقتحمون مدينة نابلس ويعتدون على فلسطينيين
- يوآف شتيرن: نتانياهو لا يستمع للأصوات الداعية لوقف الحرب في ...


المزيد.....

- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - يونس العموري - في عبثية الفوضى ....